
الموقف العربي تجاه الحرب في الصومال
– ما وراء غياب الدور العربي عن الصومال
– دوافع التدخل العربي في قضية الصومال
علي الظفيري: أهلا بكم نقرأ اليوم فيما وراء المواقف العربية المترددة تجاه الحرب الدائرة في الصومال والدور الذي يمكن أن تلعبه المنظومة العربية بمساعدة هذا البلد العربي في الخروج من الكوارث المتتالية التي يعيشها ونطرح في الحلقة تساؤلين اثنين، ما هو سر الغياب العربي الطويل عن تطورات الأحداث في الصومال؟ وما هي العوامل التي تحدد مواقف الدول العربية من الحرب الدائرة هناك؟
ما وراء غياب الدور العربي عن الصومال
علي الظفيري: استنكر شيخ شريف شيخ أحمد رئيس المجلس التنفيذي للمحاكم الإسلامية في الصومال، استنكر الصمت العربي والدولي على دخول القوات الإثيوبية إلى الأراضي الصومالية.
[شريط مسجل]
شيخ شريف شيخ أحمد – رئيس المجلس التنفيذي للمحاكم الإسلامية: نأسف لما يحدث من صمت من الدول العربية والدول الإسلامية والدول الأفريقية وجميع العالم ونحن نعلم من أين يأتي هذا الصمت لأن العالم لم يصبح حر، أميركا هي التي تتحكم في العالم ولا أحد يستطيع أن يتكلم إلا بما تريده أميركا.
علي الظفيري: ومع تصاعد حدة الصراع في الصومال تباينت المواقف إزاء طرفي النزاع، فحسب تقرير للأمم المتحدة تقوم مصر والسعودية وليبيا وسوريا بتقديم دعم للمحاكم الإسلامية أما اليمن والسودان فيدعمان حسب التقرير الحكومة الصومالية الانتقالية التي تتخذ من بيدوا مقر لها، إثيوبيا اعتبرت سيطرة المحاكم الإسلامية على الصومال تهديد لأمنها وقدمت هذا التفسير مبرر إعلانها الحرب ضد المحاكم، الولايات المتحدة اعتبرت أن تنظيم القاعدة بات يسيطر على المحاكم الإسلامية ووصفت كبار المسؤولين في المحاكم بأنهم متطرفون وإرهابيون، هذا وقد قرر مجلس الأمن الدولي عقد اجتماع طارئ ابحث الوضع في الصومال، أما الجامعة العربية فقد دعت إلى الوقف الفوري للقتال بين قوات المحاكم الإسلامية وإثيوبيا وإلى استئناف محادثات السلام في الخرطوم بين الحكومة الصومالية الانتقالية واتحاد المحاكم، من جانبه دان الاتحاد الإفريقي التصعيد في الأزمة في الصومال وقرر تنظيم اجتماع تشاوري في أديس أبابا الأربعاء مع الجامعة العربية ومنظمة الإيجاد لبحث الوضع في الصومال، كما أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه الشديد من المعارك الدائرة بين إثيوبيا واتحاد المحاكم الإسلامية ودعا دول المنطقة إلى إيجاد حل سلمي للوضع في الصومال، معي في هذه الحلقة لمناقشة الموضوع من القاهرة حلمي شعراوي مدير مركز البحوث العربية والإفريقية ومن الخرطوم السيد أحمد خليفة رئيس تحرير صحيفة الوطن ومن صنعاء ياسر العواضي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب اليمني، مرحبا بكم جميعا، أبدأ مع السيد العواضي في صنعاء ونتساءل هل فعلا يغيب الدور العربي عن ما يجري في الصومال منذ سنوات طويلة واليوم الحرب الدائرة من قبل إثيوبيا؟
ياسر العواضي – لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب اليمني: أولا أشكر الجزيرة على تسليطها الضوء على هذا الموضوع المهم ولا أعتقد إن الدور العربي غائب بشكل تام لأنه اليمن تلعب دور أساسي منذ سنوات طويلة حول إيجاد حلول للمشكلة الصومالية بالتعاون مع كل الجهات ذات العلاقة، ربما أنه الدور العربي بشكله المتكامل لم يكن بحسب ما هو معول أو مطلوب من الدول العربية، إلا أن هنالك جهود قد لا ترضي طموح والواجب الذي يجب أن تقوم به هذه الدول..
علي الظفيري: طيب سيد ياسر إذا ما أخذنا الدور اليمني كنموذج لأحد الأدوار العربية، هل يتدخل اليمن أو يحاول التأثير لإنقاذ الكارثة بشكل عام في الصومال أم لجهة على حساب جهة أخرى؟
" |
ياسر العواضي: غير صحيح أن اليمن يتدخل لجهة صالح جهة اليمن يتدخل لإنقاذ الوضع في الصومال بشكل تام وكانت هناك جهود يقودها الرئيس علي عبد الله صالح والحكومة اليمنية منذ وقت مبكر قبل وجود الحكومة الصومالية المؤقتة مع كل فرقاء العمل السياسي وأيضا أسياد الحرب كما يسمون في الصومال منذ سنوات طويلة يعني وقامت اليمن بجهود جبارة لأنه ليست لمصلحة اليمن مطلقا أن تظل الأوضاع في الصومال بهذا الشكل وليس لمصلحتنا أن نتدخل مع طرف على حساب طرف آخر.
علي الظفيري: نعم أستاذ حلمي شعراوي دعنا ننطلق من حديث السيد العواضي عن الدور اليمني ونقيس الدور العربي في الصومال، هل يغيب تماما؟ ما هو شكل هذا الدور وتأثيره في الملف الصومالي؟
حلمي شعراوي – مدير مركز البحوث العربية والإفريقية- القاهرة: هو طبعا أنا متحفظ على التساؤل الدائم إزاء أي مشكلة عن الدور العربي وكأن في هناك كتلة عربية وأيدلوجية وحدة عربية وتحرك عربي باتفاقية الدفاع المشترك أو الاتفاقيات الاقتصادية المشتركة والتوحيدية، يعني إذا غاب كل هذا الإطار وغابت أي ممارسات تثبت عكس ذلك طوال عشرة.. يعني عقد على الأقل كامل من الزمن الأخير ناهيك عن عدة عقود فلا أتوقع ولا يعني يجب السؤال بهذا الشكل المطلق دور عربي وموقف عربي وكأن مثلا الجامعة العربية معبر أساسي عن حركة الوحدة العربية اللي لازم تنطلق للدفاع عن الأمن القومي العربي هنا وهنالك.. ليس هذا صحيح، إذا نبحث مناطق ومصالح إقليمية، المنطقة العربية مثلا لو أخذنا حتى على أنه نظام عربي بيدافع عن نفسه أو نظام إقليمي.. النظام الإقليمي يعني يتطلب بعض القوى الإقليمية الأساسية اللي تنطلق زي ما بتنطلق نيجيريا حول لها مع كل غرب أفريقيا أو جنوب أفريقيا مع كل المنطقة هناك إلى آخره، هذا ليس متحقق في المنطقة العربية، فيه قطرية هائلة وفيه ارتباطات بالسياسات الأميركية عالية ومن ثم لا نستطيع..
علي الظفيري: ولكن أستاذ حلمي إذا سمحت لي أستاذ حلمي يعني بإمكاننا أن نتحدث عن أدوار عربية رئيسية، إذا ما تحدثنا مثلا عن السودان واليمن لهما مصالح كبيرة، جدا إذا ما تحدثنا عن مصر والسعودية كبلدين مؤثرين في الإقليم بشكل عام منها نتحدث عن جملة أدوار عربية.
حلمي شعراوي: أيوه نتحدث بهذا الشكل أفضل فاليمن لها.. اليمن في تنظيم تحالفي مع السودان ومع إثيوبيا وطبيعي لا أتوقع منها إلا قدر من التنسيق على الأقل للحد من توسعات إثيوبيا وطريقتها وتغلغلها الأخير في الصومال بهذا الشكل والسودان هو مركز المحادثات وكان له قبل كده سابق صلة بالاتحاد الإسلامي نفسه من ناحية ثانية إذا وله هذه الأيام علاقة وحوار مع الاتحاد الأفريقي، فممكن بهذا الشكل نستطيع الحديث مصر مفروض أنها لها مركز في الاتحاد الأفريقي وفي الجامعة العربية ومصالح في القرن الأفريقي كبيرة فمفترض أن يكون حركتها مبكرة منذ بدأ التوتر في هذه المنطقة لكن كل هؤلاء الأطراف تحركوا بعد ما نضجت التوترات العالية في مصالح الشعب الصومالي وتدهورها إلى الحد الذي لم يجد فيه ألا جماعات دينية مثل المحاكم الشعبية وهي ليست نوع من الإسلام السياسي، يعني بالمناسبة هي حركة يعني جماعات شعبية محلية بتتحرك ولكن فيها عنف المعتقدات الشعبية الصومالية تجاه إثيوبيا على أن الإثيوبيين هؤلاء يعني مجموعة أشرار يعني هدفهم احتلال الصومال طول الوقت، فانطلقت تصريحات أدت هذا أدت يعني هذه الشرعية للحركة الإثيوبية، إثيوبيا قلقة ومع ذلك إثيوبيا مطمئنة لمنطقة كبيرة فيها صوماليين في شرق إثيوبيا أو ما يسمى بالصومال الغربي وهؤلاء يعني استقروا.. يعني فضلوا الاستقرار عن الدخول في الحرب، أنا أعود ثاني أقصد إلى المصالح الإقليمية التي تحكم هذا وتجعل إثيوبيا بقوتها العسكرية طبعا المتفوقة جدا لها هذه الإمكانية في الهجوم وليس هناك أي طرف عربي مركز استراتيجيته للحل..
علي الظفيري: تسمح لي أستاذ حلمي..
حلمي شعراوي: مصر والسعودية واليمن كلا.. أيوه..
علي الظفيري: اسمح لي أسأل السيد أحمد خليفة في السودان..
حلمي شعراوي: كل له مصالح متنوعة..
علي الظفيري: سأعود لك وسنستوفي هذه النقطة حقها، يعني أستاذ خليفة في الخرطوم السودان بلد رئيسي يفترض أن يكون له دور ولعب دورا ولكن هذا الدور ربما لم يكن الدور المطلوب أو الكبير أو المؤثر بشكل كبير، نتساءل أيضا الآن عن سر الغياب العربي أو عن محدودية التأثير العربي ولننطلق من الموقف السوداني والدور السوداني؟
" |
سيد أحمد خليفة- رئيس تحرير صحيفة الوطن السودانية- الخرطوم: أنا يعني أتمنى ألا يكون هنالك دور عربي إلا من خلال الدول العربية الأفريقية، لأن أي كلام عن دور عربي في هذه المسألة سيضر بالقضية الصومالية ولن يفيد خاصة إذا علمنا بأن مشاكل الصومال الحالية بدأت منذ عام 1975 عندما انضمت الصومال للجامعة العربية، هذا عجل بنهاية نظام سياد بري سنة 1991، دفع ثمن الانتماء للجامعة العربية وهو وسط هذا المحيط الأفريقي وهو مجاور لإثيوبيا الدولة المحورية مسيحيا وأفريقيا وهو مجاور لكينيا وكان آنذاك النفوذ الإسرائيلي كبير جدا في منطقة القرن الأفريقي.. أنزعج من دخول الصومال للجامعة العربية وهذا عجل بنهاية نظام سياد بري والانهيار.
علي الظفيري: طيب أستاذ خليفة أنت قلت شيء.. يعني قلت أمر مهم جدا أنه إذا كان هناك دور عربي يجب أن يكون قاصر على دول أفريقية، من تقصد؟ تقصد مثلا السودان ومصر واستبعاد اليمن والسعودية مثلا؟
سيد أحمد خليفة: الدول العربية زي مصر.. زي مصر اليمن السعودية مش أفارقة.. عرب فقط، هؤلاء يبتعدوا تماما عن هذا الأمر ولكن الدول التي يمكن أن تلعب دور هي الدول ذات العضوية في الاتحاد الأفريقي، السودان مصر تونس الجزائر المغرب، هذه دول ممكن تكون له أضلع أو لها علاقة بأفريقيا..
علي الظفيري: طيب الآن أستاذ خليفة الآن من يلعب دور.. من يعني دعنا نقيم الدور القائم الآن؟ من هو الأكثر تأثيرا؟
سيد أحمد خليفة: الدور الغائب يا سيدي..
علي الظفيري: القائم..
سيد أحمد خليفة: هو الدور الصومالي نفسه.. الدور القائم على الساحة هو الدور الإثيوبي الإريتري هنالك صراع إريتري إثيوبي، إريتريا بنظامها العلماني المسيحي الماركسي تدعم المحاكم الإسلامية لمصلحة الصلاة السيئة بينها وبين إثيوبيا في منطقة بادمي.. النزاع المعروف، لذلك الآن المحاكم الإسلامية تستمد جزء من قوتها العسكرية والصواريخ المضادة وما نصب في المطارات من اريتريا وبالتالي الحكومة المؤقتة برئاسة عبد الله يوسف تستمد قدرتها العسكرية من إثيوبيا، إذا الصراع..
علي الظفيري: أتوقف معك هنا أستاذ خليفة حتى الآن نبتعد عن نقطة يعني الدور العربي تحديدا، أستاذ العواضي في صنعاء هل فعلا أي تدخل عربي غير إفريقي من شأنه ربما التأثير بشكل سلبي على الملف كما قد حدث سابقا من خلال ما أشار له سيد أحمد خليفة؟
ياسر العواضي: السيد أحمد خليفة تجده يعبر عن وجهة نظره ولا أعتقد أنها بالضرورة يجب أن تكون وجهة صحيحة لأنه اليمن وإن كانت لا تحب أصلا أن تتدخل إلا في قضايا يفرض عليها الواجب أن تتدخل فيها لأن الحدود الإفريقية لأغلب الدول العربية في إفريقيا مع الصومال مقفلة والحدود اليمنية هي المفتوحة على الصومال ونحن في اليمن يوجد لدينا ما يقارب أربعمائة ألف لاجئ صومالي تتكفل بهم الحكومة اليمنية والشعب اليمني يستضيفهم، أيضا القرب الجغرافي بين اليمن والصومال يجعل قضية الصومال أقرب بكثير إلى اليمن من حتى دول إفريقية أخرى حتى وإن كانت عربية وأعتقد أنه الدور الذي لعبه اليمن منذ البداية هو كان الرائد في الدول العربية في تحركها نحو إيجاد حلول سلمية ومفاوضات مضنية على أكثر من عشر سنوات بين الصوماليين، استضافت صنعاء وعدن وأغلب المدن اليمنية وإلى هذه اللحظة واليمن يسعى وفي هذه الأثناء أيضا هنالك مساعي يمنية لاحتواء الأزمة الصومالية ويري اليمنيون يجب أن يعود الجميع إلى طاولة المفاوضات، أيضا الأخ في القاهرة عندما تكلم عن تجمع صنعاء والتحالف الإقليمي بين اليمن والسودان وإثيوبيا أريد أن أضيف إلى معلوماته أن اليمن تدخلت قبل قيام تجمع صنعاء في الصومال بحوالي ست أو سبع سنوات ودعت فرقاء العمل الصومالي إلى زيارة اليمن وهنالك وفود يمنية شاركت قبل أن ينشا تجمع صنعاء وحتى بعد نشوء تجمع صنعاء وهو تحالف تعاوني بين اليمن والسودان وإثيوبيا.. الصومال أيضا عضو فيه ممثلة بالحكومة الانتقالية المؤقتة برئاسة عبد الله يوسف التي نتجت نتيجة اتفاق نيروبي الذي استنتجت منه المصالحة الصومالية هذا الموقف.
علي الظفيري: أستاذ ياسر اسمح لي بعد قليل أيضا سنشير للعوامل.. جملة العوامل التي تحدد مواقف الدول العربية في تدخلها أو في تأثيراتها على ما يجري في الصومال هذه مسألة نقرأها معكم بعد وقفة قصيرة فتفضلوا بالبقاء معنا.
[فاصل إعلاني]
دوافع التدخل العربي في قضية الصومال
علي الظفيري: أهلا بكم من جديد، أهمية الصومال الاستراتيجية للوطن العربي تبرز من خلال تاريخ من العلاقات غلب عليها في البداية الطابع التجاري، كما لا يمكن إغفال الدور الذي لعبته الصومال في دخول الإسلام إلى جنوب القارة الإفريقية غير أن هذه العلاقات تطورت لتأخذ أبعادا سياسية لاسيما في عهد مصر الناصرية.
[تقرير مسجل]
إيمان رمضان: الصومال دولة تقع شرق قارة إفريقيا وتحديدا في منطقة القرن الإفريقي، يحدها خليج عدن والمحيط الهندي شرقا وإثيوبيا غربا وجيبوتي من الشمال الغربي وكينيا من الجنوب الغربي، غير أن بعض أهميتها الاستراتيجية تكمن في هذه النقطة.. مضيق باب المندب المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، كما أن للصومال أهمية استراتيجية لقناة السويس المصرية ومن ثم تجارة النفط العربي، بلاد بونت كان ذلك الاسم الذي عرف به الصومال في مصر الفرعونية التي أقامت علاقات تجارية معها كما تشير النقوش المحفورة على جدران معبد حتشبسوت وهنا على الساحل الصومالي أو ساحل الزنج كما سماه العرب ازدهرت العلاقات التجارية العربية الصومالية وعبر الأراضي الصومالية انطلقت الرسالة العربية الإسلامية باتجاه الجنوب الإفريقي وبما أن الصومال جزء من القارة الإفريقية فلا يمكن بحال فصل تاريخه علاقاته بالدول العربية عن تاريخ العلاقات العربية الإفريقية، الخمسينات والستينيات من القرن الماضي كانت أزهى عصور الترابط العربي الإفريقي وكانت مصر أول دولة ساندت حركات التحرر الإفريقية ماديا وعسكريا وسياسيا وبعد ازدياد حدة التوتر في الصومال والذي بدأ منذ عام 1991 اتهمت أطراف صومالية الجامعة العربية بتجاهل الصومال ومشكلاته وعدم وضعها مع العراق وفلسطين في كفة واحدة وظلت الأزمة الصومالية مع الجامعة العربية قائمة حتى جاءت قمة الجزائر لعام 2005 برسالة إلى الصومال مفادها تواصل الاهتمام العربي بتلك المنطقة الاستراتيجية بالنسبة للعرب وترجمت القمة هذه الرسالة إلى عدة مقررات شملت تقديم مساعدات مالية للحكومة الصومالية الانتقالية ولم يكن الدور اليمني بأقل من الأدوار العربية السابقة وهو ما يوضحه اتفاق عدن الذي استطاع من خلاله الرئيس علي عبد الله صالح التوفيق بين طرفي النزاع في الصومال من خلال اتفاق مصالحة وطنية وبذلك نجحت اليمن في ما فشلت فيه دول الجوار الصومالي والايجاد، الجهود السابق ذكرها لا تنفي حالة من الاسترخاء العربي إزاء الدائرة الإفريقية بوجه عام والصومال بوجه خاص، حالة قد جعلت من الصومال وإفريقيا على ما يبدو ساحة خالية قد تمكن أطراف دولية من إعادة رسم خريطة القارة الإفريقية بما يخدم أجندات سياسية محددة.
علي الظفيري: أهلا بكم من جديد أتوجه للسيد حلمي شعراوي في القاهرة وكنا قد ذكرنا أستاذ حلمي في البداية مجموعة مواقف عربية هي طبعا حسب تقرير الأمم المتحدة ولا يعرف إذا كانت هذه الأمور دقيقة تماما أم لا، التقرير يقول مصر والسعودية وليبيا وسوريا تقدم دعم للمحاكم الإسلامية، اليمن والسودان يدعمان حسب التقرير الحكومة الصومالية الانتقالية، أتسائل معك أستاذ حلمي الآن ما الذي يحدد موقف كل دولة عربية من التدخل في الملف الصومالي؟ دعنا نجزأ يعني مواقف الدول الرئيسية تحديدا أستاذ حلمي، هل تسمعني الآن؟
حلمي شعراوي: الجزء الأخير الآن أسمع..
علي الظفيري: ما الذي يحدد موقف كل بلد عربي من التدخل ومحاولة التأثير في الصومال؟
حلمي شعراوي: بيقطع..
علي الظفيري: إذا بما أن يعني الصوت لا يصل بشكل جيد دعني أسأل السيد أحمد خليفة في الخرطوم نفس السؤال، ما الذي يحدد موقف كل دولة عربية الآن؟
سيد أحمد خليفة: المصالح الداخلية لكل بلد ويمكن العنصر الآخر هو المصالح القارية، نحن في قارة متداخلة وبكل أسف كل الدول المجاورة للصومال الآن لديها مشاكل مع بعضها البعض، السودان لديه مشاكل مع اريتريا وإثيوبيا لديها مشاكل مع إريتريا، الصومال القديم والحديث لديه مشاكل مع إثيوبيا بصرف النظر عن التحالف العابر الآن بين عبد الله يوسف أو الحكومة المؤقتة وبين الحكومة الإثيوبية، هنالك صراع تاريخي شبيه بالصراع العربي الإسرائيلي بين الصوماليين والإثيوبيين وذلك بسبب منطقة الصومال الغربي المعروفة باسم الأوغادين، جيبوتي أيضا تتضرر من الصراع بسبب نزوح من الصومال بشماله وجنوبه ومن إثيوبيا ومن الأوغادين وعلينا أن نعلم بأن جيبوتي ذات النصف مليون ساكن لديها ثلاثمائة ألف لاجئ من مناطق النزاع إثيوبيا والصومال..
علي الظفيري: طيب أستاذ خليفة يعني أنت ركزت بشكل كبير الآن على دول الجوار الصومالي، أسأل الأستاذ حلمي شعراوي الدول الرئيسية العربية مصر السعودية إذا أشرنا إلى يعني مجازا سوريا هل لها مصالح فعلا تدفعها للتدخل أو للتأثير بشكل أو بآخر؟
سيد أحمد خليفة: هو يعني إذا أخذنا يعني الصومال في فترة انحلاله من ناحية بناء الدولة والتفشي ما وراء الحرب وإلى آخره كانت علاقته وثيقة بالتجمعات الإسلامية.. يعني أو المشاعر الإسلامية في السعودية من ناحية والتجارة في الخليج كله من ناحية ثانية وتجار الصومال أقاموا الدولة الصومالية اللارسمية بالفعل في علاقة وثيقة بهذه المنطقة من الناحية الاقتصادية والتجارية ومن ثم فيه أسباب للدخول، زائد أن السعودية طبعا في البحر الأحمر والسعودية واليمن والخليج بالنسبة للمحيط الهندي كل ده يعني يثير الاهتمام بهذه المنطقة ومصر من ناحية أخرى لظروف كثيرة في التوازن بين اريتريا وإثيوبيا من ناحية والقرن الأفريقي عموما من ناحية ثانية لكن لم يستغل أحد هذا النفوذ الاقتصادي والأدبي والتاريخي لدفع الأطراف المتصارعة وبالذات حتى في الفترة الأخيرة بشكل جاد، يعني جيبوتي لها سابق محاولة في فرض أو يعني تقريب المصالح داخل الصومال وإثيوبيا لها ناس بين لوردات الحرب بهؤلاء أو أمراء الحرب ومصر دعت من قبل في مؤتمر في القاهرة ثم ساهمت في الدعوى لاجتماع الخرطوم وكينيا طبعا لها خبرة الإيجاد مع جنوب السودان وحلته وحاولت التدخل أخيرا وهناك قرار من مجلس الأمن والسلم في الاتحاد الإفريقي بضرورة التدخل وهنا الكلمة التي أثارت يعني المحاكم الإسلامية.. التدخل، لكن القرار كان معقول لأنه قال تستبعد البلاد أطراف الصراع إثيوبيا واريتريا وكينيا إذا هناك الآن والاتحاد الأوروبي طبعا يهمه جدا التدخل بقدر ما، لكن يبدو أن كمان السياسة الأميركية تفرض نفسها على كل هذه في كل هذا كمظلة لاتخاذ القرار.
علي الظفيري: طيب من هنا نتوقف أستاذ حلمي نتوقف معك أستاذ حلمي وأنت تشير للأمر المهم بعد ما فصلت في المصالح العربية والصومال أيضا بلد عربي يعني هذه مسألة رئيسية وكذلك توقفت عند الدور أو التأثير الأميركي، أستاذ العواضي في صنعاء هل يستفز أحد اليوم مما يجري من هذا القصف من هذه الحرب التي يتعرض لها بلد عربي أم أن ربما يعني الأنظمة الرسمية العربية يعني ترضى بشكل أو بآخر من تحجيم دور المحاكم الإسلامية كما هو الحال في حماس في فلسطين أو أي قوى غير رسمية أخرى في العالم العربي؟
ياسر العواضي: أخي العزيز نحن في اليمن لسنا مع نشوب حروب في المنطقة بشكل عام وخصوصا في الصومال ونحن نسعى والمساعي التي تبذلها الحكومة اليمنية هي تبذلها من أجل احتواء المشاكل والخلافات الموجودة بين الأطراف الصومالية.
علي الظفيري: يعني دولة جوار ومصالح ولم يصدر أي بيان والحرب قائمة الآن أستاذ العواضي يعني.
ياسر العواضي: سيدي البيانات لم تؤتي أكلها في الماضي، اليمن يشتغل الآن ويعمل بالتنسيق مع الجامعة العربية ومنظمة الإيجاد على خطوات عملية لإيقاف إطلاق النار وأيضا للبحث عن حلول للمشكلة وأنا صراحة كمقرر لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان اليمني أرى أنه الحكومة اليمنية تؤدي دورها المناط بها سواء بشكل فردي أو بشكل تعاون مع الدول الإقليمية أو الدول العربية أو المنظمة الدولية بشكل جيد.
علي الظفيري: نعم أستاذ ياسر أنا آسف جداً انتهى وقتي تماماً، يعني صحيح البيانات غير مهمة أو شبع منها العالم العربي ولكن تظل العلاقة تدل على وجود حياة، أستاذ ياسر العواضي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب اليمني من صنعاء والسيد حلمي شعراوي مدير مركز البحوث العربية والإفريقية من القاهرة والسيد أحمد خليفة رئيس تحرير صحيفة الوطن السودانية من الخرطوم شكراً لكم جميعاً انتهت هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر بإشراف نزار ضو النعيم، بإمكانكم دائما المساهمة معنا في اختيار مواضيع الحلقات عبر إرسالها على العنوان الإلكتروني indepth@aljazeera.net غداً بإذن الله قراءة جديدة في ما وراء خبر جديد شكراً لكم وإلى اللقاء.