
التمييز ضد المرأة في البلدان العربية
– أنماط التمييز ضد المرأة
– تمييز المشرِّع العربي ضد المرأة
– دور المرأة العربية في التنمية الاقتصادية
علي الظفيري: أهلا بكم، نتوقف في هذه الحلقة عند تقرير الأمم المتحدة السنوي عن التنمية البشرية في العالم العربي والذي وصف التمييز ضد المرأة بأنه عائق كبير للتنمية في البلدان العربية وأشار إلى أن مشاركة المرأة العربية في الاقتصاد هي الأضعف على مستوى العالم، نطرح في حلقتنا تساؤلات ثلاثة؛ ما مدى واجهة الاتهام الذي وجاهة التقرير للنخب السياسية العربية بحماية أنماط ثقافية تكرس التمييز ضد المرأة؟ وهل صحيح أن التشريعات في الدول العربية تخضع للقيم الذكورية وتنحاز للرجال على حساب النساء؟ وما هو السبب في ما أشار إليه التقرير من تخلف مساهمات المرأة العربية في مجال الاقتصاد والأعمال؟
علي الظفيري: تناول التقرير السنوي الصادر عن البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة وضع المرأة في العالم العربي والمشكلات التي لا تزال تواجهها وعلى رأسها التمييز بحسب التقرير، يقول التقرير إن العائق الرئيسي أمام نهضة المرأة في المجتمعات العربية هو العادات والتقاليد التي تشكل ما وصفها بالثقافة العربية القبلية والقيم الذكورية التي تكرس التمييز ضد النساء والتي اتهم التقرير النخب السياسية المهيمنة في العالم العربي بحمايتها، يشير التقرير إلى موقف التيارات السلفية من المرأة ويتهمها بحصر دور النساء في رعاية الأسرة، في الوقت ذاته يرى التقرير أن الحركات الإسلامية وما لها من تأثير في الحياة الاجتماعية العربية كانت عاملا مساعدا على دفع المرأة العربية إلى الأمام في العقود الخمسة الماضية وفتح المجال أمامها للمشاركة السياسية، معنا في هذه الحلقة من صنعاء الدكتورة إصلاح جاد وهي أحد الكتاب الرئيسيين ممن أعدوا هذا التقرير وكذلك من القاهرة الناشطة في مجال العمل النسائي الدكتورة أماني أبو الفضل، مرحبا بكما، أبدأ مع دكتورة إصلاح، يعني ما هي الأنماط الثقافية التي يري التقرير أنها تكرس التمييز ضد المرأة؟
إصلاح جاد- مشاركة في إعداد تقرير التنمية البشرية: أولا دعني أصلح بعض الشيء التقرير أشار إلى عدة عوامل وليس فقط العوامل الثقافية كما ذكر في بداية هذا البرنامج هناك عامل التدخل الخارجي في المنطقة، هناك عامل نقص الإرادة السياسية لدى النخب السياسية، هناك عامل الأوضاع الاقتصادية وتدني نسبة المشاركة تدني نسبة الإنتاج أو ضعف البنية الإنتاجية للاقتصاديات العربية والبطالة بشكل أو بآخر بالإضافة إلى مشاكل أو إشكاليات في اكتساب القدرات وليس فقط العوامل الثقافية.
علي الظفيري: طيب دكتورة إذا سمحتي يعني إذا كنت انتبهت ذكرنا ثلاثة عناوين، في الأول أشرنا للجانب السياسي واتهام التقرير للنخب السياسية، في الجانب الآخر أو في الثاني أشرنا للتشريعات وفي الثالث أشرنا للموضوع الاقتصادي، نحن الآن نتحدث عن اتهام التقرير للنخب السياسية بأنها تكرس أنماط ثقافية سألتك عن جزئية محددة.. ما هي هذه الأنماط الثقافية التي تكرسها النخب السياسية؟
" |
إصلاح جاد: بالبداية يوجد هناك استخدام تجميلي من النخب السياسية للمرأة في مجال السياسة بشكل عام، بمعنى أن يكتفى وبنتيجة الضغط أحيانا الخارجي يكتفى بأن تزين الحكومات ببعض الوجوه النسائية هنا وهناك ولكن تترك في العادة بدون ميزانيات بدون دعم كافي من قبل صناع القرار وبدون أن يكون هناك لأن التقرير طبعا يتبنى مفهوم التمكين ليس الفردي ولكن التمكين الجماعي بدون أن يكون هناك قدرة على مشاركة عامة للنساء في القاعدة العريضة لعملية التغيير، فهنا إذا يوجد استخدام تجميلي للنساء أحيانا في قلب من قبل النخب السياسية..
علي الظفيري: دكتورة أماني أبو الفضل يعني إذا ما انطلقنا من حديث الدكتورة إصلاح عن أن النخب السياسية هي التي تكرس هذه الأنماط الثقافية، هل تتفقين أن هناك أنماط ثقافية تمارس التمييز ضد المرأة وهذا راجع لهذه النخب السياسية؟
أماني أبو الفضل- ناشطة في مجال العمل النسائي: أولا مساء الخير أخ علي، أولا نشكر يعني هذا التقرير السنوي أو التقرير الذي جاء في هذه السنة 2006 تقرير التنمية البشرية لهذا العام قد جاء أكثر إنصافا من التقارير الأخرى وخاصة تقرير 2004 اللي جاء متحاملا يعني ومتحيزا ضد التقاليد الإسلامية وضد الموروث الإسلامي بشكل كبير، فهذا العام هو يعني قد برأ الإسلام بطريقة يعني كانت منصفة ضد هذا ولكنه يعني مارس برصه أمر لم نكن نريده أن يمارسه وهن التهويل الشديد في العامل الثقافي لتهميش المرأة وهون من العوامل الأخرى التي هي أنا أراها مهمة بشكل كبير، أما بالنسبة للعامل الثقافي الذي يعني التقرير يضعه كمتهم أول في عملية التمييز ضد المرأة أنا أجد أنه ليس هكذا، قد.. يعني أولاً تنميط المرأة العربية في قالب واحد هو يعني منهج خاطئ في حد ذاته، فالدول العربية هي 22 دولة وضعية المرأة فيها بتختلف من دولة إلى أخرى وعملية تهميشها سياسياً بيرجع إلى مشكلات مختلفة من دولة إلى أخرى، قد تكون وقد يكون السبب الذي تذكره أنت الآن وهو تحيز النخبة الثقافية أو النخبة السياسية ضد المرأة وإعلائها من الثقافة الذكورية وما إلى ذلك وإعلائها من هذه الثقافة الذكورية، نحن نراها فعلاً على الواقع تعمل ولكن على مستوى ثلاث أربع دول خليجية ولكن ماذا عن بقية 22 دولة عربية؟ أن التعميمي هنا هو خطأ منهجي كبير، الثقافة الذكورية والموروث الديني والثقافة العروبية لكي تُتهم في 22 دولة هذا خطأ منهجي كبير..
علي الظفيري: طيب دكتورة اسمحي لي دكتورة..
أماني أبو الفضل: نعم نراها في بعض الدول الخليجية ولكن هناك أسباب أخرى لابد وأن نذكرها.
علي الظفيري: سنأتي لها، دكتورة إصلاح يعني تقولون.. أو يقول التقرير أنماط ثقافية تكرس التمييز ضد المرأة، ما المقاييس التي تم اعتمادها للحديث عن هذه الأنماط؟ هل نتحدث عن مقاييس غربية؟ انطلق التقرير من القاعدة الأساسية لهذه المنطقة تركيبتها؟
إصلاح جاد: كما يعني أشرت سابقاً وهنا أرد على الدكتورة الفاضلة أماني، آمل أولاً أن تقرأ التقرير قراءة متأنية لأنه لم يكن هناك تركيز على العوامل الثقافية، بل بالعكس كان هناك نقد شديد لبعض القوى الخارجية التي ترى أو تركز على أن المشكلة بالنسبة للمرأة العربية هي مشكلة الثقافة، التقرير لم يقل ذلك ولكن أشار إلى عدة عوامل، أما فيما يتعلق بالثقافة فتطرق إلى بعض الأنماط المتعلقة بتفسير النص من بعض الحركات السلفية ولم يعمم بالنسبة للحركات الإسلامية بشكل عام لأن هو كما ذُكر في بداية هذا التقرير يوجد بعض الحركات الإسلامية التي ضخت بأعداد هائلة من النساء في الحياة العامة والسياسية بهدف التغيير في المنطقة العربية وهذا يثمنه التقرير بشكل كبير ولكن يوجد أنماط في الثقافة الشعبية التي ترى أن المرأة هي العار، المرأة هي العيب، المرأة هي العورة، المرأة هي التي تكون تابعاً، المرأة هي التي دورها الأساسي في البيت ورعاية الأطفال والأسرة والتقرير أشار إلى الإمكانيات الهائلة من النساء العربيات وكيف أنهن يتفوقن مثلاً في مجالات عديدة من التعليم الثانوي والتعليم الجامعي، كيف أن لهن طاقات خلاقة ومبدعة، أثبتن قدرات في الفلك وفي الطب والهندسة وفي مجالات عديدة..
علي الظفيري: طيب دكتورة يعني هذا الحديث ما تشرين له مهم لكنه يعني متداول بشكل كبير، أريد إلى أن أبقى في الجزئية التي تتعلق بالتيارات السلفية، التيارات السلفية ليست جزئاً من مكونات الحكم في عالمانا العربي فبالتالي كيف الاتهام يوجه للنخب السياسية؟
إصلاح جاد: طبعاً الاتهام وُجه للنخب السلفية وانتقد بشكل كبير عديد من النظم العلمانية التي حققت بعض الإنجازات مثلاً على مستوى القوانين أو العمل أو التعليم أو الخدمات الصحية للمرأة بيد وسحبت منها القدرة على النطق والقدرة على الحركة باليد الأخرى وهنا نضع في قفص الاتهام كثير من هذه الحكومات التي هنا ضربت ويعني أهدرت الحريات العامة والحريات المدنية والسياسية وتنادت أو تغنت أحياناً بالحقوق للمرأة، نرى في التقرير بشكل واضح لا لبس فيه أنه لا يمكن أن تحقق المرأة حقوقها على المستوى الاجتماعي دون أن يحقق الوطن حقوقه وحرياته الاجتماعية والسياسية.
علي الظفيري: طيب دكتورة إصلاح إذا سمحتي أتحول للدكتورة أماني وأسألها.. التركيز على التيارات السلفية واستثناء الحركات الإسلامية الأخرى هل يشير هذا إلى تسييس ما يتعرض له هذا التقرير أو تقارير أخرى؟ هل تعتقدين أن يعني هناك خلف المسألة تسييس ما؟ توظيف سياسي ما؟
أماني أبو الفضل: هو أنا أعتقد إن هذا التقرير كما أشرت من قبل هو الأكثر إنصافاً، لا شك لابد وأن نعترف ما هو إذا لم نعترف بالحقائق وإذا لم يعني نوضح الحقائق يعني إذا دارينا على الحقائق لن نصل إلى نتيجة، نعم هناك تيارات سلفية وهي محدودة في أقطار محدودة وتؤثر على النخبة الثقافية وعلى النخبة الحاكمة ولكن كما أسلفت من قبل هي ليست بهذه يعني الانتشار داخل البلاد العربية ولكنها محدودة في أقطار معينة، فلا أظن يعني أن الأمر هو يعني مسيَّس ولكن كما أسلفت من قبل أن التقرير قد هون من شأن العوامل الأخرى وهذا هو يمكن ما نأخذه عليه رغم الإنصاف الكبير الذي تميز به هذا التقرير وهنا أشكر الدكتورة إصلاح إذا كانت من هؤلاء الذين يعني أبلوا بلاء حسناً في هذا التقرير ويعني ونضع نقاط الضعف أو نضع النقاط التي نتمنى في التقارير القادمة إن شاء الله عن كانت الدكتورة إصلاح ومن يشاركها إن شاء الله يتلافوا هذه النقاط..
علي الظفيري: طيب يعني جميل يا دكتورة.. دكتورة أماني جميل رضاكما عن المسألة يعني نتمنى دائماً أن ترضى كل الأطراف عن أي شأن يتعلق تحديداً بالمرأة لأنه من الصعوبة ربما أن ترضى كافة الأطراف، مشاهدينا الكرام قبل أن نعود لمناقشة المحورين المتبقيين ما يتعلق بالتشريعات والاقتصاد دعونا نستمع إلى طائفة من آراء النساء في المغرب ومصر والأردن حول ما إذا كنا يشعرن بوجود نوع من التمييز في المجتمعات التي يعشن فيها ومن ثم فاصل ونعود لمناقشة محاورنا المتبقية.
[شريط مسجل]
مشاركة أولى: وضعية المرأة هنا في المغرب في تحسن ملموس خاصة بعد ظهور المدونة، في الوسط الأسري مازال العقليات مازال يمكن لا تتغير يعني مازال نحس بالتمييز ما بين البنت ما بين الفتاة والذكر.
مشاركة ثانية: أظن أنه في الأوساط التعليمية وفي الطبقات طبقات ذات مستوى ثقافي لا نستطيع أن نتحدث عن مستوى يعني عن التمييز بين الرجل والمرأة ولكن المسألة تبقى في الأوساط القروية والأناس ذوي المستوى التعليمي المتوسط أو دون المتوسط وفي العقليات الأسرية.
مشاركة ثالثة: أن الفرص.. ولكن تعطى بشكل أكثر للنساء يعني في هذه الأيام الأخيرة مقارنة مع الرجال وكانت هذه الوضعية عندها نتائج إيجابية وسلبية في نفس الوقت.
مشاركة رابعة: يعني أنا نطاق عملي كمحامية إلى حد ما المجتمع بقى.. إلى حد ما، ينظر لي نظرة كمحامي أن أنا ممكن استعين بمحامي أو بمحامية بقى في على قدر من المحاماة لكن لو نزلنا الصعيد هنلاقي النظرة دي مش موجودة خالص.
مشاركة خامسة: لغاية دلوقتي الرجل في مصر بالذات بيحاول أن هو يعامل المرأة على أنها أمينة مش أكثر ولا أقل، لكن يعاملها على أن هي بقى لها عقلية ممكن هو يستفاد جدا من عقليتها ده وتفكيرها للأسف مش موجود عندنا في مصر.
مشاركة سادسة: بيميزوا فعلا الولد عن البنت يعني أنا جاءت لي فرص كثير للشغل بيحاولوا فعلا هما يميزوا الولد عن البنت يعني كثير قوي بيبقوا عايزين شباب مش عايزين بنات.
مشاركة سابعة: هو حضرتك أنا مش حاسة بتمييز بين الولد والبنت بالعكس أنا بأحس بتمييز في حاجات ثانية مش بين الولد والبنت يعني بالنسبة للولد والبنت إحنا متميزين عليهم في حاجات كثير جدا.
مشاركة ثامنة: التمييز بيضل موجود لكن ما بأحس أنه ممكن يكون.. حقوق المرأة أو حقوق الرجل الحقين بيكونوا موجودين وفي التناسب بينتهم.
مشاركة تاسعة: أه في تمييز حيث يعني لما أنه يكون في مطلوب ناس للعمل أنه بيقبلوا مثلا الشباب ما بيقبلوا البنات، بيكون في نسبة بطالة عالية في البنات أحيانا.
مشاركة عاشرة: أكو تمييز بين الرجل والمرأة يعني الرجل ما يحاسب على أي شيء وإحنا لا المرأة لا فدورها قليل بالحياة.
مشاركة إحدى عشر: بأحس أنه في تمييز بين الرجل والمرأة بالحياة العملية والاجتماعية.
مشاركة اثني عشر: أي شاب خريج بيقعد ثلاث أربع سنوات حتى يشتغل ما في، أما للبنت فشغلوها بسرعة هذا مش تمييز هذا يعني شيء إيجابي لنا.
مشاركة ثالثة عشر: حاليا بالعكس يعني عم بأحس أنه في كثير مساواة بين الرجل والمرأة.
[فاصل إعلاني]
علي الظفيري: أهلا بكم من جديد تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي السنوي حول العالم العربي تناول أيضا في جانب من جوانبه وضع المرأة في قوانين معظم البلدان العربية، مؤكدا أنها تنص على تهميش النساء في الوقت الذي تضمن فيه دساتير الدول ذاتها للنساء كامل الحقوق التي يتمتع بها الرجل، غير أن هذه الحقوق كما يقول التقرير غالبا ما تتعرض للانتهاك أو تناقضها تشريعات أخرى أو لا تدخل حيز التنفيذ ويؤكد التقرير أن الدين الإسلامي ليس مسؤولا عن هذا الوضع بل المسؤول هي النزعات القبلية التي تلقي بظلالها على التفسيرات الفقهية، دكتورة إصلاح في صنعاء هل لك أن تكشفين لنا جانب من جوانب تمييز المشرع العربي ضد المرأة؟
إصلاح جاد: نعم المشرع العربي وخاصة في بدايات مراحل ما بعد الاستقلال جاء للأسف بالعديد من القوانين الفرنسية والأنجلوسكسونية ولصق بها الشريعة وكانت الشريعة قبل ذلك لا تميز بين النساء، فمثلا في إطار الدولة العثمانية لم يكن هناك فارق بين الجنسية للرجل والجنسية للمرأة، كانت المرأة تستطيع أن تعطى جنسيتها مثلا كرعايا عثمانية لأبنائها ولزوجها الأجنبي، لكن القوانين التي جاءت بها أنظمة حكم ما بعد الاستقلال أبدت بعض التمييزات باسم الشريعة ومن هنا ميزت مثلا في إعطاء الجنسية للمرأة، ميزت مثلا في قضايا الأجور في سوق العمل بالنسبة للمرأة، ميزت في الحقوق والضمانات الاجتماعية ونظرت أن الرجل هو بالضرورة ودائما هو المعيل فقط للعائلة ولم تنظر إلى إمكانية أن تكون المرأة هي أيضا عائل للعائلة وبالتالي لها حقوق متساوية، بجل بشكل كبير قضية دور المرأة في رعاية الطفولة والأمومة، التقرير يعرض أن أدنى مستويات دعم الطفولة هي توجد في المنطقة العربية.. لا يوجد حضانات تتبناها الدولة، لا يوجد ما قبل سن ما قبل المدرسة..
علي الظفيري: دكتورة في مفارقة يعني هناك مفارقة.. دكتورة إصلاح هناك مفارقة العادة ينتقد الدين أو كل شيء له علاقة بالدين، هذه المرة ينصف الدين الإسلامي وتنتقد التشريعات ذات الصبغة العلمانية في غالبية الدول العربية، يعني ما الذي أحدث هذا التحول؟
إصلاح جاد: لم يوجد تحول ولكن أولا الفريق ضم كافة التوجهات والإيديولوجيات على الساحة العربية وضم كافة التوجهات النسوية والناشطين في المجالات المختلفة، هنا يعني على الأقل يعني لا أرى هذا التحول ولكن يعني النظم والقوانين التي أشرت لها أعطت إنجازات كبيرة للمرأة في مجال التعليم في مجال العمل أحيانا في نشر ثقافة محبذة لخروج المرأة إلى المجتمع.. هذا يعني جانب وحدثت تقصيرات انتقدناها كلا بالنسبة.
علي الظفيري: طيب دكتورة اسمحي لي يعني هناك فقط من أجل يعني ضيق الوقت أسأل الدكتور أماني، هل تعتقدين أن المسألة فيها إنصاف أن هذه المرة الحديث عن الدين بشكل إيجابي عن الحركات الإسلامية باستثناء التيارات السلفية بشكل إيجابي هل هذا يدفع للتفكير أن التشريعات الإسلامية من الممكن أن تكون بديلا عن هذه الدساتير أو هذه القوانين العلمانية بين قوسين؟
أماني أبو الفضل: والله يعني هذا المطلب هو طلب أو يعني مطلب دائم للمنظمات الإسلامية أو ليعني للجامعات ذات المرجعية الإسلامية، يعني نحن دائما نقول طب يعني لقد جربنا التشريعات العلمانية ولقد جربنا التشريعات المستوردة من الخارج لعقود طولية وها هي النتيجة، فيعني فمن باب التجربة فلنجرب كيف تكون الشريعة الإسلامية هي البديل ولنترك النتيجة هي التي تحكم أو هي التي يعني تعطينا.. تكون هي المحاك عن هذا ولكن إذا عدنا مرة أخرى إلى التقرير.. تقرير التنمية البشرية أقول إن التمييز ضد المرأة لم يكن هو فقط قد يكون هو سبب من الأسباب ولكن ليس هو السبب الوحيد لتهميش دور المرأة السياسي في المشاركة السياسية..
علي الظفيري: طيب دكتورة..
أماني أبو الفضل: ويعني نستطيع أن نقول هناك أيضا أسباب أخرى.. أيوه نعم.
علي الظفيري: يعني أسأل الدكتور فقط إصلاح..
أماني أبو الفضل: هناك أسباب أخرى كان لابد من الإشارة إليها.
علي الظفيري: طيب هذا واضح الدكتور إصلاح يعني الغريب أنتم تمتدحون الدين الإسلامي في التقرير وأن لا يوجد هناك ما يمارس التمييز في هذا الدين ضد المرأة، التيارات السلفية هي الأقرب والأكثر التصاقا بالموروث الديني، أليس هناك من تناقض بين هذين الأمرين؟
إصلاح جاد: بالنسبة لقضية الموروث الديني التقرير أشار بشكل واضح أن الموروث الديني أو النص الديني بالتحديد دائما يفسره بشر وكان هناك دائما المشرع الإسلامي دائما مدفوع بتحقيق العدالة وتحقيق العدالة الإنسانية والعدالة الاجتماعية، هلا بالنسبة لهذه النقطة لم نر أن السبب الرئيسي كما يشاع في الخارج وأحيانا في الداخل هو الدين ولكن بالنسبة للحركات الدينية الأخرى في المنطقة أشرنا وانتقدنا بعض نظم الحكم التي أعطت إنجازات للمرأة بيد وأخذتها باليد الأخرى، الآن الدور الأساسي هو بالنسبة للحركات الدينية في المنطقة العربية التي أيدتها النساء وصوتت لها النساء وأنجحتها النساء في الانتخابات هي عليها أن تبلور ماذا ستعطي لهؤلاء النسوة؟ ماذا ستغير في أوضاعهن..
علي الظفيري: طيب (OK) دكتور جيد دكتور يبدو أن أيضا التقرير في جانب من جوانبه..
إصلاح جاد: وكيف ستفسر الدين وتفتح باب الاجتهاد لكي يعطي الدين ويرجع قضية العدالة الاجتماعية للمرأة والمساواة؟
دور المرأة العربية في التنمية الاقتصادية
علي الظفيري: يعني بدو أن تقارير الأمم المتحدة استجابت أخيرا لواقع الأمة لواقع الدول العربية بعد تصدر الحركات الإسلامية المشهد السياسي، دكتورة أماني التقرير يقول إن نهوض المرأة هو شرط ضروري للتنمية العربية.. نهوضها اقتصاديا، هل ترين أن المسألة يعني منطقية؟ واقعية؟ أم ربما يعني وراءها بعض الأشياء الخفية؟
" |
أماني أبو الفضل: لا بلا شك هذه مسألة منطقية وواقعية، يعني دور المرأة في الحياة الاقتصادية ودفع الحياة الاقتصادية مثل دفع الحياة السياسية هو هام وضروري وأنا أجد أن التقرير عندما أشار إلى تدني مستوى المشاركة الاقتصادية للمرأة في المنطقة العربية يعني أنا أريد أن يعني من كاتبي هذا التقرير أن يراجعوا هذه الحقيقة، فأنا إذا تحدثت عن واقع بلدي مصر مثلا.. يعني أنا لا أريد أن أتحدث عن واقع البلاد الأخرى التي لا يعني لم أطلع عليها جيدا ولكن في مصر اليوم كانت هناك إحصائية في الجريدة الرسمية أن المرأة المصرية يعني هي يعني بتدفع بحوالي 60% من عجلة الاقتصاد المصري، فإذا كان هذا هو الحال في بلد مثل مصر فلماذا يتهم التقرير المرأة العربية وطبعا أكيد الحال سيكون متشابه في دول عديدة من الدول العربية فلماذا يتهم التقرير المرأة العربية بأنها متدنية في مستوى المشاركة الاقتصادية، قد يكون المشاركة الاقتصادية على مستوى الـ(Business) الأعمال الكبيرة قد يكون نعم المرأة العربية ليس لها باع كبير في هذا الأمر وهنا أيضا تتدخل عوامل أخرى أن المرأة العربية تحكمها منظومة قيم تعطي للأسرة مساحة كبيرة داخل حياتها فلم تستطع أن تكون مثل مثلا المرأة الغربية التي توهب كل حياتها إلى العمل الخارجي والحياة العملية..
علي الظفيري: طيب دكتورة أماني اسمحي لي أتوقف هنا معك دكتورة، دكتورة إصلاح التقرير بدقيقة لو سمحتِ بماذا ينصح المرأة اقتصاديا؟ بماذا يطالب أي دور يطالبه المرأة اقتصاديا في العالم العربي؟
إصلاح جاد: طبعا كما أشارت الدكتور أماني أتفق معها تماما إنه يوجد تفاوت بين دولة عربية وأخرى وصحيح أن نسبة العمالة للمرأة في مصر هي تعتبر الأعلى ولكن مع ذلك نسبة المشاركة للمرأة بغالبيتها العظمى تكون في مواقع متدنية إما في القطاع العام مثلا أو في سوق العمل الغير الرسمي، سوق العمل الغير الرسمي بمعنى إنه لا تدخل في الإحصائيات، لا تتمتع بالحقوق التي يقرها قوانين العمل في الدول العربية المختلفة، هي تكون قليلة الأجر، هي تكون أول المطرودين من العمل وتكون آخر الموظفات في فرص العمل، بالإضافة إلى أن محدودية سوق العمل العربي بشكل عام نتيجة بطئ النمو في الاقتصاديات العربية والاقتصادي الريعي لمعظم الاقتصاديات العربية لا يتيح فرص عمل كبيرة أو لا يولد فرص عمل كبيرة للشباب وخاصة للنساء المتعلمات..
علي الظفيري: نعم دكتور، دكتورة إصلاح جاء..
إصلاح جاد: فإذا المطلوب هو تغيير..
علي الظفيري: دكتورة انتهى الوقت تماما لو سمحتِ، دكتورة إصلاح جاد من صنعاء أحد الكتاب الرئيسيين لتقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي السنوي حول المرأة في العالم العربي وكذلك الدكتورة أماني أبو الفضل الناشطة في مجال العمل النسائي من القاهرة، شكرا لكما، انتهت هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر بإشراف نزار ضو النعيم بإمكانكم دائما المساهمة في اختيار مواضيع حلقاتنا القادمة عبر البريد الإلكتروني indepth@aljazeera.net، غدا إن شاء الله قراءة جديدة في ما وراء خبر جديد، شكرا لكم وإلى اللقاء.