
اتفاق للتهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي
– فرص نجاح اتفاق التهدئة الجديد
– ما بعد التهدئة والأجواء المحيطة
جمانة نمور: أهلا بكم، اتفاق جديد للتهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في قطاع غزة، هذا الاتفاق يهدف إلى إنهاء الهجمات الصاروخية الفلسطينية على إسرائيل في مقابل وقف الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة التي بدأت بعد أسر فصائل فلسطينية جندياُ إسرائيلياً، حملة أسفرت عن استشهاد أكثر من أربعمائة فلسطيني بالإضافة إلى مقتل خمسة إسرائيليين بينهم ثلاثة جنود، نطرح في الحلقة تساؤلين اثنين؛ ما هي فرص نجاح اتفاق التهدئة الجديد على المستوى الداخلي لكلا الجانبين؟ وهل يلوح في الأفق إقليميا ودولياً ما يعزز فرص نجاح هذه المبادرة والبناء عليها؟
جمانة نمور: قال إيهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي أن وقف إطلاق النار في غزة قد يؤدي إلى إطلاق ما وصفها بمفاوضات حقيقية وجدية ومباشرة مع الفلسطينيين وأضاف أولمرت أن حكومته ستُظهر خلال الأيام المقبلة ضبط للنفس إزاء انتهاكات وقف إطلاق النار من الجانب الفلسطيني وأعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي عن أمله في أن يُظهر الفلسطينيون مسؤولية وحسن نية وفق تعبيره.
[شريط مسجل]
نبيل أبو ردينة – المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية: إن الموقف الحقيقي والثابت هو أن هنالك إجماع على وقف إطلاق الصواريخ ما يحصل بين حين وآخر هي قضايا فرعية لن تؤثر على الاتفاق.
إبراهيم أبو النجا – اللجنة المتابعة العليا للفصائل الفلسطينية: الطرفان بحاجة لهذه التهدئة إلى هذه التهدئة ليصار بعدها إلى توسيع دائرة التبادلية والتزامن والدخول في قضايا أخرى أوسع.
غازي الحمد – الناطق باسم الحكومة الفلسطينية: بالطبع هناك لجنة ستجتمع اليوم ستقيم طبيعة الاتفاق ومدى الالتزام به وأعتقد يعني على ضوء ذلك ستكون هناك يعني خطوات يعني أكثر جدية في هذا الشأن.
رمضان عبد الله شلح – الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي – دمشق: نحن اليوم أبدينا تحفظ على هذه التهدئة بهذه الصيغة لأنها جزئية في قطاع غزة فقط، قلنا التهدئة يجب أن تكون شاملة في الضفة والقطاع، الشعب الفلسطيني شعب واحد الأرض الفلسطينية أرض واحدة التهدئة بهذه الصيغة تنطوي على بعد سياسي خطير، تكرّس الفصل بين الضفة وغزة وربما تؤسس لدولة غزة المؤقتة التي تريدها دولة الاحتلال.
جمانة نمور: ومعنا في هذه الحلقة من غزة الدكتور مصطفي البرغوثي أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية ومن القدس روني شاكيد الكاتب والصحفي في صحيفة يديعوت أحرونوت ومن غزة أيضا الدكتور وليد المدلل أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الإسلامية، أهلاً بكم دكتور مصطفي أنت تابعت ولادة هذه المبادرة قبل ردود الفعل التي استمعنا إليها قبل قليل، هل جاء إعلان الموافقة الإسرائيلية موافقة اولمرت على هذه التهدئة مفاجئاً بسرعته بالنسبة لك؟
مصطفي البرغوثي – أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية: يعني كان واضحاً أن الجانب الإسرائيلي متلهف على اتفاق ما لأنه لم يعد يحتمل الوضع، يعني كان هناك انطباع عام تحاول إسرائيل أن تثيره بأن الفلسطينيين وحدهم تحت الضغط ولكن الواقع مثلما كان الفلسطينيون يعانوا واضح أن الجانب الإسرائيلي كان يعاني كثيراً وبالتالي هو كان في شديد التلهف على هذا الاتفاق، هذا أمر واضح من قبوله بمبدأ لم تقبل به إسرائيل من قبل أبدا وهو مبدأ التبادلية، بمعنى أن هناك مثلما أن هناك وقف لأعمال معينة من الجانب الفلسطيني هناك وقف لأعمال معينة من الجانب الإسرائيلي، الأمر المهم في هذا الإطار أن كل ما جرى جرى في إطار أجواء العمل من أجل حكومة وحدة وطنية وفي أجواء توحيد الموقف الفلسطيني، ميزة الوضع هذه المرة أن هناك وحدة في الموقف الفلسطيني كاملة وأنا أتوجه بالشكر الحقيقة لكل الفصائل والقوى والأجنحة العسكرية المختلفة التي شاركت في وضع هذا الاتفاق وتنفيذه والالتزام به ولكن المهم هناك توافق على شيء لم يحدث من قبل أبداً وهو أنه إن قررت هذه القوى أن ترد على عمل إسرائيلي معين فسيتم ذلك بالتشاور والتوافق، إذاً التبادلية وحدة الموقف ووحدة الرد هي عناصر مهمة جداً في هذا الاتفاق الجديد وبالتأكيد الذي حدث كشف أن إسرائيل ليست كلية القدرة وأنها فشلت فعليا باستخدام القوة العسكرية في وقف الصواريخ وقمع المقاومة الفلسطينية.
جمانة نمور: سيد روني شاكيد ما الذي تغير وجعل إسرائيل تقبل بهذه التهدئة التبادلية؟
روني شاكيد – كاتب وصحفي في صحيفة يديعوت أحرونوت: التغيير هو أول شيء التغيير مش من اليوم أما كان من يوم الانتخابات، أنا ما بأعرف إذا أنتم بتتذكروا وبتعرفوا أنه لما إيهود أولمرت صار رئيس الوزراء تغيّرت السياسة الإسرائيلية، إيهود أولمرت حكى في صوت عالي لما يكون عنده (chance) كويس وكبير راح يبدأ بالمفاوضات مع الطرف الفلسطيني أو مع أبو مازن، امبارح بالليل كان الـ (chance) هذا جاء الطرف الفلسطيني قال بدي أسوي آلية التهدئة وأنا أفكر المرة هذه إيهود أولمرت ما كان لازم يفكر كثير لأن هو وعدته حكومة تبعه أو إذا كانت ليفني وزيرة الخارجية أو إذا كان شيمون بيريز وعامير بيرتس وزير الدفاع، قالوا قوام مستعدين نمشي بالخط هذا عشان نشوف نجرب الشيء هذا والتجربة آتت بالليل واحدة لأن الأمر كان المرة هذه بدون استشارة مع العسكريين في إسرائيل ومع السلطة الأمنية في إسرائيل وقرر رئيس الوزراء يسوي الشيء هذا، هذا نفس السياسة تبع إيهود أولمرت وأنا بأفكر أنه هذا إذا لقيت راح بصورة مليحة من الطرفين مش من طرف واحد أنه المرة هذه هذا الطرفين مربوطين بالشيء هذا والطرفين جاؤوا لعقلانية أنه لازم يصير الشيء هذا بيجوز إحنا راح ننجح ونشوف فشل جديد بالمنطقة اللي إحنا عايشين فيها أما شوية شوية لأن كلمت يا ريت لوحدها ما بتعمر بيت.
جمانة نمور: دكتور وليد هل ترى بالفعل فجراً جديداً إذا ما كُتب لهذه التهدئة النجاح؟ كما لاحظتم نستطيع مشاهدة الدكتور وليد لكن صوته لم يصل إلينا حتى الساعة، نعدكم بأنكم ستستمعون إلى ما سيقوله بعد دقائق فقط، في هذا الوقت لابد من التذكير بأن الأنظار في الشرق الأوسط كلها اتجهت إلى هذه التهدئة الهشة التي أعلنت بين الجيش الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية، إنما المبادرة الآن التي يعد قبول إسرائيل بها سابقة وردت في سياق سياسي واسع التقت فيه الأوضاع الداخلية الفلسطينية والإسرائيلية بتصريحات وتحركات إسرائيلية تشي بأن شيئاً ما يلوح ثناياه في هذه الأحداث.
[تقرير مسجلٍ]
نبيل الريحاني: على غير المألوف من خطابها السياسي أعلنت إسرائيل أنها ستلتزم الصبر وضبط النفس حفاظا على وقف إطلاق النار مع المقاومة الفلسطينية، الموقف الذي ساقه إيهود أولمرت ثمرة الاتفاق بينه وبين الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد طول أخذ ورد جاء بعد رفض لعروض الهدنة التي كانت الأجنحة المسلحة للفصائل الفلسطينية تطرحها بين الحين والآخر، تحول صنعته فيما يبدو متغيرات عدة تضافرت في الآونة الأخيرة فعلى الصعيد الفلسطيني تكاد مباحثات تشكيل حكومة وحدة وطنية تتخطى الخلافات بين فتح وحماس كما ظهر ذلك من خطاب عباس يوم الاحتفال بذكرى الراحل عرفات، تطور مرتقب يعتقد المتفائلون أنه سيفضي إلى رفع الحصار المضروب على الداخل الفلسطيني وسيمهد لحل قضية الجندي الأسير جلعاد شاريت، ليس الفلسطينيين وحدهم من يواكب عن كثب مخاض ميلاد الحكومة الفلسطينية المنتظرة فأولمرت الذي يعاني تدني شعبيته والأثر السلبي للخلافات في فريقه الحكومي خاصة بينه وبين وزير الدفاع حليف العمال عامير بيرتس يأمل في أن تحقق الهدنة ما لم تحققه الحملة العسكرية التي جلبت له انتقادات دولية واسعة بعد مجزرة بيت حانون دون أن تحقق أهدافها الرئيسية، إضافة إلى أولمرت وخصومه يتابع الأميركيون المستجدات مبدين هم بدورهم مرونة تجاه الحكومة المقبلة فقد قبلت رايس على ما يبدو بتشكيلة أغلبيتها حمساوية على ألا يكون قادتها من الوجوه البارزة، الأكيد هو أن واشنطن تقرأ المستجدات الفلسطينية في سياق شرق أوسطي واسع يمتد قوسه ليشمل الضلعين الآخرين للمثلث الملتهب وهما العراق ولبنان، سجلت تلك الملفات حضورها شبه الحصري في مباحثات ديك تشيني مع السعوديين متزامنة مع تصريحات رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل الذي أمهل المجتمع الدولي شهور قليلة كي يتجنب انتفاضة فلسطينية ثالثة وقودها اليأس من مسارات سياسية لا طائل من ورائها، فهل سيتغير في الحال شيئا أم أن دار لقمان ستبقى على حالها؟
جمانة نمور: دكتور وليد إذا ما صمدت هذه التهدئة ونجحت ما انعكاساتها برأيك على الداخل الفلسطيني؟
" |
وليد المدلل – أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الإسلامية: الحقيقة التهدئة إذا ما نجحت فسوف تحقق الأماني المطلوبة منها على صعيد فلسطيني قطعاً هي عبارة عن احتياج كبير لحكومة رفعت شعار الإصلاح والتغيير ومنذ أن جاءت هذه الحكومة وهي يعني قوبلت بحصار ظالم إقليمي ودولي ولم تقصر إسرائيل في اجتياح المنطقة وفي وضعها تحت النار طيلة الفترة الماضية وما زالت والحقيقة أن هذا التوجه ناحية التهدئة أيضا يحقق مصلحة فلسطينية للانتباه إلى الداخل الفلسطيني وإعادة البناء، الانتباه إلى الانفلات الأمني الانتباه إلى الفساد الإداري والمالي والوظيفي والانتباه إلى الداخل الفلسطيني وأهم من ذلك كله..
جمانة نمور [مقاطعةً]: ماذا عن تشكيل حكومة وحدة.. عفواً دكتور تشكيل حكومة الوحدة الفلسطينية برأيك هل سيساعد هذا التطور بهذا الاتجاه؟
وليد المدلل: بالقطع سوف يهيّأ أجواء صحية لنجاح حكومة وحدة وطنية، المناخات التي يمكن أن تطلقها هذه التهدئة يعني يؤمّن عليها في إنجاح مشروع الوحدة الوطنية المأمول والذي يعني تم الاتفاق على الخطوات الأولى فيه ويعني على حد ما أعلم لم يبقى إلا تفاصيل قليلة سوف يعني تنتهي عمّا قريب ولعل يعني الاتفاق على التهدئة يمثل حالة وحدوية استطاع الشعب الفلسطيني أن يسجلها باتجاه الطرف الإسرائيلي الذي تفلت دوما من اتفاقياته مع الفلسطينيين واعتبر أن ليس هناك شيء مقدس بعلاقته مع الفلسطينيين على الرغم أن الاتفاقيات التي وقّعها مع الطرف الفلسطيني كانت اتفاقيات دولية وكانت سمع وبصر العالم ومع ذلك انتهكت هذه الاتفاقيات، لذلك أنا يعني لعلي أختلف مع روني شاكيد في أنه يقول أن الذهاب إلى التهدئة هو عبارة عن.. يعني يدل على حسن نية رئيس الوزراء الإسرائيلي لكن أنا أتأمل ذلك وهي فرصة للطرف الإسرائيلي لأن يثبت نواياه باتجاه الطرف الفلسطيني.
جمانة نمور: موضوع الفلسطيني الداخلي يا دكتور مصطفى قوات الأمن الفلسطينية من المعروف أنه ستنتشر على حدود غزة كما قيل لمنع إطلاق الصواريخ سوف يتم تسيير دوريات أمنية، بحسب معلوماتك هل هي مخولة لاستخدام القوة؟
مصطفى البرغوثي: لا لا هذا الأمر غير وارد كان هناك سوء فهم فيما أذيع حول هذا الموضوع وتم تصحيحه بعد الاتصال بالأخ الرئيس، الآن قبل قليل أنهينا الاجتماع للقوى الفلسطينية المختلفة وتقرر أمران؛ الأمر الأول أن هناك قرار بدراسة إمكانية تهدئة شاملة ومتبادلة ومتزامنة وقد شُكِّلت لجنة لوضع الخطوط العامة لمثل هذه التهدئة للبحث فيها لاحقا وأيضا القرار الثاني الذي كان واضحاً أن قوات الأمن في أي عمل تقوم به سيكون ذلك بالتنسيق مع القوى والفصائل والأجنحة المختلفة لأننا لا نريد بأي حال من الأحوال أن يكون هناك صِدّام وكل ما أذيع عن أن أجهزة الأمن ستستخدم قوى غير صحيح وفي غير مكانه ولا حاجة لذلك لأن الذي حدث هو نتيجة توافق فلسطيني، لكن دعيني أوضح أمر مهم جدا لا يوجد هنا فصل بين الضفة الغربية وغزة، السيد أولمرت فهم تماما وبكلمات واضحة أن إسرائيل يجب أن تمتنع عن القيام بأي أعمال استفزازية من شأنها أن تهدم هذه التهدئة وتدمرها وأنه يجب أن يكون هناك ضبط نفس واضح حتى نصل إلى لحظة التهدئة الشاملة والكاملة، لا شك أيضا أن الوصول إلى التهدئة الجزئية التي تمت وقف إطلاق الصواريخ أيضاً حمل في طياته على أساس مبدأ التبادل هي اعتراف وإقرار بأن الصواريخ بشكل أو بآخر هي أصبحت فعلياً نوع من قوة ردع وهذا أمر أيضاً يجب ملاحظته في توازن القوى القائم لكن النقطة الأخيرة التي أريد أن أشدد عليها هنا أننا رأينا الموقف الفلسطيني أقوى من أي وقت مضى، أقوى من أي وقت مضى لماذا؟ لأنه موَّحد وحتى السلوك الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين أصبح مختلفا والسلوك الدولي تجاه الفلسطينيين تغيّر، إذاً هذه قوة الوحدة قوة وحدة الموقف النضالي قوة الموقف السياسي وقوة الموقف الكفاحي وأرجو أن يلتفت الجميع أن يلتفت الجميع..
جمانة نمور [مقاطعةً]: نعم ولكن يا دكتور لو سمحت لي يبقى السؤال الأهم هل هو توحيد في الموقف فقط أم هو توحيد في الرؤية؟ ما الذي سيكون ما بعد هذه التهدئة؟ ماذا عن الأجواء المحيطة بهذا التطور إقليمياً ودولياً؟ نتابع المسألة بعد وقفة قصيرة فكونوا معنا.
[فاصل إعلاني]
ما بعد التهدئة والأجواء المحيطة
جمانة نمور: أهلاً بكم من جديد وحلقتنا الليلة تبحث في فرص نجاح مبادرة التهدئة الفلسطينية الإسرائيلية انعكاساتها على الداخل الفلسطيني والداخل الإسرائيلي وماذا عن الظروف المحيطة لها وهل من مشروع سياسي يواكبها ويتم البناء عليه بعدها؟ السيد روني شاكيد قرأنا في الصحافة الإسرائيلية بأن إيهود أولمرت يبحث عن إنجاز ما قبل نهاية الدورة الشتوية، أمامه سبعة أشهر لكي يثبت بأنه يمكن أن يبقى قائداً لكاديما وليس فقط موضوع رئاسة الوزراء، هل يقوم بهذا يعني بموضوع المبادرة في محاولة منه لتقديم بالفعل مشروع سياسي يمكن أن يُبنى عليه بعد هذه التهدئة؟
روني شاكيد: أول شيء زي ما أنا قلت إيهود أولمرت بده التغيير وبده بصراحة كمل تغيير وبخصوص برضه وزيرة الخارجية تبعه اللي هي بتدفعه للتغيير، فيه إمكانية للتغيير أنا بأقول التهدئة هي مش وقف لحالها فيه عندنا عدة مشاكل اللي مبروطة بالتهدئة، هذا مش بس إيهود أولمرت وأبو مازن هذه برضه المشكلة فلسطينية فلسطينية مثل هل راح تكون حكومة وحدة وطنية؟ هل حماس راح تغير الموقف تبعها؟ هل راح تكون الحكومة راح تعترف بإسرائيل؟ إذا راح يكون الإيشي زي هيك هذا راح يكون أسهل إيهود أولمرت أنه يطرح برنامج أجندة جديدة على الطاولة، إحنا عارفين شو إسرائيل بدها وأنا بأقدر أقول أنه حكينا الإيشي هذا وبأعرفه أنه فيه إسرائيل، اليوم فيه أكثر وأكثر ناس في إسرائيل مستعدين يمشوا لنوع من دولتين اللي راح تكون هون بالمنطقة هذه دولة إسرائيلية ودولة فلسطينية الأصل كيف راح ننفذ هذه الشيء هذا..
جمانة نمور [مقاطعةً]: ولكن يعني تقول إسرائيل تعرف ما تريد هل هو فعلا ما يقدمه أولمرت لأننا نقرأ في استطلاعات الرأي أيضا أن شعبية أولمرت تدنت شعبية بيرتس تدنت هل يعكسون فعلا ما يريده الإسرائيليون كلهم؟
روني شاكيد: نعم لأنه الإسرائيليين بدهم حل، هذا السبب أنا بأقول إسرائيل مش راضيين من عامير بيرتس مش راضيين بيجوز من إيهود أولمرت أما بدهم حل ما يخصوا إذا ايهود أولمرت راح يجيب الحل وإذا لقيت ما راح يكون مشاكل راح يكون هدوء والتهدئة راح تكون مع الفلسطينيين هذا راح يكون أسهل لإيهود أولمرت أنه يمشي أجندة جديدة ويمشي البرنامج السياسي تبعه لأنه عنده برنامج سياسي، زي ما أنا قلت فيه هون مشكلة كبيرة هل أبو مازن يستطيع اليوم يغير الحكومة لأنه راح الحكومة هذه مش بس راح تسوي تهدئة مع إسرائيل أنه بس تغير السياسية تبعها وبعدين راح تنفتح غزة، الاقتصاد راح ينفتح ما راح يكون حصار والشيء هذا راح يساعد المستقبل بيننا وبين الفلسطينيين، أما أنا بدي أقول شيء إحنا بس عشر ساعات أثنى عشر ساعة بعد الاتفاق هذا لسه بكير أنه نحكي شو راح يصير لأنه بكره ممكن يصير شيء بعد بكره يصير أي شيء إن شاء الله ما راح يكون، أما نحن لازم إحنا عارفين الماضي فيه عندنا تجربة كبيرة هذا السبب اللي بدنا نمشي خطوة وراء خطوة ما راح نقول في يوم واحد ما نقدرش نغير الدنيا في يوم واحد لسه حكومة حماس موجودة لسه الصواريخ موجودة لسه بالضفة الغربية فيه مشاكل ولسه التغيير ماشي لقيت شوي شوي لازم نشوف مدة ثلاث أربع أسابيع شهر وبعدين بيجوز نقدر يمشي.
جمانة نمور: نعم عادة التغيير في هذه الأمور دكتور وليد يعني من المنطق أن يصاحبه تغيير في الظروف الإقليمية وربما الدولية المرافقة له، هل ترى في هذا الزخم السياسي الذي تشهده المنطقة ما يوحي بأن فعلا ما سمعنا إليه من تصريحات بأن موضوع أزمات الشرق الأوسط كلها متشابكة ويجب البحث عن حلول لها في شكل متزامن وهل هذه هي فعلاً أولى بوادر البحث عن حل من هذا النوع؟
" |
وليد المدلل: أقدّر أن الاتجاه ناحية التهدئة جاء نتيجة للأزمة التي يعيشها رئيس الوزراء الإسرائيلي فيما يتعلق بالأزمة الداخلية وخاصة بعد حرب لبنان التي هزّت المجتمع الإسرائيلي هزاً عنيفاً وخاصة المستوى الرسمي منه، كذلك فشل الحملة على قطاع غزة وخاصة على الشمال يعني إضافة إلى الانتخابات الأميركية التي جاءت بممثلين جدد يسعون إلى الخروج من العراق وهو ما يُأزم الوضع في إسرائيل، كل هذه المسائل الحقيقة يعني مطروحة على الطاولة لذلك أنا أشك كثيراً وكان بودي أن أتفاءل كما يفعل روني شاكيد لكن الحقيقة أن الهروب باتجاه التهدئة هو ليس أكثر من هروب إلى الأمام وليست هناك نيات صادقة وستثبت الأيام القادمة أن إسرائيل يعني تلعب لعبة جديدة اسمها التهدئة، يعني هي تذهب إلى تهدئة مضطرة ولأنها مضطرة بمجرد زوال الأسباب التي اضطرتها لهذه التهدئة سوف تعتبر أن ما حدث فيما يتعلق بالتهدئة ليس مقدساً.
جمانة نمور: ولكن التهدئة فيها يعني للتهدئة طرفان يعني دخلا في هذه المعادلة الطرف الإسرائيلي والطرف الفلسطيني أيضاً، الدكتور مصطفى البرغوثي في هذا الإطار هل فعلا التغييرات أو الزخم السياسي الذي تشهده المنطقة يعني استمعنا إلى حتى خالد مشعل تحدّث عن دولة وتأسيس دولة على حدود الـ1967 في القاهرة، في نفس الوقت كان حارث الضاري في القاهرة لا أدري البعض يقول ثمة رابط بين الاثنين لحل مشاكل المنطقة كلها، تشيني في السعودية، بوش في الأردن، هذه الأجواء كلها هل تتيح فعلا بعض الخروق التي يمكن الولوج منها لرؤية بصيص أمل؟
مصطفى البرغوثي: بالتأكيد ودعيني أشير هنا هناك فشل إسرائيلي فشل في لبنان.. فشل القوة العسكرية في لبنان وفشل القوة العسكرية في قطاع غزة، هذا الفشل يجبرهم على البحث عن حلول إضافية ولكن الأمر الأساسي هنا هل تعترف إسرائيل بالدولة الفلسطينية المستقلة في حدود عام 1967؟ هذا هو السؤال الكبير يطالب الفلسطينيين كل يوم بأن يعترفوا بإسرائيل بعد أن اعترفت بها منظمة التحرير ولكن هل إسرائيل مستعدة أن تعترف بدولة فلسطينية في حدود عام 1967؟ خطاب خالد مشعل له أهمية قصوى من أي ناحية؟ من ناحية أنه طرح بشكل واضح توافق حماس مع سائر أطراف الحركة الوطنية الفلسطينية على برنامج إقامة دولة فلسطينية مستقلة في عام 1967، في حزيران من العام القادم سيصبح عمر الاحتلال للضفة الغربية وغزة والقدس أربعين عام، هناك أزمة أميركية كبيرة في السياسة الأميركية هناك فشل للإدارة الجمهورية في الانتخابات، الأوروبيون الآن تجرؤوا وطرحوا مبادرة سياسية منفصلة عن الولايات المتحدة ومستقلة تدعو لمؤتمر دولي شامل للسلام في الشرق الأوسط، هذه فرص كلها إذا وضعناها معا تشير إلى إمكانية أن تتكاتف الجهود الآن من أجل إنهاء الاحتلال الذي عمره أربعين عاما وإقامة دولة فلسطينية مستقلة في جميع الأراضي المحتلة دون استثناء وعاصمتها القدس وعلى ذلك الآن يتوافق الفلسطينيون، وحدة الموقف الفلسطيني وحكومة موحدة وقيادة موحدة ستكون العامل الأساسي المؤثر فلسطينياً في الاستفادة من هذه الفرصة السياسية التي تنفتح اليوم أمامنا هل يستطيعون مع حكومة ضعيفة..
جمانة نمور [مقاطعةً]: عفواً دكتور ستكون حكومة موحدة حول رؤية موحدة ومشروع سياسي موحد يمكن أن يلي هذه التهدئة؟
مصطفى البرغوثي: بالضبط لأن الرؤية الموحدة متوفرة الآن، هي رؤية دولة فلسطينية مستقلة على كامل الأراضي المحتلة عام 1967 بموافقة جميع القوى دون استثناء، إذاً هناك رؤية موحدة هل يستطيع أولمرت والحكومة الإسرائيلية الضعيفة هذه أن تأخذ المجتمع الإسرائيلي في هذا الاتجاه؟ هذا هو السؤال، أنا برأيي لابد من مراكمة ضد دولي كبير وضغط محلي أيضا على إسرائيل كي ندفعها للتخلي عن سياسة الاحتلال حتى وإن أضطر الأمر فرض سياسة عقوبات على إسرائيل، إنما الأمر الأساسي هو أن يطالب المجتمع الدولي باحترام الشرعية والقانون الدولي والإقرار بحق الفلسطينيين أخيراً في أن يصبحوا أحرار أن يتوقفوا أن يكونوا عبيداً للاحتلال، أن ينتهي هذا الاحتلال الذي أصبحت أطول في التاريخ الحديث، هذا هو التحدي الكبير الذي يقف أمامنا واليوم الفلسطينيون إن شاء الله سيوّحدوا صفوفهم في هذا الاتجاه.
جمانة نمور: شكرا لك الدكتور مصطفى البرغوثي من غزة، نشكر الكاتب روني شاكيد من القدس وشكرا للدكتور وليد المدلل من غزة وشكرا لمتابعتكم حلقة اليوم بإشراف نزار ضو النعيم إلى اللقاء.