
الإجراءات الأمنية المصرية على الحدود مع غزة
– دوافع وأبعاد التعزيزات الأمنية المصرية
– انعكاسات القرار على أوضاع الفلسطينيين
خديجة بن قنة: أهلا بكم مشاهدينا نحاول في هذه الحلقة التعرف على ما وراء قرار مصر تعزيز إجراءاتها الأمنية على طول الحدود مع قطاع غزة إثر معلومات عن وجود خطة إسرائيلية لقصف أنفاق يزعم أنها تستخدم لتهريب السلاح إلى الأراضي الفلسطينية من خلال ممر صلاح الدين الحدودي، نطرح في هذه الحلقة تساؤلين اثنين، ما هي الدوافع وراء قرار الحكومة المصرية تعزيز وجودها الأمني على الحدود مع قطاع غزة؟ ما هي انعكاسات مثل هذا القرار على أوضاع الفلسطينيين؟
دوافع وأبعاد التعزيزات الأمنية المصرية
خديجة بن قنة: أكد المتحدث باسم الرئاسة المصرية سليمان عواد إن مصر حريصة على تأمين حدودها وأنها تتعامل مع حدودها على رفح بقطاع غزة على اعتبار أنها حدود مصرية فلسطينية وأضاف أن مصر تأمل من إسرائيل المحافظة على التزاماتها.
[شريط مسجل]
سليمان عواد – المتحدث باسم الرئاسة المصرية: مصر لها قوات أمن على الحدود بين مصر وفلسطين كما قلت قبل الآن الحدود عند رفح هي حدود مصرية فلسطينية مصر حريصة على الوفاء بالتزاماتها تجاه الجانب الفلسطيني وحريصة أيضاً على الوفاء بالتزاماتها وفق عملية السلام مع الجانب الإسرائيلي وتتوقع من إسرائيل أن تبادلها حرصا بحرص والتزام بالتزام.
خديجة بن قنة: وقد تزامن ذلك مع إعلان الحكومة المصرية أنها نشرت خمسة آلاف من رجال الأمن العسكري على طول الحدود بين مصر وقطاع غزة الإجراء الذي يعد سابقة منذ توقيع اتفاقية كامب ديفد بين القاهرة وتل أبيب أعقب إعلان الجيش الإسرائيلي نية طيرانه قصف أنفاق قال إن الفلسطينيين يستعملونها لتهريب السلاح والأموال.
[تقرير مسجل]
نبيل الريحاني: في بادرة تعد الأولى منذ توقيع اتفاقية كامب ديفد سنة 1979 أعلنت الحكومة المصرية نشر خمسة آلاف عنصر من الأمن المركزي على طول الحدود بين غزة وسيناء القرار الذي بقي محل تأكيد مصري وتشكيك إسرائيلي قالت القاهرة إنه اتخذ لحماية عشرين ألف مصري يعيشون قرب ذلك الشريط الحدودي من هجوم إسرائيلي محتمل كانت إسرائيل قد ركزت في الآونة الأخيرة على ما تقول إنه خطر متعاظم لتهريب السلاح والمال على محور صلاح الدين الذي تسميه تل أبيب فلادلفي، أوردت صحيفة أديعوت أحرنوت في مقال لها أن لدى إسرائيل معلومات عن أن حماس تسعى لبناء جيش مدرب وقوي وأنها هربت إلى غزة معدات عسكرية بقيمة ستة ملايين دولار وأنها باتت تملك صواريخ روسية مضادة للمدرعات من طراز كونكروز معتبرة ذلك جزء من استراتيجية الحركة الرامية إلى استثمار المعابر والأنفاق في الإعداد لمفاجآت في أية مواجهة واسعة مقبلة مع الجيش الإسرائيلي على غرار حزب الله اللبناني، مواجهة واسعة يدعي الجيش الإسرائيلي أنه يريد بها استنساخ ما ذهب إلى أنه نجاح في ضرب الأنفاق ومستعمليها على الحدود الشمالية لقطاع غزة غير أن المقارنة بين شمال القطاع وجنوبه تقوم على فارق هو أن الأخير يمتد على أحد عشرة كيلومتر وبعرض مائة متر فمهما كانت القنابل التي قد تستهدفه ذكية يصعب تجنب كثافة بشرية منتشرة في محيطه على الجانبين، أمر أثار حفيظة المصريين وحرك قراءات سياسية للخطوة الأمنية المرتقبة تربطها بسعي إسرائيل لخنق الداخل الفلسطيني والضغط أكثر على حكومته ومع إعلان القاهرة بين حين وآخر عن ضبط تهريب كميات متفجرات وأسلحة في سيناء التي شهدت تفجيرات أزعجت الحكومة المصرية كثيرا تلح مهمة القنابل الذكية في إدراك أهدافها الأمنية والسياسية عسيرة بينما يبدو أن تلك القنابل نجحت وقبل إطلاقها في خلق جدل قد ينقلب توتر ولد في تفاصيل خطة خارطة الطريق ثم عاش وعشش في المعابر بين غزة ومصر.
خديجة بن قنة: ومعنا في هذه الحلقة من القاهرة اللواء الدكتور عادل محمد سليمان مدير المركز الدولي للدراسات المستقبلية ومعنا أيضا في الأستوديو الكاتب والمحلل السياسي الدكتور عزام التميمي أهلا بالضيفين الكريمين على هذه الحلقة وأبدأ معك دكتور عادل محمد سليمان في القاهرة برأيك ما هي الدوافع الحقيقية وراء هذه الخطوة المصرية؟
" مسؤولية الحفاظ على الأمن الوطني وعلى أمن الحدود المصرية هي مسؤولية أصيلة للحكومة في ظل حالة الاضطراب الشديد التي تسود قطاع غزة حاليا وخاصة منطقة الحدود " عادل سليمان |
عادل سليمان – مدير المركز الدولي للدراسات المستقبلية: الحقيقة أن مسؤولية الحفاظ على الأمن الوطني المصري وعلى أمن الحدود المصرية هي مسؤولية أصيلة للحكومة المصرية في ظل حالة الاضطراب الشديد التي تسود قطاع غزة حاليا وخاصة منطقة الحدود أو المنطقة الحدودية المعروفة بممر صلاح الدين بامتداد حوالي 11 أو 12 كيلومتر هذه الاضطرابات الشديدة تثير حالة من القلق لدى المواطنين المصريين في منطقة رفح أكثر من عشرين ألف مواطن مصري هم بحاجة للشعور بالأمن والاطمئنان هذا لا يوفره إلا تواجد أمني مصري مكثف على امتداد هذا الخط الحدودي مع قطاع غزة هذا من ناحية من ناحية أخرى حالة الاضطراب الأمني الشديد والمداهمات الإسرائيلية اليومية العسكرية لقطاع غزة وخاصة في منطقة ممر صلاح الدين وأيضا الأوضاع الفلسطينية القلقة والانقسامات الفلسطينية الداخلية تجعل من تأمين هذا الخط الحدودي من الجانب الفلسطيني أمر في غاية الصعوبة وهو ما يتطلب تكثيف التأمين المصري على خط الحدود من الجهة المصرية من الناحية الثالثة كان لابد أيضا من إزالة الذرائع الإسرائيلية التي تحاول أن تضرب منطقة خط الحدود منطقة ممر صلاح الدين بالقنابل الذكية أو ما شابه ذلك أو إعادة اجتياح هذا الممر واحتلاله مرة ثانية بدعوى وجود أنفاق وهي دعوة قديمة حتى تسبق الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة كان لابد من التواجد الأمني الكثيف أيضا من الجانب المصري حتى ينزع هذه الذرائع عن الجانب الإسرائيلي ويؤمن عدم اجتياح منطقة صلاح الدين للقوات الإسرائيلية أو قذفها بقنابل ذكية.
خديجة بن قنة: نعم لنبقى دكتور في إطار هذه المزاعم والذرائع الإسرائيلية دكتور عزام التميمي هذه المزاعم الإسرائيلية تقول حماس تسعى لبناء جيش مدرب وقوي تهرب إلى غزة معدات عسكرية بقيمة ستة ملايين دولار وأنها باتت تملك صواريخ روسية مضادة للمدرعات من طراز كونكروز هل هي مزاعم قابلة للتصديق؟
عزام التميمي – محلل سياسي: بسم الله الرحمن الرحيم طبعا ليس لدي معلومات عن كل هذا يعني الإسرائيليون دائما يزعمون أشياء ولكن من حق الفلسطينيين أن يحموا أنفسهم يعني الفلسطينيين محاصرون ومهددون باستمرار على مدار الساعة على مدار اليوم والليلة من قوة الإسرائيليين الغاشمة المحزن هنا أن هذا التحرك المصري يأتي ليس لحماية الفلسطينيين من الإسرائيليين وإنما غالباً استجابة لضغوط إسرائيلية وأميركية إنه إذا لم توقفوا هذا من طرفكم فإننا سنتدخل بما لدينا من قوة وسوف نحرق وسوف نضرب وأظن أن الجانب المصري يخشى من تدفق أعداد من الفلسطينيين إلى الجانب المجاور منا لحدود ويريدون أن يمنعوا ذلك يعني ما جاءت هذه القوات لحماية أحد بقدر ما هي جاءت لكي تحل الإشكال بالنسبة للإسرائيليين وتوفر عليهم الغلبة.
خديجة بن قنة: وبالتالي يعني تقصد أنها تقوم بالمهمة بدل في مكان الإسرائيليين.
عزام التميمي: لو نظرنا إليها من الجانب الإسرائيلي الجانب الإسرائيلي يعتبر أن بينه وبين المصريين معاهدة سلام ومن واجب هذه المعاهد المصريون كما الأردنيين كما غيرهم مجبرون على أن يحفظوا الحدود من طرفهم فلا يسمحوا بالتسلل ولا يسمحوا بتدفق الأسلحة ولا بالمال وبهذا يظل الفلسطينيون محاصرين ولا أحد يأتي لمساعدتهم.
خديجة بن قنة: ربما تكون هذه واحدة من القراءات التي يمكن أن تُقرأ في كلام السيد خافيير سولانا عندما قال المنسق الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا إن الحدود الفلسطينية المصرية مسيطر عليها من قبل السلطات المصرية ولا حاجة بالفعل لإسرائيل لفعل المزيد بهدف السيطرة عليها لنتابع.
[شريط مسجل]
خافيير سولانا – منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي: يدور نقاش إسرائيل حول إمكانية التدخل عسكرياً مرة أخرى في غزة لكن من المهم جداً القول إن الحدود مع مصر مسيطر عليها جيداً فالمصريون يبذلون جهوداً كبيرة في هذا الشأن وكما تعلمون نحن نشارك في مراقبة معبر رفح المعبر فقط وليس كل ممر داخل فيه أعتقد أن ما يقوم به المصريون جدير بالثناء ولا حاجة لفعل المزيد من قبل الإسرائيليين فالمصريون يؤدون مهمة.
خديجة بن قنة: طيب دكتور عادل محمد سليما يعني لا أريد أن أعيد كلام خافيير سولانا لكن أقتطع جملة واحدة مما قاله أعتقد أن ما يقوم به المصريون جدير بالثناء لا أعتقد أن هناك حاجة لفعل المزيد من قبل الإسرائيليين فالمصريون يؤدون المهمة هل يؤدونها بدل الإسرائيليين؟
عادل سليمان: يعني دعيني أختلف أولاً مع الزميل الذي سبقني في الحديث مسؤولية تأمين حدود الدولة هي مسؤولية أصيلة لأي دولة تحت أي ظرف من الظروف وأياً كانت الملابسات والمواقف ليس مقبولاً ولا مطلوباً من أي دولة أن تترك حدودها نهباً لأي عمليات تسلل أو تخريب خاصة وأن هناك عناصر كثيرة من خارج حتى منظمات المقاومة الفلسطينية المشروعة تندس وسط هذه المنظمات تسعى للتسلل وتسعى لتهريب أسلحة ومفرقعات على كلا الجانبين هذا ربما أشار إليه الرئيس محمود عباس من قبل عندما قال باحتمال تسلل عناصر من القاعدة إلى الأراضي الفلسطينية مسؤولية تأمين الحدود هي مسؤولية أصيلة للدولة عليها أن تحافظ على حدودها عليها أن تؤمنها أياً كان الموقف على الطرف أو على الجانب الآخر.
خديجة بن قنة: نعم دكتور عادل طالما أشرت إلى الرئيس محمود عباس هل يمكن أن تكون خطوة كهذه قد اتخذت بالتشاور بين مصر والرئيس محمود عباس وإسرائيل مثلاً؟
عادل سليمان: بالقطع لابد أن تكون هناك نوع من الاتصالات مع الرئيس محمود عباس بصفته رئيس السلطة الفلسطينية الشرعية أي تحركات على حدود مشتركة بين الدول تتم عادة في إطار نوع من أنواع التشاور ما بين الأطراف المعنية ليس من المطلوب من أي دولة أياً كانت أن تسمح بالتسلل عبر حدودها بأي شكل من الأشكال خاصة وأن ليس هناك جانب فلسطيني قادر على تأمين وضبط الحدود وتنسيق العمل مع الجانب المصري في ظل الانقسامات الفلسطينية الحالية لا توجد سلطة واحدة ممكن الحديث معها هل هي الحكومة؟ هل هي حركة حماس في دمشق؟ هل هي رئاسة السلطة الفلسطينية؟ مَن هو المسؤول عن تأمين الحدود ضد تسلل عناصر مشبوهة أو مخربين أو تهريب بضائع أو تهريب مخدرات أو ما إلى ذلك من الكثير من المهددات على الأمن الوطني؟
خديجة بن قنة: طيب في هذه الحالة إذاً دكتور عزام التميمي لماذا لم يصدر أي تعقيب رسمي من إسرائيل حول هذا الانتشار الأمني المصري مع الحدود مع غزة؟
عزام التميمي: ربما الإسرائيليون لم يندهشوا بذلك هم يرحبون بهذا التحرك المصري ربما هناك تفاهم عليه وأرجح أن هناك تفاهم عليه طبعاً الشيء المحزن أن مصر تتصرف كما لو أن الفلسطينيين غير موجودون..
خديجة بن قنة [مقاطعةً]: نعم لكن من حق مصر أن تحمي مواطنيها..
عزام التميمي: تحمي مواطنيها من مَن؟ الخطر هنا محدق بالفلسطينيين وليس بالمواطنين المصرين والخطر محدق بهم من قبل الإسرائيليين يعني كان ينبغي على الحكومة المصرية أن تقول للإسرائيليين إذا أردتم أن تمنع كل هذه الأمور فلماذا لا توقفوا اعتداءاتكم على الفلسطينيين؟ لماذا لا يوقعوا هدنة طويلة المدى مع الحكومة المنتخبة من قبل الشعب الفلسطيني؟ الذي تقوم به الحكومة المصرية الآن بإرسال هذه القوات هو يقوم بأن هؤلاء الفلسطينيون إذا أرادوا أن يستمروا في حماية أنفسهم بأساليبهم فليصبحوا نهباً للإسرائيليين ونحن من طرفنا لن نسمح لهم بأن يعني يقطعوا الحدود بحثاً عن الأمن وأنا أظن أنه ربما هناك محاولة لتأمين الحدود من الجانب المصري لخنق الفلسطينيين وليس لحماية أي جماهير مصرية.
خديجة بن قنة: نعم نأخذ فاصلاً قصيراً ثم نعود إليكم مشاهدينا لمتابعة هذه الحلقة.
[فاصل إعلاني]
انعكاسات القرار على أوضاع الفلسطينيين
خديجة بن قنة: أهلاً بكم مشاهدينا من جديد حلقتنا اليوم تبحث في قرار الحكومة المصرية تعزيز إجراءاتها الأمنية عند الحدود مع قطاع غزة دكتور عادل محمد سليمان في القاهرة ألا تتناقض هذه الخطوة المصرية مع اتفاقية كامب ديفد التي تحدد عدد الجنود المصريين وأسلحتهم في سيناء؟
عادل سليمان: يعني كلما تحدث ظروف جديدة وطارئة يعود الحديث عن معاهدة السلام مع إسرائيل وعن الملحق العسكري وما تحدده هناك أوضاع جديدة تحدث على الأرض يجب أن لا ننسى أن هذه المعاهدة وقّعت من أكثر من 25 عاماً هناك تطورات جديدة تحدث على الأرض هناك أحداث جديدة تحدث على الأرض لابد من التصرف بأساليب جديدة وبتفهمات جديدة لضمان تأمين الحدود المصرية أما فيما يتعلق بمساعدة الشعب الفلسطيني وخنقه يجب أن لا ننسى أن مصر هي الطرف الوحيد الذي يجري الاتصالات والتوفيق بين جميع الفصائل الفلسطينية والاتصال حتى بالسيد خالد مشعل وبحماس وبالحكومة الفلسطينية وزير الداخلية الفلسطينية كان موجوداً بالقاهرة وعاد إلى قطاع غزة يحمل أكثر من اثنين مليون دولار لدعم الشعب الفلسطيني المساندات المصرية تمر عبر معبر رفح بصفة مستمرة إلى الشعب الفلسطيني، أنا أعجب بينما الفلسطينيين أنفسهم حماس وفتح والحكومة والسلطة تشيد بالدور المصري وما يقدمه من دعم للشعب الفلسطيني مصر تعمل لحماية الشعب الفلسطيني المواطنين الفلسطينيين العاديين في رفح فلسطين وفي رفح مصر يجب أن تؤمن لهم الحماية وجود سيطرة أمنية من الدولة على خط الحدود هذا هو الذي يكفل الحماية والأمن لكلا الجانبين للمواطنين المصريين والمواطنين الفلسطينيين أيضاً.
خديجة بن قنة: طيب دكتور عزام التميمي استمتعت إلى دكتور سليمان يعني مصر فعلاً هي التي تقوم بدور الوساطة وساطات كثيرة في الملف الفلسطيني لماذا عندما تتخذ خطوة كهذه لحماية مواطنيها تنتقد ويعني تلام على هذه الخطوة؟
" إن كانت مصر أو غير مصر تقدم شيئاً للفلسطينيين فهذا واجب العرب تجاه هذه القضية التي هي قضية العرب جميعاً وليست قضية الفلسطينيين " عزام التميمي |
عزام التميمي: إن كانت مصر أو غير مصر تقدم شيئاً للفلسطينيين فهذا واجب العرب تجاه هذه القضية التي هي قضية العرب جميعاً وليست قضية الفلسطينيين.
خديجة بن قنة: لكن أغلب العرب غسلوا أيديهم يعني من هذه القضية لكن كانت مصر دائماً تلعب دور الوساطة ويعني في كل حتى في العلاقة بين السلطة الفلسطينية الوطنية وبين تأزم العلاقة بين فتح وحماس مصر هي أكثر دولة عربية تلعب دور في هذا المجال.
عزام التميمي: نعم تلعب دور لأن لها مصالح وتريد أن ترعى مصالحها وفي كثير من الأحيان هذا الدور تقوم به مصر نيابة عن أطراف ثالثة نيابة عن الولايات المتحدة الأميركية نيابة عن إسرائيل الآن محاولة حل مشكلة الأسير الإسرائيلي مصر في البداية كانت تريد أن تفرض شروطا على حماس هي الشروط الإسرائيلية كان المصريون يذهبون إلى حماس ويقولون أعطونا الأسير ثم نعدكم بأن نتكلم مع الإسرائيليين علهم يطلقوا سراح البعض، لما وجدوا ثبات من حركة حماس والذي غير الموقف المصري هو ثبات حركة حماس إذاً لا يجب أن يتمنن المصريون ولا أحد من العرب ولا المسلمين على الفلسطينيين بشيء لأن الفلسطينيين في هذا الخندق نيابة عن الأمة بأكملها وأنا أرى أن المصريين وغيرهم قصدي الحكومة المصرية وغيرها من الحكومات تتعاون مع الإسرائيليين والأميركان لتقييد الفلسطينيين حتى يؤمنوا الإسرائيليين قبل أن يفكروا بتأمين الفلسطينيين وأنا أخشى من هذه الخطوة لأن هذه الخطوة يُقصد منها منع هذا الحبل السري أو قطع هذا الحبل السري بين مصر وغزة إذا قطع هذا الحبل من أين تتنفس غزة هل من البحر محاطة من كل الأماكن غزة عبارة عن سجن محاط من جميع الجهات ولا ينبغي ولا يجوز وليس خليقا بإخواننا في مصر أن يشاركوا في خنق قطاع غزة.
خديجة بن قنة: طيب الشعب الفلسطيني كله في سجن كما تقول لكن نريد أن نتحدث تحديدا على هذه الخطوة ما هي الآثار السلبية أو المصاعب التي يطرحها أو تطرحها هذه الخطوة على الشعب الفلسطيني؟
عزام التميمي: طبعا إذا كان حسب ما ستقوم به هذه القوات المصرية إذا كانت هذه القوات الهدف منها أن تمنع أي تنفس لأهل غزة من الجانب المصري فإنها ستزيد من المضايقات والحقيقة كثير من الأموال الآن محجوزة في البنوك العربية في مصر وفي الأردن ولا يُسمح بتحويلها للحكومة الفلسطينية جزء من الأزمة الفلسطينية سببها الأنظمة العربية المحيطة بفلسطين هذه الأنظمة كان يجب أن تقول للأميركان وللإسرائيليين لا نوافقكم على خنق إخواننا لا نوافقكم على هذه العقوبات الجماعية وكان يمكن أن يساهموا بكسر الحصار من اليوم الأول لو أرادوا.
خديجة بن قنة: دكتور سليمان يعني هذا الإجراء جاء بعد ما ترددت أنباء كثيرة في وسائل الإعلام الإسرائيلية عن احتمال إعادة احتلال المنطقة محور فلادلفيا هل هذه الخطوة أو هذا الإجراء المصري جاء استباقيا أو أحبط المسعى الإسرائيلي لتبرير هذه الخطوة المصرية؟
عادل سليمان: هو أنا في البداية أشرت من ضمن الأسباب والعوامل التي أدت لمثل هذا الإجراء هو عملية نزع الذرائع الإسرائيلية لإعادة احتلال ممر صلاح الدين ومنطقة رفح واجتياحها عسكريا إنما ما أريد أن أشير إليه هو أنه لا توجد في العالم حدود بهذا المنظر من أن تترك دون تأمين ودون حراسة بأي شكل من الأشكال هناك معابر شرعية ما بين الدول وبعضها في الحدود البرية ومن حق الدول أن تقيم الحواجز وتؤمن حدودها ولا تسمح بأي منافذ غير شرعية للمرور فيما يتعلق بالشعب الفلسطيني في قطاع غزة أنا أعتقد أن هذه مسؤولية مصرية ومصر لا تمن أبدا على الشعب الفلسطيني بأي حال من الأحوال وفي أي ظرف من الظروف إنما هو واجب.. واجب على الشعب المصري والشعب المصري يؤديه حكومة وشعبا على أكمل وجه بقدر ما يستطيع ليس في هذا خنق للشعب الفلسطيني هناك تقنين للمعابر هناك سيطرة وتسهيل لعبور الفلسطينيين عبر المنافذ والمعابر الشرعية.
خديجة بن قنة: يعني تركز كثيرا دكتور سليمان على مسؤولية الدولة في حماية الشعب المصري والشعب الفلسطيني يذهب إلى الجحيم؟
عادل سليمان: لا بالقطع.. بالقطع لا.. لا لم يقل أحد هذا الشعب المصري قدم للشعب الفلسطيني من الدماء والشهداء مئات الألوف الشعب الفلسطيني هو في أعين وفي قلب الشعب المصري ولكن مَن قال إن ترك الحدود بلا ضابط هو حماية للشعب الفلسطيني مَن قال هذا؟ مصر تسعى دائما لتأمين الشعب الفلسطيني التحرك المصري تجاه الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين لم يكن إطلاقا بشروط أو لفرض شروط إسرائيل على الجانب الفلسطيني بالقطع هذا أمر مرفوض تماما ولكن مصر تسعى إلى الإفراج عن أكبر عدد من المعتقلين الفلسطينيين وقالت هذا من قبل أكثر من مرة هي في الجانب الفلسطيني قبل أن تكون بأي حال من الأحوال في أي جانب آخر لا أحد يستطيع أن يقول هذا بأي شكل من الأشكال ولا يمكن أن تتخذ خطوة لتأمين الحدود في ظل موجات من الإرهاب والتسلل عبر المنطقة بأشكال مختلفة وضبط كميات من المتفجرات العديدة ومصر تهمل في تأمين حدودها هذا خطأ على الحكومة المصرية لو أهملت في هذا.
خديجة بن قنة: طيب دكتور عزام التميمي إذا كان هذا الإجراء أتخذ بالتشاور مع الرئيس محمود عباس فالفلسطينيون أيضا شركاء في المعاناة الفلسطينية؟
عزام التميمي: ما هو للأسف توجد فئة من الفلسطينيين همها ليس مصلحة الشعب الفلسطيني ولا القضية الفلسطينية همها الحفاظ على بعض المكتسبات التي حققتها من عملية السلام التي جاءت على حساب الشعب الفلسطيني طبعا عندما نتكلم عن حدود وأن من واجب الحكومة أن تحمي حدودها هذا صحيح لو كان بجانب مصر دولة فلسطينية مكتملة قطاع غزة ليس دولة قطاع غزة جيب محاصر جيب ينكل به الإسرائيليون صبح مساء جيب يحتاج إلى أن يتنفس من الرئة المصرية يحتاج أن يمد له المصريون يد العون لا أن يخنقوه بإرسال قوات تحول دون أن يصله المدد الذي يحتاج إليه.
خديجة بن قنة: إذاً تعتقد أن هذا الإجراء هدفه في النهاية هو مزيد من تضييق الخناق على حركة حماس؟
عزام التميمي: بالتأكيد لا أرى له معنى آخر مورست ضغوط كثيرة منذ أن انتخبت حماس ومنذ أن تشكلت حكومتها كل أنواع العقوبات الفردية والجماعية استخدمت وكلما فشل إجراء وصلنا أو رأيناهم يتبنون إجراء آخر وهذا الإجراء المقصود منه أن يمنع إدخال المال أن يمنع إدخال السلاح إذا كان يدخل سلاح ومن المشروع أن يدخل سلاح إلى الفلسطينيين كيف يحموا أنفسهم من الإسرائيليين الذين يضربونهم بالصواريخ وبالطائرات كل يوم من المشروع أن يتنفس وأن يحزنني على فكرة أن نقول شعب فلسطيني وشعب مصري نحن شعب واحد في الأساس وما خلقت إسرائيل في فلسطين إلا للنيل من مصر ومصر الآن للأسف تحكمها زمرة تتنكر لدور مصر التاريخي في حماية الأمة العربية.
خديجة بن قنة: دكتور سليمان سؤال أخير حماس في النهاية هي الهدف الأول والأخير ما رأيك؟
عادل سليمان: حماس بلا شك هي حماس مستهدفة ومصر على يقين من ذلك ولكن في نفس الوقت مصر هي أكثر الأطراف العربية التي مدت ومازالت تمد يدها إلى حماس مصر تدعم كافة المنظمات والفصائل الفلسطينية وتستضيفها بصفة مستمرة أنا أعجب لما أسمعه الآن لأن هذا الكلام لا يصدر حتى عن حماس وزعمائها أنفسهم هم دائما يتحدثون عن الدور المصري خالد مشعل سيكون في القاهرة أطراف عديدة من حماس تصل إلى القاهرة حتى وزراء الحكومة الفلسطينية من حركة حماس دائما على اتصال وثيق بالقاهرة وأنا أعجب لما يخالف مثل هذه الرؤى والتوجهات لا أحد يستطيع أن يطالب تحت أي ظروف بأن تترك الحدود هكذا ليس خشية مرور الأخوة الفلسطينيين ولكن خشية اندساس عناصر مخربة قادرة على الاندساس والتسلل في داخل هذه الفصائل الفلسطينية واستغلال هذه الظروف المضطربة للعبور ولعمليات التهريب التي تهدد بالقطع الأمن المصري والأمن الفلسطيني أيضا.
خديجة بن قنة: شكرا جزيلا لك لواء دكتور عادل محمد سليمان من القاهرة والشكر أيضا لضيفنا في الأستوديو الدكتور عزام التميمي وبهذا نأتي مشاهدينا إلى نهاية هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر بإشراف نزار ضو النعيم بإمكانكم المساهمة في اختيار مواضيع الحلقات القادمة بإرسالها على عنواننا الإلكتروني indepth@aljazeera.net غدا إن شاء الله قراءة جديدة فيما وراء خبر جديد أطيب المنى وإلى اللقاء.