المشهد السياسي في الاراضي الفلسطينية
ما وراء الخبر

المشهد السياسي في الأراضي الفلسطينية

تتناول الحلقة ملامح المشهد السياسي في الأراضي الفلسطينية بعد تفجر الأوضاع في غزة بسبب تأخر الحكومة في صرف رواتب الموظفين للشهر السابع على التوالي.

– أسباب اندلاع أعمال العنف في غزة
– سبل حل الأزمة في ظل دور عربي محتمل


undefinedعلي الظفيري: أهلا بكم، نحاول في هذه الحلقة قراءة ملامح المشهد السياسي في الأراضي الفلسطينية بعد تفجر الأوضاع في غزة بسبب تأخر الحكومة في صرف رواتب الموظفين للشهر السابع على التوالي، نطرح في الحلقة تساؤلين اثنين، ما هي الظروف الداخلية والخارجية التي أطلقت شرارة الأزمة الحالية في غزة؟ وما هي السيناريوهات والحلول الممكنة للخروج من المأزق ووقف تدهور الأوضاع الداخلية؟ شهد التوتر بين حركتي فتح وحماس منعرجا خطيرا تمثل في الاشتباكات بين أنصارهما مما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى، تدهور ترافق مع تحركات دبلوماسية نشطة لم يخف القائمون عليها خاصة الإدارة الأميركية رغبتهم في أن تفضي إلى ترجيح كافة الرئاسة على الحكومة الفلسطينية كمقدمة لحل الأزمة المالية التي تتخبط فيها السلطة الفلسطينية.

أسباب اندلاع أعمال العنف في غزة

[تقرير مسجل]

نبيل الريحاني: هذا ما آلت إليه المواجهة المفتوحة بين حركتي فتح وحماس، يوم دامي عرفته غزة سببه خروج الخلافات من الأروقة السياسية وعودتها إلى الشارع مجددا، متظاهرون غاضبون لعدم صرف رواتبهم منذ أكثر من ستة أشهر من جهة وفي الجهة المقابلة عناصر القوة التنفيذية التي شكلتها الحكومة الفلسطينية لمنع ما قالت إنه عبثا بالأمن الوطني الفلسطيني لغايات سياسية، التدهور الأمني الذي خيم على الوضع الفلسطيني أعقب فشل مفاوضات تشكيل حكومة الوحدة الوطنية نتيجة للتباين الجوهري في الرؤى بين مؤسستي الحكومة والرئاسة وهو ما يعني بالنسبة للمحتجين تواصل الحصار المالي المضروب على الفلسطينيين الذي اختاروا حماس في انتخابات يناير/كانون الثاني الماضي لتشكل حكومتهم الحالية، حصار سيكون بلا شك محور المحادثات التي ستجريها وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أثناء جولتها الشرق أوسطية والتي ستشمل ثمانية دولا عربية، رايس التي تراقب فيما يبدو التطورات الفلسطينية عن كثب حملت في جعبتها حزمة خطوات وصفتها بالخلاقة وقالت إنها تهدف لدعم الرئيس محمود عباس في مواجهة حماس، أهم هذه الخطوات هي ضخ الأموال للسلطة الفلسطينية عبر قناة الرئاسة دون غيرها، تقوية الأجهزة الأمنية الخاضعة لسيطرة الرئيس عباس، وضع المعابر الحدودية الحيوية تحت إشراف الأمن الرئاسي وليس وزارة الداخلية، خطوات التقت مع روح القمة المصرية الأردنية التي عُقدت للمرة الثانية في شهر واحد من أجل دعم الرئيس محمود عباس في خلافه مع حماس، حماس من ناحيتها اعتبرت هذه التحركات تجاوز لحقها الديمقراطي في ممارسة السلطة وصنفتها حلقة جديدة فيما تقول إنه مسلسل للتآمر عليها وإسقاط حكومتها ومع أن محمود عباس نفى أنه سيقيل الحكومة أو يحل المجلس التشريعي فإن التحركات الدولية تبدو عازمة على المضي في تشكيل مشهد فلسطيني بعيدا عن ما قالته صناديق الاقتراع وعن البرنامج السياسي الذي اختارته أغلب الأصوات.

علي الظفيري: ومعنا في هذه الحلقة لمناقشة الموضوع من غزة الدكتور جهاد حمد أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة الأزهر ومن رام الله الدكتور إياد البرغوثي مدير مركز رام الله لدراسات حقوق الإنسان، مرحبا بكما وأسألك دكتور إجهاد حمد يعني وقع المحظور إذا ما المسؤول لم نقول من المسؤول سنسأل ما هو المسؤول عن وقوع مثل هذا الأمر اليوم؟

"
ما يحدث على الساحة الفلسطينية في الوقت الحاضر شيء مخجل ومؤسف للغاية والجميع يتحمل مسؤوليته، وقرار وزارة الداخلية كان قرارا متسرعا وأدى إلى تفاقم الأوضاع على الساحة الفلسطينية
"
جهاد حمد

جهاد حمد – أستاذ علم الاجتماع السياسي: أستاذ علي أنا أود أن يعني أؤكد لك القضية مفادها ما يحدث على الساحة الفلسطينية في الوقت الحاضر شيء مخجل ومؤسف للغاية والجميع يتحمل المسؤوليات، قرار وزارة الداخلية كان قرارا متسرعا وقرار بحد ذاته أدى إلى تفاقم الأوضاع على الساحة الفلسطينية، نحن نقول ونكرر على الجميع يتحمل مسؤولية، ما يحدث على الساحة الفلسطينية من نقل الصراع الداخلي بين في الأروقة السياسية إلى الشارع الفلسطيني الذي أدى إلى قتل الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني يتحمل مسؤوليته من يتحمل مسؤوليته بالإعلان عن هذا القرار المتسرع والخاطئ، نحن لا نريد مزيدا من الدماء على الساحة الفلسطينية أو أيا كانت هناك تناقضات ونزاعات على صعيد البرنامج بين رئاسة السلطة الوطنية الفلسطينية وبين الحكومة الفلسطينية ولكن لمن هذا الصراع وكيف نود أن نحل هذا الصراع أو هذا النزاع؟ ليس بعملية النزاع المسلح، باعتقادي أن ما تقوم به الأجهزة إن كان بالجهاد التنفيذية شيء مخجل ومؤسف ويتحمل مسؤوليته بإراقة الدماء على ساحة قطاع غزة وما آلت إليه الظروف في الضفة الغربية وتحديدا في رام الله وأيضا في الخليل، استشهاد أو قتل الأبرياء هذا لا ينم عن موقف حضاري فلسطيني وبالعكس يضعف من الوضع الفلسطيني على المستوى العربي وعلى المستوى الدولي، لا نريد أن نحول صراعاتنا الداخلية الثانوية التي من المفترض أن تكون منبع قوة لنا من أجل توحدنا إلى صراعات تخرج إلى الساحة العربية والدولية وأنا أؤكد لك شيء مخجل ولا يمكن وغير أن نقبله وغير مقبول جملة وتفصيلا من جميع الأطراف.

علي الظفيري: دكتور إياد أسألك نفس السؤال ما هي جملة العوامل المسؤولة عن ما يحدث اليوم في غزة؟ وأضيف أيضا هل هذا المنظر هذا الاقتتال في الشارع يشير إلى أنه لم يعد لدى السياسيين أي شيء يعني لدى الأطراف السياسية أي شيء تقوم به وبالتالي تم تحويل الأمر للشارع؟

"
ما يحصل صراع مباشر على السلطة وليست خلافات في البرامج، وهناك أطراف خارجية أيضا تتدخل لإبقاء هذا الصراع قائما
"
إياد البرغوثي

إياد البرغوثي – مدير مركز رام الله لدراسات حقوق الإنسان: صحيح هذا هو صراع مباشر على السلطة هي ليست اختلافات في البرامج، هذا شيء تجاوز المعقول تجاوز أي بعد ديمقراطي للوضع السياسي الفلسطيني هناك أطراف خارجية أيضا تتدخل لإبقاء هذا الصراع كما ورد في برنامجكم الآن والحل يأتي من وجهة نظري بإشراك كافة الأطراف السياسية ومثقفين ومراقبين فلسطينيين وربما عرب حتى نخرج إلى طريقة ما لتهدئة الوضع..

علي الظفيري: دكتور إياد قبل الحل يعني سنأتي على ذكر الحلول والسنياريوهات المطروحة، الآن باعتقادك ما هي العوامل الداخلية والخارجية بنوع من التفصيل؟ يعني نريد أن نقرأ ما وراء هذه الأحداث، ما وراء هذا الاقتتال في الشارع اليوم والتي أدت لهذه الحالة.

إياد البرغوثي: إذا أردنا جوهر المشكلة أنا أعتقد أن السلطة الفلسطينية يجب مراجعة وضعها من حيث الجوهر، السلطة برأيي المتواضع هي مشروع للفشل وأي أحد أي جانب سياسي أي حركة تصل إلى قيادة السلطة هي ستفشل لأن هذه السلطة هي نفسها في وضع يعني في مأزق، الآن يجب أن تراجع وضع السلطة بذاتها وتقييم.. مرت حوالي عشرة اثني عشرة سنة على السلطة ويجب أن نعيد النظر فيها ويجب أن نرى طريقة معينة ربما أكثر فاعلية للخروج من هذا المأزق.

علي الظفيري: طيب دكتور جهاد يعني إذا ما تحدثنا عن العامل الخارجي بأي درجة يكون هذا العامل مسؤول عن ما يحدث اليوم إذا ما أشرنا للحصار لطريقة الضغوط والاشتراطات المطروحة كل.. يعني كل الطريقة التي تعاطى بها الخارج مع الملف الفلسطيني؟

جهاد حمد: بداية وجود السلطة الوطنية الفلسطينية كانت هناك مجموعة من تشابكات ومجموعة من تعارضات على صعيد الموضوع المشروع السياسي الفلسطيني وما آلت إليه الظروف ولا ننسى بأن هناك عوامل خارجية من قبل المجتمع الدولي ومن إسرائيل بالتحديد ساهمت في تعقيد الوضع الفلسطيني الداخلي ولكن هذا لا يعني في ظل وجود حكومة منتخبة أن تكون هناك برنامجين، هؤلاء أو تلك البرنامجين أدً ومنذ بداية حتى انتخابات الحكومة الفلسطينية أو البرلمان الفلسطيني، نحن تحدثنا وأكدنا أنه يوجد هناك سلطة وطنية فلسطينية برأسين بمعنى آخر أن هناك برنامج سياسي لرئاسة السلطة الفلسطينية التي تم انتخابها على أساس الشرعية الدولية وعلى أساس الاتفاقات المبرمة بين كل من منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل وأيضا على أساس أن هناك مشروع سياسي تفاوضي من أجل إنهاء الاحتلال على كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، أيضا على أساس اتفاقيات وعلى رأسها اتفاقية أوسلو وأيضا وما آلت إليه الانتخابات السياسية في موضوع البرلمان الفلسطيني، لا نريد أن نخرج ونضع رأسنا كالنعامة التي تضع رأسها في الرمال، الانتخابات قامت وحسب بنود اتفاقية أوسلو أن تحصل انتخابات في مرحلة ثانية وإن تأخرت لفترات زمنية على أساس اتفاقية أوسلو، إذاً ما آلت إليه الظروف ونتائج الانتخابات كانت على أساس اتفاقية أوسلو ولا نريد أن نحمل أحد هنا مسؤوليات ولكن الجميع يعلم ولكن الحكومة الفلسطينية تحاول أن تخرج من هذا النطاق، نحن تحدثنا سابقا بأنه هناك أمام الحكومة الفلسطينية حقل من الألغام وخصوصا في ظل وجود التعنت الدولي بإملاءات وشروط وعلى رأسها عملية العنف وعملية الاعتراف بإسرائيل والاعتراف بكل الاتفاقيات السابقة، وضعنا آلية وتحدثنا عن آلية للخروج من هذا المأزق بأن الحكومة الفلسطينية تتفق على أساس أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي الوحيد والتي أبرمت الاتفاقيات مع إسرائيل وبالتالي تخرج بماء الوجه من أجل عدم فرض قرارات أو فرض بعض القضايا منها على حركة حماس أن تعترف بإسرائيل، لا أحد يريد من حركة حماس أن تعترف بإسرائيل ولا من فتح ولا من أي تنظيم ولكن الحكومة الفلسطينية لا تمثل حماس وحدها وإنما تمثل الشعب الفلسطيني وتمثل ما آلت إليه من نتائج ومن نضالات حققتها منظمة التحرير الفلسطينية ولكن المعضلة الأساسية أن هناك حسابات دولية وعربية تؤثر على الموضوع الفلسطيني ولا نريد الخوض بأكثر من قضية وخصوصا فيما يتعلق بالتأثير العربي خصوصا دول الطوق والولايات المتحدة الأميركية، إذاً نحن أمام مرحلة وهذا أصبحنا أسرى.. أسيرين لحسابات عربية ودولية وانتقل الصراع أو النزاع الخارجي إلى النزاع الداخلي في ظل وجود تعنت واختلاف.

علي الظفيري: طب من هنا دكتور.. دكتور جهاد يعني من هنا أتحول إلى الدكتور إياد وأتساءل يعني اليوم المثير الأمر المثير واللافت جدا أن القاتل والمقتول فلسطيني وعلى أرض فلسطينية وبالتالي المسألة تأخذ بعدا يعني سلبيا كبيرا جدا في النقاش، هل وصل العجز بالبرامج الفلسطينية برأسيي السلطة سواء حماس أو فتح وصل العجز بهما بحيث إن لا يوجد الآن برنامج فلسطيني يعني قادر على يعني احتواء كل هذه الأمور وكذلك أن يتعاطى مع العالم بشكل واقعي؟

إياد البرغوثي: نعم لا يوجد الآن برنامج فلسطيني واضح، القضية الوطنية الفلسطينية هي مغيبة إلى حد بعيد، كل ما يجري كما قلت هو صراع على السلطة، الآن حكومة حماس لم تأخذ كما هي تعتقد وأنا أعتقد أيضا المدى الطبيعي لها كي في النهاية كي تفشل لأني كما قلت السلطة هي مشروع للفشل وبالتالي هي شعرت أن هناك قوة خارجية وداخلية حالت دون أن تأخذ هذا الوقت الكافي، الرئاسة ربما تصرفت بناء على رؤاها التي تحمل البعد الخارجي للقضية الفلسطينية بعدا تراه حماس أكثر من اللازم وبالتالي هناك عدم وفاق نهائي بين الطرفين، أنا أعتقد أنه يجب أن يكون هناك مفاوضات دائمة.. حوار دائم حتى يكون هناك برنامج تكاملي وليس برنامج مشترك بين الجهتين لأنه لا يمكن بناء على البرنامجين الموجودين لدى كل منهما أن يكون هناك برنامج مشترك لأن الفارق هو واضح وكبير وحاسم ولكن يبدو..

سبل حل الأزمة في ظل دور عربي محتمل

علي الظفيري: نعم، سنشير دكتور بشكل مفصل لهذه المسألة للسيناريوهات للمخارج من هذا المأزق الكبير الذي يعيشه الشارع الفلسطيني وبحكم أن الشارع اليوم هو سيد الموقف وهو من حصل فيه الاقتتال، دعونا نستمع لبعض المختطفات من آراء المواطنين الفلسطينيين حول التطورات الجارية في الضفة وغزة.

[تقرير مسجل]

مشارك أول – مواطن فلسطيني: إحنا أول شيء بنطلبه تحقيق الأمن والآمان وهو لا يتوفر بوجود مسلحين سواء من الطرف القوة التنفيذية أو من الطرف الآخر، على القوات كلها تنسحب إلى مراكزها ومواقعها ويتركوا الناس في الشارع يعيشوا حياتهم الطبيعية.

مشارك ثان – مواطن فلسطيني: هذا السجال السياسي الدائر منذ شهور بدون نتيجة هذا الحوار الفاشل يجب أن لا ينزل إلى الشوارع لأن نزول الحوار الفاشل إلى الشوارع سوف ينعكس إلى رصاص وإلى ضحايا وإلى خسائر مثل ما يحدث اليوم ومثل ما متوقع أن تتضاعف الحالة إلا إذا تدخل العقلاء وإلا يعني إذا ارتدعت أيضاً الحكومة عن الذهاب في الطريق الخاطئ.

مشارك ثالث – مواطن فلسطيني: بالنسبة للأحداث الحاصلة اللي بتصير المفروض إن وزير الداخلية ما يأخذش قرار مثل اللي أخذه هذا بنشر قوات.. إيه قوات هي؟ إحنا ما بنعرف هي قوات حمساوية ولا قوات تابعة للسلطة، إذا تابعة للسلطة معناتها المفروض تطلع لكل السلطة اللي هي تطلع في الشوارع مش القوات التنفيذية المسمى تبع حماس.

مشارك رابع – مواطن فلسطيني: المشكلة مش في قوات تنفيذية المشكلة في بعض الجهات التي تدعم تنظيمات الثانية كانت قصة الرواتب والرواتب الآن ما فيش رواتب الحمد لله قبضوها ولكن كانت سياسية ميسرة ومدبرة ضد القوات التنفيذية ضد الشعب ضد الفتنة.

مشارك خامس – مواطن فلسطيني: القوى التنفيذية موجودة في الشارع الفلسطيني تحت إمرة وزير الداخلية الفلسطيني وهي أيضاً مساندة للشرطة الفلسطينية، لكن في الشارع الفلسطيني أيضاً قلت لك إن الفئة الضالة لا تريد من هذه القوة أن تسيطر على الأرض وأن تبسط الأمن والأمان في البلد.

مشارك سادس – مواطن فلسطيني: حكومة إسرائيل هي المستفيدة لا حماس ولا السلطة مستفيدة، إحنا كلنا مستهدفين تحت قناص الاحتلال في غزة هون، غزة سجن كبير وإحنا قاعدين بنستهدف بعض وبنطخ على بعض، كلام فاضي ما في منه هذا الكلام.

علي الظفيري: إذاً لا أحد مستفيد من هذا الاقتتال، دكتور جهاد هذا واضح للفلسطينيين، لا مصلحة لأحد في مثل هذا الاقتتال ولكن أيضاً مواطن أشار للعقلاء.. تدخل العقلاء، هل من عقلاء الآن.. لا أشير إلى أشخاص بقدر ما أشير إلى أطراف قد تساهم أو تساعد في تسوية ما بين طرفي السلطة أو رأسي السلطة كما أشرت قبل قليل؟

"
الوضع الأمني سيء للغاية في قطاع غزة والضفة الغربية، وإسرائيل هي المستفيد الأول مما يحدث على الساحة الفلسطينية
"
جهاد حمد

جهاد حمد: أنا بأعتقد يعني ما أشار إليه تقريركم هو نبض الشارع الفلسطيني ويتحدث عن أن الوضع الأمني سيئ للغاية في قطاع غزة وفي أيضاً في مناطق الضفة الغربية، إسرائيل هي المستفيد الأول مما يحدث على الساحة الفلسطينية وإسرائيل تلعب بموضوع الوقت من أجل استغلال أو احتلال ما يمكن احتلاله في مناطق الضفة الغربية تحديداً في مناطق يعني الضفة الغربية ومشروع ضم مناطق كبيرة جداً، تحدثنا سابقاً أن هناك تدخلات من قبل أطراف عربية من أجل الحد من طبيعة هذا النزاع على أيضاً الموقف العرب أن يقوم ويتحمل مسؤولياته من أجل التخفيف من حدة الوضع السياسي الفلسطيني..

علي الظفيري: دكتور جهاد هل الطرف العربي طرف محايد يتحدث عن جهتين أم هو طرف منحاز بشكل أو بآخر؟

جهاد حمد: أنا بأعتقد إن الطرف العربي يوجد له حسابات داخلية في الساحة الفلسطينية وخصوصاً إذا ما تحدثنا أن هناك علاقة وطيدة بين مجموعة من الأطراف العربية مع الولايات المتحدة الأميركية ولها علاقات دبلوماسية مفتوحة مع إسرائيل، إسرائيل هذه اللحظة لا تعترف بوجود حكومة فلسطينية، نحن نحمل مسؤولية كبيرة جداً إلى بعض الأطراف العربية التي ساهمت في المزيد من الضغوطات على الشارع الفلسطيني وأدت إلى تفاقم الأزمة الداخلية ولكن أيضاً القرارات المتسرعة من قبل الحكومة الفلسطينية أدت إلى تأزم الوضع أخطر فأخطر، اليوم بعض العائلات تم تشريدها من مناطق قطاع غزة وهذا مؤسف للغاية أن يحدث على ساحة غزة بأن تقوم بعض الجهات وخصوصاً التنفيذية أو القوى التنفيذية بعملية إطلاق الرصاص بشكل عشوائي عند خروج طلاب المدارس، هذا الشيء مخجل ومخزي ويؤدي إلى ضعف داخلي ولا يؤدي إلى مزيد من الوفاق والتوافق الداخلي الفلسطيني وبالعكس يزيد من حالة فلتان أمني أكبر وأكبر وأنا باعتقادي إذا استمر الوضع فإن الأزمة ستكون أخطر ما نتحدث عليها في الوقت الحاضر..

علي الظفيري: طيب دكتور اسمح لي دكتور جهاد أتحول لدكتور إياد..

جهاد حمد: الأطراف العربية لها جزء من عملية التسخين في الوضع الداخلي.

علي الظفيري: لنبقى في الدور العربي، دكتور يعني لا يمكن لأي حل ينظر لأنه لا يمكن لأي حل فلسطيني إلا أن يقوم بتدخل رئيسي من إسرائيل وأطراف عربية وأطراف دولية، دكتور إياد أسألك عن الدور العربي مصر والأردن كدول جوار مؤثرة وفاعلة ولها علاقات مع إسرائيل، هل هي جزء من الحل أم جزء من المشكلة القائمة اليوم؟

إياد البرغوثي: الصحيح هي قد تكون جزء من الحل وجزء من المشكلة، الآن هي بشكل أو بآخر منحازة إلى الحل الأميركي الذي هو بدوره منحاز كما ورد في التقرير إلى موقف الرئاسة، أعتقد أن الدول العربية وخاصة الأردن ومصر بإمكانها لعب دور إيجابي أكثر في التوفيق بين الطرفيين الفلسطينيين وفي التأثير على المزاج الشعبي الفلسطيني إجمالاً، في فلسطين الآن يوجد مأساة كبيرة، تجاوزنا ما يسمى بالخط الأحمر الذي يعني الاقتتال الفلسطيني الداخلي، هناك شيء مأسوي كلما زاد عدد رجال الأمن في فلسطين كلما زاد الفلتان الأمني..

علي الظفيري: تتوقع يا دكتور حل حكومة حل البرلمان ما إلى ذلك من هذه السيناريوهات المطرحة اليوم؟ هل تتوقع ذلك؟

إياد البرغوثي: أنا آمل ألا تصل الرئاسة إلى هذه الحلول، يعني آمل أن يستمر الحوار لأن الساحة الفلسطينية هي إلى حد بعيد وإن كان بشيء من الفرق شبيهة بالساحة اللبنانية، لابد من إجماع فلسطيني حتى لا نصل إلى مراحل سيئة ومراحل فيها اقتتال، يجب أن يستمر الحوار.

علي الظفيري: دكتور جهاد هل تتوقع هذه السيناريوهات خاصة أن أطرافاً دولية رئيسية وعربية فاعلة تدفع بهذا الاتجاه.. إقصاء حماس تحديداً الحكومة عن الساحة السياسية والواجهة السياسية الفلسطينية؟.. دكتور جهاد.

جهاد حمد: نعم، أنا بأعتقد نعم يوجد هناك أطراف دولية تلعب دوراً رئيسياً في عملية إقصاء حماس والتضييق على حكومة حماس ولكن على حماس أن تعي تماما بأنها أيضا هي نفسها في مأزق، يجب عليها أن تقيم ماذا حققت منذ وجودها على سدة الحكم حتى هذه اللحظات، كان على حماس مجموعة من الخيارات وتحدثنا عنها سابقا من ضمن هذه الخيارات حتى الخروج من الوضع الداخلي وتحسين الأوضاع الداخلية للمواطن الفلسطيني، حتى هذه اللحظات هذا لا يبشر بخير والدماء الفلسطينية مازالت تراق على ساحة غزة والضفة الغربية وهناك أطراف ليس حتى على صعيد الولايات المتحدة الأميركية وبعض الدول العربية كما تحدث أخونا البرغوثي ولكن أيضا هناك بعض الأطراف مثل إيران لها دور ولها حسابات في منطقتنا ومن هنا أصبح الصراع الخارجي والصراع العربي له انعكاس كبير جدا على ساحتنا الفلسطينية، الوضع مخزي جدا للغاية أن تبقى نضالات وتحقيق إنجازات القضية الفلسطينية إلى تصل منذ أربعين سنة لم يحدث ما يحدث على ساحة الوضع الداخلي الفلسطيني بأن الفلسطينيين يذبحون أنفسهم بأنفسهم بخلال سلاحهم، هذا شيء مؤسف ومخزي وأصبحنا أسرى لحسابات عربية وحسابات دولية وهذا للأسف وعلى جميع الشرفاء أن يتحملوا المسؤولية ومن هنا أنا أتحدث بأن على رئاسة السلطة الفلسطينية وعلى رئاسة الحكومة أن تقيم الحالة وبأسرع ما يمكن، لا يمكن الحديث عن فقط الدعوة لحقن الدماء والدعوة إلى فقط تهدئة الأوضاع، يجب تحديد موقف إجرائي على أرض الواقع بوقف ما يحدث وألا ستتفاقم الأمور إلى وضع أصعب.

علي الظفيري: طيب دكتور إياد منذ يعني نهاية الحرب الإسرائيلية على لبنان وهناك تبشير دولي بحراك ما في منطقة الشرق الأوسط تحديدا القضية الرئيسية والمركزية.. القضية الفلسطينية، هناك تبشير أيضا بخط اعتدال عربي بقيادة السعودية مصر الأردن هذه الدول الرئيسية، هناك حديث أيضا عن أنه ربما يعني في مساهمات بحلحلة هذه المشاكل والعقد في الملف الفلسطيني، هل ما يحدث اليوم يعني مواكب لمثل هذا التفاؤل أم أنه على النقيض منه وهناك هدف محدد يراد له أن ينفذ؟

إياد البرغوثي: أنا أعتقد أننا كفلسطينيين نفقد أوراقنا وبالتالي التحرك الدولي سوف لا يصل بنا إلى أي شيء إيجابي، التحرك الدولي هو يحل مشكلة الأطراف الدولية الولايات المتحدة لها مشاكلها في العراق وفي أفغانستان الآن بشكل كبير، إسرائيل كان لها مشكلة في لبنان ومازالت الحكومة الإسرائيلية في مأزق، الصحيح الساحة الفلسطينية هي مكان سهل لتحقيق الإنجازات الدولية والإسرائيلية خاصة، حكومة حماس أنا أقر صديقنا الدكتور جهاد بأنها في مأزق ولكن هي أيضا جاءت نتيجة مأزق استمر لسنوات طويلة، الوضع الفلسطيني كله في مأزق النظام السياسي الفلسطيني في مأزق بشكل جوهري ويجب إعادة النظر فيه ربما لنصل إلى نتائج إيجابية أكثر.

علي الظفيري: دكتور جهاد متفائل بهذا الحراك الدولي وجود رايس في المنطقة خط الاعتدال العربي الجديد شرق أوسط جديد كل ما يعني كل ما تلا الحرب الإسرائيلية على لبنان؟

جهاد حمد: أي شرق أوسط جديد نتحدث عنه يا أستاذ علي؟ شرق أوسط أميركي شرق أوسط ديمقراطية تقوم على قتل الإنسان والمواطن في منطقتنا العربية؟ أي شرق أوسط؟ شرق أوسط على احتلال لبنان احتلالا ثانيا ووجود قوات ما يسمى بالقوات الدولية من أجل حراسة إسرائيل، الشرق الأوسط الذي تتحدث عنه رايس هو شرق أوسط وفق رؤية أميركية، الموقف الأميركي موقف سلبي للغاية وعلى الجميع إدراك ذلك ولكن نحن الفلسطينيين أيضا أسرى لهذه الحالة، الوضع الدولي وضعنا في مأزق خطير جدا ويجب علينا أن نقيم الحالة الدولية من أجل الخروج من هذا المأزق ومن الممكن أن نضع تكتيكات من أجل الخروج من هذا الوضع وحتى نصل إلى تحقيق استراتيجياتنا ولكن للحقيقية وأؤكد لك على ذلك أن الولايات المتحدة الأميركية والمجتمع الدولي منحاز انحياز كامل لإسرائيل وما تقوم به الولايات المتحدة الأميركية في منطقة الشرق الأوسط هو القيام بالتخريب والقيام بعمليات إيجاد قوى سياسية موالية بالتمام 100% إلى الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل وهذا ما نخاف منه كفلسطينيين، إذا نحن الفلسطينيين يجب علينا أن نضع استراتيجيات عمل وحدوية ولا مفر أمامنا (It is a necessity for the Palestinians) يعني بمعنى آخر أنهم يجب عليهم أن يتحدوا وإلا الوضع سيتفاقم بأخطر مما نتوقعه في المستقبل.

علي الظفيري: دكتور أيضا دكتور إياد ربما يعني نعود لهذا يعني المحيط العربي والحراك الذي يجرى، إسرائيل ربما تتقدم بشكل أو بأخر، هناك أحاديث علنية وغير علنية أنها تتقدم باتجاه أطراف عربية كثيرة، انعكاس مثل هذا الأمر على الملف الفلسطيني وعلى كل ما يحدث اليوم في الأراضي الفلسطينية؟

"
الساحة الفلسطينية غير مهيأة لاكتساب أية نتائج إيجابية الآن ضمن هذا الانقسام العمودي في الساحة الفلسطينية، والولايات المتحدة وإسرائيل يتحركون من أجل مصالحهم الذاتية
"
إياد البرغوثي

إياد البرغوثي: الساحة الفلسطينية غير مهيأة لاكتساب أية نتائج إيجابية الآن في ضمن هذا الانقسام العمودي في الساحة الفلسطينية، كما قلت الولايات المتحدة وإسرائيل هي غير معنيتين بأي تحرك إيجابي، هم يتحركون من أجل مصالحهم الذاتية وأنا أعتقد الساحة الفلسطينية في ظل هذا الوضع تفقد أوراقها كما قلت ولا يمكن التقدم للأمام ما لم نجمع كلمتنا معا وما لم تتفق الرئاسة والحكومة ويصبح شيء من الاستقرار في النظام السياسي الفلسطيني وشيء من الاستقرار في المجتمع الفلسطيني، الآن الساحة الفلسطينية ذاهبة إلى المجهول عمليا وربما هناك نتائج أكثر سلبية مما نرى حاليا.

علي الظفيري: الدكتور إياد البرغوثي مدير مركز رام الله لدراسات حقوق الإنسان من رام الله والدكتور جهاد حمد أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة الأزهر من غزة شكرا لكما، نهاية هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر بإشراف نزار ضو النعيم، بإمكانكم المساهمة دائما في اختيار مواضيع حلقاتنا القادمة بإرسالها على عنواننا الإلكتروني indepth@aljazeera.net ، غدا إن شاء الله قراءة جديدة فيما وراء خبر جديد، شكرا لكم على طيب المتابعة وإلى اللقاء.

المصدر: الجزيرة