
الورطة الأميركية في العراق والبحث عن مخرج
– الخيارات الأميركية للتعامل مع الوضع العراقي
– موقف الأطراف العراقية من السياسة الأميركية الجديدة
جمانة نمور: أهلاً بكم، نحاول في هذه الحلقة التعرف على أبعاد مشروع وزير الخارجية الأميركي الأسبق جيمس بيكر لتوفير سياسة مخرج للحكومة الأميركية من ورطتها في العراق، نطرح في الحلقة تساؤلين اثنين ما هي الخيارات المطروحة أمام الإدارة الأميركية للتعامل مع الوضع في العراق؟ وأين تقف الأطراف العراقية من محاولات رسم سياسة أميركية جديدة تجاه بلاد الرافدين؟ قال وزير الخارجية الأميركي الأسبق جيمس بيكر إن ثمة بدائل أمام الإدارة الأميركية للتعامل مع الوضع في العراق ليس من بينها ما وصفه بتعنت إدارة بوش في الاستمرار بنهجها الحالي أو الانسحاب الفوري الذي يدعو إليه بعض منتقديها.
الخيارات الأميركية للتعامل مع الوضع العراقي
[شريط مسجل]
جيمس بيكر – وزير الخارجية الأميركي الأسبق: أعتقد بوجود بدائل جدية بين الاستمرار في الوجود العسكري في العراق والانسحاب منه وهناك عروض أخرى كثيرة، أعتقد أننا إذا تركنا العراق الآن فإننا سنرى حربا أهلية في البلاد كما أن ذلك سيطال جميع الدول المجاورة مثل تركيا وإيران وسوريا وسيصل حتى إلى أصدقائنا في الخليج.
جمانة نمور: ومعنا في هذه الحلقة من واشنطن الدكتور ادموند غريب أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأميركية ومن دبي الدكتور ظافر العاني الناطق باسم جبهة التوافق العراقية ومن لندن السياسي والإعلامي العراقي باسم العوادي أهلا بكم، دكتور ادموند قبل أن ندخل في تفاصيل ما تحدث به جيمس بيكر السؤال الذي يطرح نفسه برأيك لما تحدث استراتيجي بارز مثل بيكر عن هذا الموضوع قبل أن ينشر التقرير وقبل حتى أن تنتهي اللجنة من وضع اللمسات الأخيرة عليه؟
ادموند غريب – أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأميركية: بدون شك أن هناك تسريب لبعض الأقوال أو ربما قد يكون أحد الأشخاص في اللجنة الذي لديه آراء معينة قد قام بتسريب هذه المعلومات إلى الإعلام.. إلى وسائل الإعلام بهدف طرح إثارة هذه النقطة وربما معرفة ردود الفعل عليها وكيفية التعامل معها من وجهات نظر مختلفة إن كانت على المستوى العراق أو على المستوى الأميركي أو على المستوى الدولي وبالتالي فإن هذا التسريب كان مقصودا وقد اضطر بيكر للحديث عن هذا الموضوع عندما أثير ونشر في الصحف لإعطاء وجهة نظره وكان قد قال ولا يزال يقول بأنهم لم يصلوا إلى موقف وأنه لن يتحدث عن ما وصلوا إليه أو عن ما هي الأفكار التي سيخترقونها ويقدمونها قبل الانتخابات القادمة وربما قبل ديسمبر القادم.
جمانة نمور: هذه التسريبات على كلٍ التي أشرت إليها دكتور هي ما ذكرته صحيفة الصنداي تايمز من أن اللجنة المستقلة التي يرئسها جيمس بيكر وتضم في عضويتها نوابا جمهوريين وديمقراطيين من الكونغرس قد توصلت بالفعل إلى جملة من توصيات لتعديل السياسات الأميركية في العراق أهمها إقامة عراق على أساس فدرالي يتكون من ثلاثة أقاليم كردي وسُني وشيعي.
[تقرير مسجل]
نبيل الريحاني: لا للانسحاب المبكر ولا لبقاء القوات الأميركية طويلا في أوحال المستنقع العراقي، نتيجة تقول تسريبات صحفية إن اللجنة المستقلة التي شكلت بموافقة من الرئيس جورج بوش للبحث عن بدائل عن السياسية الحالية للبيت الأبيض في العراق تقول إنها خلصت إليها موصية في المقابل بتوزيع السلطة فدرالياً بين ثلاثة أقاليم شيعي وسُني وكردي، رؤية يتوقع أن يعلنها مستقبلا الدبلوماسي الجمهوري الذي يوصف بالمحنّك جيمس بيكر أنضجتها فيما قبل قراءة للمشهد العراقي شاركه في صياغتها نواب جمهوريون وديمقراطيون من الكونغرس، يعتبر الكثيرون تلك التوصيات امتداد لمواقف تقليدية من الحرب على العراق كان بيكر قد أعلنها سابقا ففي مذكراته التي أصدرها سنة 1995 عارض خلع صدام حسين من الحكم وحذّر سنة 2003 من التكلفة الباهظة التي ستدفعها واشنطن جراء تورطها في العراق كما سبق له أن أنتقد تفكيك الجيش العراق مشددا على مخاطر تلك الخطوة، توصيات التقرير المرتقب لم تصنعها فيما يبدو من بيكر فقط وإنما ساهم في تشكيلها مناخ سياسي أميركي أتسم بتصاعد وتيرة الانتقادات لأداء إدارة الرئيس بوش للأزمة العراقية، يشير موقع تقرير واشنطن في مختصر قدمه لأهم استطلاعات الرأي في أميركا إلى أن أغلب الأميركيين لا يوافقون على سياسة بلادهم في العراق وأنهم يعتقدون أن بلدهم تورط عسكريا في الحرب هناك، تضيف نتائج الاستطلاعات أن أكثر الأميركيين على قناعة بأن الحرب على العراق لم تساعد في القضاء على الإرهاب معتبرين أن العملية الديمقراطية في العراق متعثرة، أغلب الأميركيين ذهب إلى أن العراق لم يشهد حربا أهلية بعد لكنه يقف على شفاهه مفضلين سحب أغلب القوات الأميركية من تلك البلاد قبل فوات الأوان، يستبق هذا المزاج العام انتخابات الكونغرس النصفية التي ستجري في الشهر المقبل والتي يأمل الديمقراطيون تحقيق نصر فيها متسلحين بما وصل إليه الوضع الأمني في العراق من تدهور يكشف حسب رأيهم فشل السياسات الأميركية في بلاد الرافدين، معركة حامية تضع حصاد إدارة بوش في دائرة المساءلة وتجعلها في مواجهة حقيقة يؤكدها الحدث العراقي يوماً بعد يوم تقول إن الدخول في مستنقع الأزمات لا يشبه في شيء الخروج منه.
جمانة نمور: إذاً دكتور ظافر العاني برأيك هل ما تحاول الإدارة القيام به عبر تكليف هذه اللجنة هو الحفاظ على ماء الوجه وفي نفس الوقت إيجاد مخرج من المأزق العراقي؟
" أميركا ومنذ مدة ليست بالقصيرة في مأزق حقيقي داخل العراق وهي تحاول أن تراجع قناعتها وسياساتها في العراق لإيجاد مخرج حقيقي " ظافر العاني |
ظافر العاني – الناطق باسم جبهة التوافق العراقية: أنا أظن بالفعل إنه أميركا ومنذ مدة ليست بالقصيرة في مأزق حقيقي داخل العراق وهي تحاول أن تراجع قناعتها وسياساتها في العراق لإيجاد مخرج حقيقي وأكاد أتفق بأن ما بين الانسحاب السريع والمفاجئ والبقاء في العراق هنالك خيارات عدة، أهم الخيارات التي كانت القوى الوطنية العراقية المناهضة للاحتلال وما تزال تنادي بها هو إعلان جدول لانسحاب قوات الاحتلال من العراق، جدول انسحاب لكي لا يكون هنالك فراغ أمني خلال هذه الفترة تقوم قوات الاحتلال والحكومة العراقي بتطهير وتقوية الأجهزة الأمنية والعسكرية لكي تستطيع أن تملأ هذا الفراغ الناشئ عن انسحاب قوات الاحتلال ولكن هنالك ثمة أكذوبة في تقرير بيكر لو صح ما تم التناقل عنه بأن انسحاب قوات الاحتلال من العراق قد يفضي إلى حرب طائفية، أنا أعتقد إنه بوجود قوات الاحتلال نحن نكاد ننزلق إلى حرب طائفية وأنا أتذكر إنه في الليلة التي حدث فيها تفجير مرقديّ الإمامين العسكريين في سامراء عندما كانت الدبابات والهامرات الأميركية موجودة في كل أزقة بغداد وشوارعها بعد التفجيرات وكانت هنالك أحداث طائفية واضحة حرق للمساجد وقتل للمصليين فيها وعمليات تطهير طائفي واسعة قد جرت عند ذاك، في لحظة واحدة تبخرت القوات العسكرية الأميركية من شوارع بغداد تماماً وتركت الفرصة للميليشيات الطائفية بأن تقوم بأعمالها الإرهابية داخل بغداد، هنالك مأزق حقيقي ولكنني أعتقد بأن المأزق سيتعمق إذا استمعت الإدارة الأميركية إلى النصيحة البائسة التي يقول بها بيكر في تقسيم العراق إلى ثلاث فدراليات على أسس طائفية وعرقية شيعية وسُنية وكردية، هذا قد يكون الخطأ الإستراتيجي القاتل الذي سيقضي ليس على مصالح وتطلعات العراقيين وإنما على مصالح الشعوب الأميركية.
جمانة نمور: نعم ولكن يعني دكتور بيكر.. ليس بيكر أو هذه اللجنة لم تكن الأولى التي طرحت هذا الشكل من أشكال الحل كنا استمعنا إلى بايدن طرح ذلك، سيد باسم أيضاً هناك أصوات داخل العراق ربما تقول إذا كانت فدرالية عملياً موجودة على الأرض لما لا تأطر وحينها يستتب الأمن، هل أنت مع هذا الرأي؟
باسم العوادي – سياسي وإعلامي عراقي: مما لا شك فيه أنا مع هذا الرأي وكما تعلمون أنه قبل بيكر وحتى قبل كثير من اللجان التي قد زارت العراق ورفعت توصيات بأهمية أن يكون العراق دولة اتحادية فدرالية هناك رغبة شعبية عراقية والدليل على ذلك على أن الدستور منذ الفقرة الأولى فيه والذي ويعرف العراق بأنه جمهورية اتحادية إلى حد الفقرة 118 وهي فقرة صريحة أغلب العبارات احتوت إشارات واضحة على أن العراق المقبل هو عراق فدرالي بدون أن تحدد طبعاً هذه الفقرات هل هذه الفدرالية محصورة بين محافظة أو اثنين أو ثلاثة أو ما أشبه ذلك، نعم الجديد الآن الذي تفضل به وزير الخارجية الأسبق جيمس بيكر أن يكون العراق على ثلاث فدراليات وكما تعلمون أن هذه القضية رفعت اليوم على مجلس البرلمان العراقي وهو يناقش الآن ثلاث مواضيع لشكل وهيئة الفدرالية المرتقبة في العراق، بالتالي العراقيين صوتوا على هذا الدستور وإذا كان البعض يعتقد إن قضية الفدرالية قضية بائسة فهو طبعاً يعتقد أن العراقيين الـ 75% والذين يصلون إلى حدود 17 و18 مليون الذين صوتوا على الدستور هم بائسين وأعتقد هذه إهانة للعشب العراقي ومَن يؤمن بهذه القضايا عليه أن يراجع نفسه كثيرا،ً الفدرالية هي واقع العراق وافق عليه الشعب العراقي، قُدّم البرنامج البرلمان العراقي قُرِء القراءة الأولى وقُرِء القراءة الثانية وصوّت عليه بعد أربعة أيام ولا توجد أي عوائق في داخل البرلمان باستثناء بعض الأصوات وهذه الأصوات تعمل لبعض دول الجوار الإقليمي وهي مُكلفة بأن تمثل مصالح تلك الدول في البرلمان العراقي لأن بعض الدول كما تعلمون يضرها أن يكون العراق عراق فدرالياً يتمتع فيه أغلب العراقيين بحقوقهم.
جمانة نمور: على كلٍ سيد باسم هناك قراءات متعددة وربما تفسيرات لمفاهيم وعلى ذكر المفاهيم دكتور ادموند متى كان من الملفت استخدام بيكر لمفهوم أنه ليس مع الفصل لا أدري إن كانت الترجمة دقيقة هو ضد الـ (Partition) أي الفصل ولكنه مع الـ (Division) أي التقسيم، ما الفرق بين الاثنين وحينها كيف ستكون الصورة إذ ما أخذ فعلاً برأي بيكر؟
ادموند غريب: أولاً أعتقد أنه يجب أن ننتظر لنعرف ما هي توصيات بالضبط، ثانيا لأن بيكر قال أشياء تبدو أحيانا وكأنها متناقضة فهو يتحدث عن الفصل ولكنه في نفس الوقت فأنه يقول انه لا توجد حدود واضحة جغرافية واضحة مثلا بين المناطق المختلفة.. بين المناطق الشيعية والمناطق السُنية وهو يتحدث عن وجود مدن كبيرة مثلا مثل بغداد مثل الموصل مثل البصرة ومدن أخرى في العراق التي تمتزج فيها طوائف العراقية المختلفة والأثنيات المختلفة وبالتالي لن يكون من السهل تقسيم هذه المدن وبالتالي فإن هذا سيتطلب استمرار وجود حكومة مركزية، السؤال هو ما هي طبيعة الصلاحيات لهذه الحكومة المركزية؟ هناك نوع من الفهم بأن هذه الحكومة المركزية في العراق ستكون حكومة أضعف بكثير من أي حكومة مركزية كانت موجودة في السابق ولكن في نفس الوقت خاصة أن هناك حقائق موجودة على الأرض وهناك قوة عراقية تريد نوع من اللامركزية ولكن في نفس الوقت فإن العراقيين الذين حتى الآن استطاعوا نوع ما منعوا الإدارة الأميركية من تحقيق أهدافها في العراق سيستمروا وقد نرى نوع من التوّحد لأنه لا توجد مواقف موّحدة بالنسبة لهذا الموضوع من قبل القوى العراقية المختلفة، فمثلا قد نرى الكثير من الوطنين العراقيين الذي سيعارضون أي تقسيم وقد نرى من بين هؤلاء ليس فقط أن أسمع بعض القوى السُنية بل قد نرى قوة من جماعة الجيش المهدي وأتباع من مقتضى الصدر بالإضافة إلى بعض فئات حزب الدعوى بالإضافة إلى بعض القوى القبيلة الأخرى كلها ستعارض مثل هذا التقسيم والكثير سيعتمد على ما سيجري على الأرض.
جمانة نمور: على كلٍ عراقيا سوف نستمر بالنقاش ولكن أود أن أبقى معك في موضوع الأميركي قبل ذلك، بيكر قدم نصائح كثيرة للرئيس بوش ولكن وللإدارة ولم يتم الاستماع إلى وجهة نظره، برأيك هذه المرة هل سيستمع إليه بوش؟
ادموند غريب: هذا سؤال فعلا وجيه جدا والكثير سيعتمد على وضع الإدارة على الأرض في العراق، ما سيحدث بعد الانتخابات في العراق وخلال الشهرين القادمين وهذا سيؤثر على موقف الإدارة ولكن الإدارة كما سمعنا تواجه مأزقا كبيرا في العراق فهي تغرق في الرمال المتحركة العراقية وتبحث عن نوع من المخرج، السؤال ما هو طبيعة هذا المخرج؟ هل سيكون هذا المخرج هو الانسحاب من العراق بالكامل أم سيكون الاستمرار في السياسة الحالية؟ وهذا ما سيأتي به بيكر ليكون موقفا بين هذين الموقفين وهذه المجموعة التي شكلها بيكر تمثل مَن يُعتبروا في الإدارة الأميركية في الأوساط الأميركية بأنهم رجال دولة يمثل الحزبين الديمقراطي والجمهوري ويمثلوا قوى سياسية تمثل الوسط وإلى حد ما يمين الوسط ولكنها لا تشمل القوى التي عارضت الحرب وهنا موقف للرئيس بوش سيعتمد على طبيعة التوصيات وأيضا وعلى نوعية.. على الأحداث التي ستجري على الأرض داخل العراق.
جمانة نمور: إذاً موقف سيُتخذ أميركيا ولكن بغض النظر عن طبيعة هذه السياسة الأميركية الجديدة التي دعا بيكر لانتهاجها في العراق فهي ولابد سوف تؤثر بالضرورة في واقع ومستقبل العراق، ما هو موقع العراقيين من صياغتها؟ ما هو ورد فعلهم تجاهها نتابع المسألة بعد وقفة قصيرة فكونوا معنا.
[فاصل إعلاني]
موقف الأطراف العراقية من السياسة الأميركية الجديدة
جمانة نمور: أهلاً بكم من جديد، الوضع في العراق وصل بحسب الكثيرين مرحلة متقدمة من التردي خاصة مع تفاقم ظاهرتي التهجير القصري والجثث المجهولة التي أصبحت هاجسا يُنغّص حياة الكثير من العراقيين.
[تقرير مسجل]
أمير صديق: بحسب وزير الهجرة والمُهجّرين العراقي فإن واحد وخمسين ألف عائلة عراقية أجبرت على ترك منازلهم والهجرة إلى أماكن أخرى بسبب أعمال العنف الطائفي في البلاد، أما المنظمات الدولية للهجرة التي أرّخت لتفاقم هذه الظاهرة بتفجير مرقدي الإمامين في سامراء في فبراير الماضي فقد قالت إن تسعة الآلاف شخص يُجبرون على الفرار من منازلهم أسبوعياً مضيفة أن وسط البلاد وجنوبها هي أهم المناطق التي تشهد عمليات النزوح مما يشير إلى البعد الطائفي الواضح لمثل هذه الأعمال بحسب المنظمة الدولية، بيد أن عمليات التهجير القصري ليست المظهر الوحيد لما حظر الكثيرون من أنه بوادر حرب أهلية تهدد مصير بلاد الرافدين إذا لم يتم احتوائها والتصدي لها فظاهرة الجثث المجهولة التي يتكشّف عنها كل صباح جديد في العراق وبأعداد كبيرة تسهل كذلك قلق الكثيرين، جثث مربوطة الأيدي معصوبة العينين وبرصاصة في الرأس، ظاهرة بدأت نهاية عام 2004 عندما عثرت الشرطة على نحو خمسين جثة قرب الحدود العراقية الإيرانية وبعد أحداث سامراء استفحلت ظاهرة الجثث المجهولة في مدن عراقية عدة حتى وصل عددها في شهر يوليو الماضي إلى أكثر من 1800 جثة هذا باستثناء تلك التي تم التعرف على أصحابها وقت الانفجارات، أما في شهر أغسطس فقد بلغ عددها 1500 جثة تقريبا وفق تقديرات الأمم المتحدة، وزير الصحة العراقي قال في تصريح سابق إن مائة جثة يعثر عليها يومياً في بغداد وحدها لكنا تلك الأرقام ليست دقيقة بحسب الشرطة العراقية فثمة جثث أخرى تُدفن قبل اكتشافها بواسطة الأجهزة الأمنية ودون أن يُبلّغ عنها.
جمانة نمور: دكتور ظافر كثير من المسؤولين والمحللين والمراقبين يرون بأن الوضع في العراق هو يتجه نحو مزيد من الفوضى، هذه الأعمال تتجه نحو مزيد من التصعيد والبعض حتى المسؤولين الأميركيين خليل زلماي زاد وغيره حددوا كحد أقصى كشهرين أعطوها لحكومة المالكي لإيجاد حل ولابد من إيجاد حل، ألا يعقل أن يكون في ثنايا ما قد تقترحه هذه اللجنة فعلا حلاً يحفظ ماء الوجه للجميع؟
ظافر العاني: أنا أعتقد بالفعل أن العراق يعني يتجه إلى كارثة حقيقية ربما قد تكون أسوأ بكثير من التي يقاسيها العراقيون اليوم، على العكس من ذلك أنا أظن بأن عمليات التهجير الطائفي وعمليات القتل على الهوية الطائفية إنما يراد منها أن تُعبّد الطريق بقبول فكرة الفدرالية في العراق ولقبول فكرة تقسيم العراق على أسس طائفية ولذلك أكثر المظاهر الطائفية عنفاً..
جمانة نمور [مقاطعةً]: ولكن البعض.. عفوا دكتور في هذه النقطة البعض يرى بأن الوضع الموجود على الأرض مثلا وضع الأكراد معروف فيما يتعلق بالشمال والفدرالية أصبحت أمراً لا مناص منه في العراق والتحدي أمام العراقيين الآن هو الطريقة أو الكيفية التي يصلون بها إلى الفدرالية وهذا على لسان بعض أعضاء اللجنة نفسهم.
" الفدرالية التي ينادي بها البعض على أسس طائفية أعتقد أنها وصفة جاهزة لتقسيم العراق إلى دويلات على أسس طائفية وهذه ستكون تمهيدا لحرب طائفية قاسية " ظافر العاني |
ظافر العاني: الفدرالية التي ينادي بها البعض على أسس طائفية أنا أعتقد أنها وصفة جاهزة لتقسيم العراق إلى دويلات على أسس طائفية وأسس قومية وأنا أظن بأن هذه الوصفة ستكون تمهيداً لحرب طائفية وإثنية قاسية سيعاني منها العراقيون لسنوات طويلة قادمة ربما حتى أكثر مأساوية من الوضع الذي يعيشونه في الوقت الحاضر، أنا.. عندما يتحدث بيكر في تقريره وفي لقاءاته عن جدول الفدرالية أنا أعتقد بأنه يعطي الضوء الأخضر لدعاة الفدرالية ولدعاة تقسيم العراق بأن يمضوا في مشروعهم خصوصا وأن التصويت غداً على قبول أو رفض قانون الفدرالية وأريد أن أؤكد هنا بأن الذين يرفضون مشروع الفدرالية هم ليسوا العرب السُنة فقط وإنما هنالك قوى عديدة ومهمة داخل الائتلاف العراقي الموّحد هي التي ترفض تقسيم المنطقة العربية على أسس طائفية هذه.. كلام بيكر من هذا النوع وكأنه..
جمانة نمور [مقاطعةً]: نعم وقد أشار إليها..
ظافر العاني [متابعاً]: نعم وكأنه يقول للآخرين..
جمانة نمور: أشار إلى هذا الموضوع الدكتور ادموند..
ظافر العاني: نعم لدعاة الفدرالية بأن يمضوا في مشروعهم وبأن أميركا تساند تقسيم العراق على هذه الأسس المقيتة.
جمانة نمور: إذا سيد باسم الفدرالية هي حماية من حرب أهلية كما يُرَوَّج لها أحيانا أم مسبب لها كما استمعنا على لسان الدكتور ظافر؟
باسم العوادي: لا حقيقة كما تعلمون الفدرالية أُقِرت في مؤتمر صلاح الدين منذ عام 1992 لـ1993 وإذا كان السيد ظافر العاني يعتقد أن ما يجري في العراق الآن هو لكي يُعبد الطريق للفدرالية فأعتقد إنه كان مغيّب عن تاريخ ومسار المعرضة السياسية لأنه لم يكن معارض بل كان يعمل مع النظام لذلك هو لا يمتلك خلفيات عن مبدأ المعارضة ومتى طرحت الفكرة ومن تبناها لذلك الآن الدستور العراقي حث على هذه النقطة وحتى الفقرة 142 وهي الفقرة المتعلقة بإعادة عملية كتابة الدستور هي فقرة لذر الرماد في العيون والشروط التي تبنّتها لا يمكن لها أن تنجح وبالتالي في الفقرة 118 هي ستبقى فقرة رصينة وكما تعلمون المهم إن الفقرة قرأت مرة أولى وثانية كما قلت أنا في البرلمان ولم تكن هناك معارضة وحتى الذين عارضوها مثلا من داخل كتلة الائتلاف كالتيار الصدري وحزب الفضيلة هم لا يقولوا نحن لم نؤمن بالفدرالية قالوا نحن نعترض على التوقيت أما إيمانهم بالفدرالية فهو إيمان مُطلق وكذلك حتى في داخل كتلة الائتلاف العراقي الموّحد هناك أطراف مهمة حسب اللقاءات الخاصة التي تجمعنا بهم أكدوا لنا مراراً إنهم يؤمنون بالحل الفدرالي لكنهم يتخوفون من المجاميع الإرهابية وبعض المتصيدين بالماء العكر وبياعي الشعارات القومية والوطنية في داخل المنطقة الغربية..
جمانة نمور [مقاطعةً]: سيد باسم..
باسم العوادي [متابعاً]: من الأخوة السُنة أن يغتالوهم، لذلك المهم إن الفقرة والمشروع عرض على البرلمان وأنا لا أعتقد القضية هي غير مربوطة بجيمس بيكر قال جيمس بيكر أو لم يقل جيمس بيكر، جيمس بيكر هو تحدث قبل يومين أو ثلاثة أيام حول هذا الموضوع ولكن كما تعلمون إن القضية صار عليها حديث قبل سنتين واحتواها الدستور.
جمانة نمور: نعم يعني نعم وهذا معروف ولكن يعني سيد باسم الأميركيون يبحثون عن خيارات مطروحة بين.. يعني خيارات بديلة ما بين البقاء في العراق أو انسحاب فوري منه ماذا عن خيارات حل وسط يتفق عليها العراقيون وتشكل طرحاً عراقياً في مقابل أي شيء يمكن أن يطرحه الأميركيون؟
باسم العوادي: هذا هو الكلام المهم أخت جمانة، أنا أعتقد أن هناك ثلاثة أمور يجب على الأميركان أن يلتفتوا لها جيدا إذا أرادوا فعلاً أن يكونوا مؤمنين باستقرار الوضع في العراق، أولا عليهم أن يحثوا جميع الأطراف على الالتزام بالدستور العراقي، ثانيا أن يكون لهم ضغط كبير وكما يحصل الآن على دول الجوار المؤثرة لكي تقوم بدعم الحكومة العراقية وأن تستعمل كامل يعني ثقلها من أجل الحديث مع الأطراف التي تربطها معها علاقات مهمة والقضية الثالثة يجب أن تمنح الإدارة الأميركية العراقيون إدارة الملف الأمني والعسكري، هذه النقاط الثلاثة بدأت الإدارة الأميركية بالعمل عليها لكن رويداً رويداً وكما تعلمون هي سلمت مفاتيح الأمن في السماواة وفي بيطار إلى القوات العراقية، هناك خطوات حقيقة هذه الخطوات هي خطوات مهمة.
جمانة نمور: نعم لكن إذا لنسأل الدكتور ادموند غريب إذا كان مفتاح القرار سوف يسلّم أيضا إلى العراقيين أم سيتخذ في واشنطن برأيك؟
ادموند غريب: أعتقد أن الإدارة الأميركية لن تنسحب قريباً من العراق رغم الضغوط التي تواجهها ولكن في النهاية أي موضوع يتعلق بالفدرالية ويتعلق بمستقبل العراق سيعتمد على قرار العراقيين أنفسهم، سيعتمد على قدرة العراقيين على تخطي ولاءاتهم الطائفية أو المذهبية أو الإثنية أو القبلية الضيّقة والعمل معا كعراقيين لأن موضوع الفدرالية سيعتمد إلى حد كبير على قدرة العراقيين على التعامل معه وأيضا سيعتمد.. مستقبل فكرة الفدرالية سيعتمد على معنى الفدرالية وعلى تفسير الفدرالية لأن هناك تفسيرات مختلفة للفدرالية وعلى الصلاحيات التي ستُعطى للحكومة المركزية إن كان ذلك يتعلق بالضرائب أو كان ذلك يتعلق بالموارد الطبيعية والنفط أو كان ذلك يتعلق بقضايا أخرى تتعلق بمستقبل هذه الدولة..
جمانة نمور [مقاطعةً]: نعم الدفاع والأمن على رأسه شكرا لك..
ادموند غريب [متابعاً]: الدفاع والأمن بالضبط.
جمانة نمور: نعم شكراً لك دكتور ادموند غريب أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأميركية، شكراً للدكتور ظافر العاني الناطق باسم جبهة التوافق العراقية وللسياسي والإعلامي العراقي باسم العوادي وبالطبع نكون وصلنا وإياكم إلى نهاية هذه الحلقة بإشراف نزار ضو النعيم نشكر متابعتكم ونطلب منكم المساهمة في اختيار مواضيع الحلقات المقبلة بإرسالها على عنواننا الإلكتروني indepth@aljazeera.net غداً إن شاء الله قراءة جديدة في ما وراء خبر جديد إلى اللقاء.