ماوراء الخبر
ما وراء الخبر

جهود تشكيل الحكومة العراقية الجديدة

تتناول الحلقة ما تشهده أروقة السياسة العراقية من بداية لمشاورات بين الأطراف الفائزة في الانتخابات الأخيرة لتشكيل حكومة عراقية دائمة.

– تداعيات الاتفاق بين الأكراد والائتلاف العراقي
– سبل تسوية الرفض السُني للعملية السياسية

undefinedعلي الظفيري: أهلاً بكم، نحاول في حلقة اليوم التعرّف على ما وراء الجهود المبذولة لتشكيل الحكومة العراقية القادمة ونطرح فيها تساؤلين، هل تَحسم لقاءات شمال العراق شكل الحكومة العراقية القادمة؟ وما خيارات التيار الرافض لنتائج الانتخابات في ظِل تلك الجهود؟ تشهد أروقة السياسة العراقية بداية مُشاورات بين الأطراف الفائزة في الانتخابات الأخيرة لتشكيل حكومة عراقية دائمة، وسط تواصل مظاهرات احتجاج على ما يقول الرافضون لنتائج الانتخابات إنه تزوير شابها، مرحلة مفصلية ستَحكُم تداعياتها مسارات أزمة يتداخل فيها ضجيج المعارك السياسية بصوت المواجهات المسلّحة في أنحاء بلاد الرافدين.

تداعيات الاتفاق بين الأكراد والائتلاف العراقي

[تقرير مسجل]

نبيل الريحاني: أصوات الاحتجاج التي أثارتها الانتخابات العراقية الأخيرة لم تهدأ بَعد، تلك الانتخابات التي أجريت لتحل شيئاً من مشاكل العراق المستعصية تحوّلت بدورها إلى مشكلة أخرى، الاتهامات بالتزوير وفقدان المصداقية عصفت إلى الآن على الأقل بالأمل في قيام توافق عراقي واسع حول المرحلة السياسية الجديدة، مرحلة دشّنها عبد العزيز الحكيم بمفاوضات مع الأكراد لتشكيل حكومة وحدة وطنية دون الحاجة لإعادة الانتخابات المشكك في نتائجها، تحالف شيعي كردي يتمتع بثلثي التركيبة البرلمانية المُقبلة، مما يعني أنّ الحقائب التي ستُمنح للسنّة في حال اشتركوا في مباحثات تشكيل الحكومة الجديدة ستكون من باب الترضيات السياسية لا أكثر، غير أنّ الأطراف السنّية ترابطت عند رفضها لهذه الصيغة متمسكة بضرورة حسم الموقف من الانتخابات بما يضمن تمثيلها تمثيلاً صادقاً حسب رأيهم للقوى الفاعلة في الساحة العراقية، ليس من مَخرج يلوح في الأفق لحرب الصناديق الانتخابية ولا للحقائب الوزارية من بعدها، عدا ما أعلن عنه من إمكانية جلب خبراء دوليين للتحقيق في دعاوى التزوير، تحقيق سيؤثر في حال إجرائه على تركيبة البرلمان القادم والذي سيحدد بدوره حجم الأطراف وسيقرر كذلك مصير المواد المؤجلة في الدستور العراقي المثير للجدل وفي انتظار أن تلاقي دعوة المرجع الشيعي علي السيستاني لتشكيل حكومة وحدة وطنية صداها لدى المعنيين بها تبقى الشكوك قائمة فيما تزداد تلك الأطراف لتقديم تنازلات موجعة للآخَر، ناهيك عن موقف الجماعات المسلحة التي تجد نفسها غير معنية بقصة التسويات السياسية أصلاً.

علي الظفيري: ومعنا في هذه الحلقة لمناقشة هذا الموضوع من بغداد الدكتور ظافر العاني المتحدث باسم جبهة التوافق العراقية ومن أربيل بشمال العراق الدكتور كمال كركوكي عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطية الكردستاني وفي الأستوديو هنا بالدوحة المحلل السياسي العراقي الدكتور لقاء مكي وكنا قد اتصلنا بعدة جهات تُمثّل الائتلاف العراقي الموحد للمشاركة لكنها كانت قد اعتذرت، أبدأ مع الدكتور كمال كركوكي من أربيل، دكتور يعني فيما يجري من مشاورات حتى الآن هل اتضحت ملامح تسوية سياسية ما للخروج ربما من هذه الأزمة؟

"
بالنسبة لنا في كردستان العراق نرحب بكل الأطراف الذين اشتركوا في الانتخابات وحققوا نتائج
"
كمال كركوكي

كمال كركوكي- الحزب الديمقراطي الكردستاني: يعني بالنسبة لنا في كردستان العراق نرحب بكل الأطراف الذين اشتركوا في الانتخابات وحققوا نتائج، أن نشكّل مع بعض حكومة ذات قاعدة واسعة وكانت أفكارنا متطابقة مع الأخ السيد عبد العزيز الحكيم ونرحب بالآخرون أن يتقدموا إلى كردستان أو يكون لقاءات بيننا وبينهم كي نشكل حكومة تخدم جميع أبناء الشعب العراقي، أن تكون هذه الحكومة مستندة على.. أن يكون على أساس الديمقراطية والاعتراف بالفدرالية وأن يكون ضد الإرهاب ويكون لصالح أبناء الشعب العراقي.

علي الظفيري: ولكن أليس من الغريب دكتور أن يتم الاتفاق بينكم وبين الائتلاف العراقي الموحّد على برنامج عمل على ملامح رئيسية وبعد ذلك تُقدَّم الدعوة للأطراف الأخرى للمشاركة وفق ما أعد سابقاً خاصةً ما رشح أمس من اشتراطات في المؤتمر الصحفي بين طالباني والحكيم؟

كمال كركوكي: بالتأكيد الأفكار كانت متطابقة إلى حد كبير، لم نجد هناك خلاف في وجهات النظر ولكن اللقاءات الأولية هناك مجال للجلوس مع بقية الأطراف كي يوضّحوا وجهات نظرهم وكي يتبدد شكوك بعض الأطراف الذين لازالوا حذرين على نتائج الانتخابات وأنا واثق إنّ النهاية تكون بخير لصالح الشعب العراقي بكل أطيافه.

علي الظفيري: طيب دكتور ظافر العاني في بغداد.. يعني الطرفان الرئيسيان اتفقا ووضعا صورة شبه نهائية للمسألة، البقية على الكتل التي تُعارض هذه المسألة ويتم الحديث عنها وعن متطلباتها وعن العوائق التي تقف أمام المشاركة بالنسبة لها، كيف ترون ما يحدث الآن من اتفاق أو شبه اتفاق بين الأكراد والائتلاف العراقي؟

ظافر العاني- المتحدث باسم جبهة التوافق العراقية: يعني أبتدأ أقول بالنسبة لجبهة التوافق العراقية نحن نرفض أن نوضع أمام أمر واقع من قِبل الأطراف والحديث الآن.. إذا هذه الأخبار صحت.. الحديث الآن عن الاتفاق حول تشكيل حكومة وطنية لا يستقيم مع ما يجري في شمال العراق، لأنّه حكومة الوحدة الوطنية تعني اشتراك جميع الأطراف في محاورات ومناقشات مستفيضة لبحث مثل هذه الموضوعات لا أن تقتصر على طرفين وحسب لكي يوضع الآخرون أمام أمر واقع، بالنسبة لنا نعتقد بأنه مازال الوقت مبكراً لبحث موضوع التشكيلة الحكومية، نحن في جبهة التوافق العراقية ليس لدينا هوس في الحصول على مناصب حكومية أو الحديث عن حقائب وزارية هنا وهناك أو البحث عن ترضيات سياسية، نعتقد بأنّ العملية السياسية اليوم أمامها مأزق ينبغي هذا المأزق سبّب زعزعة في الثقة ما بين أطراف سياسية ينبغي أن يُحل هذا المأزق ونعني به تحديداً هنا عملية الانتخابات، الطعون والخروقات الكبيرة التي قدمتها جبهة التوافق العراقية والكيانات السياسية الأخرى للمفوضية المستقلة للانتخابات، هذه المشكلة ينبغي أن تُحل ابتداءً ثم يمكن عند ذاك بحث قضية التشكيلة الحكومية.

على الظفيري: طيب، دكتور دار حديث عن مشاركتكم أو نيتكم المشاركة أو دعوتكم ربّما للمشاركة فيما يَجري في المفاوضات في الشمال، هل تؤكد هذا الأمر وإن لم يكن صحيح ما هو موقفكم مما يجري هناك؟

ظافر العاني: نعم، نحن لدينا دعوى من الرئيس مسعود البرزاني للحضور وللمباحثات وأعتقد أنّه على أجنده المفاوضات هو قضية البحث عن حلول لمَخرج من الأزمة السياسية في عملية الانتخابات، لا أعتقد بأنّ المفاوضات ستتركز أو ستطّرق إلى قضية التشكيلة الحكومية، لا أقصد هنا أنّ قضية الحكومة هي أمر هامشي أو ثانوي بالنسبة لنا، نحن عندما دخلنا إلى الانتخابات والكل يعرف ما هي الظروف الأمنية، ما هو الأذى الذي كان يتعرض له ناخبينا الذين تمثلهم جبه التوافق العراقية وأقصد هنا تحديداً العرب السنّة، التنكيل والأذى الذي كان يُمارس ضدهم سواء إن كان من قِبل قوات الاحتلال أو من قِبل الأجهزة الأمنية الحكومية ومع ذلك ذهبوا إلى الانتخابات بكثافة، لم نذهب إلى مهرجان سياحي، عندما ذهبنا إلى الانتخابات في ظننا أننا سنذهب إلى البرلمان وسنشترك في الحكومة، الحديث عن تشكيل الحكومة وطنية وأنّه تم الاتفاق عن حكومة وطنية هذا أمر مناسب بالنسبة لنا وملائم ونعتقد بأنه قد يكون مَخرجاً لأزمة سياسية قادمة بالنسبة للحكومة العراقية بما ينسجم مع تركيبة وتشكيلة المجتمع العراقي، لكن أنا أظن أنّه ما زال الوقت مبكراً لبحث مثل هذا الموضوع.

على الظفيري: أتوجّه إلى الدكتور لقاء مكي هنا في الأستوديو، دكتور يعني المكونات العراقية السياسية الآن تتجه إلى الشمال حيث المنطقة الغربية، كيف تقييم هذه الورقة الكردية أو الدور الكردي هل أصبحت الورقة الرابحة وما الذي يمكن أن تُقدّم ربّما لحلحلة مثل هذه الأزمة التي نشهدها اليوم في العراق؟

لقاء مكي- محلل سياسي عراقي: يعني التحالف الكردستاني في الانتخابات الماضية كان بيضة القبّان بالنسبة لتوفير أغلبية الثلثين لانتخاب رئيس الجمهورية ويبدو الآن أنّه مازال كذلك، حصل على عدد مهم من المقاعد وفق النتائج الأولية، تحالفه مع الائتلاف سيشكل الثلثين وبالتالي هو لن يحتاج حتى إلى مشاركة الآخرين معه في إقرار رئيس الجمهورية.. لمنصب رئيس الجمهورية أو الموافقة على ترشيح رئيس الوزراء، الدور الكردي دور في الحقيقة في المرتين كان مهم وهذا طبعاً ينسجم مع قوة الأكراد ووجودهم وحضورهم في الشارع العراقي، رئيس الجمهورية كردي هذا أمر جيد نسبياً يُعد تَقدم وتطور نتمنى أنّه يتعزز بإسهام كردي في تقريب بين المواقف ومحاولة الخلاص والتخلّص من طريقة المحاصصة سيئة الصيت التي..

علي الظفيري [مقاطعاً]: ذهب السيد عبد العزيز حكيم إلى هناك والحديث وربّما الاشتراطات التي خرجت يوم أمس من خلال المؤتمر الصحفي هل تقرأ فيها تغيّراً في الموقف الكردي ربّما في موضوع التحالف كان يعوّل عليه ربّما شكل آخَر أو موقف آخَر؟

لقاء مكي [متابعاً]: يعني هي برغماتية سياسية بالنهاية، الأكراد أدانوا أو انتقدوا حكومة الجعفري قبل بضعة أشهر، لكنهم الآن يعودون التحالف مع الائتلاف.. يعني هي محاولة للحصول على نسبة الثلثين، بإمكان الائتلاف أن يتحالف مع التوافق وإياد علاوي.. قائمة إياد علاوي ويشكّل الثلثين لكنه اختار الأكراد، هذه قضية تخص الائتلاف، الأكراد طبعاً هم يعني لديهم إقليمهم الخاص وهم بعيدين عن المشاكل الموجودة بين باقي الكتل السياسية العربية وبالتالي أظن أنّهم يحاولون الحصول على مكاسب تخصهم لمصالحهم وهذا من حقهم بالمناسبة، هم حصلوا على أصوات جيدة في الانتخابات، كونوا قيمهم، أجروا انتخابات داخلية، لديهم رئيس، ربّما سيكون لديهم رئيس للدولة منهم أيضاً وهذا أمر أعتقد يعطي الأكراد فرصة للمناورة السياسية الكبيرة.

علي الظفيري: نتحول للدكتور كركوكي في أربيل، دكتور كمال.. يعني كان يُعوّل على موقف كردي ربّما يكون مختلف في هذه الفترة، ما الذي قُدّم من قِبل الائتلاف العراقي الموحّد ومن خلال زيارة السيد عبد العزيز الحكيم حتى ربّما يرشح هذا الاتفاق أو هذا التوافق بين الجبهتين التحالف الكردستاني والائتلاف العراقي الموحّد؟

كمال كركوكي: بالنسبة مثل ما قلت سابقاً هدفنا هو أن يتصل جميع الأطراف مع بعض وأن.. عن طريق المشاورات والحوار أن ننسى الماضي المر وأن نحل مشاكل العراق ومشاكل كردستان كذلك بالنسبة لنا، بالنسبة لقائمة الائتلاف والسيد عبد العزيز الحكيم الذي تفضّل وزارانا في كردستان وفي برلمان كردستان الأفكار كانت متطابقة أن يكون هناك حكومة ذات قاعدة واسعة وأن يكون حوار مع بقية الأطراف كي عن قناعة يشتركوا في الحكومة المستقبلية الذي يخدم كل العراقيين ويخدمنا هنا في كردستان وفي الجنوب والوسط وشرق وغرب العراق..

علي الظفيري [مقاطعاً]: لكن الاشتراطات التي وضعت..

كمال كركوكي [متابعاً]: بدون الحوار، بدون الجلوس على مائدة المفاوضات لا يمكن حل المشاكل إن كانت هناك مشاكل.

علي الظفيري: ولكنكم أجلتم مجيء الأطراف الأخرى لهذه المفاوضات دكتور كمال فبالتالي ربّما أصبح هناك شك حول هذه المسألة؟

كمال كركوكي: لا الأخ.. الحوار مفتوح فردياً كان أو جماعياً ويكون الحوار هنا في كردستان وكذلك يكون حوار في بغداد، قادتنا أيضاً يتحركون إلى العاصمة العراقية بغداد ويكون هناك حوار كما جرت في السابق نحن لا نُهمّش طرف من الأطراف وبابنا وبيتنا بابها مفتوح على مصرعيه لكل الأطراف صغيرة إن كانت أو كبيرة.

سبل تسوية الرفض السُني للعملية السياسية

علي الظفيري: طيب دعنا نسأل الدكتور ظافر وبإيجاز شديد دكتور، أنتم تتحدّثون عن الانتخابات وعن النتائج والتشكيك بها رغم أنها ربّما تمثل جزء بسيط من العملية الانتخابية وذكرت أن هذه النتائج هي رصاصة الرحمة للعملية السياسية في العراق بشكل عام، ألا يُنظر لكم على أنكم تعقدون ربّما الأمور بشكل كبير في ظل استحقاق وطني مهم بالنسبة للعراقيين؟

"
الأزمة السياسية وعدم الاستقرار الذي مر به العراق خلال الفترة السابقة كان بسبب غياب التوازن في العملية السياسية
"
  ظافر العاني

ظافر العاني: سيدي العزيز الأزمة السياسية وعدم الاستقرار الذي مر به العراق خلال الفترة السابقة كان بسبب غياب التوازن في العملية السياسية، دخولنا في هذه المرة إلى الانتخابات وبهذه الكثافة هو محاولة لتصحيح هذه المعادلة المختلة، محاولة بعض الأطراف من الفرقاء السياسيين.. محاولة العودة إلى المربع الأول بإدامة هذا الاختلال أمر سيضر بالجميع ولذلك.. يعني هنالك محاولات جادة لمراجعة قضية الانتخابات ونتائجها، هنالك فريق تحقيق دولي سيصل إلى بغداد خلال أيام قلائل، خبراء من الأمم المتحدة ومن الجامعة العربية للتدقيق في نتائج الانتخابات ونحن نثمّن عالياً استجابة المجتمع الدولي لنداء جبهة التوافق العراقية في إرسال مثل هذا الفريق ونتمنى أن تكون لديه الصلاحيات والسلطات التي تؤهله لكي يُراجع وبموضوعية عمل المفوضية العليا للانتخابات ويُراجع الخروقات الكبيرة التي جرت في الانتخابات وأدت إلى تغيير جذري في النتيجة النهائية، بالنسبة لنا.. بس تأذن لي جملتين فقط.

علي الظفيري: تفضل.

ظافر العاني: بالنسبة لنا كجبهة توافق عراقية تمثّل العرب السنّة، دعني أقول بكل أمانة نحن لسنا أرقام عددية صغيرة كانت أم كبيرة نحن نمثّل مكون سكاني اجتماعي كبير ومهم، بدوننا أنا أعتقد أنّ الأخوة.. يعني يعيدون الاختلال بالاستقرار وبالأمن مرة ثانية إلى العراق، أنا قلت أنّه..

علي الظفيري [مقاطعاً]: طيب سنشير إلى هذا دكتور ظافر إذا سمحت لي وسنشير كذلك إلى انعكاسات نتائج الانتخابات ومشاورات التشكيل الحكومي على المرحلة القادمة التي يدخلها العراق، نتابع هذه المسألة مع ضيوفنا الكرام معكم أنتم بعد وقفة قصيرة فأبقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

علي الظفيري: أهلا بكم من جديد، حلقة اليوم من برنامج ما وراء الخبر تتابع الجهود المبذولة لتشكيل الحكومة العراقية، دكتور لقاء مكي هنا في الأستوديو يعني هناك موقف متباين لكل طرف والطرف الرئيسي الذي حصد الأغلبية، الائتلاف العراقي والموحّد والتحالف الكردستاني يرى من زاوية والجهات المعارضة ترى من زاوية أخرى، ما هو المَخرج لمثل هذه الأزمة التي نشهدها اليوم في العملية السياسية العراقية؟

لقاء مكي: نعم، هو الحقيقة نحن أجريت انتخابات، هناك استحقاق انتخابي، هناك لعبة ديمقراطية وافق عليها الجميع وبالتالي عليهم أن يرضوا بنتائجها، هذه النتائج يجب أن تكون هي المعيار للتحرك المُقبل، طبعاً هناك اتهامات بالتزوير، ستأتي لجنة دولية وعلى الجميع أن يرضوا بنتائجها، المتوافق اليوم على أنه سيقبل بأي نتائج تسفر عن هذه اللجنة وهذا شيء جيد وكذلك قائمة السيد علاوي، إذا ما ظهرت النتائج هذه.. نتائج لهذا الفريق بطريقة لا تغيّر كثيراً من الخارطة البرلمانية المعلنة وفق النتائج الأولية، حينذاك سنكون هناك.. سنكون إزاء أغلبية برلمانية يشكّلها الائتلاف والتحالف وأقلية يشكّلها التوافق وقائمة السيد علاوي وقوائم صغيرة أخرى، هذا المسألة أنا أعتقد أنّه من السوء بما كان قضية الحكومة الوحدة الوطنية ستعيدنا إلى حكومة المحاصصة الطائفية لمجلس الحكم وحكومة السيد إياد علاوي وحكومة الجعفري، هذه الحكومات الثلاثة أجريت على نفس السياق، حكومة توافق وطني، حكومة اتحاد وطني، فيها من السنّة والشيعة والأكراد والتركمان..

علي الظفيري [مقاطعاً]: وهل نجحت هذه التجارب؟

لقاء مكي [متابعاً]: وفشلت جميع هذه الحكومات، فشلت في تقديم خدمات، فشلت على صعيد حتى السمعة، اتهمت بالفساد وبالتقصير وبالإهمال وبسوء الإدارة.. يعني الوزراء.. يعني رؤساء الوزارتين.. رئيسيي الوزارتين علاوي والجعفري فشلتا حتى في نقل وزير من مكان إلى آخَر لأنّه كان محسوب على طائفة أو على ملّة أو على قومية وبالتالي لا يريدون أو لم يكونا يريدان.. يعني أن يزعجا أحد الأطراف، هذه مسألة ستجعل من رئيس الوزراء المقبل أياً كان اسمه أربع سنوات عاجز عن القيام بأي شيء لأنه هناك صفقات برلمانية.. البرلمان السابق الجمعية الوطنية فشلت في رفع الحصانة عن وزير متهم باختلاس مليار دولار بسبب رفض إحدى القوائم، يعني هذا عطل..

علي الظفيري: الفرز الطائفي يعيق العملية؟

لقاء مكي: سيكون من السوء بما كان تشكيل حكومة تسمى حكومة وحدة وطنية، يجب أن يكون هناك استحقاق انتخابي أو إلغاء كل تحزّب على صعيد تشكيل الحكومة وتشكيل حكومة تكنوقراط تحاسَب من قِبل برلمان فيه أغلبية وفيه أقلية.

علي الظفيري: طيب دعني أتحوّل إلى الدكتور كمال في أربيل، لماذا لا يتم الأخذ بهذه المسألة بقاعدة اللعبة الديمقراطية؟ أنتم الأغلبية وبالتالي تشكلون حكومة تكنوقراط كما قال الدكتور لقاء وبالتالي نبتعد عن موضوع المحاصصة الطائفية وهذه الأوضاع المتأزمة التي ربّما تأخذ العراق إلى آفاق مظلمة جداً؟

كمال كركوكي: لا يا أخي، نحن في الآن بإمكان التحالف الكردستاني والائتلاف تشكيل حكومة عراقية حسب الاستحقاق الانتخابي ولكن نرى من الضروري والأفضل أن يكون حكومة ذات قاعدة واسعة كي تشترك فيها جميع الأطراف الذين حققوا نسبة ولو كانت ضئيلة في الانتخابات، نحن نرى أنّ العراق في وضع استثنائي ليس في وضع طبيعي كأي دولة أوروبية أو دول أخرى مستقرة نحن..

علي الظفيري [مقاطعاً]: طيب تتحدثون حكومة دكتور قبل أن تحسم مسألة التزوير في الانتخابات كما ترى الأطراف المعارضة؟

كمال كركوكي [متابعاً]: بالنسبة للتزوير أنا لا أتصور هناك كان التزوير منظّم مرتّب من قِبل أطراف سياسية أو المشاركة في الانتخابات، ربّما صارت هنا وهناك خروقات، هذه الخروقات المفوضية سوف تلغيها وكانت هناك أيضاً غدر بالنسبة للكرد في منطقة الموصل، خسرنا ألوف الأصوات وكذلك في حلبجة وتكريت ولكن في مجمل الموضوع إذا ننظر إلى نتائج الانتخابات إيجابياتها أكثر من سلبياتها لذا نحن راضين بهذه النتائج.

علي الظفيري: طيب دكتور ظافر.. يعني أنتم اليوم تعوّلون كثيراً على موضوع التقويم أو تقييم نتائج الانتخابات الحاصلة هل باعتقادك أنها ستغيّر كثيراً ربّما من المنطق الحاصل اليوم منطق الأكثرية أم أنكم تعولون ربّما في هذه المسألة على الحصول على مكاسب أكثر من التشكيلة الحكومية القادمة أو حكومة الوحدة الوطنية؟

ظافر العاني: دعني أقول لك أيضاً بكل صراحة أن هنالك نقمة وغضب واستياء شعبي في.. بالنسبة لجمهور الناخبين الذين نمثّلهم، جمهور الناخبين من العرب السنّة تعرفون كم أنّهم كانوا يأنفون من الدخول في العملية الانتخابية وكانت الأصوات العالية هي تلك التي تتحدث بأنّه لا جدوى من الدخول في العملية الانتخابية مادامت النتائج مرتّبة سلفاً بذلنا جهوداًَ كبيرة لإقناعهم في الاشتراك بالعملية الانتخابية واستغرق ذلك منا وقتاً وجهداً، بل أنّه حتى المقاومة الوطنية الراشدة في العراق قد أصدرت بياناً مشتركاً أوقفت فيه عملها العسكري..

علي الظفيري [مقاطعاً]: يا دكتور ظافر إذا سمحت لي الأطراف التي حصلت على الأغلبية أو ستحصل بشكل دائم على الأغلبية تتحدث عن استحقاق وطني وأنتم أقلية تتحدثون عن استحقاق انتخابي، المسألة ليست يعني من صالحكم إذا كانت المسألة انتخابية أو وفق عدد الأصوات؟

ظافر العاني [متابعاً]: قلت لك يا سيدي بالنسبة لنا أولاً نحن نثمّن حرص الأخوة في قضية أنهم حريصون على أن نكون جزء من الترتيبات السياسية القادمة، هذا موضع تقدير بالنسبة لنا، لكننا نعتقد بأنّه يجب أن تحسم قضية نتائج الانتخابات، ليست قضية الحكومة مسألة هامشية وغير مهمة بالنسبة لنا..

علي الظفيري: التصريحات صدرت عنكم قلتم فيها أنّ كل الاحتمالات مفتوحة وأنّ كل قناعاتكم السابقة.. يعني ربّما قد تتغير في ظل هذا الوضع، ما الذي يمكن أن يجعلكم أو يدفعكم تستمرون في هذه العملية السياسية وبالتالي يحمي العراق من خلال التوافق بين كافة المكونات السياسية؟

ظافر العاني: تغييبنا خلال الفترة السابقة قد حمّل أهلنا أذى كبير.. يعني لمَن تابع الأخبار خلال الشهور الماضية يستطيع أن يدرك مدى حجم الدمار الكبير الذي تعرضت له مدن السنّة العرب والأذى الذي قامت به سواء كانت قوات الاحتلال أو قوات الأمن الحكومية، دخولنا في العملية الانتخابية كان محاولة منا لتخفيف حدة الأذى، إذا ما أراد الأخوة الآخرون ولا أعتقد أنهم يريدون ذلك أن يقصونا مرة ثانية فأنا أعتقد بأن هذا لعب بالنار مرة ثانية وبالتالي سيعيدنا جميعاً إلى المربع الأول، لا أظن أن من مصلحتهم أو من مصلحة أحد حتى ليس من مصلحتنا إدامة عدم الاستقرار السياسي والأمني في العراق، الكل يعرف أنّ العرب السنّة هم ركيزة الاستقرار السياسي والأمني في العراق بدونهم لا يمكن الحديث عن عملية سياسية متوازنة وآمنة وعن عراق يسود فيه السِلم الأهلي.

علي الظفيري: نعم، دكتور لقاء يبدو أن دكتور ظافر أشار أكثر من مرة للمربع الأول، هل نحن.. يعني هل هناك احتمالات كبيرة للعودة إلى هذا المربع الأول في ظل ما يجري اليوم؟ هل تم استيعاب ربّما كل هذه الأزمات التي مرت والخروج منها بتكتيك مؤقت دائماً اليوم نحن أمام برلمان وحكومة دائمة؟

لقاء مكي: أستاذ علي هي المشكلة نحن مازلنا في المربع الأول، يعني حتى الآن لم نخرج من الدائرة الضيقة دائرة المراوحة..

علي الظفيري [مقاطعاً]: لا هو يقصد دخول العرب السنّة في العملية.

لقاء مكي [متابعاً]: دخول العرب السنّة.. يعني ربّما أدى إلى حصولهم على بعض المقاعد لكنهم يشعرون بأنّ هذه المقاعد لا تناسب حجمهم وسبب ذلك يعيدوه للتزوير، هذه مسألة لا يمكن الإقرار بها إلا بعد أن يأتي تقرير اللجنة الدولية، لكن هو المهم بغض النظر عن التشكيلة البرلمانية المقبلة فلترتفع عدد مقاعد التوافق إلى سين مقعد لكن يبقون هم لا يستطيعون تشكيل حكومة..

علي الظفيري: أقلية..

لقاء مكي: يبقون أقل من منافسيهم، القضية تتعلق بلدينا سلطة تشريعية وسلطة تنفيذية، لماذا نعتمد على تشكيل حكومة من هذا الحزب أو ذاك؟ لماذا لا نشكل حكومة من مهرة من مختصين من أشخاص لا ينتمون إلى حزب؟ أعيّن سنّياً لا ينتمي إلى التوافق لكن هو ليس لأنّه سنّي ولكن لأنّه متمكّن أو شيعي أو كردي بدون حساب للعدد وبدون حساب لطبيعة الوزارات ليس من حق الأحزاب أن تعبّر عن طوائف سواء إن كانت شيعية أو سنّية، يجب النظر إلى العراق ككتلة واحدة حينما أرى الصورتين أمامي بعلم واحد حين ذاك سأرتاح.

علي الظفيري: دكتور انتهى الوقت.. دكتور لقاء مكي المحلل السياسي معنا هنا في الأستوديو شكراً جزيلاً لك وكذلك الدكتور ظافر العاني المتحدث باسم جبهة التوافق العراقية من بغداد ومن آربيل الدكتور كمال كركوكي عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني، شكراً لكم جميعا نهاية حلقة اليوم من برنامج ما وراء الخبر، بإمكانكم المساهمة دائماً في اختيار مواضيع حلقاتنا بإرسالها على عنواننا الإلكتروني indepth@aljazeera.net، شكراً لكم وإلى اللقاء.

المصدر : الجزيرة