
تعيين جون بولتون سفيرا لواشنطن لدى الأمم المتحدة
– أسباب تعيين بولتون
– ما يمكن أن يقوم به بولتون
جمانه نمور: أهلا بكم في برنامج ما وراء الخبر, نحاول في حلقة اليوم التعرف على ما وراء قرار الرئيس جورج بوش تعيين جون بولتون سفيرا لواشنطن لدى الأمم المتحدة متجاوزا بذلك عملية التصديق من قِبَل الكونغرس ونطرح فيها تساؤلين اثنين, لماذا أصر بوش على تعيين بولتون سفيرا لدى الأمم المتحدة رغم معارضة الكونغرس وما هي معالم الدور الذي يمكن أن يلعبه بولتون في الأمم المتحدة؟
أخيرا حقق الرئيس الأميركي جورج بوش ما أصر عليه وعَيَّن جون بولتون مندوبا للولايات المتحدة الأميركية لدى الأمم المتحدة, فعل بوش ذلك ضاربا صفحا عن معارضة شديدة لهذا الترشيح من قِبَل غالبية الديمقراطيين وبعض الجمهوريين الذين اعتبروا بولتون الرجل غير المناسب في المكان الحساس. بداية لنتابع رحلة جون بولتون نحو المنصب الجديد.
[تقرير مسجل]
نبيل اليريحاني: لم يأبه الرئيس الأميركي جورج بوش اعتمادا على صلاحياته الدستورية بالرسالة التي بعث بها إليه ستة وثلاثون من أعضاء الكونغرس ليتخذ آخر قرار له قبل بدء عطلته الصيفية التي يقضيها في ولاية تكساس مستخدما صلاحياته الدستورية بتعيين جون بولتون مندوبا للولايات المتحدة الأميركية لدى الأمم المتحدة وتعيين بولتون في هذا المنصب لم يحصل على موافقة الكونغرس ولذلك استغل بوش انفضاض دورة الكونغرس التشريعية وبداية عطلته الصيفية التي تستمر قرابة شهرين ليتخذ هذا القرار, مما يعني أن المندوب الأميركي الجديد لدى المنظمة الدولية سيبقى في منصبه حتى يناير 2007, أي طوال الفترة المتبقية من ولاية الكونغرس الحالي. قادة البيت الأبيض برروا اللجوء إلى الباب الخلفي لتمرير ترشيح بولتون لكونه ضرورة لحسم الصراع في مسألة ترشيح المرشح الذي اختاره الرئيس قبل انعقاد الجمعية العمومية في سبتمبر المقبل. سابقة لم تتكرر كثيرا في علاقة الرئاسة الأميركية بالكونغرس, مَثَّلت محورا ساخنا بين جمهوريين لم يروا في التعيين سوى مكافأة وظيفية لمن ساندوا بوش في الفوز بفترة رئاسية ثانية, بينما يؤكد الديمقراطيون على أن الأمر أبعد من ذلك بكثير.
جمانه نمور: ومعنا في هذه الحلقة من واشنطن هيلا ديل نائبة مدير مؤسسة هيريتدج ومن الناصرة الدكتور عزمي بشارة النائب في الكنيست الإسرائيلي ومن العاصمة الأميركية أيضا الدكتور إدموند غريب أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأميركية بواشنطن ولكن قبل أن نبدأ النقاش دعونا نتعرف أولا على جون بولتون, مسيرته المهنية, مواقفه السياسية التي أثارت حوله الجدل كدعمه للحرب على العراق ودعوته لاتخاذ موقف متشدد تجاه إيران واستخفافه بالأمم المتحدة.
[تقرير مسجل]
جون بولتون اسم مثير للجدل داخل أروقة السياسة في أميركا وخارجها, يراه الكثيرين من الجمهوريين شخصية حازمة تحتاجها الولايات المتحدة لدعم حملتها العالمية الداعية للإصلاح في الأمم المتحدة وفي الدول المنضوية تحت لوائها, في حين يراه خصومه أحد صقور اليمين المحافظ ورمزا لسياسة الرئيس بوش المتشددة التي جلبت للبلاد الكثير من الأعداء. عمل جون بولتون وكيلا لوزارة الخارجية مكلفا بالحد من التسلح وبالأمن الدولي, منصب عارض كولن باول تكليف بولتون به, عُرِف بمواقفه المتشددة للغاية من الملفين النوويين لإيران وكوريا الشمالية مساندا بقوة إحالتهما إلى مجلس الأمن, لعب دورا بارزا في التخطيط لحرب الخليج الأولى مساعدا لنائب الرئيس آنذاك ديك تشيني معتبرا الحرب على النظام العراقي حربا على بقايا النازية, واحد من المتحمسين بشدة لعلاقات إسرائيلية أميركية متينة خاصة على الصعيد العسكري وقاد حملة دولية كللها بالنجاح في إلغاء القرار الأممي 3379 سنة 1991 والذي كان يعتبر الصهيونية شكلا من أشكال العنصرية وهو إلى ذلك عضو في الهيئة الاستشارية للمعهد اليهودي للأمن القومي, معهد يرفع شعار السلام من خلال القوة. على الصعيد الدولي يُعَد بولتون من أشد المنتقدين للأمم المتحدة داعيا إلى تقويضها وإعادة بنائها من جديد ولم يبدِ حماسا إلا للمنظمات الدولية التي تتولى فيها أميركا الصدارة. أُتُهِم بإساءة معاملة مرؤوسيه الذين يخالفونه الرأي وبفظاظة اعتبرتها وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس دبلوماسية جسورة تحتاجها الولايات المتحدة لتحقيق إرادتها خاصة تجاه أنظمة تناهض سياساتها, فظاظة أو جسارة ينتظر الجميع ماذا ستفعل في أكبر محفل دبلوماسي دولي يُفْتَرَض فيه أن يطفئ نار الأزمات بين الدول لا أن يسكب مزيدا من الزيت على لهيبه.
جمانه نمور: سيدة ديل بعد أن أخذنا فكرة عن بولتون ومواقفه السياسية, لماذا أصر بوش على تعيينه مندوبا للولايات المتحدة في الأمم المتحدة رغم كل ما استمعنا إليه؟
" |
هيلا ديل– نائبة مدير مؤسسة هيريتتج: أنا واثقة لأنه أعتقد أن جون بولتون سيقوم بعمل رائع, فهو رجل لديه خبرة واسعة حول قضايا الأمم المتحدة وفي إدارة بوش الأولى في بداية التسعينيات كان السيد بولتون مساعدا لوزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية وهو منصب في وزارة الخارجية قام به ولفترة طويلة, كانت له اطلاعات واسعة على عمل الأمم المتحدة كما عمل أيضا كمحام يدافع عن القضايا الخاصة بالأمم المتحدة مثل قضية الصحراء الغربية, إذاً لديه سجل حافل كمحامي لامع وكشخص يمتلك الخبرات المناسبة وأود أن أصحح لو سمحتم لي بذلك معلومة وأثير نقطة قلتوها, إنه لم يعمل لنائب الرئيس تشيني وحسب علمي لم يكن له دور رئيسي في التخطيط للحرب ضد العراق, فقد كان وكيل لوزارة الخارجية.. في وزارة الخارجية لشؤون نزع السلاح والسيطرة على الحد من انتشار الأسلحة ولكن كان له دور لكن لم يكن له علاقة بالحرب على العراق, أعتقد أنه شخص الرئيس بوش لديه ثقة به وبولائه وبقناعته القوية وفاعليته الكبيرة كمحامي وكمُصْلِح يريد أن يراه يتولى شؤون الأمم المتحدة. أنا أعرف السيد بولتون شخصيا وهو أيضا شخص ينخرط في شؤونه وعندما يتعرف الناس عليه عن كثب سوف يجدون فيه شخصا يختلف عن الصورة التي كانت..
جمانه نمور [مقاطعةً]: عفوا, على كل بغض النظر هنا أيضا ربما يجدر التذكير بأنه كان من الأشخاص الذين كانوا ربما المحافظين الجدد تشيني وولف ووتس وبولتون هم كانوا وراء التقرير المعروف باسم مشروع القرن الأميركي الجديد, على كل سوف نعود إليكِ سيدة ديل لكن لنتوجه إلى الدكتور إدموند غريب ونأخذ وجهة النظر الأخرى داخل أميركا فيما يتعلق بتعيين بولتون, تفضل.
إدموند غريب –أستاذ بالجامعة الأميركية بواشنطن: أعتقد أن تعيين جون بولتون له عدة أسباب, بدون شك هذا التعيين كان تعيينا عقائديا حيث أن إدارة الرئيس بوش أرادت السير إلى الأمام خاصة بعد أن رفض أعضاء مجلس الشيوخ رفض على الأقل حاول الجمهوريون مرتين إقناع مجلس الشيوخ بالتصويت لأجل بولتون ولم يحصلوا على ثلثي الأعضاء كما كان مطلوبا وذلك لأنه كانت هناك الكثير من الانتقادات الحادة لأسلوب تعامل جون بولتون مع مرؤوسيه وأيضا لأنه أُتُهِم بأنه حاول الضغط على مسؤولين استخبارتيين لتغيير مواقفهم بالنسبة للمعلومات الاستخبارتية حول الحرب..
جمانه نمور [مقاطعةً]: عفوا.. لو سمحت عفوا دكتور تابعنا هذه التفاصيل في التقرير التمهيدي للبرنامج ولكن هل هناك ما لم يُعْلَن عنها برأيك يعني ما وراء إصرار بوش على بولتون تحديدا؟
إدموند غريب: أعتقد أن أحد الأسباب الأخرى وراء ذلك هو أن الرئيس بوش أراد إرضاء قاعدته السياسية في الولايات المتحدة, فالمحافظين الجدد هم قوة فاعلة داخل هذه الإدارة ولبولتون الكثير من الأنصار, أيضا هؤلاء كانوا يرغبون في أن يصل بولتون إلى المنصب الثاني في وزارة الخارجية, أرادوه أن يكون نائب وزيرة الخارجية ولكن عندما لم ينجحوا في ذلك واختارت وزيرة الخارجية رايس شخصا أرادته هي واختارته هي ليكون الرجل الثاني في هذا المنصب فإنهم أيضا أرادوا إرضاء هذه القوة وإرضاء بولتون الذي كان يُعْتَبَر من الشخصيات القوية بتعيينه لمنصب الأمم المتحدة والذي يأتي ذلك أيضا في مرحلة بدأت تبرز فيها وزيرة الخارجية بأنها اللاعب الأساسي في صنع القرار بالنسبة لما يتعلق بمستقبل القرارات في الأمم المتحدة التي سيتعامل معها بولتون.
جمانه نمور: طبعا سنأتي على هذا الموضوع في الحلقة ولكن لنسأل الدكتور عزمي بشارة أن كان لديه ربما تحليل آخر أو إضافي لما تفضلت به, يعني برأيك دكتور هل هناك بعد أبعد يعني مما استمعنا إليه حتى الآن في هذه الحلقة وراء الإصرار من الرئيس الأميركي على بولتون؟
عزمي بشارة– عضو في الكنيست الإسرائيلي: يعني يجب التمييز برأيي بين المسائل الجوهرية والمسائل يعني على السياسة الدولية لأنه نحن نتحدث عن رجل سيكون في منصب ممثل الدولة العظمى الوحيدة في العالم في الأمم المتحدة, إضافة إلى أنه كان في السابق قد يعتبر (Member of the Cabinet) كان إلى حد ما بمنصب وزير تقريبا, الآن هذا منصب هام جدا في السياسة الخارجية وإن كان فنيا هنالك نقاشات حول صانع القرار هل هو صانع قرار أم هو يخضع لقرارات مثلا في هذه الحالة كوندوليزا رايس, أنا أعتقد يجب التمييز بين هذا وقناعاته ودوره وهنا يجب البحث إلى الوراء حول ولاء ديك تشيني في السياسة الخارجية حول موقف الأمم المتحدة وتصريحاته الغريبة العجيبة أنه عشر أدوار من بناية الأمم المتحدة ممكن الاستغناء عنها لو هدمت مثلا, مواقفه الحادة جدا تجاه بنية الأمم المتحدة والتي عبر هنا بشكل غير دبلوماسي إطلاقا وهو سيكون في الأمم المتحدة ومواقفه فيما يتعلق بالتسلح, الرجل جورج بوش غاطس في موضوع تضليل الرأي العام الأميركي والأوروبي في مسألة السلاح والتقارير المتعلقة بالسلاح النووي التي ورط مؤخرا كارل لور نفسه مدير عمليا.. مدير كل شيء تقريبا عند جورج بوش, هذا الرجل الآن متورط في الكشف عن اسم إحدى العاملات في المخابرات الأميركية المركزية الأميركية فقط ليفضح علاقتها مع الرجل الذي أرسلته وزارة الخارجية للتحقق في نيجيريا في حول اليورانيوم العراقي وأثبت أنه كذب والآن هو يتهم زوجته وتورط وما زالت الفضيحة مستمرة في الولايات المتحدة, هذا الرجل كان له علاقة في كل موضوع التضليل في مسألة الأسلحة, يعني هو ينتمي إلى تيار كانت بالنسبة له والغاية تكرس.. الغاية تبرر الوسيلة عندما كانت الغاية هي استهداف أنظمة محددة ودول محددة في المنطقة, هذا الأساس هذا يجب فصله عن النقاش الحقيقي الموجود.. جمانه فيه نقاش حقيقي دائر حول محافظة الرئيس على صلاحياته تجاه الكونغرس وهذا النقاش دائر من القرن التاسع عشر ونقاش ليس جديد يعني عمليا أنه كلينتون خسر هذه المعركة لأنه كان يتراجع أمام الكونغرس وجورج بوش يحاول استعادة امتيازات منصب الرئاسة مقابل الكونغرس وعلى فكرة هذه ليست أول مرة اللي فيه عندك تعيينات العطلة تعيينات ال(كلمة غير مفهومة) هذه ليست أول مرة ولكن أول مرة يُعَين مندوب الأمم المتحدة بدون موافقة الكونغرس, على فكرة فقط لسبعة عشر شهر ولكن هناك توجد لعبة قوى مع الكونغرس لأنه يبدو حتى بين.. صحيح لديه أغلبية ولكن في (كلمة غير مفهومة) يعني فيه آلية يستخدمها الديمقراطيون لإعاقة التعيينات في حالته وفي حالة المحكمة العليا الأميركية وهذا آلية ديمقراطية يحاول بوش أن يتجاوزها بالتعيين في العطلة هذه مسألة أخرى.. مسألتين منفصلتين..
جمانه نمور [مقاطعةً]: نعم سنحاول فيما تبقى من الحلقة التركيز أكثر على المستقبل ربما, نتساءل ما هي معالم الدور الأميركي المرتقب في الأمم المتحدة في ظل بولتون؟ هذا ما تتابعونه بعد وقفة قصيرة فأبقوا معنا.
[فاصل إعلاني]
جمانه نمور: أهلا بكم من جديد وحلقة اليوم من برنامج ما وراء الخبر تبحث في قرار الرئيس جورج بوش تعيين جون بولتون سفيرا لواشنطن لدى الأمم المتحدة متجاوز بذلك عملية التصديق من قِبَل الكونغرس, على كل المندوب الأميركي الجديد لدى الأمم المتحدة قال اليوم أو وعد بالعمل من أجل منظمة دولية أقوى وأكثر فاعلية مع تطوير المصالح الأميركية فيها, سيدة ديل ما هي هذه المصالح التي وعد بولتون اليوم بالعمل على تطويرها في الأمم المتحدة؟
هيلا ديل: سيسرني أن أتعامل مع هذه القضية في ثانية ولكن أريدك أولا أن أشير إلى أن تعيين السيد بوش هو يتماشى مع تماما مع التقاليد الأميركية واستخدام الرئيس لصلاحيته في التعيين أثناء العطلة عدة مرات وبيل كلينتون فعل ذلك ورؤساء قبله أكثر من مائة وأربعين مرة في تاريخ الرئاسة, السيد بولتون حُجِبَت المصادقة على تعيينه من قِبَل بضع من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين وكان هذا حسب وجهة نظري أو رأيي ليس ديمقراطيا وأود أن أسأل مشاهديكم أي من برلماناتكم يصادق على تعيينات السفراء في الخارج؟ هذه نقطة أخرى عليكم أن تأخذوها بالحسبان عندما تبحثون هذه القضية وبعد أن قلنا هذا نريد أن نقول أن السيد..
جمانه نمور [مقاطعةً]: عفوا.. عفوا هناك نقطة, يعني هل المطلوب يعني الآن أصبحنا نحن نموذج يعني كان لدي ربما الفكرة لدى مشاهدينا إذا كنتِ تقصدين العالم العربي أن هناك ربما محاولة مثلا بعض الكتابات العربية أميركية لدمقرطة إن صح التعبير العالم العربي وأن تصبح أميركا نموذجا يعني لو توضحي هذه الفكرة ونعود إلى موضوعنا الأساسي بهذا الإطار بالذات, ما هي المصالح الأميركية؟ هل مثلا تنفيذ هذا المشروع هو أحد من المصالح الأميركية في الأمم المتحدة التي وعد بولتون بتنفيذها؟
هيلا ديل: لي بالرد على السؤال الآن؟
جمانه نمور: كنت سألتك عن المصالح التي وعد..
هيلا ديل: هنا أود أن أجيب عن السؤال بالقول شكرا ما أود قوله أن النظام الأميركي يسمح لمجلس الشيوخ وفق قوانين وحقوق معينة بأن يعطي رأيه حول ترشيحات الرئيس وتعييناته وقبل أن يكون أي شخص في العالم يعطي أحكامه على مثل هذه القضايا عليهم أن ينظروا في قوانينهم وأنظمتهم ليروا هل أنهم يصادقون على تعيين سفراءهم أم لا, هذا ما أردت قوله والآن أود الانتقال إلى مسألة الإصلاحات في الأمم المتحدة التي ستنخرط فيها الولايات المتحدة والسيد بولتون لجعلها منظمة أفضل للجميع وفي وقت الأزمات وفي الأوقات الخالية من الأزمات تستطيع أن تدفع إلى الأمام جدول أعمال تضع على رأسها حقوق الإنسان وتحقق الرخاء في جميع أنحاء العالم ولكن الأمم المتحدة مؤسسة بيروقراطية كبيرة والكثير من أجزاءها تعاني من الفساد ولا تؤدي عملها والكثير من أقسامها تعاني من الكثير من البيروقراطية تَحُول دون فاعليتها المطلوبة وهذا هو الجزء الذي تريد الولايات المتحدة التعامل معه لجعلها منظمة أفضل وأكثر فعالية للجميع إنها.
جمانه نمور: يعني ربما هنا نستذكر ربما يعني الصحفي توماس فريدمان قال إذا كان الموضوع هو موضوع إصلاح فيما يتعلق بالبيروقراطية ربما لما لا يلجؤون إلى شركة متخصصة مثل ماكنزي أو غيرها يعني, أتوجه بالسؤال الآن للدكتور إدموند غريب ليعلق على هذه النقطة وأيضا ربما قِيل مثلا أشار الدكتور عزمي إلى ولاء بولتون لديك تشيني مرة نُقِل عن تشيني قوله بأن بولتون ينجز ما يُطْلَب منه دائما, برأيك ما المطلوب منه هذه المرة داخل الأمم المتحدة؟
إدموند غريب: أولاً أنا أعتقد أن هناك تغيير في العلاقة وتغيير في الموقع فإلى حد كبير لم يعد بولتون اللاعب الأساسي الذي كان هو قبل الآن حيث انه الآن يجب عليه ليس فقط أخذ مواقف وزيرة الخارجية والبيت الأبيض بعين الاعتبار وتبني ودفع السياسات التي تتبناها وزارة الخارجية إلى الأمام وبالتالي فإنه في موقع مختلف إلى حد ما عن الموقع الذي كان فيه في وزارة الخارجية وطبعا سيستمر في دفع الأجندة الأميركية إلى الأمام وهو كان قد قال قبل ذلك قبل عشر سنوات مثلا أنه لا توجد أمم متحدة بل هناك مجموعة دولية وهذه المجموعة الدولية يمكن التعامل معها في مرحلة الدولة العظمى الوحيدة المتبقية عندما يكون ذلك في مصلحة الولايات المتحدة وإذا لم يتم ذلك فإنه ليس بحاجة إليه ولكنه الآن سيضطر كما قال الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان إلى التعاون ولا إلى العمل مع 190 سفيرا آخر, طبعا سفير الولايات المتحدة ليس في نفس الموقع أو ليس لديه نفوذ خاص ولكنه في نفس الوقت سيضطر أكثر من السابق إلى التعاون مع السفراء وإلى آخره وأيضا أعتقد أنه سيعكسها..
جمانه نمور [مقاطعةً]: نعم ولكن هي حتى سفير عفوا حتى مندوب ألماني اليوم اعترف بأن هناك قوى خاصة لمندوب الولايات المتحدة الأميركية يعني, دعنا لا ننسى أن التمويل معظمه يأتي منها.
إدموند غريب: بدون شك هذه هي أحد إحدى النقاط الأساسية وللولايات المتحدة دور خاص وهام جدا ولكن أيضا بدأنا نرى بعض التعديلات في المواقف حتى الولايات المتحدة وحتى الدولة العظمى الوحيدة في العالم هي بحاجة إلى التعاون هي بحاجة إلى المساعدة وأعتقد أن وزيرة الخارجية الأميركية رايس التي بدأت تتحدث بطريقة جديدة بأسلوب جديد وتتحدث عن توجهات جديدة عندما تتحدث بأنها ستمارس المثالية العملية لأنها ستأخذ وستعطي في نفس الوقت الذي وأنها ستساوم وانها ستتعاون مع الحلفاء ولكنها في نفس الوقت أنها لا تزال تأكد على الأهداف الاستراتيجية للولايات المتحدة.
جمانه نمور: نعم ربما عن هذه الأهداف يعني هل موضوع الحليف الاستراتيجي في المنطقة إسرائيل يعني دكتور عزمي بشارة إذا ما كان هو محور السؤال ربما الأخير أو المحور الأخير في الحلقة اليوم يعني معروف عن بولتون تأييده لإسرائيل, من هذه الزاوية تحديدا كيف تنظر إلى وجوده الآن في الأمم المتحدة مع إعادة النظر حتى في المعاهدة التي أدت إلى إنشاء الأمم المتحدة أصلا؟
" |
عزمي بشارة: يعني أنا أعتقد جمانه إنه مندوب الولايات المتحدة في الأمم المتحدة لا يقرر السياسات الإسرائيلية, نبرته لهجته حدة اللهجة هي مؤشر لسياسات الولايات المتحدة الخارجية بمعنى أنا لا أرى أنه صانع قرار في السياسة الخارجية ولكن انظري لماذا اعترض أعضاء الكونغرس عليه؟ يعني حتى يعني عادة حتى الحزب المعارض لا يعترض كثيرا ولا يؤخر, الاستثناء هو هذا الاعتراض الشديد على التعيين, لماذا تم؟ إذا نظرتي جيدا ترين إن الأمر الأساسي هنا هو الرسالة التي يبثها جورج بوش للعالم الذي يشتعل, هنالك أزمة حقيقية مع إيران مع إعلانها بإعادة.. إغناء اليورانيوم, هنالك أزمة حقيقية في كوريا الشمالية لم يساهم بولتون في حلها بل بالعكس عقد المفاوضات مع كوريا الشمالية هنالك, مذبحة في العراق مجزرة حقيقية دائرة في العراق، ماذا يبث بوش للعالم؟ لا يبث رسالة تهدئة بإرسال بولتون هو يبث رسالة إثارة ورسالة تحالف غير مشروط مع إسرائيل يعني إذا كانت المنطقة العربية والشرق الأوسط ينظر بغضب وبمرارة من العلاقة الأميركية الإسرائيلية وما يسميه العرب طبعا أنا باعتقادي خطئا ازدواجية المعايير باعتقادي في معيار أميركي واحد هو مصلحتها ولكن ما يسمى ازدواجية المعايير فيما يتعلق بالعلاقات مع إسرائيل وهو يبث للعالم ويخرج للعالم في أجواء المجزرة الدائرة في العراق وانكشاف الأكاذيب الأميركية في قضية التسلح, يعني هذا يكاد يكون موضوع الساعة طيلة الوقت في بريطانيا حتى حصلت التفجيرات يأتي ويرسم شخص من رموز أسوأ المرحلة ومرحلة التحضير للحرب على العراق بكل ثمن وبأي وسيلة, أنا باعتقادي هذه الرسالة هي الأمر الأساسي في الموضوع رسالة غير دبلوماسية يعني أحدهم قال اليوم في الواشنطن بوست تسمية جون بولتون دبلوماسيا مثل تسمية الجزار جراح, هو ليس دبلوماسي ولا أسلوبه دبلوماسي ولا توجهه دبلوماسي, تعامله حتى الآن كان فظ وكان في هذا درجة عالية من الرمزية وفيها رسالة حول طريقة تعامل الولايات المتحدة مع أزمات حقيقة مقبلة في الأمم المتحدة, على فكرة عملية الإصلاح انطلقت منذ انكشاف الفضيحة في مكتب كوفي عنان حول النفط مقابل الغذاء وبدأت عملية إصلاح على فكرة بإشراف أميركي وبدون جون بولتون, عمليا مسؤولي المراقبة حول المالية في مكتب كوفي عنان موظفين سابقين في الخارجية الأميركية, هذه العملية انطلقت منذ تسعة أشهر في الولايات المتحدة دون جون بولتون, أنا لا أعتقد إنه رسالة جون بولتون إلى العالم رسالة إصلاح بل فيها رسالة حربجية رسالة متعنتة رسالة عصبوية, باعتقادي اختار جورج بوش وقت سيئ جدا لإرساله الآن.
جمانه نمور: يعني الدكتور إدموند هل توافق بأنه هذه فعلا رسالة لهذه المنظمات؟ وسؤال أخير باختصار شديد لو سمحت يعني موضوع التوقيت ما أشرنا إليه من أنه فعلا الآن الأمم المتحدة تعيد النظر في معاهدات يعني وأبرزها المعاهدة التي أنشأت على أساسها إذاً دكتور إدموند.
إدموند غريب: أولا أعتقد إن التغيير عملية الإصلاح قد تم التوافق عليها حتى قبل ذهاب بولتون إلى الأمم المتحدة فقد وافق كوفي عنان على النقاط الست التي أرادتها الولايات المتحدة, النقطة الآن هي إلى أي مدى سيستطيع بولتون التعامل مع السفراء الآخرين مع القوى الأخرى لا شك أنه يمثل القوى الأعظم في العالم ولكنه بحاجة إلى دعم قوى أخرى وهنا يأتي مدى قدرته على التعاون مع السفراء الآخرين وعلى دفع الأجندة الأميركية إلى الأمام, فإذا حاول واتبع سياسة الفرض والإملاء فأعتقد انه سيواجه الكثير من الصعوبات والتعقيدات ولكنه إذا حاول التعاون وغير في مواقفه فهذا قد يختلف ولكنه بالنهاية سيمثل سياسة وتوجهات وزارة الخارجية وليست سياسته هو توجهاته على الرغم من أنه أصبح رمزا لسياسة معينة في واشنطن.
جمانه نمور: نعم شكرا لك دكتور إدموند غريب وشكرا للدكتور عزمي بشارة وشكرا للسيدة هيلا ديل ونشكركم مشاهدينا على المتابعة ونذكركم أن بإمكانكم المساهمة في اختيار مواضيع الحلقات المقبلة وننتظر تعليقاتكم على عنوانا الإلكتروني indepth@aljazeera.net إلى اللقاء.