ماوراء الخبر صورة جماعية
ما وراء الخبر

انتخابات المجلس الفرنسي للدين الإسلامي

تناقش الحلقة خلفيات الترحيب الفرنسي بنتيجة انتخابات المجلس الفرنسي للدين الإسلامي فما الصورة التي انتهى إليها التمثيل الإسلامي في فرنسا؟ وما الإسلام الفرنسي الذي تسعى باريس إلى اعتماده للمسلمين هناك؟

– الجدل حول انتخابات مجلس مسلمي فرنسا
– استحقاقات الإسلام للاندماج مع المجتمع الفرنسي

undefined

محمد كريشان: أهلا بكم في حلقة اليوم من برنامج ما وراء الخبر وفيها نحاول التعرف على خلفيات الترحيب الفرنسي بنتيجة انتخابات المجلس الفرنسي للدين الإسلامي ونطرح فيها تساؤلات ثلاثة، ما هي الصورة التي انتهى إليها التمثيل الإسلامي في فرنسا؟ وما هو الإسلام الفرنسي الذي تسعى باريس إلى اعتماده للمسلمين هناك؟ مسلمو أوروبا اندماج على حساب الهوية أم جزر معزولة وسط محيط غربي؟

الجدل حول انتخابات مجلس مسلمي فرنسا

مع الانتخابات الجديدة للمجلس الفرنسي للدين الإسلامي عاد إلى الواجهة من جديد الجدل حول موقع الإسلام في المجتمع والسياسة الفرنسيين، فما هي الرسالة المنوطة بالمجلس؟ وما طبيعة وهوية الهيئات التي فاز ممثلوها في انتخاباته؟ وكيف تسهم السياسة الفرنسية الرسمية في صياغة رسالة المجلس؟

[تقرير مسجل]

محمد بابا ولد أشفغ: شارك في انتخابات المجلس الفرنسي للدين الإسلامي خمسة آلاف ومائتان وتسعة عشر مندوبا يمثلون ألفا ومائتين وثلاثين مسجدا في عموم التراب الفرنسي. وبلغت نسبة المشاركة 85% وإلى جانب الممثليات الإقليمية للمجلس انتخب المندوبون مجلس إدارة المجلس المكون من ثلاثة وأربعين مقعدا، فازت الفدرالية الوطنية لمسلمي فرنسا المحسوبة على المغرب بتسعة عشر مقعدا وبذلك تصدرت الفائزين وفاز مسجد باريس الذي يوصف بالمقرب من الجزائر بعشرة مقاعد، بينما تراجعت حظوظ اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا الذي يقال إنه امتداد للإخوان المسلمين إذ لم يفز إلا بعشرة مقاعد، أما المقاعد الأربعة الباقية فقد توزعتها منظمات أخرى بينها لجنة المسلمين الأتراك في فرنسا. وقد بادر وزير الداخلية الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى التعبير عن ارتياحه لنتيجة الانتخابات التي رأى فيها انتصاراً لما تُسميه باريس بالإسلام الفرنسي وهو إسلام يُراد منه أن يفك الاشتباك بين مقتضيات المواطنة الفرنسية ومتطلبات الالتزام بالتعاليم الإسلامية. وقد تزايد اهتمام السلطات الفرنسية بالإسلام الذي أصبح الديانة الثانية في البلاد بعد أن زاد عدد المسلمين الفرنسيين على خمسة ملايين وغدا كابوس ما يُسمى بالإرهاب مرتبطا بالإسلام والمسلمين.

محمد كريشان: معنى في هذه الحلقة من باريس الحاج التهامي ابريز رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا ومن الرباط محمد الحمداوي رئيس حركة التوحيد والإصلاح المتابعة لأوضاع الجالية المسلمة في فرنسا، كما سينضم إلينا في وقت لاحق دحمان عبد الرحمن الأمين العام لحزب اتحاد الحركة الشعبية المكلف ببرنامج إدماج المسلمين في المجتمع الفرنسي، نبدأ بباريس والسيد ابريز سيد ابريز هناك حديث عن فوز المعتدلين وفوز حتى من يوصفون بالمغاربة، إلى أي مدى هذا الوصف دقيق؟

التهامي ابريز– رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا: أولا في تزييف لنتائج الانتخابات مع الأسف، مع الأسف أن يحصل هذا في فرنسا دولة الحق ودولة الحريات أن يحصل تزييف إرادة الأمة الإسلامية في فرنسا النتائج التي أعطيت هي..

محمد كريشان [مقاطعاً]: عفواً، على أي أساس بنيت مثل هذا الاتهام؟

التهامي ابريز [متابعاً]: هذا الاتهام لم تُعطه اللجنة الوطنية لم تُعطِ هذه المعلومات، سُربت معلومات الحقيقة من جهات لا ندري ما هو قصدها، النتائج الحقيقية المعلنة اليوم هي اثني عشر للفدرالية العامة لمسلمي فرنسا وعشر مقاعد لاتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا وثمان مقاعد لمسجد باريس وتسعة للا منتمون وبعض الجهات أرادت أن تسطوا على مقاعد اللا منتمين فتنسُبُها إليها وهذا حقيقة ظُلم وزور ولم نسكت إليه ولكن الآلة الإعلامية تحركت مع الأسف لتُبرز هذا الأمر حتى تُظهر بأن هنا في فرنسا المعتدلون هم الذين يعني كسبوا الانتخابات وهو الحقيقة هنا ليس الموضوع ليس بين معتدلين ومتطرفين، المسألة الحقيقية هي بين مَن يعمل على أن يتجذر الإسلام في فرنسا ومَن يعمل عن أن يبقى مرتبطا بالخارج والاتحاد يعمل على أن يبقى هذا الإسلام مرتبطا بالداخل هنا في فرنسا..

محمد كريشان [مقاطعاً]: ولكن عفوا سيدي.. عفوا يعني لو سمحت لي حتى تكون الصورة واضحة الأرقام التي تفضلت بذكرها ما تعتقده أنت هي النتائج أم برأيك هذه هي النتائج..

التهامي ابريز [متابعاً]: هذه.. يا أخي هذه المعلومات سننشرها ومن أراد أن يعترض على القضاء فعليه أن يعترض، رئيس الفدرالية العامة لمسلمي فرنسا سيد محمد بشاري هو بنفسه يقول هذه المعلومات اليوم، الفدرالية فازت باثني عشر مقعدا وأرادت أن تسطو على سبع مقاعد للأحرار، فالأحرار لماذا لم يُحسبون؟ تقدمت لوائح ضمن لافتة اللا منتمون ولكن في الإحصاء لم يظهر ذلك، هذا غير صحيح لو كانت أرادت أن تكون ضمن لافتة معينة لفعلت ذلك نريد أن نعطي هذه الحقيقة.

محمد كريشان: على ذكر ذلك ربما هذا يدفعنا لسؤال السيد الحمداوي من الرباط، ما تفضل بذكره الآن من جدل حول النتائج ربما يُعيد إلى الأذهان بعض ما كتبته الصحف الفرنسية من أن ما يُطرح الآن في أوساط المسلمين هو خلاف حول المواقع وخلاف حول المصالح وليس هناك مشروع لمسلمي فرنسا، هل مثل هذا الجدل يؤكد مثل هذا الانطباع؟

"
لا يوجد صراع بين المعتدلين وغير المعتدلين بل كل المشاركين في هذه الانتخابات اختاروا العمل في إطار القوانين الفرنسية ومن ثَمَّ علينا أن ننظر إلى المستقبل
"
محمد الحمداوي

محمد الحمداوي- رئيس حركة التوحيد والإصلاح: طيب بسم الله الرحمن الرحيم أولا بالنسبة لهذه النتائج سواء كانت اثني عشر مقعدا أو تسعة عشر مقعدا فالمهم أن يكون هذه التعددية داخل المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية هذه النسبة المهمة للمشاركة ديال 85% من ممثلي المساجد، فهذه محطة يجب أن تلتقي فيها كل الفئات والهيئات المُمثَّلة في المجلس لكي تنتقل إلى مرحلة جديدة وتهتم باحتياجات المسلمين من فرنسا أكثر من هذه الصراعات اللي هي قد تكون على كل حال طبيعية أثناء الحملات الانتخابية، فبالنسبة لنا إحنا النتائج المعلنة والهيئات المكلفة بإعلان النتائج مهما كانت هذه النتائج فالحصيلة أن هناك أربع هيئات على الأقل مُمثَّلة في هذا المجلس عليها أن تتعاون فيما بينها وأن تستمع لحاجيات المسلمين في فرنسا وتتجاوز محطات هذه الإعلانات سواء في هذا الطرف أو ذاك، فكما قال الحاج التهامي أن ليس هناك صراع بين المعتدلين وغير المعتدلين بل كل المشاركين في هذه الانتخابات اختاروا خيار المشاركة، العمل في إطار قوانين البلد ألا وهو فرنسا ومن ثَمَّ لا داعي لكي ننتقل أو نناقش هذه النتائج، في هذا المستوى بل علينا أن ننتقل إلى المستقبل، ما هو شروع هذا المجلس اللي انتُخب حاليا؟ ما هي إجاباته لاحتياجات بتاع المسلمين لأنه قضى الولاية الأولى في مرحلة البناء والآن هذه ولاية ثانية، المسلمون في فرنسا ينتظرون إنجازات أكثر من..

محمد كريشان [مقاطعاً]: ولكن عفوا سيد الحمداوي يعني للتوضيح الذين شاركوا في التصويت هم مَن يوصفون بكبار الناخبين هم ممثلون لزهاء ألف ومائتين أو ألف وثلاثمائة مسجد وهؤلاء عددهم خمسة آلاف ومائتين وتسعة عشر، لهذا هناك حديث عن نسبة 85% من المشاركة، ألا يمكن اعتبار هذا التمثيل ربما تمثيلا مغشوشا لمسلمي فرنسا لأن هؤلاء فقط يعكسون مَن يرتادون المساجد، مَن يرتادون المؤسسات الإسلامية ولا يعكسون بالضرورة المزاج العام لكل مسلمي فرنسا؟ تفضل يا سيد الحمداوي.

محمد الحمداوي: أكيد ولكن الآن هذه التمثيلية لمَن يرتادون المساجد فهذه هي النتائج اللي أعطتها هذه التمثيلية، فتنظيم المسلمين أو على الأقل المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية الذي اعتمد في قوانينه على أن تكون هناك انتخابات بتمثيلية رواد المساجد فعلى هذا المستوى تمثيل المسلمين على هذا المستوى أعطى هذه التركيبة التي يجب أن تنطلق كما قلت إلى أعمال وإنجازات وربما لو كانت تمثيلية أوسع خارج المساجد يمكن أن نناقش آنذاك التركيبة لهذه الانتخابات ولكن الآن هذه الاختيارات.

محمد كريشان: نعم الحاج التهامي في باريس هناك بعض الكتابات قالت بأن الفائز في هذه الانتخابات هو الإسلام القنصلي نسبة إلى القنصليات، بمعنى القنصلية المغربية، القنصلية الجزائرية وليس الإسلام الفرنسي الذي تطمح إليه فرنسا، ما مدى دقة مثل هذا الوصف؟

التهامي ابريز: الإسلام الحقيقة ليس هذا الاستخلاصات والاستنتاجات ليست دقيقة لأن كما ذكرت لك وأنا لازلت أُلح على أن نسبة كبيرة من اللا مُنتمين أيضا عبرت عن إرادتها في هذه الانتخابات، نحن في مرحلة تحول، في تحول في وضع الإسلام في هذه البلاد، طبعاً كثير من البلدان لها اهتمام بجالياتها هنا وتحوُّل إلى أن يصير المسلمون مرتبطون ببلدهم فرنسا هذا سيأتي مع الزمن، اهتمام البلدان بجاليتهم هنا هذا شيء طبيعي ولكن الشيء غير الطبيعي أن يحصل ملاحقات ومضايقات لكل واحد له مسؤولية في مسجد من المساجد باعتبار أنه ينتمي إلى جنسية من الجنسيات أو إلى قنصلية من القنصليات.

محمد كريشان: نعم الحاج التهامي يعني إذا ما عُدنا إلى النتائج بعض النظر عن الأعداد التي تفضلت بذكرها، هناك حديث عن الفدرالية العامة وهي قريبة من المغرب، مسجد باريس وهو قريب من الجزائر، اتحاد المنظمات الإسلامية وحضرتكم منه يوصف بأنه قريب بشكل أو بآخر من الإخوان، هل يمكن اعتبار أن الإسلام الرسمي، إن صح التعبير، سواء كان مغربيا أو جزائريا والإسلام التقليدي بشكل عام وأنتم ربما قد توضعون في هذه الخانة هو الذي فاز بغض النظر عن عدد المقاعد؟

التهامي ابريز: يا أخي الفائز أعتقد كما ذكر الأستاذ الحمداوي هو نسبة المشاركة، الأمر الثاني أن في إرادة من طرف عدد كثير من المساجد بأن تُنظم أن يُمارس المسلمون هنا ديانتهم وأن يُنظموها ضمن قوانين هذه البلاد، المسلمون هنا كما هناك مسلمين في المغرب وفي الجزائر وفي المملكة العربية وفي إيران هناك أيضا مسلمون في فرنسا ينتمون إلى الديانة الإسلامية وينتمون إلى الهوية الوطنية القومية الفرنسية وربما كانوا في انتمائهم الأول إلى القومية الفرنسية قبل أن يكونوا منتمون إلى الديانة الإسلامية وهذا سيأتي مع الزمن وهناك بوادر لذلك.

محمد كريشان: نعم، شكرا لك السيد الحاج التهامي ابريز رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية، على كل فاصل قصير نواصل بعده مناقشة الشأن الإسلامي في فرنسا ونسأل عن المطلوب من الإسلام بصيغته الفرنسية.

[فاصل إعلاني]

استحقاقات الإسلام للاندماج مع المجتمع الفرنسي

محمد كريشان: أهلا بكم من جديد في ما وراء الخبر وموضوعنا هو الموقف الفرنسي من تداعيات انتخابات مجلس مسلمي فرنسا، على كل هذه الصورة الانتخابية التي تابعناها مع ضيفينا تنقلنا بالضرورة إلى قضية إدماج المسلمين في المجتمع الفرنسي، عديدة هي المؤشرات التي تؤكد أن هذا هو التحدي الأعمق وأعمق من أن يتوقف عند ضوابط المظهر كالحجاب مثلا فيما يلي إطلالة على استحقاقاته الأخرى.

[تقرير مسجل]

نبيل الريحاني: المسلمون في فرنسا أكبر الأقليات الدينية في الاتحاد الأوروبي ومن أكثرها عرضة لجدل النُخب الفكرية والسياسية تحت عنوان الاندماج في القيم العلمانية وفي النظام الجمهوري، فما العمل كي ينجح المسلمون في الاندماج في وطنهم الجديد فرنسا؟ هل يجب تأهيل الإسلام وأتباعه كي يعايش النظام الجمهوري العلماني الصارم؟ أم يجب على فرنسا أن تُغير من أسلوبها وتحاور مسلميها بعيدا عن الشروط المسبقة؟ مصاعب البحث عن الإجابة الصحيحة مرت بأطوار ساخنة. تكوين لجنة برنار ستاسي في الأول من شهر يوليو من سنة 2003 وإصدار قانون حظر الرموز الدينية ومنها الحجاب فتح الباب على مصراعيه للحديث عن مقولات الإسلام الفرنسي وعن الـ (Islam-phobia) في وقت بدأت فيه قضية مسلمي فرنسا ترفع حُجب الستر والصمت عن الأوجه الأخرى لمسألة الاندماج. البعض يُشير إلى أن الرموز الدينية ليست سوى الشجرة التي تحجب غابة مصاعب الاندماج الأخرى، بطالة وتهميش وتمييز عنصري كلها مظاهر تُذكِّر الدولة الفرنسية بواجباتها تجاه مسلميها بدلا من الاكتفاء بمطالبتهم بخلع الحجاب وحلق اللحى، فيما بدأت الأضواء تلتفت أكثر فأكثر إلى الأغلبية المسلمة الصامتة، تلك التي يقال إنها ليست بالملتزمة دينيا أو سياسيا حتى تُصنف لكنها تعيش في قلب معترك الاندماج، جيل جديد يبحث عمَن ينصت له وإلا اختار لنفسه إجابات تُفلت من كل التوقعات ومشاريع الاحتواء.

محمد كريشان: وبموضوع الاستحقاقات المطلوبة من مسلمي فرنسا على كلٍ نرحب بالسيد دحمان عبد الرحمن الأمين العام المكلف برنامج إدماج المسلمين في حزب اتحاد الحركة الشعبية الحاكم، التحق بنا الآن من باريس ومازال معنا من الرباط محمد الحمداوي رئيس حركة التوحيد والإصلاح والمتابع لأوضاع الجالية المسلمة في فرنسا، السيد دحمان في باريس ترحيب ساركوزي بنتائج الانتخابات والحديث عن الإسلام المعتدل الذي فاز إلى أي مدى سيساعد في ترتيب أوضاع المسلمين في فرنسا؟

"
ساركوزي كان يود أن تكون هذه الانتخابات في أجواء جيدة وباتفاق بين مختلف المسلمين ولكن للأسف رجال الدين كانوا غائبين عن هذه الانتخابات
"
دحمان عبد الرحمن

دحمان عبد الرحمن– مسؤول برنامج دمج المسلمين في المجتمع: إن السيد نيكولا ساركوزي رجل ذو قناعات وهو رجل يحب المجتمع الإسلامي والمجتمع العربي وهو يتمنى من كل قلبه أن يكون للإسلام النجاح والنجاح في تحقيق وحدة كاملة فيما يتعلق باندماجهم ومحافظتهم على هويتهم الثقافية ودينهم. إن السيد ساركوزي قدم وسهل على ممثليه الذين يقولون أنهم ممثلو الإسلام سَمَح لهم وسهل تجمعهم واتحادهم ولكن مع الأسف ما نلاحظه نحن هناك بوصفنا مسلمون أصلاء لا نخلط بين التجارة والسياسة بالدين أن الإسلام هو دين واحد وليس هناك من دين مغربي ودين آخر جزائري أو إسلامي ليس هناك سوى إسلام واحد. إذاً فإن المجتمع الإسلامي في كل في غالبيته العظمى غير راض وغير مقتنع بهذا التقسيم والتجزئة، إذ أنهم يريدون.. يقولوا أنهم مسلمون حقيقيون، مسلمون أصلانيون يؤمنون برسالة الإسلام وليسوا مسلمي هذا البلد أو ذاك. إننا نُعطي صورة سلبية عن ديننا بفعلنا هذا. إن الانتخابات التي جرت يوم أمس بالنتيجة فإن ساركوزي كان يود وبشكل واضح أن تكون هذه الانتخابات في أجواء جيدة وأن يكون هناك اتفاق بين مختلف المسلمين ولكن مع الأسف الممثلون الحقيقيون العارفون الديني ورجال الدين الحقيقيون غائبون كانوا غائبين عن هذه الانتخابات. وأعتقد أن نيكولا ساركوزي فعل ما في وسعه ولا يمكن أن نلومه على أي شيء لأننا في جميع الأحوال نحن كوصفنا جيل من الذين لا يودون أن يقدموا صورة سيئة للإسلام من الذين نحب الإسلام ونحن الذين نحب الإسلام إسلام أجدادنا والذين حافظنا على تاريخنا وأننا اليوم هذا الدين وهذا التاريخ يسمح لآلاف الشباب من الأطباء والمثقفين والمختصون في كل المجالات يسمح لهم..

محمد كريشان [مقاطعاً]: لكن اسمح لي سيد دحمان فقط بالمقاطعة أنت أشرت إلى رفض هذه التصنيفات الإسلام المغربي الإسلام الجزائري ولكن سيد ساركوزي نفسه أطلق في عام 2003 وصف الإسلام الفرنسي وقال نريد إسلاما فرنسيا وليس إسلام في فرنسا، سؤالي هل تركيبة المجلس الحالي تسهل مثل هذا الهدف؟

دحمان عبد الرحمن [متابعاً]: الحقيقة لا أعتقد أن ساركوزي تحدث عن إسلام فرنسي أو إسلام في فرنسا، إن أول شخص أو أي شخصية سياسية وضع مثل هذه الهيكلة هو جان بيير شوفينمو الذي كان وزيرا للداخلية والذي بدأ بوضع ما يسمى آنذاك الاستشارة وهذا كان هو حوار ولقاء بين مختلف الاتجاهات الدينية للتوصل إلى حال يسمح للمسلمين أن يكون لديهم مساجد لائقة وليس مساجد تشبه الكهوف وتكون لهم مقبرة خاصة وأن تكون لديهم اللحم الحلال وأن يحصلوا على هيكلة لمجتمعهم الإسلامي لكي يستطيعوا أن يعيشوا بكرامة حقيقية، لم نتحدث أبدا عن إسلام مغربي أو إسلام جزائري، فهل إن الإسلام يجب أن يمثله أشخاص إذ أن الإسلام يجب أن يمثله أشخاص أصلاء وهذا هو ليس الحال اليوم. أقول هذا بصراحة وكل إن هذا الأمر غير واقع اليوم لأنني أعلم أنكم قناة تليفزيونية محترمة ويستمع عليها ملايين المسلمين، اليوم يجب بشكل كامل أن ننظر إلى احتياجات مجتمعنا الإسلامي، أولا الحاجة إلى الإيمان وهذا شيء في القلب، إن الإيمان ليس أن يكون هناك مسجد كبير أو كاتدرائية كبيرة، إن الإيمان هو أولا أن نؤمن بالرسالة، رسالة رسولنا صلى الله عليه وسلم إذا ما أردنا أن نتقدم، إذاً ليس بهذا الاتجاه يجب أن نسير..

محمد كريشان [مقاطعاً]: ولهذا سيد دحمان اسمح لي أن أعود مرة أخرى للسيد الحمداوي في الرباط، سيد الحمداوي كثيرون يشيرون إلى الطبيعة السكانية لمسلمي فرنسا على أساس أنهم يختلفون عن الأتراك في ألمانيا أو عن الباكستانيين في بريطانيا هل هذه الطبيعة وأغلبهم من شمال إفريقيا والمغرب العربي تُسهل الانصهار الذي كان يتحدث عنه الآن سيد دحمان؟

محمد الحمداوي: طيب قضية الاندماج أو الإسلام الفرنسي هذا بطبيعة الحال شيء مطلوب لأن الإنسان حينما ينتقل إلى فرنسا ويصبح مواطن فرنسيا ويلتزم بدينه الإسلامي فعليه أن يلتزم بدينه في إطار القوانين المنظمة للبلد الذي يستضيفه، بل منهم من له الجنسية الفرنسية فليس هناك إشكال في الاندماج مع المحافظة على كل مقومات الالتزام ديال الدين، غير أن إشارة بسيطة لا أرى سلبية في هذا التعدد، فهذه مدارس فكرية شاركت في الانتخابات، بل خلينا نتكلم عن المغرب فالمغاربة موجودين في الفدرالية، موجدون في الاتحاد حتى في اللوائح بتاع المستقلين إذاً ليست المسألة المغاربة وغير المغاربة بل هي مدارس وتوجهات مختلفة شاركت في الانتخابات وكلُ حصل على نسبة معينة، المطلوب بالإضافة إلى ذلك الإسلام الفرنسي لا يمكن أن يكون إسلاما منغلقا على نفسه فقط في فرنسا ففي ظل الانفتاح والتواصل لابد أن ننفتح على الفعاليات الموجودة في العالم التي تمثل اتجاه الوسطية والاعتدال، فإذاً نعم للإسلام الفرنسي الذي يعمل في إطار القوانين الفرنسية ولكن لا يمكن أن نُحجِّر عليهم وتكون هناك قطيعة مع كل المفكرين والدعاة واحتل علماء من أي دولة كانت.

محمد كريشان: نعم سيد الحمداوي في نهاية البرنامج وباختصار شديد لو سمحت، كان الغرض الأساسي من إنشاء هذا المجلس في فرنسا ذُكر أنه كان لقطع الطريق على ما يُسمى الإسلام الأجنبي وربما بتفرعاته المتطرفة أو الوصولية، هل نجح إلى حد الآن في ذلك؟ باختصار لو سمحت.

محمد الحمداوي: الإسلام في فرنسا يكونوا أبناء فرنسا المسلمين اللي هناك فرنسا وهم اللي يفكروا في الحلول للإشكالات اللي كانت تُطرح للمسلمين في فرنسا هذا يمكن أن يساهم إسهاما حقيقيا في هذا الاتجاه.

محمد كريشان: نعم شكرا لك سيد الحمداوي، لو نستطيع العودة للسيد دحمان ولكن بكلمة فقط عن مدى تدخل وزارة الداخلية في عمل هذا المجلس.

دحمان عبد الرحمن: إن الدستور الفرنسي يمنع الدولة ويمنع الدولة من التدخل في شؤون الدين والاهتمام بالدين، إن الدولة الفرنسية ليس لها دين ولا تمول أي دين مهما كان ولا أرى بأي طريقة يمكن التدخل في شؤون الدين وفقط الدين الإسلامي وإنني أسمع أنه يقال أنه يجب أن يجب السيطرة عليه أو إدارته من قِبل المسلمون الفرنسيين أنفسهم أنني أقول كلا..

محمد كريشان: نعم، شكرا لك سيد دحمان عبد الرحمن وشكرا للسيد الحمداوي من الرباط، بهذا نصل إلى نهاية هذه الحلقة غدا بإذن الله لقاء جديد في أمان الله.