أعمال الشغب بالضواحي الباريسية
– معاناة المهاجرين وكيفية التعبير عن الغضب
– سياسة الدمج القسري ومصداقية العدالة الفرنسية
فيصل القاسم: أهلا بكم، نحاول في هذه الحلقة التعرف على ما وراء أعمال الشغب التي تجتاح ضواحي العاصمة الفرنسية باريس ومدنا أخرى وفشْل باريس في تطويق الأزمة وسط تباين في رؤى أركان الحكومة حيلها. ونطرح أسئلة ثلاثة.. هل يُمثل ما تشهده فرنسا أحداث شغب منظَّمة أم عفوية ومَن يقف وراءها؟ لماذا تعجز باريس عن احتواء الأزمة وهل لذلك صلة بالحسابات السياسية الفردية؟ وهل فشلت سياسة الإدماج التي انتهجتها باريس طوال عقود؟
موْت مهاجريْن إفريقيين بالصعقة الكهربائية هربا من دورية شرطة في فرنسا أشعل النيران في الضواحي الباريسية لليلة الثامنة على التوالي، القضية تجاوزت المشهد العادي في حياة المدن وضواحيها ووضعت النموذج الفرنسي للإدماج والاندماج في الميزان، لكن وزير الداخلية الطامح لأن يصبح رئيسا للجمهورية الفرنسية في الانتخابات المقبلة يرى أن أوباشا قاموا بأعمال شغب ويجب بالتالي إعادة النظام بالطريقة القوية لكن ثماني ليلا من النيران أظهرت أن القضية أعمق.
[تقرير مسجل]
عبد القادر دعميش: الليلة الثامنة في الضاحية الباريسية ذكّرت مواطني الجمهورية الفرنسية المنحدرين من أصول مهاجرة بدهر من الغربة وبرد سياسي وتاريخ من صراع صعب البدايات والنهايات. الليلة الثامنة في ضاحية باريس كانت الأكبر تدمير الحريق يملأ المكان، فمَن الذين يُشعل وما الذي يتوجب على سلطات الجمهورية إطفاؤه؟ وزير الداخلية نيكولاس ساركوزي المنحدر هو نفسه من أصل غير فرنسي والذي كان قد وصف الشبان وسكان الضواحي المنحدرين من أصول مهاجرة بالحثالة والأوباش يرى أن العملية منظمة وتوعد بإخماد ما يراه شغبا بالطريقة الغليظة، أي الحل الأمني، لما يعتبره آخرون نيران يأس عشش طويلا في الغيتوهات تعيش على هامش عاصمة النور باريس التي تجمع بين التنظيم والعفوية. أبناء المهاجرين ونظريا هم مواطنون فرنسيون كما تقول قوانين الجمهورية يسهل التعرف عليهم من عاداتهم وسلوكهم وعباداتهم، يسهل التعرف عليهم أكثر لأنهم من دون عمل عموما، يتسكعون ويسكنون في أحياء فقيرة، يومياتهم تبدأ بقهوة وخبز وعراك عائلي ورحلة بحث عن عمل عادة ما تكون خائبة. وإذا أتاحت التفاسير لحظات تفكير فإنهم يستفهمون عن قدرهم وهويتهم. فرنسيون أم لا ليسوا فرنسيين؟ أم وطن في بلد الحرية والأخوة والمساواة تبدو كأنها تكرست بشكل مشوهة، إذ يسهل العمل في الجيش ويصعب الارتقاء في الوظيفة المدنية إن وجدت. مرض ما زال في فرنسا العنصرية، كأن بعض فرنسا ضد بعضها الآخر، فإلى أي رصيف رست سفينة النموذج الفرنسي في الإدماج؟ لا يختلف أطراف اللعبة النارية الفرنسية في وصف بأن الخطير الذي وعدت السلطات بوضع خطة طوارئ لمعالجته ولكن المعارضة ترى أن الخطة الموعودة ليست سوى ركم آخر والواجب هو معالجة عميقة لتراكمات طويلة. فرنسا ومع هذه الأحداث بدت كبلد الانسجام المفقود والنموذج الفاشل لسياسة الإدماج والاندماج، انسجام مفقود أيضا بين رمزي الحكومة رئيسها دومينيك دو فيلبان ووزير داخليته نيكولاس ساركوزي وراءه الطموح لرئاسة الجمهورية عام 2007، فهل يعتلي ساركوزي كرسي الإليزيه بعد الصعقة الكهربائية الناتجة عن تيه مهاجريْن إفريقيين هربا من الأوطان الأصلية ومن دورية الشرطة الوطن الموعود؟ وهل ستزول جدار الـ (Apartheid) الاجتماعي والعرقي من قارة جدار برلين؟ وهل فقدت القارة العجوز من خلال فرنسا كل حنان حضارتها؟
معاناة المهاجرين وكيفية التعبير عن الغضب
فيصل القاسم: ومعنا في هذه الحلقة من باريس عبد الرحمن دحمان الأمين العام لحزب الاتحاد من أجل الحركة الشعبية المشارك في الحكومة الفرنسية والدكتور هيثم مناع الناطق باسم اللجنة العربية لحقوق الإنسان وسينضم إلينا من دبي توفيق المثلوثي مدير إذاعة البحر المتوسط ومؤسس حزب فرنسا متعددة الثقافات. ولو بدأت مع السيد دحمان من فرنسا، سيد دحمان كيف ترد على الذين يقولون إن هذه الأحداث كانت ستحدث في واقع الأمر عاجلا أم أجلا بعد أن أصبحت تلك الضواحي التي بُنيت عقب الحرب العالمية الثانية لإسكان العمال الوافدين وعائلاتهم تحولت إلى مناطق معزولة ينتعش فيها الفقر والبطالة والجريمة؟
عبد الرحمن دحمان- الأمين العام لحزب اتحاد الحركة الشعبية: الحقيقة إنه من ناحية ليس لدينا أي علاقة بتمرد مجموعة من الشباب على نظام لم نضعه نحن، إنهم يقومون بأعمال رجال عصابات أو حرب عصابات الآن ومَن يعرف المكان نجد أنه في الأيام الثلاثة الماضية قاموا هؤلاء الشباب بأعمال شغب ضد قوات الأمن والشرطة بشكل، إن هذه الضواحي موجودة منذ أكثر من ثلاثين سنة وإننا الآن في موقف أزمة اقتصادية وهناك بطالة سائدة كما أن هناك موقف ووضع هشاشة بالنسبة لسكاني المناطق هذه أمر نعترف به وإن الحكومة الحالية تحاول أن تفعل شيئا إزاء ذلك لكل فرنسا بخطة لإصلاح الموقف، الموقف السيئ في هذه الضواحي الفقيرة. ولكن هل أن هذا الوضع والموقف هل يمكن أن نقبل أنه مجموعة من المشاغبين أو الأوباش يقومون بكسر وسرق السيارات والمحلات التي تخص أشخاص أبرياء؟ وهل نقبل أن يقومون بمثل هذه الأعمال المخجلة؟ وأن هذا الموقف.. ثم أن هذا الموقف سيؤدي إلى توجيه التهمة إلى المسلمين في فرنسا، قبل قليل كنت في الأستوديو هنا وسمعت من يقول أحد الاشتراكيين من الحزب الاشتراكي يقول ربما هناك خلف هذه التحركات والأعمال بعض الإسلاميين، إذاً تشاهدون إن بذلك لنحذر المسلمين في فرنسا من هذا الموقف وأن لا يقعوا في هذا الفخ لأننا استطعنا أن نندمج في هذا المجتمع وأننا لسنا الكثير في اليسار واليمين وبما أن هناك وزير داخلية هو من ناحية يتمنى أن يعيش هؤلاء المسلمون بكرامتهم وأن تكون لديهم مساجد يؤمونها بحرية وأن لا يكونوا كبش فداء للأزمة الاقتصادية في مثل هذا الوقت نجد هناك من يحاول أن يضع في هذا المكان الذي يعيش فيه هؤلاء المجاهدين نجد من يحاولون الإساءة إلى الشرطة ليحاولون تحقيق الأمن لمن يسكن وأن هناك..
فيصل القاسم [مقاطعاً]: طيب سيد دحمان بس السؤال المطروح سيد دحمان، لكن السؤال المطروح لماذا تبدو ملكيا أكثر من الملك؟ وضع المهاجرين العرب والأفارقة.. دقيقة واحدة أحد المهاجرين يقول بالحرف الواحد يعني أحد المهاجرين في فرنسا يقول إنك تغرق عندما تكون مهاجرا فإنك تغرق في قدراتك.. اسمعني تغرق في قدراتك؟
عبد الرحمن دحمان: إنني أقول أن رئيس الجمهورية والوزير هما موقع انتقاد بالنسبة لي عندما يخطؤون ولكن أن أدافع عن مجتمع أصبح هامشيا وعندما تتحرك الضواحي تقوم بأي شيء فإن التهم تتوجه للعرب وللمسلمين والهجوم وأنا لا أريد أن أقع في مثل هذا التطرف، من غير الطبيعي أن نجد في مدن مثل هذه المدن نسمح بها بحرق السيارات والسماح ببيع المخدرات والقيام بكل الموبقات والأشياء..
فيصل القاسم: أشكرك جزيل الشكر سيد دحمان، كي نوزع الوقت بالتساوي أشكرك، هيثم مناع في باريس أيضا يعني السيد دحمان يصور لنا الوضع يعني نسي كل مآسي ومصائب هؤلاء الذين يعيشون في الـ (Ghettoes) في أوضاع إنسانية رديئة للغاية، تناسها تماما وبدأ يركز على موضوع الإرهاب والمسلمين وإلى ما هنالك، هل هي قضية مسلمين إرهابيين أم قضية دولة عنصرية تتعامل مع هؤلاء الفقراء بطريقة لا تختلف كثيرا عن الـ (Apartheid) في جنوب إفريقيا؟
هيثم مناع- الناطق باسم اللجنة العربية لحقوق الإنسان: أنا بالحقيقة أشعر بالأسف مما سمعته من جاري لأن ما يحدث هو وسيلة التعبير الوحيدة اليوم بالنسبة للمهاجرين للتعبير عن معاناة ثلاث عقود زمنية سبقت ولادة الشبيبة التي تنزل إلى الشارع بلا أمل بلا عمل، نحن أمام وضعيه لا سابقة لها في فرنسا، منذ ثلاث سنوات نحاول بالحل الأمني وزيادة عدد رجال بوليس ومعداتهم حل مشكلة معقدة اجتماعية ثقافية وسياسية وليس فقط مجرد وجود بعض أشخاص يبيعون الحشيش أو بعض أشخاص يخرجون عن القانون، نحن أمام وضعية أوصلت الناس إلى اليأس الكامل من أية احتمال لاندماجهم في المجتمع الفرنسي بشكل كريم، أي بشكل يعطيهم الحد الأدنى للمواطنة. هناك فقط معاملة معهم بكلمات جارحة بكلمات مؤذية صحيفة مثل اليوم تقول (Le ras-le-bol) أي كفى للشبيبة، هذا توجيه عنصري ضد الشباب لا يمكن أن تحاسب عليه، وزير الداخلية يستعمل ألفاظا جارحة بحق الشبيبة الصغيرة التي لم تبلغ سن الرشد ولا يحاسب عليها، إن كان فعلا يحترم نفسه وحكومته عليه إما أن يستقيل أو يعتذر على الأقل نحن أمام وضع لا سابق له، الحريق يأتي من وزارة الداخلية التي من المفترض أن تصدر الأمن وبالتالي لابد من إصلاح الوضع عبر استقالة وإبعاد هذا الشخص لأنه بالفعل أصبح خطيرا ليس فقط على الجالية المسلمة والسوداء في فرنسا وإنما أيضا على الاستقرار والأمن في هذا البلد.
فيصل القاسم: طيب سيد دحمان سمعت كلام هيثم مناع يعني هو يعني يتعجب، يتعجب من أنك تبدو ملكيا أكثر من الملك.. يا أخي خليني أسألك بس.. خليني أسألك دافع عن الفرنسيين بالطريقة التي تريد بس خليني أسألك، سيد دحمان الكثيرون يتساءلون ويعزون كل هذه الأزمة إلى أنه الشعارات الفرنسية الشهيرة مثل يعني المساواة والإخاء والعدل هي للاستهلاك الخارجي والضحك على الذقون وأنه هذه الأقلية لم تُعطَ أبدا الفرصة للاندماج الصحي والفعلي في المجتمع الفرنسي، لذلك بقيت معزولة وهاهي تنفجر الآن بالغضب وعيب على وزير الداخلية كما قال مناع أن يتلفظ بهذه العبارات العنصرية.
عبد الرحمن دحمان: اسمعني.. اسمعوا يا رجال، هل لديكم أي فكرة ولو تقريبية عن عدد كبار الموظفين من أصول عربية مغربية من المغرب العربي؟ هناك أكثر من 12 ألف طبيب من جميع الدول العربية يقومون بإدارة المستشفيات في فرنسا إذا كان الأطباء الإثنى عشر ألف من كل الاختصاصات موجودون هنا وهناك أساتذة في الجامعة والمدارس إذا صحيح هناك نوع من الهشاشة هناك نوع من الضعف وعدم العدالة والظلم، صحيح هناك نوع من بعض العنصرية في المجتمع ولكن في أي مجتمع ليس هناك مثل هذه الظواهر، لكن هناك مجتمع آخر يقوم بالالتزام سياسيا ويدافع بدفاعه عن حقوقه ولا يحرق السيارات، أنا شخص أحترم القانون وأدافع عن الأبرياء مهما كانوا، أنا ناضلت طويلا لأننا في عام 1938 سرنا تظاهرات ضد الفاشية وضد الظلم والآن نجد أن بعض الأصدقاء ناضلنا معهم من أجل كرامة المسلمين نجدهم اليوم يهاجمونني. ولكن اليوم لن أسمح بالقول أن الوزير سمح للمسلمين يكون لديهم مساجد جيدة وأنها مسألة العقوبة المزدوجة لنسمع بعض الديماغوجيين في اليسار ومناطق أخرى يقومون بتشويه سمعته لأنه يقول الحقيقة ويقول أنه قال.. ويقولون أن مجتمعنا أصبح هامشيا، صحيح نحن نعاني من العنصرية ولكن علينا أن نلتزم سياسيا ونناضل سياسيا من هنا أو هناك بأي حزب كان لكي نقول إننا نعيش بالتصويت وبالانتخاب ويجب أن نسجل أسمائنا في القوائم الانتخابية ويجب أن نقول كلمة لا أنا لا أتفق ولكن لا يجوز أن نكسر محلات ولا يجوز أن نبيع المخدرات ولا يجوز أن نحرق السيارات أن هذا يجب لا نسمح به لشبابنا..
فيصل القاسم [مقاطعاً]: جميل جدا سيد دحمان الفكرة وصلت سيد دحمان جميل سيد دحمان، هيثم مناع يعني ألا تعتقد أن هناك طريقة أخرى للتعبير عن الغضب والاحتجاج غير كما قال السيد دحمان غير اللجوء إلى هذه الأعمال يعني المزعجة كثيرا حرق السيارات وحرق المحلات والتهجم إلى ما هنالك؟ ألا تعتقد أن ذلك سيزيد من وضع أو من سوء وضع الجالية العربية في فرنسا وسيعطى المبرر للأحزاب لحزب لوبان والجبهة الوطنية وغيرهم كي يتمادوا في ضغوطهم على هذه الجالية؟
هيثم مناع: أيوه لا.. لا لم أسمع.
فيصل القاسم: هيثم..
هيثم مناع: لم أسمع السؤال..
فيصل القاسم: السؤال ببساطة أليس هناك من طريقة أخرى للتعبير عن الاحتجاج والمظالم غير تلك التي لجاء إليها هؤلاء المتظاهرون في ضواحي باريس بحرق السيارات والمكاتب والمحلات إلى ما هنالك ألن يزيد ذلك من وضعهم سوء خاصة في عيون الذين يطالبون بترحيلهم كلوبان وغيره؟
" |
هيثم مناع: التكسير هو الوسيلة الوحيدة التي تبقت لهؤلاء الشباب الذين أبعدوا ونبذوا من المنظومة بأكلمها، فهُم مبعدين عن الإعلام مبعدين عن العمل، 50% من الشباب منهم من يحمل الدكتوراه ومنهم من خرج قبل البكالوريا لا يجد عملا بسبب سحنته السمراء أو السوداء، هؤلاء اليوم أنا لا أتكلم بلغة ديماغوجية أنا أتكلم بخطاب كل منظمات حقوق الإنسان في فرنسا والمنظمات الإقليمية والدولية في هذا البلد، كلنا اليوم متفقين على فشل كامل للسياسة الحكومية ولابد من تغيير هذه السياسة، إذا استمرت هذه السياسة فنحن نحرق في ضواحي المدن الكبرى في فرنسا لأن هؤلاء الشباب لديهم اليوم وسيلة وحيدة للتعبير عن إمكانياتهم عن ثقافتهم عن هويتهم هي التكسير لم نترك لهم شيئا آخر، لابد من تغيير هذه السياسة وإذا لم تتغير فبالتأكيد سيعودون إلى هذا الأسلوب لأنهم لا يملكون وسيلة أخرى التكسير هو الحجارة التي يتسلح بها الفلسطيني لانتفاضته هنا ليس لديهم وسائل للمشاركة في الوسائل الشرعية لدولة القانون لذا أداروا ظهرهم لدولة القانون على هذه الدولة أن تعود إليهم وأن تعتبرهم مواطنين كاملي المواطنة لكي حقيقة وفعلا نستطيع أن نكسبهم من أجل السلام الأهلي للجميع.
فيصل القاسم: سيد دحمان لم يبقَ أمام هؤلاء الشبان إلا اللجوء إلى التكسير وهذه انتفاضة يعني انتفاضة شرعية بكل معنى الكلمة حسبما يقول السيد يعني مناع.
عبد الرحمن دحمان: أن هذا الزهق وهذا الاحتجاج قد يكون اجتماعي وقد يكون اقتصادي، أن هناك أحزاب سياسية لدينا نستطيع عن طريقها.. فئة أحزاب معارضة سواء كانت أحزاب اشتراكية أو أحزاب شيوعية للمطالبة بالحقوق ولتقديم قضيتنا ولكن ليس بالخروج إلى الشارع وبتكسير السيارات بالنهاية ولكي يتهموننا بأننا برابرة وأننا لا نفهم شيئا، أن هذا الأسلوب يجعل أن هناك مصورين يأتون يصورون ويقولون انظروا هؤلاء العرب هكذا يتصرفون وأنهم وبحيث هناك من يقول أن العرب بطبيعتهم بفطرتهم يميلون إلى العنف وبالتالي لا يمكن أن نحلم بخلق أية شيء جيد لهؤلاء. ويبدون يقولون أن هذه الضواحي أصبحت محلات غيتوهات للمجرمين كلا أننا نود نقول كلا أن العربي والمسلم يمكن يكون سياسي ويمكن يكون قدوة جيدة ويجب أن نُثقف لأن التثقيف بالنسبة للأباء والأمهات اليوم إذا ما خرجنا عن صور هذه الصور لحرق السيارات لقد التقيت بعوائل قالوا لي أن هذا الأمر غير مقبول.
فيصل القاسم: سيد دحمان الوقت يداهمنا دعني أسألك سؤال بسيط وأريد جواب سريع لو تكرمت أنت تقول هناك وسائل وإلى ما هنالك من هذا الكلام، لكن السيد مناع قال لك بالحرف الواحد إن هؤلاء معزولون إعلاميا واجتماعيا وسياسيا وثقافيا وكل ذلك يعني ليس لديهم حتى أي وسيلة لأن يعبروا فيها عن مظالمهم أنت تريد يعني تتحدث كما لو أنه كل شيء متاح أمامهم ليس هناك من شيء متاح أمامهم باختصار؟
عبد الرحمن دحمان: انتبهوا علي انتبهوا.. أمامكم الآن زميلكم ولديه راديو يمكن أن يسمع عن طريقه كل.. هناك إذاعات (كلمة بلغة أجنبية) هناك عدة محطات تليفزيون عدة محطات إذاعة متاحة للعرب والمسلمين ولدينا صحفنا، إذاً نستطيع أن نناضل، نستطيع أن ننظم أنفسنا. أنا لا أؤمن بالعنف أنا في ثقافتي الإسلامية ثقافتي المغربية تجعلني رجلا حكيم أعرف أدافع عن نفسي بطريقة حضارية أنا لا أدعو الشباب أن يخرجوا للشوارع للتكسير بل أدعوهم لينظموا أنفسهم وأن يقدموا مطالبهم بطريقة سياسية اليوم قدمنا أسوء صورة لمجتمعنا.
فيصل القاسم [مقاطعاُ]: طيب قلت هذا الكلام سيد دحمان قلت هذا الكلام..
عبد الرحمن دحمان [متابعاً]: إذا لابد يكون هناك نظام هذا كله يعني النظام السياسي للاندماج لم ينجح والآن علينا أن نقدم خطط أن نقدم خططا سياسية للاندماج ولكي نقدم قضيتنا قضية هذه الضواحي.
سياسة الدمج القسري ومصداقية العدالة الفرنسية
فيصل القاسم: أشكرك جزيل الشكر وينضم إلينا عبر الهاتف من دبي السيد توفيق المثلوثي، سيد المثلوثي تعقيبا على كلام السيد دحمان يعني انتهى بالحديث على موضوع الدمج القسري سياسة الدمج القسري للمهاجرين في المجتمع الفرنسي هل تعتقد أن هذه السياسة يعني فشلت فشلا ذريعا ويجب أن يُعاد النظر فيها أو استبدالها؟
" |
توفيق المثلوثي- مدير إذاعة البحر المتوسط- دبي: فعلا مساء الخير أول شيء أنا كنت أتمنى ألا أسمع النعت بالأوباش على شبابنا الفرنسي المسلم من طرف مسؤول مثل السيد عبد الرحمن دحمان وخاصة وأنه من مستشاري السيد ساركوزي وربما هذا يفسر ذاك وأنه من المؤسف جدا لأنه من أحد المسؤولين المسلمين في فرنسا وأن المفروض هو أن يدافع عن حقوق المسلمين ولا عن حقوق ساركوزي الذي لا يطمح إلا للرئاسة. وسياسة الدمج هذه سياسة خاطئة وكاذبة ونفاق كبير من الحكومات الفرنسية على تتاليها منذ أكثر من ثلاثين سنة فلا الاشتراكيين ولا اليمن أرادوا أن يحلوا المشكلة الحقيقية، فنحن اليوم أمام ثورة اجتماعية ترفض انعدام المساواة، ترفض العنصرية في العمل والمسكن والشارع وفي كل مكان، ترفض ما آل إليه أبناء المهاجرين وما يجب التأكيد عليه هو أنه هؤلاء الشباب ليسوا عرب بمعنى أنهم من دول عربية، هم نتاج المجتمع الفرنسي وعلى الحكومة الفرنسية والجمهورية الفرنسية الاعتراف بهم ودمجهم وإعطائهم فرص العمل وفرص العدالة والمساواة فالسياسيون الفرنسيون يتبجحون بكلمة حرية عدالة مساواة فأين هي المساواة وأين هي العدالة في فرنسا اليوم؟ فنحن نرى وأنه شبابنا زُجَّ به في هذا الطريق المسدود وهو اليوم ليس أمامه بالرغم من أننا نندد بعمل العنف كما أنني أندد بمن يستعمل كلمة شغب ومشاغبين لأن هذه ثورة وأزمة هوية في فرنسا، ففرنسا اليوم تجابه أزمة قوية جدا والسؤال المطروح اليوم إلى جانب مشاكل العنصرية هو ما هي هوية فرنسا؟ فرنسا هل هي اليوم دول يهومسيحية أم هي دولة إبراهيمية فيها الديانات الثلاثة على وجه العدالة وفيها اعتراف بالثقافات المختلفة الموجودة في فرنسا؟
فيصل القاسم: طيب جميل جدا هيثم مناع في باريس أحد يعني أحد رجال الشرطة الفرنسية وصف الأحداث الجارية الآن في ضواحي باريس بالحرب الأهلية هل تعتقد أنه بالغ أم أن الوضع يعني ليس بعيدا عن هذا الكلام خاصة وأن هناك حوالي أربعة ملايين عربي أو مسلم في فرنسا؟
هيثم مناع: الحرب الأهلية لم تكن في يوم من الأيام موضوع الأقليات، ما يحدث في فرنسا اليوم خطير جدا وخطير على الأمن العام وخطير على مستقبل الجالية المهاجرة بأكملها. ولكن هذا الخطر لم تكن هذه الجالية هي السبب الأول فيه، ربما كان هناك بعض الشطحات التي لا تذكر أمام سياسة أمنية منهجية اتبعتها الحكومة منذ خمس سنوات ضمن استعمال هؤلاء كرهائن في عام 2000 أصدر المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان في فرنسا وهو منظمة شبه حكومية تقرير يقول فيه..
فيصل القاسم: طيب نعتذر عن هذا الانقطاع وأتوجه.. أعود في واقع الأمر إلى توفيق المثلوثي في دبي سيد المثلوثي يعني إذا باختصار البرنامج عاقب على الانتهاء باختصار موضوع الدمج القسري نحن نعلم أنها كما تحدثنا قبل قليل بأنها سياسة فرنسية قديمة تختلف حتى عن سياسات بريطانيا التي تقوم على الانفتاح وعلى الجاليات وإلى ما هنالك طيب يعني كيف يمكن أن نفهم هذه السياسة؟ من جهة تريد أن تدمج المهاجرين في المجتمع الفرنسي ومن جهة أخرى تضعهم في غيتوهات معزولة وتحرمهم من أبسط حقوقهم؟
توفيق المثلوثي: هذا هو السؤال الذي لم نجد له حلا والذي أوصلنا إلى ما نحن عليه الآن في فرنسا من حالة عنف متواصل. وأنا أسكن في هذه المناطق وخاصة في مدينة أولنيه التي حدث فيها كل هذا الشغب وكل هذا العنف، فعندما يصل الإنسان إلى انعدام الأمل ويفقد الأمل في أي مجتمع في أي مشروع شخصي أو في مشروع حياتي فلا يجد أمامه إلا هذا التعبير العنيف، المسؤولية.. مسؤولية الحكومة الفرنسية قديمة جدا لكن لو سمحت أستاذ فيصل..
فيصل القاسم [مقاطعاً]: باختصار لو سمحت
توفيق المثلوثي [متابعاً]: أريد أن ألفت الانتباه إلى كلمة بعجالة من المفروض نحن أن لا نستعمل كلمة انتفاضة الأهواز لأنها كلمة قد دُبر لها منذ أكثر من سنتين ونصف من طرف بعض الجمعيات الصهيونية التي تريد أن تبين الشباب المسلم بفرنسا وكأنه شباب وأطفال الحجارة يعني مبني على العنف وعلى الحقد وهذا خطة وهذه خطة قديمة وهناك كثير من يتلاعبون بما يحدث اليوم في فرنسا.
فيصل القاسم: أشكر جزيل الشكر، كان بودي أعطيك الوقت لكن انتهت حلقة اليوم من برنامج ما وراء الخبر بإمكانكم المساهمة في اختيار مواضيع الحلقات القادمة وننتظر تعليقاتكم ومقترحاتكم على عنوان برنامجنا الإلكتروني indepth@aljazeera.net، غدا إن شاء الله قراءة جديدة في ما وراء خبر جديد إلى اللقاء.