عرب أمريكا اللاتينية - ضائع في كوستاريكا ( صورة عامة )
عرب أمريكا اللاتينية

كوستاريكا.. ضياع الهوية

تتناول الحلقة موضوع الهجرة إلى كوستاريكا وضياع الهوية فيها. وتستضيف عربيا هاجر مع عائلته طفلا لا يتجاوز السنتين لكنه عاش الاغتراب وضياع الهوية.

– الهجرة إلى كوستاريكا.. النشأة والإقامة
– بين الأردن وكوستاريكا

– دور الجالية العربية في كوستاريكا


إيهاب فؤاد محمد عاقلة- فلسطيني مقيم في كوستاريكا: لقد أتيت هنا إلى كوستاريكا من بنما لكي أرى كيف هي الأحوال الآن، كنت في بنما لكي أحاول النهوض من جديد لأن المرة الأخيرة التي خرجت فيها من هنا ضاع مني كل شيء حتى اسمي بسبب مشكلة الماضي التي سأرويها لكم الآن وابني هو أول الأشياء التي أرغب في رؤيتها، فقد مرت ثماني سنوات طويلة دون أن أراه، كيف حاله الآن؟ هل هو في المدرسة؟ أهو على قيد الحياة؟ لا أعرف أي شيء، أريد أن أرى الفندق الذي كنت أمتلكه، أريد أن أرى أصدقائي، حتى أعدائي أريد أن أراهم، لقد ضيعت الكثير من السنوات من حياتي واكتشفت أن الحياة لا تساوي شيئاً.

الهجرة إلى كوستاريكا.. النشأة والإقامة

إيهاب فؤاد محمد عاقلة: اسمي في الإسلام هو إيهاب فؤاد محمد عاقلة وقد ولدت في القدس عام 1966 في الـ 30 من أبريل/ نيسان قبل حرب الأيام الستة، والدي وُلد في بوليفيا، فقد انتقلوا من فلسطين إلى بوليفيا كي يستقروا ثم ذهبنا إلى أميركا اللاتينية أو أميركا الجنوبية في عام 1968 ولست أدري ماذا كان الدافع الحقيقي بالنسبة لعائلتي، لكنهم أخبروني أنه كي لا أواجه مشاكل مستقبلية أو تعقيداً في أفكاري أو حياتي وحتى لا أكون أجنبياً فيما يتعلق بالثقافة والدين قرروا أن يترجموا اسمي الإسلامي إلى المعنى الكاثوليكي، ففي الإسلام اسم إيهاب يعني وحي الله الذي يأتي من السماء وهذا ما قالوه لي، أما في الكتاب المقدس فإن وحي الله هو غابرييل أو غبريل وقد عمدوني في الكنيسة الكاثوليكية حينما كان عمري سنتين باسم غابرييل إيهاب إسماعيل عاقلة صيام وكان ذلك اسم عائلتي في بوليفيا متضمناً لقب والدتي ولكن اسمي الأصلي هو إيهاب فؤاد محمد عاقلة، أتحدث العديد من اللغات، أتكلم الإنجليزية والإسبانية بطلاقة وأتحدث العربية قليلاً ولا أجيدها، كذلك أتكلم لغات محلية كالكيتشية والامارا والغوارانية، لقد كنت دائم العمل في مجال السياحة، كنت أساعد السائحين لكي أكسب ما يساعدني على شراء مزاجي.. المخدرات، بدأت أواجه المشاكل في حياتي منذ أول يوم لي في المدرسة، فلم أكن أعرف أي كلمة إسبانية وكنت أتحدث العربية فقط وعندما أخذوا يسألونني ويتحدثون معي بالإسبانية لم أفهم كلمة مما كانوا يقولونه ولاحظوا هذا واتصلوا بوالدي في أول يوم لي في المدرسة وطردوني لفترة سنة كاملة بسبب عدم معرفتي اللغة الإسبانية وبالتالي لم يستطيعوا أن يعلموني شيئاً أو أن يفهموني وفي السنة التالية عندما رجعت للمدرسة خضت تجربة سيئة للغاية، ففي كل سنة كنت أرى أصدقائي في الصف الذي يسبقني ولم يكن تقبل هذا سهلاً، حينما طردوني من المدرسة تعاقدت أسرتي مع إحدى المربيات لكي تتحدث معي طوال عام بأكلمه باللغة الإسبانية فقط وفي تلك اللحظة شعرت أن هناك شيئاً ما غير صحيح قد حدث في حياتي وقد شعرت بالرفض لكل ما هو عربي، لأنه كان بالنسبة لي السبب في عدم استمراري في الدراسة محاطاً بالأصدقاء، كرست نفسي لطريقة العيش اللاتينية أو طريقة العيش الأميركية ولم أحاول لمرة واحدة على الأقل أن أفهم حياتي كعربي، في عام 1991 ذهبت إلى كوستاريكا وفي عام 1993 ذهبت إلى الأردن وهناك علمت أن والدي سيدخل المستشفى لأنه كان يعاني من الألم وتبين أنه مصاب بسرطان القولون وكان يجب أن يخضع لعملية جراحية في الولايات المتحدة، لذلك سافر إلى عمّان في الأردن وذهب إلى مستشفى عاقلة وعندما وصلت قال لي عمي الطبيب.. تعال يا إيهاب فأنا أريد أن أتحدث إليك، ما حدث هو أن الجراحة لم تكن ناجحة وسيعيش والدك يومين فقط، فاذهب إلى الغرفة لأنه سيفيق في أية دقيقة من تأثير المخدر الذي أعطوه إياه قبل إجراء العملية الجراحية وأسأله ما الذي لم يفعله في حياته وأراد أن يفعله لتفعله أنت كي يرتاح بسلام وعندما دخلت فتح والدي عينيه وقال لي.. إيهاب.. وبسرعة أصبح فرحاً، لم يمتلك أحد الشجاعة ليخبره أن العملية الجراحية كانت فاشلة ولا أنا أخبرته وقلت لنفسي إذا كان سيموت فليمت دون قلق وبقيت بجانبه لمدة ثلاثة أشهر في غرفته وكنت أصلي كل يوم لله كي يموت أبي حتى لا يتألم أكثر وعندما توفي كان بين يدي ولم أكن عالماً بالإسلام آنذاك ولكن بعد هذا بدأت أقتني كتباً باللغة الإسبانية وبالإنجليزية تشرح الإسلام، فقد كنت لا أستطيع المطالعة باللغة العربية وحفظت الفاتحة لأول مرة في حياتي، كان هذا.. لقد قمت بما لم أعتقد أن بإمكاني القيام به.

مشاركة أولى: ما هو الإجراء الذي تريد إنجازه؟

إيهاب فؤاد محمد عاقلة: أريد أن أستخرج جواز سفر.

مشاركة أولى: وهل هذه هي المرة الأولى؟

إيهاب فؤاد محمد عاقلة: لا ولكنني فقدته وقدمت طلباً لاستخراج آخر.

مشاركة أولى: وقد تم التصديق عليه أليس كذلك؟

إيهاب فؤاد محمد عاقلة: نعم.

مشاركة أولى: وهي المرة الأولى أليس كذلك؟

إيهاب فؤاد محمد عاقلة: لا هذه هي المرة الثالثة.

مشاركة أولى: أه، لأنها للتجديد، لاستخراج وثيقة أخرى لأنك قد فقدتها، طلب تجديد الوثيقة، طيب جيد، هذه الصورة صورتك؟ منذ متى؟

إيهاب فؤاد محمد عاقلة: منذ أن أتيت هنا، أه منذ وقت طويل.

مشاركة أولى: طبعاً يظهر التغير، السنوات تمر أليس كذلك؟

بين الأردن وكوستاريكا

إيهاب فؤاد محمد عاقلة: رجعت إلى كوستاريكا وبدأت العمل في مجال السياحة، توقفت عن العبث واللهو وبدأت أصبح أكثر التزاماً وبدأت أصلي خمس مرات يومياً وكنت أتلو الفاتحة فحسب، لكنني بدأت أصلي قبل شروق الشمس وبعد شروق الشمس وعند وقت الغداء وقبل المغيب وبعد المغيب وحتى اليوم لست أعرف جدول الصلوات الأصلي ولكن الله يتقبل كل شيء وعملت موظفاً في فندق وبعد سنتين من العمل كمساعد هناك وفرت حوالي ثلاثمائة ألف دولار من الإكراميات لأن راتبي كان ضئيلاً وبعد ذلك اشتريت الفندق وأصبحت مالكه وتحسنت الأمور جداً وكنت أفكر دوماً بذكرى والدي، فقد كنت أريد أن أعوضه، ثم ذهبت إلى الحانة ويا ليتني لم أفعل ورأيت في فتاة ما شيئاً لم أشاهده من قبل في حياتي، شيئاً صعقني تماماً وذهبت إليها وسألتها.. ما أسمك؟ فقالت.. سنثيا وسألتها كم عمرك؟ فقالت.. عمري 18 سنة، فقلت لها أغلقي عينيك فهناك بعض الأوساخ عليهما وفعلت هذا، فقمت بتقبيلها في فمها مباشرة، سرقت قبلة منها، تزوجتها وكان فندقي ناجحاً جداً ثم رزقت بطفل وكان هذا أجمل شيء في حياتي وقد ورث ابني شامة والدي هنا ووُلد في اليوم ذاته الذي وُلد والدي فيه وأسميته باسم والدي وكان وجهي أول شيء شاهده عندما ولد وكان آخر ما شاهده والدي كما قلت قبل موته، فقد مات بين يدي، كان وجهي وقد شاهدته عندما أغلقت عينيه وعندما اختفى بؤبؤيه، فعندما يموت المرء يختفي بؤبؤاه، ذاك الجزء البني اللون وعندما فتح ولدي عينيه لأول مرة وشاهدني شعرت وكأن والدي رجع للحياة وقد اعتنيت بالطفل جيداًً خلال السنوات الثلاثة الأولى من حياته ولكن كل ما يرتفع لابد وأن يهوي لاحقاً، يوماً ما كسبت الكثير من المال لأني قمت ببيع المنزل على الشاطئ وقد كان يفترض أن يستغرق الأمر سبعة أيام لكنه أستغرق ثلاثة أيام ورجعت وفتحت باب غرفة النوم الخاصة بي ورميت أوراقاً نقدية من فئة المائة دولار في كل مكان وكانت تلك عمولتي التي كسبتها من العمل في تجارة العقارات ورميت المال في كل مكان من الغرفة وكنت أنوي أن أقول لزوجتي.. غداً أنا وأنت وأبننا سنذهب إلى جزيرة سان آندريس في الكاريبي، لكن عندما فتحت الباب شاهدتها تخونني وكدت أقتلها وسجنت لمدة 11 شهراً بسبب محاولة القتل، ثم خرجت ومنذ ذاك الحين لم أشاهد ابني حتى اليوم، عمري اليوم 39 عاماً، عندما خرجت من السجن بدأت أخسر جميع ممتلكاتي واحداً تلو الآخر، أولاً ثيابي التي تملأ الحقائب التي أخاطها لي والدي حسب مقاسي وقد اختفت جميع الثياب دون أن أتمتع بها أو أرتديها، فهم إما سرقوها أو رموها كي لا يتحمل أحد مسؤولية أغراض شخص آخر، ثم بدأت أذهب إلى أشخاص عرب أثرياء جداً في كوستاريكا وأقترض المال مقابل رهن عقاراتي وعندما كنت أخرج إلى الشوارع أو في الفندق كنت أفكر بأن ابني الآن مع خاله أو أمه ولن يتذكر والده الحقيقي، لقد قمت بالكثير من الأشياء الجنونية والعقلانية التي خطرت لي لاستعادة ولدي ولكن في الوقت ذاته بدأت بتعاطي المخدرات وشيئاً فشيئاً ولكي أتمكن من دخول المنطقة الحمراء حيث تباع المخدرات في ذاك الجزء من المدينة اضطررت إلى التعامل مع مائتين شخص من المدمنين الذين يختبؤون في عتمة الأرصفة بانتظار مَن يأتي ليهاجموه ولكي أدخل هناك وأخرج، لم تكن هناك من مشكلة، فقد كان بإمكاني إعطاء الجميع أوراقاً نقدية من فئة الخمسة أو العشرة دولارات، كنت أذهب هناك وأشتري مخدرات بقيمة مائتين دولاراً كل يوم وأخرج وقد فعلت هذا لمدة ستة أشهر وقد أعطيتهم أكثر مما كنت أدخنه من المخدرات، فقد دخنت ما قيمته ثمانمائة ألف دولار من المخدرات خلال ستة سنوات، في داخلي شعرت أني خسرت كل شيء ولم يتبق لي شيء آخر في الحياة ولم يكن لدي أي أمل ولكن بخلاف هذا شعرت أنه ليس هناك أعباء أحملها من الماضي، فأمامي يكمن مستقبلي أما الماضي فقد انتهى وكنت أقوم بمساعدة الناس في المنطقة الحمراء وهي السوق المركزية، السوق الأساسية التي تخرج البضائع منها إلى المدنية وجميع مواقف الباصات التي تأخذ السياح إلى مقاصدهم على الشواطئ والبراكين والغابات المطرية وكان العمل فيها مستمراً خلال الـ 24 ساعة يومياً، كان هناك عمل على مدار اليوم سواء في السوق ليلاً أو في الثالثة صباحاً في مواقف الباصات حيث يصل الناس دون معرفة ما يفعلونه للوصول إلى فندق أو شراء بطاقة باص ولكن عندما يكسب المرء دولاراً فإنه ينفق دولارين عندما يدخن المخدرات وعشت على هذه الحال مدة ثمانية سنوات وأنا أتعاطى المخدرات خلالها باستمرار وقد أقلعت عنها مرتين عندما جاءت أمي من الولايات المتحدة لتأخذني من هناك وبحجة الإجازة ذهبت إلى الأردن وحالما وصلت هناك حاصرني شخصين ضخمين وحقناني في ذراعي وغبت عن الوعي وعندما استيقظت وجدت نفسي في غرفة في مستشفى لإعادة التأهيل، في مستشفى الرشيد في عمّان في الأردن وبقيت هناك لمدة ثلاثة سنوات وكنت أقدم المال للناس أي الأطباء وكانوا يقولون لي.. ستخرج الأسبوع القادم، منذ أول أسبوع دخلت به المستشفى كانوا يقولون ستخرج الأسبوع القادم وقد كانت أمي هي التي وضعتني هناك وفي ذاك الجزء من العالم فإن الشخص الذي يدخلك المستشفى هو الوحيد الذي يخرجك منه وقد رجعت إلى الولايات المتحدة في اليوم التالي من دخولي إلى المستشفى وقد ظننت أنها في الأردن وقد كانت تتصل بي لكنها لم تخبرني البتة أنها خارج البلاد ومرة هربت من المستشفى كما في الأفلام، فقد اختبأت بين الملابس القذرة، كان هناك حاوية كبيرة للملابس القذرة وقد رموني وكدت أكسر ظهري ولكن عندما لم أسمع أحداً يتحدث فتحت الحاوية وكان هناك باب يؤدي إلى الشارع وخرجت وأنا أرتدي ملابس النوم واستقليت سيارة أجرة وذهبت إلى مستشفى عمي، مستشفى عقلة.. وذهبت هناك وقلت له إني أريد التحدث مع والدتي فقد تكون في القدس واتصلوا بعدة أفراد من عائلتها وخالاتي وقالوا لنا إن والدتي مريم ليست هنا، بل رجعت إلى الولايات المتحدة، فاتصلت بها هناك وكاد يغمى عليها عندما عرفت بما حدث وأقمت في غرفة في مستشفى عمي وسمعت صوت قرع على الباب فقلت لهم.. لم أطلب شيئاً وفتحت الباب وكان هناك ثمانية أشخاص من المستشفى الآخر وأرغموني على ارتداء سترة الاحتجاز وأعادوني إلى هناك، تلقيت عقوبة ولم أستطع الخروج من غرفتي وجعلوني أتناول المزيد من الحبوب والفاليوم كي أنام وكان الأمر جنونياً، صباح الخير، سؤال من فضلك، هل السيدة ليليان موجودة؟

مشاركة ثانية: ليست موجودة.

إيهاب فؤاد محمد عاقلة: سينثيا؟

مشاركة ثانية: ليست موجودة كذلك.

إيهاب فؤاد محمد عاقلة: ألا تعرفينني؟ أنا والد جبريل، هل تعرفين أين ابني؟

مشاركة ثانية: لا.

إيهاب فؤاد محمد عاقلة: هل لديك صور له؟

مشاركة ثانية: لا.

إيهاب فؤاد محمد عاقلة: في أي مدرسة يدرس؟ تعال هنا أتعرف جبريل؟

مشارك أول: مَن هو جبريل؟

إيهاب فؤاد محمد عاقلة: جبريل تلميذ في هذه المدرسة.

مشارك أول: لا.

"
بعد سبع سنوات من تدخين المخدرات وبعد هروبي من الأردن دخلت كوستاريكا مرة أخرى، وقد انتهى الجزء الأسوأ من حياتي بفضل صديق عربي يدعى صالح
"

إيهاب فؤاد محمد عاقلة: لديه علامة جميلة كبيرة هنا، يعيش هنا، يدرس هنا.. جبريل، ذات يوم عندما سافرت أمي لم أحتمل المزيد من ذلك الوضع وقد كنت مشتاقاً جداً إلى كوستاريكا من أجل ابني والمخدرات، طلبت شاحنة كبيرة وطلبت منهم أخذ كل شيء وحتى طبق استقبال بث الأقمار الصناعية وتركت لها غرفة النوم وحسب ومجوهراتها والسرير والخزانة، أما غرفة المعيشة والأريكة وأدوات المطبخ وكل شيء آخر فقد أخذوه وقد أريتهم الفواتير والتي تبلغ 32 ألف دولار وطلبت منهم 12 ألفاً وقد كانوا يتجادلون معي لشراء تلك الأشياء، ثم رجعت إلى كوبا ودخلت كوستاريكا ثانية وكادت أمي تجن عندما عرفت أنني عدت إلى هنا، ذات مرة في كوستاريكا بعد ستة أو سبعة سنوات من تدخين المخدرات وبعد هروبي من الأردن كنت في الشارع وجاء مدمنان وكان معي بعض المال فأرادوا سرقته وضعته في جيبي ودافعت عن نفسي وامسكني أحدهم من يدي وجعلني أستدير وضربني الآخر بسكين هنا وهنا وكانت السكين بهذا السُمْك ولم أستطع أن أتنفس وشعرت بوخز في قلبي فقد كان قلبي ينبض هكذا وكنت أشعر بألم شديد جداً وعندما رفعت قميصي خرج الدم هكذا من هنا، طلب مني الجميع أن أستلقي على الأرض ولكنني شعرت بالدماء في حلقي وقد كانت رئتي قد ثقبت وكان الدم يدخل رئتي والمشكلة هي أني نهضت وطلبوا الإسعاف وجاءت الشرطة ولم يأخذني أحد للمستشفى وكنت أبتعد مسافة شارعين عن المستشفى، فسرت بالاستناد على الجدران ولم يرغب أحد بمساعدتي فقد ظنوا أني مجرم وأني أستحق هذا ويوجد هذه الندبة أيضاً وقد طعنوني بينما كنت ما أزال أسير إلى المستشفى كي لا أصل إليها وقد فعل هذا المدمنان ذاتهما ولكن عندما وصلت سألوني عن اسمي وقد كان الأطباء في المستشفى لأجل حالة طوارئ أخرى وشاهدوني قادماً فوضعوني هناك، في أعماقي ظننت أنها ستكون آخر كلمات أقولها ولم أقل اسمي البتة وتلوت الفاتحة {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ (2) الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ (7)} أمين الله أكبر وفقدت الوعي، الشيء الوحيد الذي أفعله الآن هو محاولة الوقوف ثانية على قدمي وقد انتهى الجزء الأسوأ ويرجع الفضل لصديق عربي يدعي صالح النسوان وهو فلسطيني يعيش في بنما وقد أخرجني من الشارع وجعلني أقيم في منزله وأعطاني كل شيء عدا زوجته، كل شيء، فقد ذهب إلى كولون حيث يشتري البضائع وترك لي مفاتيح منزله وسيارته وكل شيء داخل منزله وخزانته، إنه محترم جداً في بنما والجميع يقدرونه والشيء الوحيد الذي ساعدني لأعيش حياة جيدة من جديد هو دخول صالح النسوان إلى حياتي.

[موجز الأنباء]

دور الجالية العربية في كوستاريكا

صالح النسوان- فلسطيني مقيم في بنما: أنا بأعيش في بنما، صار لي 15 سنة عايش في بنما، جئت السنة اللي فاتت في الـ 2004 جئت في شهر واحد، اشتريت محل هون في العاصمة في كوستاريكا، فتحت المحل في 26/1 وكنا قاعدين في المحل.. كنت أنا وشاب أسمه ناصر أبو دكة من سوريا اللي تعرفتوا عليه وكنا في المحل، بس أنا كنت أتنقل ما بين بنما وكوستاريكا.. يعني ما كنتش دائم الإقامة هون في بنما.. في كوستاريكا، الإقامة تبعتي كانت أزود في بنما من كوستاريكا، بس كنت أتنقل أروح وأرجع، أروح على بنما وأرجع على كوستاريكا، فيوم من الأيام رجعت لهون بيقول لي ناصر فيه شاب عربي بيتعاطى مخدرات وماشي في الشوارع وبينام في الشوارع وبينام على الكراتين وبينام على الأرض، قلت له مش معقول، قال لي آه، شاب من عندكم من فلسطين، قلت له (Ok) بدي أشوف هذا الشاب، استنينا يوم أو يومين صرنا ندور عليه، لأن مش سهل أن نلاقيه لأنه كان ينام في الشارع يقعد ثلاث أيام أو أربع أيام وهو نائم، ثلاثة أيام.. يعني بلياليها يكون نائم ولما يصحى يقعد أسبوع كامل صاحي، بس يدخن مخدرات والمخدرات لا بتخليه ينام ولا بتخليه يأكل، بس دوّرنا عليه ودينا الشغيلة اللي عندنا في المحل يدوروا عليه، كلهم بيعرفوه الشغيلة وديناهم يدوروا عليه لحد ما لقيوه وجابوه عندنا على محلنا، فلما جاء عندي على المحل تعرفت عليه، دخل جوه على المحل بيقول لي أنت من وين؟ قلت له أنا فلسطيني وأنت من وين؟ قال لي يا زلمة وأنا من القدس يا زلمة، أنا قدسي 100% ولما قال لي أنا قدسي 100% وجع قلبي.

مشارك ثان: اللي أعرفه عن الأخ إيهاب دخل لعندنا على المحل فمن طبيعة العرب أنه رمى السلام، السلام عليكم، قلت له وعليكم السلام، قال لي أني بيحكي عربي، أهلاً وسهلاً تفضل شو بتريد؟ قال لي أعطني ألف ليرة.. ألف دولار، قلت له مين حضرتك؟ فحكى لي بعض القصة تبعه، كان دائماً.. بأغلب الأحيان أشوفه نائم بالشارع بالطريق مثله مثل أي إنسان مدمن مخدرات له شكل غريب، أكواعه وسخين، منظر بشع، اللحية طويلة، أحياناً ينام أكثر من 24 ساعة متواصلة بالطريق، فطبعاً أنا الشيء هذا بالنسبة لي شيء محزن وشيء بيعز علينا أن إنسان عربي منا وفينا.. من دمنا أنه يكون بالأسلوب هذا أو بالوضع هذا، شيء مؤسف.. صراحة شيء مؤسف، شيء محزن، منظره حزين، في أغلب الأحيان أنه العربي الوحيد اللي موجود بكوستاريكا اللي ماشي بالاتجاه هذا، العربي الوحيد، حتى الشعب نفسه يقول أول مرة إحنا نشوف واحد عربي ماشي بالطريق، ليش.. شو السبب؟ ليش ما بتساعدوه؟ كان إيهاب نفسه دائماً يقول لي لما بتحكي مع صالح قول له خليه يأخذني على بنما، أنا بدي أطلع من الجو اللي عايش فيه، أنا تعبان، نفسياً تعبان بدي أطلع، بحاجة إلى ناس يساعدوني، يصلحوني، فدائماً الشكر لله تعالى والشكر للأخ صالح بالبداية ولشباب الجالية العربية الموجودين بكوستاريكا أو ببنما اللي لهم الفضل الكبير بتصليح إيهاب.

مشارك ثالث: فيه صديق لي من البلد هاي عنده محل جنب محلي فبأحكي أنا وياه فبالصدفة فبيقول لي فيه واحد صاحبنا عربي هون أسمه إيهاب، قلت له أنا والله ما بأعرفه، جاب.. قال لي.. وحكى لي حتى أنه أسمه جبريل مش إيهاب فتعرفت عليه وسلمت عليه وحكى لي قصته، بتتذكر؟ بس برضه سمعت عنه مرة أنه جاءت والدته وحاولت تساعده وساعدته بس هو.. يعني طلع من الخط اللي هو فيه لكن رد رجع مرة ثانية.

صالح النسوان: يعني لما حاولنا نضبطه هون في كوستاريكا هو نفسه طلب مني.. قال لي بدي تأخذني على بنما، أنت بتأخذني على بنما أو على أي مكان ثاني في العالم، بدي تطلعني من البيئة اللي أنا موجود فيها، قلت له بأخذك على بنما وهناك في بنما كمان بيساعدوك، ما حد راح يقصر معك في بنما، بس بشرط إذا أنت بترجع وعملت زي ما أنت بتعمل هون، هناك برضه بيتلقاك الموت ما حد بيعرف فيك وبأتركك هناك وخليك في بنما، قال لي خلاص أنا موافق، قلت له (Ok) بآخذك معي.

مشارك ثان: إيهاب ما كنش عنده علم إنه أمه بعتت مبلغ مصاري إنه نساعد إيهاب بهم بشرط إنه ما يعرف، لأنه إذا بيعرف إنه في من أمه مصاري بده يصرفهم كلهم على المخدرات، فكان دائماً نحن كلنا.. نحن والأخ صالح إنه يطلب عشرة نعطيه اثنين، يطلب عشرين نعطيه خمسة، علشان ما يحس إنه في عنده مصاري ولكن طبعاً نحن محبة إنه نغير الأسلوب اللي فيه ونغير الاتجاه اللي فيه.

صالح النسوان: من أول يوم أخذته إلى هناك لبنما عايش عندنا في البيت أول 15 يوم أو عشرين يوم كانوا صعبين كتير ما أنكرش.. يعني غلبني شوية أول عشرين يوم، لأنه كان يحلم في الليل كتير، كان يصيح.

مشارك ثان: إيهاب اللي جبته من أربع شهور جاء لكوستاريكا بوضع غير مقبول، فالآن شاب ما شاء الله، طبعاً الشكر دائماً لله عز وجل وللأخ صالح وللجالية العربية الموجودة بكوستاريكا وببنما.

صالح النسوان: (Ok) هذه جوازات السفر اللي كانت مرهونة هاي هي مضبوط؟

إيهاب فؤاد محمد عاقلة: أيوه..

صالح النسوان: كل جوازاتك صارت معنا، هذه بتسهل لنا الأمور علشان نطلع أوراقك في بنما، نضبط كل شيء ونجدد ها الجوازات كلها منتهية، ها الجواز منتهي وهذا منتهي، كله منتهي، هاي الجوازات اللي كانت مرهونة في المطعم مضبوط؟

إيهاب فؤاد محمد عاقلة: نعم.

صالح النسوان: عند المرأة هاي، قديش كنت أنت معطيها مصاري.. قديش كانت معطياك مصاري لما رهنتهم؟

إيهاب فؤاد محمد عاقلة: شو قبضت أنا مش كل.. أعطيت أنا ثمانين.. مائة دولار.

صالح النسوان: (Ok) أنا أعطيتها مائة وعشرة دولارات، أعطيتها مائة وخمسين ألف كولون علشان ترجع لي إياهم.. يعني تقريبا مائة..

إيهاب فؤاد محمد عاقلة: أيوه حلال عليها.

صالح النسوان: تقريباً مائة وعشر دولارات.. يعني علشان ترجع لي إياهم.

إيهاب فؤاد محمد عاقلة: إنه شخص أعرفه منذ وقت طويل وفي إحدى المرات حدثت مشكلة بيننا وتم حجزنا معاً في زنزانة الحجز بقسم الشرطة، حيث يقومون بالقبض عليك لاستجوابك ويفعلون ذلك ثلاث مرات في اليوم ونفس الضابط الذي يعتقلك يعود ويعتقلك مرة أخرى وثالثة ويحققون معك لمدة أربع ساعات أو خمس ثم يتركونك تخرج للشارع مرة أخرى لكي تنام وذات يوم كنت قد دخنت المخدرات وخلدت إلى النوم، فجاء هو إلى هنا واستولى على المال الذي كان معي وأخذ أدواتي التي أتعاطى بها المخدرات وهنا كان جواز سفري البوليفى والذي كان آخر جواز سفر تعطيه لي السفارة وقد حدثت لي بسببه مشكلة كبيرة، خرجنا من الحجز للمرة الثانية وعندما خرجنا سألته أين جواز سفري؟ وتعاركنا معاً وجاءت الشرطة واعتقلتنا مجدداً وفي النهاية خرجنا، ما حدث أنني كنت قد أخذت من السفارة حوالي 14 جواز سفر، كنت أقوم بنفسي ببيع الكثير منها لأناس من جنسيات شرقية كالصينيين ولأشخاص من بلاد شيوعية وكانوا يدفعون الكثير من المال من أجل الحصول على أي جواز سفر يعطيهم الفرصة للخروج من بلدهم، قمت ببيع جوازات سفري الأولى بخمسمائة دولار للواحد وقد بعت في المرة الأخيرة ثلاثة منها مقابل ستين دولاراً للواحد وقد قمت ببيعها لعميل واحد وهو رجل صيني يمتلك مطعماً صينياً قام بتصدير الجوازات إلى بلده وهناك يقومون بتغيير الصور ويضعون صورهم ويخرجون من بلادهم بأسماء أخرى وهذا الشخص هو الذي سرق جواز سفر كان لي.. خلاص.

صالح النسوان: الجوازات هاي اللي موجودة كانت عند الست هاي كانوا ثلاث جوازات بس، هو مطلّع بس جوازات سفر من بوليفيا.. من السفارة البوليفية مطلع 14 جواز سفر، بس جوازات السفر البوليفية، فيه.. زائد جوازات سفر عربية من دول عربية، فيه جوازات سفر من بلدان ثانية كمان ولكن بلش كل البلدان العربية أو الدول العربية، كل هاي الجوازات كان بايعها.. يعني كان يطلع الجواز ويبيعه سواء كان من دولة عربية أو من بوليفيا أو من أي دولة ثانية، لأنه كان عنده عدة جنسيات، أربع أو خمس جنسيات فيه عنده وكل هذه الجوازات كان يبيعها، بس من سفارة بوليفيا طلع 14 جواز وباعهم جميعهم، فتصور قديش فيه جوازات من دول ثانية عربية أو لاتينية.. من أميركا اللاتينية، أنا بأتصور بيجوز باع له ثلاثين جواز سفر اللي باعهم وكل هذه المصاري راح فيها طبعاً على المخدرات.

إيهاب فؤاد محمد عاقلة: أه.. يا إلهي.. هذا هو المتنزه المركزي الموجود في منطقة سان خوسيه وهو يسمى متنزه لامرسيد وأتذكر حالي عندما كنت في الشارع أعيش كهؤلاء الناس هنا وهنا حيث كنت أدخن الحشيش والماريغوانا وكنت أعيش من السياحة، فعندما كنت أجد السائحين كنت أساعدهم وأرشدهم لكي أحصل منهم على بعض المال وكانوا يطلبون مني مخدرات، فكنت أشتريها لهم بنصف النقود واحتفظ بالنصف الآخر لي وكنت هكذا أحصل على المخدر مجاناً وأشعر بالسعادة وكانوا يعطونني البقشيش أيضاً وهكذا كنت أحصل على المال، هذه المنطقة مليئة بمدمني الخمور والمخدرات والدعارة لأنها أكثر المناطق اكتظاظاً بهذا النوع من الناس وفي الواقع أنا أشعر بالأسف حين أفكر في ذلك الآن، فأنا من ناحية سعيد بما وصلت إليه ولكن يؤلمني ما يعانيه هؤلاء الأشخاص هنا، إنهم بشر مثلي تماماً والآن وبعد أن تجاوزت ظروفي السيئة وأصبحت شخصاً أفضل أتمنى أن أستطيع تقديم يد المساعدة لهؤلاء الأشخاص، فالقانون بدلاً من أن يساعدهم أو يعاونهم يقوم بدفعهم في الهوة أعمق فأعمق.. إهدأ يا صديقي.. يقوم بدفعهم في الهوة أعمق فأعمق، في كوستاريكا هناك العديد من الأشخاص المهشمين والمنسيين حيث يتم الاعتداء عليهم وحبسهم في الزنازين مع أناس أسوأ حالاً منهم وأشرس وفي النهاية يخرجون أسوأ مما كانوا، يا له من يوم طويل لقد استيقظت في مزاج جيد وذهبت لتناول الإفطار مع صالح وكان يريدني أن أفتتح محلاً هنا في سان خوسيه ولكنني كنت أكثر اهتماماً بحالة ابني الآن جبريل، ذهبت إلى منزل أسرة زوجتي في منطقة مونتي كلارو تيكاليندا، ركبت سيارة أجرة، بالكاد استطعت التعرف على المنزل وكان المنزل قد تدهور كثيراً عن الحال التي كان عليها ولم يتعرف عليّ أحد من الجيران لأنني في المرات الأخيرة التي ذهبت فيها إلى هناك كنت مرهقاً من قلة النوم، تسلقت السقف وعبرت إلى الفناء الخلفي للمنزل في غابة مليئة بالنباتات والثعابين وكنت متعباً للغاية، تسلقت سقف المنزل فقط لأتمكن من تقبيل ابني، حينما رآني روبيرتو أخو زوجتي سألني.. ماذا تفعل هنا؟ فقلت له.. لقد أتيت لأرى ابني، فقال لي.. هل لديك تصريح بهذا؟ فقلت له.. إنني لا أحتاج تصريحاً لأنني والد الطفل، فقال لي أنه سيقوم بإبلاغ الشرطة وقد وصلت الشرطة وطلبوا مني أوراقي ولم تكن معي ولم يقبضوا علي ولكنهم حققوا معي ولكن عندما حققوا معي ووجدوا أن لي ملفاً وأن جميع أوراقي سليمة لم يتحفظوا عليّ وأثناء وجود الشرطة قام روبرتو بالاتصال بوالدته ليليان جدة ابني وطلب مني العودة إلى المنزل مرة أخرى الساعة السادسة لكي أتحدث معها وخلال تلك الساعات الخمس التي كنت أنتظر فيها موعد الزيارة ذهبت إلى الحي القديم الذي كنت أملك فيه فندقاً فيما مضى ولكن للأسف وجدت أن كل شيء قد تغير، لقد تدهورت حالته وأصبح مليئاً بالبيوت المشبوهة والمبنى الذي كان فيه الفندق قد تغير تماماً ولم أجد الناس الذين كنت أعرفهم وفي ذلك الوقت أخذت أفكر في كل لحظات الفشل المتتالية التي مررت بها، لقد ذهبت إلى الطبيب ولم يصدق أنني قد تركت المخدرات، فقلت له قم بعمل تحليل دم لي أو تحليل بول لكي تتأكد من العينة وبالفعل أخذ مني العينة وكنت هناك غارقاً في العرق متعباً لأن جسدي كان ما يزال متأثراً بتعاطي المخدرات وانتظرنا هناك لمدة ساعتين وقد سررت جداً عندما تسلمنا النتيجة وقالوا لي أن التحاليل سلبية أي أنه لم يعد لدي شيء من المخدرات في الدم وأنا أقوم بعمل التحليل كل شهر لكي أثبت للجميع أنني قد تركت المخدرات، عندما وصلت إلى الشارع الذي فيه المنزل وجدت حوالي 17 شخصاً ينتظرونني وعندما رأوني خرجوا جميعاً وكانوا يريدون الاعتداء علي بالضرب ولكنني قمت بتحيتهم والتحدث معهم، كانت سينثيا موجودة وكلهم عدا ابني وليلى وسيلفيا، كانوا يشربون جميعاً إلى حد الثمالة تقريباً وكان في نيتهم أن يهجموا عليّ، تدريجياً بدأت أحدثهم بأنني أريد أن أرى ابني، لا أريد انتزاع الطفل، جئت فقط لرؤيته ولي الحق في رؤيته ولكنهم منعوني من رؤيته ودعوني للجوء إلى القانون، الشيء الوحيد الذي أطلبه من الله هو أن ينعم ابني بالصحة في حياته وأن يسامحني ولا يلومني أو يلوم والدته لما حدث له وحلمي هو أن أبني جامعاً في سان خوزيه كوستاريكا يحمل اسمه بالكامل حتى يمر عليه يوماً ما ويرى اسمه على هذا الجامع وحينذاك سيدرك أنها رسالة مني، سأترك له كل ممتلكاتي، أملاك أبي التي أصبحت لي.. كل شيء سيصبح له، هو إعادة تجسيد لأبي، اقطعوا رجاء، على كل حال أنا أحمد الله كثيراً على فترة الشهور الثمانية الأخيرة التي تغيرت حياتي فيها تماماً وقد حصلت أخيراً على وثيقة سفر بوليفية وهو إثبات الشخصية الوحيد الذي أستطيع أن أسافر بموجبه بعد أن ضيعت كل جوازات سفري السابقة وهو موضوع لا أريد العودة إليه، لقد حضرت أمي عيد ميلادي في أبريل/ نيسان الماضي في عام 2005 لكي تكون بجواري في عيد ميلادي التاسع والثلاثين الذي كان في الشهر الماضي وهو أفضل عيد ميلاد مررت به طوال حياتي، فقد كنت بجانب الإنسانة الوحيدة التي تحبني بصدق وهي أمي.