
ماذا تمثل معركة صرواح في الصراع اليمني؟
تواصل قوات الشرعية اليمنية تقدمها في مديرية صرواح غربي مأرب، وهو إنجاز عسكري لافت يؤمّن مأرب بشكل كلي، ويقطع خطوط إمدادات الحوثيين التي تأتيهم عبر صنعاء.
هذا التطور الميداني ترافق مع دعوة مجلس الأمن أطراف النزاع في اليمن إلى استئناف المشاورات فوراً ومن دون شروط مسبقة.
في الشق الميداني، قال رئيس دائرة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني اليمني محسن خصروف إن قوات الحوثيين في هذه المنطقة تحولت إلى جيوب محاصرة، وليس أمامها إلا أن تستسلم أو تقاتل حتى الموت.
وأضاف لحلقة (9/9/2016) من برنامج "الواقع العربي"، أن صرواح تتاخم محافظة صنعاء من جهة خولان شرق العاصمة، وستشكل محورا جديدا وستغطي ظهر جبهة نهم وتؤمن محافظة مأرب من خلال سلسلة جبال هيلان.
الحزام القبلي
ومع تقدم قوات الشرعية باتجاه محافظة صنعاء، يدور الحديث عن الحزام القبلي لمديرية صرواح. وهنا قال المحلل السياسي اليمني البراء شيبان إن الحوثيين وقوات صالح ركزوا جهدهم على إسقاط هذه المناطق لضمان ولائها، وأضاف أن القبائل براغماتية ولا تقاتل حتى النهاية، بل دفاعا عن مناطقها.
ومضى يقول إنه لدى دخول الحوثيين طلبت القبائل منهم أن لا يكون هناك اقتتال واسع في مناطقهم والشيء ذاته هو ما ستطلبه من الحكومة الشرعية.
واستبعد شيبان أن تقتحم قوات الشرعية العاصمة صنعاء رغم أهميتها كونها مركز الانقلاب، بل ستلتجئ إلى تحالفات قبلية وضمان الحزام القبلي المحيط بها.
من ناحيته قال خصروف إن قبائل خولان كما سمحت للحوثيين بالعبور إلى مأرب فإنها ستعلن أن طريق العبور مسموح استخدامه من قبل الشرعية، كما أن قبيلة بني ظبيان "الشديدة البأس" رفضت أن يشق طريق من أرضها للالتفاف على الشرعية في مأرب.
اقتحام صنعاء
أما اقتحام صنعاء، فقال إن دخول صنعاء سيكون للضرورة القصوى إذا لم تحدث الاستجابة بولاء الحزام القبلي، لافتا إلى أن قبائل الطوق عانت من المليشيات وغياب الدولة وشدة الغلاء ولا "نتوقع منها إلا الولاء للشرعية".
وحول الضغوط الدولية للعودة لمفاوضات لم تثمر شيئا، قال خصروف إنه يتوقع إعلان الانقلابيين موافقتهم على مفاوضات جديدة من أجل التقاط أنفاسهم لخوض حرب جديدة، كما برعوا في إفشال المفاوضات الخمس السابقة، مؤكدا أن الدول الكبرى "تفرمل" تقدم الشرعية العسكري.
شيبان بدوره رأى أن المجتمع الدولي يتعامل ببراغماتية مع سلطة الأمر الواقع، مضيفا أنه بعد قرار 2216 لن يكون هناك قرار جديد من مجلس الأمن، وهو القرار الذي أعطى للحكومة الشرعية والتحالف العربي الحق في حسم المعركة عسكريا، حسب قوله.
وعليه -يضيف شيبان- فإن مجلس الأمن يريد ضمان حليف قوي على الأرض بإمكانه التعامل معه إذا ما سقط الحوثيين وصالح، مختتما بأن المعركة تطول لأنها بين الشرعية ودولة عميقة يقودها صالح الذي تمثل المعركة له مسألة حياة أو موت.
وقد أجرت الجزيرة على صفحتها في موقع تويتر استفتاء بشأن الوضع في اليمن، وطرحت السؤال التالي: كيف ستكون نتائج سيطرة المقاومة اليمنية على صرواح؟
شارك في الاستبيان أكثر من ثلاثة آلاف متابع وكانت النتائج كالتالي:
– 66% قالوا إن تحرير صرواح سيفتح الطريق إلى صنعاء قريبا.
– 18% قالوا إنه سيدفع الحوثيين للعودة إلى المفاوضات.
– 16% رأوا أنه سيدفع الحوثيين لمزيد من التعنت.