هل تنجح هدنة لافروف وكيري في سوريا؟
غرقت المباحثات الروسية الأميركية الرامية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بسوريا، في التكهنات المتضاربة حول إنهاء الأزمة السوريةوتحديد وضع الأسد مستقبلا ومعالجة الوضع الإنساني القاسي.
الهوّة بين موسكو وواشنطن عززت الشكوك بشأن ميلاد هدنة محتملة، فضلا عن نجاحها في الإيفاء بأهدافها الميدانية والإنسانية، لكن المتشككين ما زالوا مع ذلك ينتظرون التفاصيل النهائية لما توصل إليه الوزيران جون كيري وسيرغي لافروف.
من واشنطن تحدث نائب رئيس المجلس الأطلسي باري بافيل عما رشح من معلومات حول اقتراحات وقف إطلاق النار فقال إن ثمة بنودا طموحة، ومنها منع طيران النظام السوري من التحليق فوق مناطق المعارضة المعتدلة.
وأضاف لبرنامج "الواقع العربي" حلقة (4/9/2016) أن الاتفاق المزمع يتضمن إيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة كمدينة حلب، ووقف إطلاق النار في كل سوريا رغم صعوبة ذلك، وأخيرا التنسيق المعقد بين التحالف الدولي وروسيا لمواجهة "تنظيم الدولة والقاعدة.
مقترح أميركي
من جانبه قال الخبير العسكري والاستراتيجي السوري عبد الناصر العايد إن مقترح الهدنة أميركي مقدم لروسيا، ويتضمن الدعوة للمشاركة في قتال "فتح الشام" (النصرة سابقا) مقابل فتح طريق الكاستيلو ثم لاحقا في منطقة الراموسة، مستعرضا بين يديه رسالة وزارة الخارجية الأميركية إلى المعارضة السورية.
وعليه -يضيف- أن المطلوب من المعارضة عزل تنظيم "فتح الشام" والمساهمة في المعركة ضده مقابل "أشياء لا يقدم الأميركان ضمانة لها"، إذ تقول الرسالة حرفيا إن "التفاهم مع روسيا لن يكون قائما على الثقة".
في قراءة الضيفين للدورين الروسي والأميركي اتفاق على أن موسكو أمر واقع، فمن ناحية باري بافيل يجب عدم تصديق أي رواية للخارجية الروسية تتعلق بمحاربة الإرهاب بل إن الأمر الوحيد هو حماية نظام بشار الأسد.
تزجية وقت
أما عبد الناصر العايد فرأى أن أميركا تعمل على تزجية الوقت من مؤتمر إلى آخر وترحيل الأزمة إلى الإدارة المقبلة، وهذا ما يدركه الروس ويستثمرونه.
الروس -وحسب مسؤول في الخارجية الأميركية- تراجعوا عن بعض القضايا المتفق عليها في مرات سابقة، فما الضمانة لهدنة جديدة؟
هنا يقول بافيل إن تغيير المواقف في المفاوضات يختلف عن تغيير الظروف على الأرض. وإن الهدنة بالنسبة للروس تعتمد على ميزان القوى في سوريا الذي يجب أن تكون الأفضلية فيه للأسد.
أما طريقة تطبيق الهدنة ميدانيا فقال إنه ستجري ملاحظة القوات السورية وكذلك الثوار المدعومين من أميركا، أما الروس فإن تراجعهم هو الذي يهدد الهدنة، وفيما يتعلق بهم قال "اغفروا لي تشاؤمي".
وكانت استفتت الجزيرة متابعي صفحتها في تويتر: إلى أي حدّ يمكن لهدنة باتفاق روسي أميركي أن تنجح في سوريا؟
وبلغت المشاركات أربعة آلاف وسبعمائة وستا وثلاثين، وقد جاءت النسب كما يلي:
– تسعة في المئة توقعوا أن يكون النجاح مصير الهدنة المحتملة.
– تسعة وخمسون في المئة أكدوا أن الفشل الذريع هو الذي ينتظر ما سيتمخض عن الاتفاق الروسي الأميركي.
– اثنان وثلاثون في المئة رأوا أنه لا يمكن التكهن بمصير الهدنة المرتقبة لإيقاف القتال بسوريا.