الواقع العربي

من المسؤول عن تدهور أوضاع اللاجئين بالركبان؟

تناول برنامج “الواقع العربي” المطالبات بتسهيل عبور المساعدات الإنسانية لـ 75 ألف سوري عالقين في “مخيم الركبان” على الحدود الشمالية الشرقية للأردن.

وصف مدير حملات آفاز بالشرق الأوسط الوضع الإنساني بمخيم الركبان الواقع على الحدود السورية الأردنية والذي يضم 75 ألف لاجئ سوري بأنه كارثي حيث يوجد نقص حاد بالمياه والغذاء وحالات وفاة للأطفال بـالتهاب الكبدالوبائي في المخيم الواقع بالصحراء.

وأوضح وسام طريف في حديثه لحلقة (2016/9/15) من برنامج "الواقع العربي" -التي تناولت المطالبات بتسهيل عبور المساعدات الإنسانية لهؤلاء اللاجئين السوريين العالقين- أن مسؤولية تقديم المساعدات الإنسانية لهؤلاء اللاجئين لا تقع على الأردن فقط وإنما مسؤولية حماية وإغاثة اللاجئين تقع بالكامل على الأمم المتحدة وأذرعها الإنسانية.

وأعرب عن أسفه لعدم قيام الأمم المتحدة حتى الآن بتقديم طلب للحكومة السورية للسماح بتقديم المساعدات الإنسانية والطبية للعالقين بمخيم الركبان انطلاقا من دمشق، باعتبار أن إمكانية الوصول لهم لا تتم فقط عبر الحدود الأردنية.

وكان الأردن أعلن "الركبان" منطقة مغلقة بعد هجوم نفذه تنظيم الدولة الإسلامية في يونيو/حزيران الماضي على موقع عسكري أردني بالمنطقة أسفر عن مقتل نحو سبعة جنود أردنيين.

وقال طريف إنه لا توجد أمام الأردن حاليا عوائق لوجستية وأمنية لإدخال المساعدات الإنسانية إلى سكان مخيم الركبان والذي يقدر 80% من ساكنيه من فئتي النساء والأطفال، داعيا الأردن إلى تقديم تلك المساعدات بشكل عاجل من منطلق الإخوة الإنسانية.

وحول مؤتمر قمة القادة للاجئين السوريين الذي سيعقد في نيويورك، قال طريف إن المؤتمرات بشأن اللاجئين السوريين تحولت إلى كرنفالات حيث لم تلتزم الدول المانحة بمؤتمر الكويت سوى بـ 41% من الالتزامات التي وعدت بها و23% فقط مما التزمت به في مؤتمر لندن، مشيرا إلى أنه لا يتوقع الكثير من مؤتمر نيويورك وهو أشبه بحملة علاقات عامة للقادة من كل دول العالم.

التزامات الأردن
من جهته، قال مدير تحرير صحيفة "الرأي" الأردنية إن المملكة ومنذ اندلاع الأزمة السورية ظلت تفي بالتزاماتها تجاه اللاجئين السوريين الذين وصل عددهم الآن إلى مليون وثلاثمئة ألف لاجئ، ولم تتردد عبر سياسة الحدود المفتوحة في استقبالهم وتوفير المأكل والمشرب والدواء.

وأكد فيصل ملكاوي أن الأردن ظل يولي أهمية خاصة لمخيم الركبان إلى أن وقع التفجير الانتحاري في يونيو/حزيران الماضي رغم أن الأردن حذر من تغلغل عناصر "إرهابية" وتحول المجتمع إلى بؤرة "إرهابية". وتساءل: لماذا تقع مسؤولية استقبال اللاجئين السوريين وتقديم المساعدات لهم فقط على الأردن مع أن مخيم الركبان يقع داخل الأراض السورية؟

وأشار إلى أن إمكانيات الأردن محدودة وتضررت موازنته وقطاعات التعليم والاقتصاد والصحة، ولكنه رغم ذلك لم يخل بالتزاماته تجاه اللاجئين السوريين، متهما بالمقابل المجتمع الدولي بالنكث بالتزاماته تجاه اللاجئين بشكل فاضح.

وأضاف ملكاوي أن الأردن لا يمكنه استقبال أكثر من العدد الذي استقبله من اللاجئين السوريين وقد وصل للحد الأعلى، معتبرا أن حماية وإغاثة اللاجئين مسؤولية دولية بشكل أساسي.