ما دلالات تكليف الشاهد بتشكيل حكومة تونس؟
وأضاف فتحي الجراي في حلقة (3/8/2016) من برنامج "الواقع العربي" التي ناقشت دلالات وآفاق تشكيل الحكومة التونسية الجديدة برئاسة يوسف الشاهد، أنه على الرغم من كفاءة الشاهد فإن المعارضة لها تحفظات على اختياره فهي تخشى أن تكون هناك إمكانية لتنفذ مخططات لوبيات أصحاب المال والأعمال من خلال الحماية التي قد توفر لهم، كما تخشى المعارضة من استغلال محدودية خبرة الشاهد السياسية في ترسيخ الفساد المقنن بعد الثورة.
وأعرب الجراي عن اعتقاده بأن طريقة اختيار أعضاء الحكومة الجديدة من قبل الشاهد ستكون الفيصل في نجاح واستمرار التوافق، مشيرا إلى أنه إذا تمكن من اختيارهم بملء إرادته وفقا لمعايير الوطنية والكفاءة ونظافة اليد فإن الحكومة ستنجح.
وأوضح أن شروط نجاح الحكومة الجديدة لمعالجة مشاكل البلد تتمثل في استقلالية القرار والجرأة والنأي عن التجاذبات السياسية، معتبرا أنها إذا ارتهنت إرادتها لإرادة من شكلوها فإنها ستفشل.
أزمة معقدة
من جهته، وصف عبد اللطيف الحناشي أستاذ التاريخ السياسي المعاصر والراهن بالجامعة التونسية الشاهد بأنه لا يزال طريا في العمل السياسي، وهو أكاديمي بامتياز فشل في حل أزمة نداء تونس "فكيف سيعالج مشاكل شعب كامل؟".
واعتبر الحناشي أنه كان يفترض أن يتم اختيار شخصية ذات إرث سياسي وتجربة سياسية واسعة لرئاسة الحكومة الجديدة خاصة وأن تونس تمر بمرحلة أزمة معقدة ومركبة، على مستوى الداخل تتمثل في التحديات الاقتصادية والأمنية الصعبة، وعلى مستوى الخارج تتمثل في تداعيات أزمة الجارة ليبيا على تونس.
وأضاف أنه كان يجب اختيار شخص يملك القدرة على اتخاذ القرارات الجريئة وإدارة حكومة لن تكون منسجمة بنسبة مئة في المئة بسبب تعدد الأطراف التي ستضمها. وأعرب عن اعتقاده بأن اختيار الشاهد جاء نتيجة ترضيات بين طرفي الحكم الأساسيين وهما حزب النداء وحركة النهضة.
ودعا لتشكيل حكومة تتمثل فيها كل الأحزاب وتضم كفاءات وطنية، وأنه يجب أن يكون الولاء للوطن وليس للأحزاب لأن المرحلة تتطلب اتفاق جميع الأطراف على برنامج الحد الأدنى لتجاوز الصعوبات، معتبرا أن الحكومة الجديدة يمكنها القضاء على الفساد ورموزه والتهريب والإرهاب إذا توفرت الجرأة السياسية من قبل الشاهد.