الواقع العربي

الأمم المتحدة وقضايا العرب.. سبعون عاما من الفشل

تناول برنامج “الواقع العربي” دور الأمم المتحدة في ملفات وأزمات العالم العربي، ولا سيما القضيتين الفلسطينية والسورية.
قال المتحدث السابق باسم الأمم المتحدة عبد الحميد صيام إن هناك أدوارا مهمة قامت بها هذه المنظمة الأممية في قضايا العالم العربي يصعب أن نعددها جميعا، مشيرا إلى أزمة السويس عام 1956 عندما تحركت الجمعية العمومية فورا لحل القضية بعيدا عن مجلس الأمن، واتخذت قرارا لأول مرة في التاريخ بنشر قوات حفظ للسلام، وطالبت إسرائيل بالانسحاب الفوري من الأراضي المصرية المحتلة، وتحدث أيضا عن دورها في تحرير الكويت من الغزو العراقي.

وأقر صيام في حديثه لحلقة (13/7/2016) من برنامج "الواقع العربي" بأن الأمم المتحدة أخفقت في حل عدد من القضايا العربية -ولا سيما القضية الفلسطينية التي فشلت في حلها- بالإضافة إلى إخفاقات أخرى كثيرة.

لكنه شدد على أن إخفاقات الأمم المتحدة لا تشمل القضايا العربية فقط، متحدثا عن فشلها في حل قضايا قبرص وكشمير وناغورنو كرباخ، مرجعا السبب في هذا الفشل لعدة أسباب، أبرزها أن حل أي قضية يرتبط بإجماع ورغبة الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، وكذلك رغبة أطراف النزاع بالتوصل لحل حقيقي بعيدا عن ساحة المعركة.

وحمل صيام العرب جزءا من المسؤولية، قائلا "عندما كان العرب موحدين لأول مرة بعد حرب أكتوبر نجحوا في جعل اللغة العربية لغة رسمية في الأمم المتحدة، كما نجحوا في إصدار قرار باعتبار الصهيونية حركة عنصرية، ونجحوا في أن يلقي ياسر عرفات كلمة في الأمم المتحدة وهو يحمل مسدسه لأول مرة في التاريخ"، لكنه لام العرب الذين قال إنهم فقدوا الكثير من وزنهم على الساحة الدولية بعد كامب ديفد وغزو العراق للكويت والحروب الأهلية والبينية بينهم.

مسار الإصلاح
وبشأن جهود إصلاح الأمم المتحدة أوضح أن هناك خلافات كبيرة تعطل هذه المسار، فرغم اتفاق الجميع على ضرورة توسيع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن ما زالت هناك خلافات داخل كل قارة على الدول التي يحق لها تمثيل القارة، كما أن هناك دعوات كثيرة لإلغاء حق النقد الفيتو.

من جانبه، أكد الدبلوماسي الأردني السابق محمد الخالدي أن الأمم المتحدة سعت وتسعى لتحقيق الأمن والسلام العالمي، وفي بداية عهدها كانت القضية الفلسطينية على رأسها أولوياتها وبذلت مساعي عدة لإنهاء هذه الأزمة لكنها فشلت في تحقيق ذلك بسبب تناقضه مع مصالح القوى الكبرى بالسيطرة على المنطقة العربية.

وانتقد ضعف الدول العربية في التعاون والتنسيق، سواء بين بعضها أو مع بقية الدول في الجمعية العامة ومجلس الأمن، وبالتالي لم تتمكن في تحقيق ضغط على مؤسسات الأمم المتحدة يساعد على حل القضايا العربية.

وبشأن الآليات الجديدة لانتخاب الأمين العام للأمم المتحدة رأى الخالدي أن الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن تتحكم بقوة في اختيار الأمين العام للمنظمة الأممية حتى تضمن تحقيق مصالحها.

وعبر عن رأيه بأن النجاح باختيار أمين عام يتمتع بشخصية مستقلة وقوية وغير متأثرة بأي نفوذ للقوى الكبرى يمكن أن يحسن منظومة الأمم المتحدة، ويطور أداءها، ولا سيما في المجالين الإغاثي والإنساني.