
الطوارق.. تحديات غير مسبوقة
وعن أوضاع الطوارق في البلدان العربية، أشار الناشط السياسي الليبي من الطوارق الحسين الأنصاري، إلى وجود تباين في أوضاعهم من دولة إلى أخرى، ففي ليبيا على سبيل المثال يتعرض هذا المكون لمعاناة وتهميش وإقصاء، ولا يحظى بشراكة في مناحي الحياة.
وقال المتحدث إن المال والسلاح في ليبيا حاليا بيد أطراف معينة، بينما يحرم الطوارق من دعم الدولة حتى بشأن قناة تلفزيونية خاصة بهم.
وقال إن الطوارق لديهم قلق مشترك مع بقية المكونات في المنطقة، في ظل وجود ما أسماها جماعات "راديكالية" غزت منطقة الصحراء الكبرى، وهم في ليبيا جزء من كتائب وسرايا تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية.
يذكر أن الطوارق مروا بأوضاع غير مسبوقة بعد تمدد نفوذ تنظيم القاعدة إلى منطقة الصحراء الكبرى.
غير أن الباحث في شؤون الساحل والصحراء السيد بن بيلا، تحفظ على ما ذهب إليه الأنصاري من أن الطوارق يتعرضون للتهميش، وقال إنهم في الجزائر وفي ليبيا والمنطقة عموما يعدون مكونا أساسيا في المجتمع، وهم يعيشون مثل باقي أبناء البلد الواحد.
حمل سلاح
وقال إن المشكلة الحقيقية للطوارق هي في إقليم أزواد بمالي، حيث إن انعدام العدالة هناك ومعاناتهم جعلتهم يحملون السلاح في وجه النظام، وأضاف "لم يحصل أن حمل الطوارق السلاح ضد النظام لا في الجزائر ولا في ليبيا".
كما أشار إلى أن الإعلام هو الذي يصور الطوارق كأنهم ظاهرة، لكن الحقيقة -بحسب المتحدث- أنهم مكون أساسي وثقافة، ودعا في السياق الساسة وصناع القرار في الدول العربية إلى إعادة النظر في علاقاتهم بهذا المكون، باعتباره يشكل الامتداد الثقافي والحضاري في الحدود الجنوبية للدول العربية.
وقال إن الطوارق ينظر إليهم دائما على أنهم رُحّل، لكنهم أسسوا المدن وحواضن ثقافية في تومبكتو والنيجر وغيرهما.
يذكر أن الطوارق -أو الرجال الزرق، أو الرجال الأحرار- هم فرع أصيل من الأمازيغ، يعيشون في الصحراء الكبرى، وهم سنة مالكيون يشبهون البدو العرب من حيث أسلوب عيشهم وتقاليدهم وعاداتهم.
وترجّح تقديرات ديمغرافية غير دقيقة أن عددهم يناهز ثلاثة ملايين موزعين على دول عدة.