
هل تراجع التملق الانتخابي الأميركي لإسرائيل؟
نبرة جديدة حيال العلاقة بتل أبيب دفعت إلى الواجهة بسؤال بشأن ما إذا كانت هذه بداية النهاية للتملق التقليدي لمرشحي السباق الرئاسي الأميركي لإسرائيل والمزايدة على من يدعمها أكثر، أم هي ظاهرة مؤقتة أملتها ظروف الحملة الجارية؟
هذه الظاهرة في رأي أستاذ العلاقات الدولية إدموند غريب لم تنته وإن أخذت بالانحسار، وأن وقتا طويلا "سنحتاجه لنرى تغييرات جذرية".
وأشار في حديثه لبرنامج "الواقع العربي" إلى أن ثمة تحولات في المشهد الأميركي، خصوصا لدى القوى الشبابية، لافتا إلى أن استطلاعا للشباب ما بين 19 و29 سنة كانوا في أغلبيتهم ينتقدون السياسة الإسرائيلية والاستيطان.
الأجيال الشابة
كما لفت إلى أن بعض القوى اليهودية بدأت تغير مواقفها، خصوصا الأجيال الشابة، وكذلك تعاطف كبير بين الأفارقة الأميركيين، وكذلك الجاليات من أصول لاتينية التي في آخر استطلاع لها قال أكثر من 50% إنهم يعتقدون أن أميركا منحازة إلى إسرائيل.
من ناحيته، قال الصحفي الأميركي ماكس بلومينثال إن ما تشهده أميركا لأول مرة أن معظم الديمقراطيين الشباب -وهم القاعدة الانتخابية للمرشح السابق بورني ساندرز- يفضلون الفلسطينيين على الإسرائيليين.
وأوضح كيفية تحول الشباب الأميركيين في نظرتهم للعلاقة مع إسرائيل من خلال معاينة الحرب على غزة، فبينما تشوه وسائل إعلام صورة الفلسطينيين ويمدح وزير الخارجية جون كيري إسرائيل فإن الشباب عبر الجزيرة ومواقع التواصل رأوا صورة مغايرة.
وأرجع غريب المتغيرات التي يعبر عنها الشباب إلى عقود من الجهود بشأن الحقوق المدنية ومعارضة الحروب، وأخيرا حركة "احتلوا وول ستريت" قبل سنوات، مضيفا أن الجامعات أدت دورا جادا، وأن استطلاعا مهما عقد مرتين خلال سنوات بين أن النظرة الإيجابية للعرب والمسلمين مردها الجامعات بشكل رئيسي، بينما النظرة السلبية مردها وسائل الإعلام التقليدية وهوليوود.
حتى بين الشباب اليهود يلحظ ماكس بلومينثال أن نسبة كبيرة منهم لا يرون أن نتنياهو وإسرائيل عموما جادان في السلام.
وكيهودي أميركي يشير بلومينثال إلى أنه تابع الانتفاضة الثانية والحرب على لبنان في 2006 والحربين على غزة، وأن الكثير غيره ينتمون إلى منظمة "أصوات اليهود للسلام" وهي الأسرع نموا بين المنظمات المناهضة للاحتلال الإسرائيلي والداعية لمقاطعة إيباك.
منظمة إيباك في خلاصة للصحفي الأميركي بلومينثال ليست "لوبي" يهوديا وإنما "لوبي" مؤيد لإسرائيل يضم أيضا كثيرا من المسيحيين "الذين لديهم آراء غريبة في اليهود واليهودية".