الواقع العربي

بنية حزب الله وتحولاته من النشأة إلى الواقع الراهن

سلط برنامج “الواقع العربي” الضوء على حزب الله اللبناني.. بنيته التنظيمية وتحولاته من النشأة إلى الواقع الراهن.
شكلت الإيدولوجيا الركيزةَ الأساسية في مسيرة تنظيم حزب الله الذي ظهر على الساحة اللبنانية في ثمانينيات القرن الماضي، ومنذ نشأته كان تنظيما شيعيا ما لبث أن أعلن ارتباطَه بولاية الفقيه، والسعي لإقامة دولته الإسلامية في لبنان، فضلا عن اتخاذه السلاحَ وسيلة لتحقيق أهدافه.

ويعد مجلس شورى القرار الهيئةَ العليا داخل الحزب، وكان حتى اغتيال القائد العسكري عماد مغنية يتألف من سبعة أعضاء، أربعة منهم رؤساء المجالس داخل الحزب. وتلك المجالس هي: مجلس العمل الوزاري والنيابي، والمجلس التنفيذي، والمجلس السياسي، والمجلس القضائي.

وإلى جانب مجلس الشورى، يوجد المجلس الجهادي الذي يقوده أيضا حسن نصر الله، وهذا المجلس هو المؤسسة الفعلية التي تحكم الحزب، وهو أشبه بهيئة الأركان ويضم قادة الصف الأول.

ينقسم منتسبو الحزب إلى متفرغين منتظمين يتقاضون راتبا شهريا، وعناصر تعبئة، أي متطوعين يُستدعون عند الضرورة. ويقوم فكر الحزب على نظرية ولاية الفقيه، أي على الإيمان المطلق بها والانضباط التام والطاعة لها. وفي بيان التأسيس عام 1985 أعلن الحزب التزامه بأوامر الولي الفقيه وقيادته.

وقد ساهمت سياقات متعددة في تشكيل حزب الله وبلورة مساره، أبرزها سياق النموذج الثوري الإيراني أي نظرية الخميني. وسياق الفقه السياسي الشيعي العام، ونموذجه حزب الدعوة في العراق وامتداداته اللبنانية.

إعلان

حلقة الأحد (15/5/2016) من برنامج "الواقع العربي" سلطت الضوء على حزب الله اللبناني.. بنيته التنظيمية وتحولاته من النشأة إلى الواقع الراهن.

وفي هذا الصدد قال الباحث والمحلل السياسي الدكتور حارث سليمان إن التأسيس الرسمي لحزب الله كان في أواخر عام 1982 وبداية عام 1983 إثر الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان وإخراج منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت وباقي المناطق اللبنانية.

ووصفه سليمان الحزب بأنه "جهاز أمني مرتبط بإيران"، وهو لم يخف أيدولوجيته المتعلقة بولاية الفقيه منذ مراحله الأولى.

وعن خسائر الحزب في سوريا، قال سليمان إنها بلغت 1800 قتيل وخمسة آلاف جريح، مقارنة بخسائره أمام إسرائيل حتى تحرير الجنوب والتي بلغت 1250 مقاتلا.

واعتبر أن سوريا تتحول إلى "مقتلة لقيادات حزب الله"، مشيرا إلى أن الحزب لا يستطيع الخروج من دوامة القتل في سوريا لأن قراراه وأجندته في طهران. 

مقاومة إسرائيل
من جانبه قال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية بالعاصمة الفرنسية باريس الدكتور زياد ماجد إن المقاومة في لبنان ضد إسرائيل لم تبدأ مع حزب الله وإنما بدأت قبل تأسيسه، حيث بدأت أواخر ستينيات القرن الماضي واستمرت في السبعينيات عندما اجتاحت إسرائيل لبنان عام 1978، وكان العمود الفقري للمقاومة ضد إسرائيل هي القوى اليسارية في لبنان.

وأضاف ماجد أن الاتفاق السوري الإيراني على ربط المقاومة في لبنان بمنظومة إقليمية جعل حزب الله صاحب البندقية الوحيد الذي يقاتل إسرائيل، معتبرا أن قتال الحزب لإسرائيل كان ضمن مشروع إقليمي إيراني سوري وليس فقط ضمن القضية الوطنية اللبنانية.

وقال إن الحزب يواجه الآن معضلة كبرى بانخراطه في سوريا، وهو لن يكون بعدها كما كان قبل دخوله، مشيرا إلى أن شعبية الحزب في العالم العربي تأثرت بسبب انتقائية تأييده للثورات العربية من منطلق مذهبي.

إعلان

واعتبر ماجد أن أوامر حزب الله العسكرية وخياراته الإستراتيجية تملى عليه من طهران، وهو إحدى قوى الاحتلال الموجودة في سوريا.

المصدر : الجزيرة