الأردنيون أطفؤوا أنوارهم.. هل وصلت الرسالة للحكومة؟
تجاوبت قوى شعبية ومؤسسات تجارية عديدة في الأردن مع دعوة احتجاج وجهتها قوى شبابية رافضة للاتفاقية التي وقعتها الحكومة الأردنية أخيرا لاستيراد الغاز الإسرائيلي. وقد أطفأ المحتجون في العاصمة عمانومدن أردنية أخرى الأنوار لمدة ساعة مساء الأحد (2016/10/2).
حلقة الاثنين (2016/10/3) من برنامج "الواقع العربي" تناولت مغزى الاحتجاجات الشعبية بإطفاء الأنوار ليلا في الأردن تعبيراً عن رفض اتفاقية الغاز مع إسرائيل.
الناشط في حركة "الأردن تقاطع" حمزة خضر رأى أن حملة "العتمة أكرم من ضوء مصدره إسرائيل" دليل على أن أفكار الشعوب دائما حضارية، لأنها تنتمي إلى الوطن ويهمها استقراره، وتسعى لإيصال رسائلها بصورة حضارية، لكن هيهات للأنظمة العربية التي لم تأت من ضمير هذه الشعوب أن تدرك ذلك، بحسب رأيه.
وأضاف خضر أن الأردن عاش أمس ساعة واحدة في ظلام دامس، وهذا إعلان من الشعب الأبي أنه يرفض استيراد الغاز من العدو الإسرائيلي، ولا يريد أن يكون الأردن تحت رحمة هذا العدو، وأشار إلى ما أسماها سوابق مع إسرائيل، حيث قال إن اتفاقية السلام التي وقعها الأردن مع إسرائيل كانت تنص على أن تزود الأخيرة الأردن بالمياه "لكنها زوّدتنا بفضلاتها".
وتابع "لكن السلطة التي وقعت تلك الاتفاقية وتعرف ما صنعه العدو فينا، كان عليها ألا تقدم على هذه الخطوة لأن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين".
وبحسب خضر فإن القوى السياسية الوطنية والشبابية قامت بمظاهرات في عمان ومحافظات أخرى شارك فيها آلاف الأردنيين للمطالبة بإغلاق اتفاقية استيراد الغاز من إسرائيل والعدول عن تعديل المناهج، لكن ميزة إطفاء الأضواء أنها سمحت لغالبية المواطنين بالمشاركة فيها.
رسائل شعبية
من جانبه وصف أستاذ علم الاجتماع في الجامعة التونسية نور الدين العلوي إطفاء الأنوار في الأردن لمدة ساعة احتجاجا على توقيع اتفاقية الغاز مع إسرائيل، بأنه احتجاج راق يعبر عن نضج الشعوب، لكنه في الوقت ذاته رومانسي لا يتناسب مع عقلية الأنظمة العربية المستبدة والدكتاتورية.
وبرأي العلوي فإن الحكومة الأردنية لن تلتفت إلى حراك الشعب، بل قد تحتقره، ولن تقوم بشيء للتجاوب مع مطالب الأردنيين، رغم تأكيده أن مصادر الغاز في العالم كثيرة جدا، لكن تلك الأنظمة لا تهتم برغبات شعوبها وتستمد بقاءها من علاقتها بالكيان الصهيوني.
وأردف قائلا "بعد الربيع العربي نجد أنفسنا أمام شعوب متطورة ومتفهمة ولديها حس وطني، في مقابل أنظمة مصرة على الحديد والنار لقمع الشعوب وفرض أجندتها الخاصة عليها، لذلك يمكن تشبيه التحركات الحضارية للشعوب بمن ينشد قصائد غزلية لحمار لا يفهم".
ومن وجهة نظر العلوي فإن وسائل الاتصال الحديثة قد وفرت هامشا كبيرا للشباب والنشطاء في مختلف المجتمعات، وخاصة المجتمعات العربية التي عانت طويلا من قمع الحريات".
وأضاف أن هذه الوسائل مكنت الناس والشباب من التواصل وفرض قضاياهم على الأنظمة التي تحكمهم، سواء فيما يتعلق بعلاقات الشعوب مع الكيان الصهيوني أو علاقتهم مع الأنظمة التي تحكمهم وتتكلس في فهمها وردود أفعالها على المطالب الشعبية المتعلقة بحياة الناس وعيشهم اليومي.