الواقع العربي

هل عاد 25 يناير مجرد عيد للشرطة بمصر؟

سلطت حلقة (23/1/2016) من برنامج “الواقع العربي” الضوء على أسباب محاولات النظام المصري تجاهل ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، وجعل هذا اليوم مجرد عيد للشرطة.

بينما اختار المصريون قبل خمسة أعوام يوم عيد الشرطة موعدا للغضب والثورة ضد نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، تعمد الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي تجاهل هذه الثورة، وخصص يوم 25 يناير للاحتفال بعيد الشرطة، إذ توعد بالثأر لمن قُتلوا من رجال الشرطة والجيش، وأشاد بجهود رجال الأمن.

وبحسب الناشط السياسي وعضو ائتلاف شباب الثورة المصرية سابقا محمد عباس فإن السيسي يسعى إلى إلغاء قدسية 25 يناير/كانون الثاني 2011 كيوم اختاره الشباب للخروج احتجاجا على قمع الشرطة للمصريين، وهو بذلك يحاول أن يعيد مشهد ما قبل الثورة بدليل أنه حاصر ميدان التحرير بقوات مسلحة خوفا من أي تحرك في هذا اليوم.

وقال عباس إن نظام السيسي يعيش حالة رعب مع اقتراب ذكرى 25 يناير، مما جعله يقوم باعتقالات امتدت حتى إلى أناس لا علاقة لهم بالثورة، وتمشيط خمسة آلاف منزل.  

ومع تأكيده أن المصريين تعبوا بسبب ممارسات نظام السيسي طوال الفترة الماضية، أوضح الناشط السياسي المصري أن اللحظة ستأتي، لأن الأجيال التي عاشت الثورة ورفعت شعار "عيش، حرية، عدالة اجتماعية"، ستنتفض ضد هذا النظام، مبينا أن التقديرات تشير إلى أن ما بين 60 و80% من الشباب رفضوا من قبل ترشيح السيسي للانتخابات الرئاسية.

من جهته، قال أستاذ العلوم السياسية في معهد الدوحة للدراسات العليا خليل العناني إن هناك محاولة لإحداث القطيعة مع ثورة 25 يناير، وكانت من قبل محاولات لتشويه هذه الثورة عبر حملة إعلامية شرسة تدعو وتروج لفترة ما قبل 25 يناير، إضافة إلى أن الانتخابات الأخيرة لم يذهب إليها أحد، كما أنها أنتجت برلمانا أقرب إلى السيرك.

يذكر أن دستور 2014 نفسه وصف ثورة يناير بأنها من بين الثورات الكبرى في تاريخ الإنسانية.

استبعاد
وتحدث العناني عن تخوف النظام من ثورة جديدة قد تقوم في الذكرى الخامسة، لكنه رأى أن هذا الخوف غير مبرر لعدة أسباب: أبرزها عدم وجود دعوات صريحة للتظاهر يوم 25 يناير، والوضع المتشرذم الذي تعيشه قوى المعارضة مقارنة بالفترة التي سبقت يوم 25 يناير.

واستبعد قيام ثورة جديدة في هذه اللحظة على الأقل، رغم حالة الفشل الاقتصادي والأمني التي يعيشها الناس في عهد السيسي، وقال إن حالة "الفوبيا" التي يعيشها النظام ربما مردها إلى أن السيسي قد تكون لديه معلومات حول أطراف ربما من داخل النظام تحاول حشد الناس ضده.

كما استبعد العناني وجود ضغط أو رغبة دولية في تغيير النظام في مصر، لأن السيسي يقدم للدول الغربية أكثر مما تطلب، بينما شدد عباس على أنه "لا تغيير قد يحدث داخل مصر إلى بإرادة الشعب المصري".