الواقع العربي

"فتح" بدمشق.. احتفال بالانطلاقة أم تأييد للنظام؟

سلطت حلقة (10/1/2016) من برنامج “الواقع العربي” الضوء على مغزى احتفال حركة فتح في دمشق بالذكرى الـ51 لانطلاقها بعد تاريخ من الخصومة بين القيادتين الفلسطينية والسورية.
ثلاثة عقود من الخلافات بين حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والنظام السوري، وأسباب ذلك عديدة، ومنها موقف سوريا من القيادة الفلسطينية في عهد زعيمها التاريخي ياسر عرفات، وكانت مراحل التوتر بين الجانبين كثيرة، ومنها طرد عرفات نفسه من سوريا عام 1983.

لكن هذه الخلافات بدأت تتراجع لصالح تقارب من ملامحه تغيير موقف السلطة الفلسطينية "مما يجري في سوريا"، تجنبا لعبارة "الثورة السورية"، كما أن من أوضح تجلياته احتفال حركة فتح في قلب دمشق بالذكرى الـ51 لانطلاقها.

حلقة (10/1/2016) من برنامج "الواقع العربي" سلطت الضوء على مغزى احتفال حركة فتح في دمشق بعد تاريخ من الخصومة بين القيادتين الفلسطينية والسورية.

ورأى الكاتب والمحلل السياسي سميح شبيب أن العلاقة بين القيادتين السورية والفلسطينية منذ عام 1965 تراوحت بين حدين متناقضين: إما التحالف أحيانا أو العداوة والاقتتال أحيانا أخرى. وذكر أن احتفال حركة فتح هذا العام ليس الأول، فقد سبقه احتفال العام الماضي، وأضاف أن سوريا حاولت في مراحل سابقة أن تستوعب الورقة الفلسطينية.

من جانبها، أكدت الكاتبة والمحللة السياسية لميس أندوني أن سوريا كانت تعي أهمية احتواء ورقة المقاومة الفلسطينية، لأن هذا يقوي وضعها كلاعب إقليمي في المنطقة، كما أن دمشق كانت ترسل بذلك رسالة لأميركا وإسرائيل أن بيدها تحريك المقاومة، مشيرة أن هذا ما رفضته أغلب الفصائل الفلسطينية. ولفتت إلى أن الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات لم يكن يرغب في قطع تام للعلاقة مع القيادة السورية. 

حياد ثم تأييد
وقال الكاتب سميح شبيب إنه مع بداية "الأزمة السورية" كان هناك حرص فلسطيني للإعلان عن أن فلسطين ليست طرفا فيها، "لأننا اكتوينا كثيرا بنيران حروب عربية مختلفة"، ولذلك كان مخيم اليرموك "بيتا آمنا للسوريين أيضا"، قبل أن تحدث عملية "توريط للمخيم" أسهمت فيها فصائل فلسطينية وسورية "حتى أصبح مسرحا للصراع السوري الداخلي".

من جهتها، حملّت أندوني مسؤولية ما جرى بمخيم اليرموك للنظام السوري، لكنها حملت أيضا عناصر بالمعارضة السورية المسلحة جانبا من المسؤولية.

واستغربت أندوني الرسالة التي وجهها عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جمال محيسن خلال الاحتفال بالتصعيد في معركة السيطرة على معبر رفح بين مصر وقطاع غزة والتصعيد ضد حركة حماس، بل ومهاجمة الدول التي تساند حماس.

وعما إذا كان تنظيم الاحتفال ورفع صور رئيس النظام السوري بشار الأسد يعني تأييد النظام السوري، أشارت الكاتبة إلى أن هناك تباينا داخل حركة فتح في الموقف من أحداث سوريا، مؤكدة أن كل ما يجري ليس إلا محاولة للتصعيد مع حماس.

ورأى شبيب أن احتفال حركة فتح في دمشق لا يعني أبدا ولاء الحركة للنظام السوري أو معاداة محور الدول الرافضة له.