الواقع العربي

أين منظمة التحرير من مخيمات لبنان؟

سلط برنامج “الواقع العربي” الضوء على أوضاع المخيمات الفلسطينية في لبنان في ضوء الاشتباكات التي شهدها “عين الحلوة” أكبر هذه المخيمات، وما يتداخل بالوضع الأمني بالمخيم من أوراق فلسطينية وإقليمية.

أعادت الاشتباكات في مخيم عين الحلوة نهاية أغسطس/آب الماضي للأذهان الوضع المتردي لاثني عشر مخيما للاجئين الفلسطينيين في لبنان.

لكن مخيم عين الحلوة الذي كان مسرح الاشتباكات يأخذ رمزيته كونه الأكثر استيعابا للاجئين، إذ يضم ثمانين ألفا أصبحوا بعد الثورة السورية 100 ألف.

وهو بوابة لبنان إلى جنوبه، وهو على ذلك كما وصفه تقرير مدير مكتب الجزيرة في بيروت صندوق بريد يستقبل الرسائل الفلسطينية والإقليمية بل وحتى الدولية.

في كيلومتر مربع مزدحم بالبشر تترجم الرسائل إلى اشتباكات في المخيم الذي تشكل فيه حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) القوى الكبرى، فيما ينازعها فصائل إسلامية من جند الشام وبقايا فتح الإسلام والشباب المسلم وغيرها، دون التغاضي عن دخول جماعة محمد دحلان المفصول من حركة فتح على المواجهة فتحاويا.

مرجعية المنظمة
في حلقة 6/9/2015 من برنامج "الواقع العربي" كان السؤال المركزي في رأي مدير مؤسسة شاهد لحقوق الإنسان محمود حنفي موجها إلى منظمة التحرير الفلسطينية التي ولدت في رحم المخيمات ثم غابت بوصفها المرجعية السياسية وتركتها مكشوفة سياسيا.

بدوره أيضا تساءل الكاتب والباحث أحمد الحيلة لماذا تسمح منظمة التحرير بأن تتحول المخيمات إلى صناديق بريد؟ وما دور المنظمة في الوضع الاقتصادي والأمني؟ وخلص إلى أن هذه الحال المعيب برسم القيادة الفلسطينية أولا.

غير أن المخيم، وهو يوصف بأنه "جزيرة أمنية" في لبنان، يستدعي دور الدولة اللبنانية التي تحاصر المخيمات، فلا قدمت لها خدمات كدولة مستضيفة، ولا سهلت عمل الأونروا، حسبما يعلق محمود حنفي.

ويفصل الحيلة في هذا الجانب فيقول إن لاءات الدولة اللبنانية التي تمنع 70 وظيفة عن الفلسطينيين في لبنان تشمل أكثر منذ ذلك منع تصاريح البناء ومنع حتى الترميمات، وصولا للبنى التحتية.

حالة مزرية
ويضيف الحيلة أن المخيم الذي كان يضم بضعة آلاف في 1949 هو اليوم أضعاف هذا العدد، وفي حالة مزرية تعليما وصحة وبطالة متفشية.

وطالب الدولة اللبنانية بأن توجد الحد الأدنى للحياة الكريمة، لا أن تدفع المخيم إلى أن يتحول لجزيرة أمنية وتضيق عليه وتخنقه ثم تطلب منه أن يكون طبيعيا.

هذا الأمر الذي ذهب إليه كذلك محمود حنفي لجهة مآلات التضييق، لكنه أكد في المقابل أن المخيمات نسبيا أكثر أمنا من مناطق لبنانية أخرى.

كما تطرق الضيفان لموضوع السلاح في مخيم عين الحلوة، وذهب حنفي إلى أن الاحتكام إلى السلاح هو العبث بعينه، وطالب بمرجعية فلسطينية تمنع ترويع الآمنين وتمنع المصائر التي تعرض لها فلسطينيون في مخيمات أخرى، مثل مخيم نهر البارد ومن بعده مخيم اليرموك.