الواقع العربي

المرأة اليمنية.. تطلعات تكبلها قيود المجتمع

سلطت حلقة “الواقع العربي” الضوء على ازدياد أوضاع المرأة اليمنية سوءا في ظل الحرب الدائرة باليمن.

لم تبق المرأة اليمنية حبيسة بيتها مكبلة بقيود القبيلة، فقد سجلت ثورة التغيير عام 2011 أن هذه المرأة سطرت ملاحم في النضال السلمي، وشاركت في ميادين الثورة مناضلة وثائرة تطالب بالديمقراطية والكرامة والمساواة للجميع.

غير أن الحرب التي اندلعت في البلاد أثقلت كاهل المرأة اليمنية بالمزيد من الأعباء بما سببته من خسائر في الأرواح والممتلكات، وموجات النزوح وصعوبات الحياة الاقتصادية والاجتماعية.

حلقة 27/9/2015 من برنامج "الواقع العربي" سلطت الضوء على ازدياد أوضاع المرأة اليمنية سوءا في ظل الحرب الدائرة باليمن.

وتؤكد الصحفية والناشطة الحقوقية نبيلة السعيد أن المرأة اليمنية ورغم الضغوط الاجتماعية خرجت في ثورة 2011 تطالب بالحرية والعيش الكريم لأبناء اليمن، وهي ما تزال نفسها تلك المرأة حتى هذه اللحظة.

وقالت إن المرأة اليمنية سطرت ملاحم في النضال السلمي، وشاركت في ميادين الثورة مناضلة تشد من أزر الثوار، وتطالب بالديمقراطية والكرامة والمساواة للجميع.

لكن من وجة نظر الناشطة فإن مخرجات الحوار الوطني الشامل لم تنصفها، ولم تحقق مطالبها في التمثيل داخل جميع مؤسسات الدولة، وقالت إن الجميع يحاول وضع المرأة كديكور في وقت تطالب هي بهامش للحق في الحياة.

وأكدت أن المرأة  اليمنية ما زالت صامدة حتى اليوم، وأن صوتها مرتفع رغم ويلات الحرب وفقدها أبناءها وأسرتها، بعدما أصبحت هي المعيل الوحيد لأسرتها في ظل غياب نقص فادح في الغذاء والماء والأمن.

مسؤولية الجميع
من جانبه اعتبر أستاذ علم الاجتماع في جامعة صنعاء عبد الباقي شمسان أن الكل مسؤول عن الوضعية التي تعيشها المرأة اليمنية, لكنه أعرب عن اعتقاده بأنها قادرة على إحداث التغيير.

وأشار شمسان إلى تناقص حجم تمثيل المرأة في البرلمان والمجالس المحلية في اليمن، كما عبر عن وجهة نظره بأن تمثيل المرأة بالحصص في البرلمان سيختزل ذلك في مجموعة من النساء، وهو أمر سيؤدي إلى عرقلة انطلاق المرأة اليمنية.

ولفت إلى أن المرأة اليمنية مكبلة بالثقافة الاجتماعية، وأنها رهينة فضاء جغرافي يفتقر إلى البنى التحتية تقوم فيه بدور المعيل في أغلب الأحيان، كما أنها تعاني من التمييز المركب لكونها امرأة ولكونها تنتمي إلى الفئات المهمشة.

ويعتقد شمسان بأن الثقافة العربية تعيد إنتاج اللامساواة بالنسبة للمرأة سواء في المدرسة أو مسلسلات التلفزيون، مضيفا أن الأسرة العربية تقوم على تراتبية هرمية وأن المرأة تكون عادة في أسفلها.

ودعا إلى إعادة النظر في القوانين وتغييرها، على أن يقترن ذلك مع تغيير الذهنيات حتى يتم بلوغ الهدف بإيلاء المرأة مكانتها الحقيقية في المجتمع.