لماذا تُركت المقاومة اليمنية بتعز وحيدة؟
تتفق معطيات التاريخ وعوامل الجغرافيا على أن الوصول إلى صنعاء يمر بتعزّ، لكن يبدو أن المقاومة الشعبية في المدينة ضد الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح تُرِكوا بمفردهم لمواجهة مصيرهم.
ولم تخف المقاومة في تعز شكواها من قلة الدعم الذي يصلها خاصة من الأسلحة الثقيلة والنوعية القادرة على قلب موازين المعارك، الأمر الذي جعلها تفقد بعضا من مواقعها، وسط تساؤلات عن موقع ومكانة المدينة وعامة المحافظة ضمن أولويات الخطط العسكرية للتحالف العربي في اليمن.
حول هذا الموضوع، قال مقرر مجلس تنسيق المقاومة في تعز ضياء الحق الأهدل إن المقاومة لم تفقد مواقع في تعز بل تسيطر على الجزء الأعظم من المدينة باستثناء مداخلها التي ضرب الحوثيون حولها حصارا.
وأضاف أن المعطيات الحالية التي تجري تجاه تعز من قلة إمدادها وعدم مساندتها تجعل الاتهامات بوجود مؤامرة محتملة، محذرا من أن تجاهل المدينة قد يكون خطأ إستراتيجيا يعيق النصر في عموم اليمن.
وطالب الأهدل بإمداد المقاومة الشعبية في المدينة بالسلاح الثقيل والنوعي والتقنيات العسكرية التي تمكنها من مواجهة الحوثيين.
كما طالب بإمداد المدينة بالمواد الإغاثية والإنسانية في ظل الوضع الذي تعاني منه بسبب الحصار الخانق.
مؤامرة أم ارتباك
ومن جهته، أكد خبير عسكري وإستراتيجي أن تعز محاصرة من كل الاتجاهات وتعاني في ظل تقصير من الجيش الوطني والمقاومة، وسط حالة من ارتباك الأفكار السياسية لدول التحالف العربي في كيفية التعامل مع المقاومة التي يقودها إسلاميون، وفق رأيه.
وأضاف د. عبد الله الحاضري أن المدينة بحاجة إلى فك الحصار عنها، وكان ذلك بالإمكان عندما تم تحرير قاعدة العند، لكنها تُركت وحدها تواجه مصيرها.
ويرى الحاضري أن تعز يتم التآمر عليها من قبل بعض القوى السياسية، لأن تجربتها المسلحة نضجت، وهناك من يرى فيها تهديدا حقيقيا في المستقبل، فيراد لها أن تكون محرقة للمدنيين وللحوثيين على حد سواء، وفق قوله.
واتهم الخبير العسكري اليمني المقاومة ورئاسة الأركان والقائد الأعلى للقوات المسلحة بالتقصير نحو تعز، وقال إنهم لا يريدون تحريرها لأسباب سياسية، محذرا من أنه لا قيمة لأي انتصار بدون تحرير تعز.