الواقع العربي

أطفال اليمن.. بين الفقر والحرب

استعرضت حلقة “الواقع العربي” تحذيرات منظمات حقوقية دولية من تكثيف جماعة الحوثيين لعمليات تجنيد الأطفال مؤخرا، وأن ثلث إجمالي عدد المقاتلين بصفوف الحوثيين وجماعات أخرى في اليمن هم من الأطفال.

حذرت منظمات حقوقية دولية من أن جماعة الحوثيين كثفت مؤخرا عمليات تجنيد الأطفال، من حيث تدريبهم ونشرهم في ساحات المعارك، مما يشكل انتهاكا صارخا لقواعد القانون الدولي.

وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن الحوثيين يستخدمون الأطفال بشكل متزايد منذ استيلائهم على العاصمة صنعاء، بينما قالت منظمة اليونيسيف إن الأطفال يشكلون ثلث إجمالي عدد المقاتلين في صفوف الحوثيين وجماعات أخرى في اليمن.

مسؤولية الحوثي
وحول عمليات تجنيد الأطفال ومشاركتهم في القتال، رأى الكاتب الصحفي اليمني يحيى الثلايا أن دولة الإمامة قامت في اليمن أساسا على ممارسة تجهيل المواطنين، ونتج عن ذلك الحروب والثارات التي لا تنتهي، ووصف ما يجري بأنه تسليح للأطفال وتجنيدهم للقتال على مرأى أهاليهم.

واتهم الحوثيين باستخدام الأطفال وقودا لحروبهم التي لا تنتهي، برضا أسرهم أو بغصبهم، وأكد أنهم يفضلون تجنيد الأطفال لأن البالغين من الشباب يكونون متزوجين ولا يرغبون في المشاركة في القتال.

وحذر الثلايا في حلقة السبت 8/8/2015 من برنامج "الواقع العربي" من خطورة إضفاء طابع ديني على عمليات تجنيد الأطفال التي يلعب الفقر فيها دورا أساسيا، وأوضح أن المحصلة تتمثل في طفل معاق كليا أو جزئيا، أو يعاني اضطرابات نفسية تجعله يميل إلى العنف والإجرام في المستقبل، وحمل مسؤولية ذلك بالدرجة الأولى إلى زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي.

الفقر والطائفية
من جهته، أوضح المحامي والناشط الحقوقي في منظمة هود لحقوق الإنسان عبد الرحمن برمان، أن أوضاع هؤلاء الأطفال تعتبر أكثر سوءا مما ورد في تقارير المنظمات الدولية، وأنهم لا يستطيعون الفرار من جبهات القتال ويخشون التهديدات التي يتلقونها.

ورأى برمان أن تقارير المنظمات الدولية لا تمثل إلا عينة بسيطة من الواقع الذي يكشف أن الأطفال يتم إخراجهم من المدارس وتجنيدهم، إضافة إلى اضطرار بعض الأسر إلى تجنيد أطفالها استجابة لضغوط الحياة وسعيا وراء الكسب المادي، في ظل وعود الحوثيين للأهالي باستخدام أطفالهم في مهام الحراسة والأعمال المدنية.

واعتبر أن الفقر أهم العوامل التي تسهل تجنيد الأطفال، حيث إن الحرب رفعت نسبة البطالة، وأصبح 21 مليون يمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، ولفت إلى أن وتيرة التجنيد ترتفع في المناطق التي يقل فيها التعليم.

كما أن الثقافة القبلية تعوّد الأطفال على حمل السلاح منذ الصغر، إضافة إلى التحشيد الطائفي وعدم توفر الحماية القانونية للأطفال، وهذه تعد عوامل ذات أثر كبير في عمليات تجنيد الأطفال -بحسب برمان- إضافة إلى أن الانتصارات التي حققها الحوثيون في البداية جعلت الجميع يرغب في إلحاق أبنائه بقواتهم.

ورغم إشارته إلى ضعف دور المنظمات الدولية لحماية الطفل في توثيق هذه الظاهرة ورصدها، فإنه حمّل هذه المنظمات مسؤولية متابعة الجماعات التي تقوم بتجنيد الأطفال وإجبارهم على حمل السلاح.