
حزب الاستقلال المغربي.. شعبية تحسمها الانتخابات
ضمن مواقع متقدمة، حجز حزب الاستقلال المغربي لنفسه مكانة بارزة داخل الساحة السياسية المغربية صنعتها أدوار بلغت حد المشاركة في حكومات ائتلافية زمن الملك الراحل الحسن الثاني، وها هي تلك الأدوار تعيش اليوم ومن موقع المعارضة لحكومة حزب العدالة والتنمية الإسلامي تحديا انتخابيا مهما.
ويتمثل التحدي في انتخابات محلية وشيكة يراها المراقبون مؤشرا بالغ الأهمية سيكشف عن التحولات الجارية في المشهد السياسي والحزبي المغربي بعد سنوات من منعطف ثورات الربيع العربي وما فرضته من متغيرات.
وناقشت حلقة 29/8/2015 من "الواقع العربي" تجربة حزب الاستقلال المغربي ورهاناته في المشهد السّياسي والانتخابي المغربي الحالي.
وتستعد الأحزاب السياسية المغربية لانتخابات محلية في الرابع من سبتمبر/أيلول ستكون محكا حقيقيا لقياس شعبية حزب الاستقلال.
ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاضي عياض بمراكش الحسين أعبوشي في حزب الاستقلال تكمن أهميته في تغلغله في النسيج الاجتماعي والخبرة التي راكمها طيلة ثلاثين عاما في المعارضة.
وأشار إلى أن حزب الاستقلال عرف تحولا على مستوى قيادته وبنيته, مضيفا أن انتخابات 2015 ستكون محك للقيادة الجديدة .
وقال إن الحزب ساهم في التسعينيات في دمقرطة الحياة السياسية في المغرب وخلق دينامية في النظام السياسي المغربي. متوقعا أن
يشهد تغييرات على مستوى بنيته التنظيمية.
من جانب آخر أعبوشي اعتبر أن الجيل الجديد في الحزب يختلف بنيويا عن الجيل القديم خصوصا فيما يتصل باختيار قيادات الحزب.
وأضاف أن الحزب واكب التحولات الكبرى التي عرفها المغرب وساهم من موقعه في المعارضة أو الحكم في تطور الحياة السياسية المغربية ودمقرطة النظام السياسي.
بالنسبة للانتخابات المحلية سينافس على المراتب الاولى اما بالنسبة
ويتوقع أعبوشي أن يحتل حزب الاستقلال مواقع متقدمة في الانتخابات القادمة.
من جانبه اعتبر أستاذ التواصل السياسي بجامعة محمد الخامس بالرباط ميلود بلقاضي أن حزب الاستقلال من الأحزاب الوطنية الكبرى وهو يمارس السياسة الواقعية البرغماتية منذ رحيل أمينه العام علال الفاسي.
ولفت إلى أن الحزب التزم الصمت بعد خروج مظاهرات احتجاجية في 20 فبراير 2011 ولم يتخذ موقف واضحا منها لكنه خرج لاحقا ببيان يطالب بإصلاحات جذرية.
وأعرب عن اعتقاده أن خروج حزب الاستقلال من حكومة عبد الإله بنكيران كان متوقعا بسبب اختلاف في المرجعيات والتصورات والروئ السياسية بين الامين العام للحزب حميد شباط وبنكيران.
وفيما يتصب بحظوظ حزب الاستقلال في الانتخابات توقع بلقاضي فوز حزب الاستقلال بالمركز الأول أو الثاني.
ولد حزب الاستقلال فعليا عام 1944 مع تقديم ما عرف بوثيقة المطالبة باستقلال المغرب
وترأس علال الفاسي الامانة العامة لحزب الاستقلال حتى وفاته في 1972 وخلفه محمد بوستة حتى 1998.
أقر حزب الاستقلال برنامجا انتخابيا لمحليات 2015 أولويته التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
ويعيب عليه منتقدوه تخليه عن مرجعيته الإسلامية من أجل مواقف ليبرالية كما يرونه حزبا نخبويا يدعم المصالح الأرستقراطية المغربية.