الواقع العربي

هل غيّر الأسد أولوية الصراع مع إسرائيل؟

سلطت حلقة “الواقع العربي” الضوء على موقف النظام السوري من الغارات الإسرائيلية الأخيرة داخل الأراضي السورية، وما إذا كان نظام الأسد قد غيّر أولويات الصراع.
في كل مرة تتعرض فيها أجواء وأراضي سوريا للانتهاك من قبل إسرائيل يعلن نظام بشار الأسد احتفاظه بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين، واللذين لا يأتيان أبدا.

لكن حتى هذا الاحتفاظ بحق الرد يبدو أن النظام السوري تخلى عنه، بعد الغارات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت مواقع للنظام في هضبة الجولان المحتلة.

حلقة الجمعة (28/8/2015) من برنامج "الواقع العربي" تناولت هذا الموضوع، وتساءلت عما إذا كان هناك تغير في رؤية النظام السوري لاستراتيجية وأولوية الصراع.

كان الجيش السوري أعلن الجمعة الماضي أن خمسة قتلى سقطوا جراء غارة للطائرات الإسرائيلية أصابت سيارة مدنية في مرتفعات الجولان، فيما أفاد مسؤول إسرائيلي بأن الضربة الجوية قتلت أربعة فلسطينيين "مسؤولين عن هجوم صاروخي على إسرائيل".

وتزايدت وتيرة الغارات الإسرائيلية داخل الأراضي السورية بعد الثورة، وتوسعت لتشمل حليفي النظام إيران وحزب الله اللبناني، لكن ذلك لم يفلح في إخراج النظام أو حليفيه من دائرة الاحتفاظ بحق الرد إلى دائرة الرد.

 

مثار سخرية
في هذا الموضوع يرى الخبير العسكري والاستراتيجي السوري عبد الناصر العايد أن عبارة الاحتفاظ بحق الرد أصبحت مثارا للسخرية من النظام السوري، بسبب عجز النظام عن الرد.

إعلان

وكشف العايد أن هناك العديد من الحوادث والقصص الخطيرة حول اختراق الطائرات الإسرائيلية للأجواء والأراضي السورية، وذكر تفاصيل حادثة تسلل مروحيات إسرائيلية لداخل سوريا، وعندما تصدى لها أحد الطيارين تم الحكم عليه بالسجن، وسُمح للطائرات بمغادرة الأراضي السورية "كالمعتاد".

واعتبر أن النظام السوري ليست قضيته تحرير الأرض أو محاربة إسرائيل، وقال إنه خلال الخدمة في الجيش السوري لم يكن هناك أي تخطيط لمحاربة إسرائيل، وكل ما كان يتخذ كان تحسبا للثورة السورية التي وقعت فيما بعد.

وحسب العايد فإن الغارات الإسرائيلية الأخيرة مرتبطة بإيران أكثر من ارتباطها بالنظام السوري، فإيران من خلال وجودها في منطقة شمال فلسطين في الجولان المحتل تريد أن ترسل رسالة لإسرائيل، مفادها أنها قادرة على إزعاجها في محاولة منها للوصول إلى تسوية إقليمية كتلك التي وقعتها باتفاق النووي الأخير. 

وبشأن موقف حزب الله قال العايد إنه محكوم باتفاقيات عُقدت في الفترة الماضية، وربما كان ضمن اتفاق النووي فرملة الحزب وتحجيمه.

رسائل إيرانية
من جهته، اعتبر مدير مركز "أمم" للتوثيق والأبحاث لقمان سليم أن تصريحات الأسد الأخيرة التي أشار إليها أيضا الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله تلمح إلى تغيير في أولوية الصراع مع إسرائيل، وقال إن ذلك مرتبط بالمشهد العام الذي اتضح جيدا في الأشهر الماضية.

واعتبر أن سوريا ولبنان أو أجزاء منهما أصبحتا "عتبات" للإمبراطورية الإيرانية، وهما بمثابة ساحتين لتبادل الرسائل أو الصراع المباشر بين إيران وإسرائيل، حسب رأيه.

وأضاف أن المعطيات العسكرية والسياسية ترسم المشهد الجديد الذي يبدو فيه الفاعل الإيراني ينحي وكلاءه جانبا ليدير مباشرة العمليات وغرفها وكل اللاعبين على الساحة.

المصدر : الجزيرة