الواقع العربي

لماذا تخلى القارئ العربي عن الصحافة الورقية؟

ألقت حلقة “الواقع العربي” الضوء على الأزمة المتفاقمة التي تعيشها الصحافة الورقية في العالم العربي، بسبب ثورة الإنترنت والفضائيات، وكيف يمكن الخروج من هذه الأزمة.

تعاني الصحافة الورقية في العالم العربي وفي العالم أجمع من تراجع كبير في مبيعاتها بسبب هروب القارئ عنها إلى فضاء الإنترنت والفضائيات، حتى إن إمبراطور الإعلام روبرت مردوخ يتوقع أن تختفي الصحافة الورقية عام 2020.

ضيفا حلقة (28/7/2015) من برنامج "الواقع العربي" اتفقا على أن الصحافة الورقية تعيش أزمة متفاقمة لعوامل عدة، لخصها طارق المومني نقيب الصحفيين الأردنيين في الثورة التكنولوجية وعجز إدارات المؤسسات الصحفية عن الاستفادة من هذه التكنولوجيا، والتدخلات الرسمية الحكومية في عمل المؤسسات الصحفية.

وقال إن العوامل المذكورة فاقمت الأزمة المالية للصحف، مما جعلها تلجأ إلى تقليص عدد العاملين فيها على غرار صحيفة "الدستور" الأردنية التي انخفض عدد العاملين فيها من 600 إلى 270.

بدوره، أكد رئيس تحرير صحيفة "الآداب" اللبنانية المتوقفة عن الصدور الدكتور سماح إدريس أن صحيفته عجزت عن هجوم الإنترنت وهجوم الرقابة، وعجزت عن التصدي لاكتساح الفضائيات لعقول الناس.

ويبدي الضيفان تفاؤلهما بأن الصحافة الورقية لن تختفي مثلما يتوقع البعض، حيث يرى المومني أن القارئ العربي لا يزال يتمسك بتصفح صحيفته مع فنجان القهوة في الفترة الصباحية، ودعا إلى ضرورة استمرار الصحف الورقية عبر تقديمها للمنتج الجيد الذي يكون بالمادة الخبرية التي تبحث في ما وراء الخبر.

دعم مالي
وطالب الحكومات بأن تقدم الدعم المالي للصحف الورقية مثلما تقدمه للأحزاب السياسية، وقال إنه لا ضير في ذلك باعتبار أن دولا أخرى تفعل ذلك، مثل فرنسا التي تدعم صحفها بـ600 مليون يورو. وكشف المومني أن صحف الأردن لا تتلقى الدعم من الدولة.   

رئيس تحرير صحيفة "الآداب" شدد أيضا على أهمية الصحافة الورقية، وكشف عن أبحاث أجريت في مدارس أميركية خلصت إلى أن القراءة على الورق تثبّت المعلومات في الذاكرة بخلاف القراءة على الأجهزة اللوحية.

غير أن الضيف قال إن الإعلام لن يكون له أي دور إذا بقي "بوقا" للسلطات، وإن الأفضل للصحيفة أن تتحول إلى صحيفة إلكترونية على أن تكون أداة بيد الأنظمة العربية التي قال إنها لا تعمل على تعزيز السلطة الرابعة (الإعلام) وإنما تعمل على رقابتها وقمعها لتكون خاضعة لها.

وخلص المومني من جهته إلى أنه لا دولة في العالم تريد أن تترك إعلامها حرا، وأعطى مثالا على ذلك بالسلطات الأميركية التي قال إنها اشترطت على الصحفيين المرافقين لعملية غزو العراق عام 2003 أن يخضعوا تقاريرهم للرقابة.

يذكر أن عددا من الصحف والمجلات العربية أوقفت طباعة أعدادها لتغلق أو تتحول إلى نسخ إلكترونية من بينها صحيفة "الآداب" اللبنانية.