
أبعاد قرار محكمة أميركية بشأن مواليد القدس
رحب ضيفا حلقة (9/6/2015) من برنامج" الواقع العربي" بقرار القضاء الأميركي إلغاء السماح لمواطنيه من مواليد القدس المحتلة بتسجيل إسرائيل مكانا لميلادهم، واعتبرا أنه يصب في مصلحة الفلسطينيين.
وكانت المحكمة العليا الأميركية قد ألغت مؤخرا قانونا يجيز للمواطنين الأميركيين المولودين في القدس تسجيل إسرائيل بوصفها الدولة التي تقع فيها هذه المدينة في جوازات سفرهم، في انتصار لإدارة الرئيس باراك أوباما.
مفاجأة سارة
ووصف الباحث والمحلل السياسي سعيد عريقات قرار المحكمة العليا بـ"المفاجأة السارة"، وأشار إلى أن خمسة من قضاة المحكمة صوتوا لصالح القرار على الرغم من أنهم من المحافظين الذين يصوتون إلى جانب الجمهوريين.
وأضاف أن القرار بعث رسالة أميركية واضحة مفادها أن القدس ليست جزءا من إسرائيل، فأي أميركي ولد في القدس لا يمكنه وضع اسم إسرائيل في جواز سفره، وشدد على أن المحكمة الأميركية العليا قالت كلمتها ولن تتراجع تحت أي ضغوط كانت.
وأكد عريقات أن الكونغرس الأميركي يحاول تسيير السياسة الخارجية للولايات المتحدة مثل ما هو الشأن في ملف إيران النووي، لكن مسألة القدس مختلفة تماما، حيث إن الرؤساء الأميركيين المتعاقبين لديهم سياسة ثابتة بشأن ضرورة التوصل إلى حل بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
من جهته، قال أستاذ القانون الدولي في جامعة القدس الدكتور حنا عيسى إن قرار المحكمة الأميركية يصب في صالح العدالة الدولية التي تعترف بحقوق الفلسطينيين، ووصفه بالخطوة الإيجابية التي تعزز ما اعتبرها مصداقية واشنطن إزاء مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأضاف عيسى أن القانون الموقع في 2002 والذي يجيز لأي مواطن أميركي مولود في القدس ذكر "إسرائيل" على جواز سفره لم يتم تطبيقه، وأشار إلى تمسك الإدارات الأميركية المتعاقبة بخيار الدولتين، "ولو أعطت واشنطن سيادة إسرائيل على القدس لما كانت هناك مفاوضات".
صراع السلطتين
لكن ضيفي الحلقة أشارا إلى أن واشنطن توفر الحماية السياسية والدبلوماسية لإسرائيل بدليل استخدامها حق النقض (الفيتو) مرات عديدة.
وعن تداعيات القرار رأى عريقات أنه يعطي وزنا وقوة دفع أخلاقية لحملة مقاطعة إسرائيل ومحاصرتها في الجامعات الأميركية، وهي الحركة التي قال إنها بدأت تحظى بنشاط.
من جهة أخرى، اعتبر الضيفان أن المحكمة العليا بتصويتها على قرار إلغاء السماح لمواطنين الأميركيين من مواليد القدس بتسجيل إسرائيل مكانا لميلادهم هو انتصار للرئيس الأميركي باراك أوباما، ومنع تدخل الكونغرس في الشأن التنفيذي.
يذكر أن المحكمة العليا حسمت الصراع بين السلطتين التنفيذية والتشريعية بشأن قضية أميركي ولد في القدس أراد أن يذكر اسم المدينة على جواز سفره مع كلمة "إسرائيل"، وهو ما كان الكونغرس سمح به خلافا لرأي الرئيس.
ويجيز القانون الفدرالي الموقع في 2002 من قبل الرئيس السابق لأي مواطن أميركي مولود في القدس ذكر "إسرائيل" على جواز سفره، لكن الرئيس جورج بوش أرفق توقيعه بإعلان يدين تحديدا هذا الأمر المفروض عبر الكونغرس الذي يشير إلى أن القدس عاصمة إسرائيل، معتبرا ذلك "تدخلا غير مقبول في صلاحية الرئيس الدستورية لإدارة السياسة الخارجية للبلاد".