الواقع العربي

التحديات التي تواجه الوقف السني في العراق

بحثت حلقة “الواقع العربي” ما يجابهه الوقف السني العراقي من تحديات بهدف السيطرة عليه وإفراغه من محتواه، حيث لم يكن الوقف استثناء، ضمن الوضع المتدهور في العراق الغارق بالأجندات الطائفية.

يجابه الوقف السني في العراق تحديات بهدف السيطرة عليه أو إفراغه من محتواه، حسب مراقبين يرون أن هذا الوقف لم يكن استثناء، فهو يدفع الثمن ضمن المشهد العراقي المتدهور والغارق في الأجندات الطائفية.

رئيس ديوان الوقف السني محمود الصميدعي قدم في حلقة 19/6/2015 من "الواقع العربي" تفصيلا لما يضطلع به الوقف من مهام في اللحظة الراهنة، فقال إن الوقف يمثل أهل السنة بوصفه الدائرة التي يلجؤون إليها في طلب الإعانات مع تزايد عدد المهجرين والمعوزين، ويجري تبني هذه المطالب بالقدر الذي يستطيعه.

غير أن هذه التفصيل هو جزء مما تعمله هذه المؤسسة التي تشمل أوقاف المحافظات وكلية الإمام الأعظم والتعليم والحج. وقد تعرضت لاعتداءات مختلفة في السنوات التي أعقبت الاحتلال، كان آخرها إحراق مبنى تابع لها في بغداد اتهم به متطرفون من مليشيا شيعية.

رئاسة الوقف
إلا أن أزمة الوقف تشير إلى تجاذبات سنية أكد عليها الصميدعي غير مرة تتعلق بخلاف حول مرشح لرئاسة الوقف بين طامعين بالمنصب، على حد قوله.

ومضى يقول إن آلية تعيين رئيس للوقف تأتي بترشيح من مجمع الفقه العراقي في جامع الإمام أبي حنيفة، ثم يعين رئيس الوزراء واحدا من المرشحين، لكن ثمة تدخلات من أطراف سنية تحاول مع دول إقليمية أن يكون فلان رئيسا رغم أنه من خارج المرشحين.

سوى ذلك يشير الصميدعي إلى أن الوضع هادئ في الوقف، ويعمل موظفوه ومديروه ووكلاؤه والمفتش العام بانسجام، لافتا إلى أن الوسطية والدعوة إلى الوحدة بين أبناء الشعب العراقي هو ما يتبناه الوقف.

هذا عن الداخل السني فماذا عن موقف حكومة حيدر العبادي ومدى اختلافها عن حكومة سلفه نوري المالكي، تجاه الوقف السني؟ قال "نلمس أن الرجل يريد العمل والتوفيق بين الأطياف، وننتظر علاج بعض الأمور العالقة، مثل المساجد المغتصبة واستهداف المقرات والأراضي التابعة للوقف والتلكؤ في تعيين رئيس جديد".

مكة 2 
من ناحيته أوضح المدير في الإدارة السياسية في منظمة التعاون الإسلامي الحبيب كعباشي أن المنظمة بيت المسلمين كلهم، وأنها تبدي حرصا على وحدة العراق وسلامة أراضيه، لافتا إلى الوثيقة التي خرجت من مؤتمر مكة في 2006 وجمعت علماء السنة والشيعة في البلاد أكدت على أن الانتماء للإسلام يشمل كل من نطق الشهادتين، وبالتالي عدم جواز تكفير الآخر.

إلا أن المشهد العراقي المتأزم دفع المنظمة لاقتراح مبادرة مكة 2، ولكن هذه المرة -كما يضيف- ستكون شاملة للقيادات السياسية التي عليها أن تدفع المصالحة الوطنية قدما.

وبين كعباشي أن منظمة التعاون الإسلامي التي تجمع 57 دولة يمكن أن تلعب دورا في دعم الوفاق العراقي والعمل مع الحكومة العراقية لتحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام الطائفي.