
مواقع القوى اليمنية قبل "عاصفة الحزم" وبعدها
لا يعد اتخاذ قرار بشن حرب أمرا سهلا، لكنه امتداد للسياسة عبر وسائل أخرى، كما يقول المفكر العسكري الألماني كارل فون كلاوزفيتز في القرن التاسع عشر.
ولا تزال مقولة المفكر الألماني هذه سارية إلى وقتنا الراهن، ويبدو الصراع في اليمن نموذجا.
وبعد ساعات من بدء عملية "عاصفة الحزم" تعرضت مواقع الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، في صنعاء ومأرب وصعدة خاصة، لضربات موجعة من قوات "عاصفة الحزم"، ووفقا لتأكيدات المتحدث باسم هذه العملية فإنها لن تتوقف حتى تحقق هدفها الرئيسي وهو ردع الحوثيين.
حلقة الجمعة (27/3/2015) من برنامج "الواقع العربي" طرحت تساؤلات عن مواقع الحوثيين وباقي القوى اليمنية قبل بدء عملية عاصفة الحزم، ومواقعهم بعدها وخياراتهم وأوزانهم السياسية في الفترة المقبلة.
قوة الحوثيين
حول هذا الموضوع، يؤكد أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة صنعاء عبد الباقي شمسان أنه من المغالطة أن نتحدث عن أن الحوثيين قوة أولى في اليمن، والحقيقة أن الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح هو اللاعب الرئيسي هناك، بما لديه من قوات موالية في الجيش، كما أن لديه جهاز استخبارات وجهازا أمنيا مصاحبا.
ويرى شمسان أن التدخل العسكري الذي حدث الآن من قبل الدول العربية جاء نتيجة لخبرة تراكمت لدى المنطقة العربية من خلال تجربة العراق وسوريا، التي خلقت تنظيمات أكثر تطرفا ودمرت البنية التحتية فيهما وخلقت الطائفية التي لم تكن المنطقة تعاني منها في الماضي.
واعتبر شمسان أن القرار الذي اتخذ بشن هذه الحرب بقيادة السعودية وبمشاركة دول خليجية وعربية يعني تحول الإستراتيجية العربية من الحرب بالوكالة إلى التدخل المباشر، ووصف القرار بأنه كان دقيقا ومدروسا ومفاجئا واستفاد مما حدث في العراق وسوريا.
وشدد أستاذ علم الاجتماع على خطورة وحساسية ما يجري في اليمن نظرا لارتباطها بـ40% من التجارة الدولية، فضلا عما هو منتشر فيها من فوضى السلاح.
صدمة وانهيار
من جهته، أكد عضو لجنة الجيش والأمن في مؤتمر الحوار الوطني عبد الله بن هَذَّال أن الحوثيين الآن في حالة انهيار، لأنهم لم يكونوا يتوقعون قيام الدول العربية بهذا الشكل في وجههم، وقال إن الضربات حجمتهم وهم في حالة صدمة لم يفيقوا منها بعد.
ووفقا لبن هَذَّال فإن الدول الخليجية أخطأت بالإبقاء على صالح ومنحه الحصانة عقب الثورة التي طالبت برحيله.
وحذر بن هذال من الانخداع بمطالب الحوار التي يرفعها الحوثيون وأنصارهم أو من يدعمهم، وشدد على أن المقصود من هذه الدعوات هو الحصول على هدنة لالتقاط الأنفس لإعادة تنظيم أنفسهم، وقال "ستتحول لعاصفة الهزم إذا توقفت الحملة لساعة واحدة".
ويرى المسؤول اليمني أن إيران لا تستطيع أن تفعل شيئا ضد التحالف العربي الحالي، وأكد أن الضربات لن تحتاج لوقت طويل لتقليم أظافر الحوثيين "فهم أضعف مما نتصور لكنهم لم يجدوا من يقف أمامهم".