الواقع العربي

مخاطر تعديل مناهج التعليم على الهوية الثقافية المصرية

استعرض برنامج “الواقع العربي” مخاطر المس بالهوية الثقافية المصرية من خلال تعديل مناهج التعليم وتشويه رموز التراث الإسلامي وصولا إلى كتب دراسية تحفل بصور وأسماء قادة حركة تمرد الموالية للسلطة.

شهدت مصر انقلابا عسكريا أطيح بموجبه بالرئيس المنتخب وحكومته والمجلس التشريعي القائم في 3 يوليو/تموز 2013، واعتبر الدستور المستفتى عليه شعبيا هو والعدم سواء.

لكن رويدا رويدا اتضح أن الأمر لا يقتصر على الإطاحة بفريق سياسي فقط، فقبل وبعد أن تحدث رئيس البلاد عن ثورة دينية، تلقى المعنيون التوجيه الرئاسي وحولوه إلى حملة لتشويه رموز من وزن الإمام البخاري.

وانتهى الحال إلى كتب دراسية تحفل بصور وأسماء قادة حركة تمرد الموالية للسلطة وتخلو من صلاح الدين الأيوبي وعقبة بن نافع تحت عنوان محاربة العنف والتطرف.

مسلسل متواصل
وحول هذا التطور قال مدير المعاهد القومية بوزارة التربية والتعليم المصرية السابق حمدي عبد الحليم إن مصر تعيش مسلسلا متواصلا يهدف إلى حذف كل ما هو إسلامي من مناهج التدريس بقصد تغيير الهوية الإسلامية للمجتمع المصري.

وأضاف أن الثقافة الإسلامية هي السائدة في المجتمع المصري، وأن الوثيقة التي كشف عنها تعتبر أن تدريس فترة حكم صلاح الدين الأيوبي مخالفة للقيم والأعراف، ولذلك يجب أن تحذف من مناهج التدريس.

وربط عبد الحليم تغيير المناهج بما وصفها بـ"إملاءات" من خارج البلاد، بقصد مسح عملية تحرير القدس التي قام بها صلاح الدين من عقول الشباب تماما، وأكد أن المخطط قديم وليس جديدا، فمعظم الأفلام التي تم تصويرها قديما كانت تسيء للمسلمين.

من جهته، أوضح الخبير في مجال التربية الثقافية والخبير الدولي في الدراسات المستقبلية محمد بريش أن المناهج التربوية تصاغ لتشكل هوية الأمة، والمطلوب في مصر الآن هو إعادة تشكيل الهوية.

ورأى أن الفقرات التي أزيلت من فترة حكم عقبة بن نافع مرتبطة بإعادة تشكيل المنطقة من الناحية السياسية، وقال إن الانقلاب له أهداف يسعى لتحقيقها، ولذلك من الطبيعي أن يلجأ لإعادة صياغة المجتمع وفق الرؤى التي تخدم توجهاته السياسية الانقلابية.