
المسجد الإبراهيمي.. بين تشدد الاحتلال وتراخي المسلمين
يسيطر الاحتلال الإسرائيلي على الجزء الأكبر من المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل بـالضفة الغربية، والذي بات مخصصا لدخول اليهود دون سواهم منذ عام 1994 إثر مذبحة ارتكبها المتطرف اليهودي باروخ غولدشتاين، راح ضحيتها 29 فلسطينيا.
كما تقيم قوات الاحتلال سلسلة من الحواجز العسكرية حول المسجد الإبراهيمي، وتفرض إجراءات مشددة وتفتيشا دقيقا على دخول المصلين المسلمين.
مضايقات الاحتلال
وحول السياسة الأمنية الإسرائيلية للمسلمين قال رئيس سدنة الحرم الإبراهيمي الشريف حجازي أبو سنينة لحلقة السبت 21/3/2015 من برنامج "الواقع العربي" إن الحرم يقع تحت الاحتلال والسيطرة الإسرائيلية، وإن الزائرين والمصلين يتعرضون للتفتيش والمضايقات التي تعرقل دخولهم الحرم.
وأضاف أن الاحتلال يمنع رفع الأذان من خمسين إلى سبعين مرة شهريا، ترتفع في أوقات الأعياد اليهودية إلى تسعين مرة شهريا، كما يعيق الاحتلال عمليات الترميم ولا يسمح بإدخال مواد ترميم الحرم إلا بالتنسيق معه.
وذكّر أبو سنينة بمجزرة الحرم الإبراهيمي الشهيرة التي ارتكبها غولدشتاين عام 1994 أثناء صلاة الفجر واستشهد فيها 29 فلسطينيا داخل المسجد، وأوضح أن الاحتلال قام بعدها بمعاقبة المسلمين وأغلق الحرم لمدة تسعة أشهر، كما تم الاستيلاء على حوالي 60% من مساحة الحرم لصالح اليهود.
ولم تتوقف المضايقات على المصلين فقط، إذ أوضح رئيس السدنة أن السكان الذين يعيشون في محيط الحرم يعانون أيضا بسبب وجود البوابات الإلكترونية التي تغلق منذ الساعة التاسعة مساء وحتى الرابعة صباحا، الأمر الذي يقيد حركة خروجهم ودخولهم إلى منازلهم.
استفزاز واضح
واستنكر رئيس سدنة الحرم الإبراهيمي زيارات المسؤولين الإسرائيليين للحرم الإبراهيمي، وأكد أن المسلمين لا يرحبون بها على الإطلاق لأنها تدخل في إطار الدعاية الانتخابية، كما تعتبر استفزازا واضحا وصريحا للمسلمين والمصلين في الحرم.
ونفى أبو سنينة أن يكون لليهود حق في الحرم الإبراهيمي، وقال إن كل الحقائق التاريخية تثبت أن هذا المسجد إسلامي بالكامل، ودعا إسرائيل إلى التوقف عن تدنيس واستباحة وقدسية المسجد، وإيقاف سياسات التهويد التي ما زالت تجري على قدم وساق.
وقطع باستحالة التعايش الديني حسب رأيه، وأوضح أن المسجد يعتبر معلما إسلاميا خالصا للمسلمين ولا يجوز لأتباع الديانات الأخرى التواجد فيه، خصوصا أن اليهود أنفسهم لا يعترفون بحرية العبادات للآخرين.
وأكد أن السلطة الوطنية الفلسطينية ليس لها أي دور في إدارة المسجد لأنه يقع خارج مناطق سيطرتها، ودعا كل مسلمي العالم إلى زيارة المقدسات الإسلامية بفلسطين لحمايتها والقيام بـ"واجبهم الديني".