الواقع العربي

فاعلية جامعة الدول العربية وجدواها في الوقت الراهن

استعرض برنامج “الواقع العربي” التحديات التي واجهت جامعة الدول العربية منذ تأسيسها، كما تناول فاعليتها في خدمة المجتمعات العربية، والآمال المعقودة عليها.

مرت 70 عاما منذ تأسيس جامعة الدول العربية، وجرت مياه كثيرة تحت الجسر، تباينت بين حروب أهلية واحتلال أجنبي وثورات سرعان ما انقضت عليها مؤسسات الثورة المضادة وعاد الحال إلى ما كان عليه قبل طموحات الربيع العربي وربما ما هو أسوأ.

أما عن أحوال الشعوب فحدث ولا حرج، أزمات اقتصادية، وتحديات اجتماعية وثقافية تضع الهوية العربية نفسها في دائرة الخطر.

كل هذا يحدث تحت سمع وبصر هياكل ولجان تابعة للجامعة العربية لا يصدر منها أكثر من بيانات إدانة وشجب اعتادتها شعوب المنطقة.

أما التحرك الفعلي فلا يحدث إلا في حالات يراد للجامعة فيها من قبل قوى كبرى أن تقوم بدور وظيفي في أزمات بعينها.

وحول ما تبقى من الجامعة بعد 70 عاما قال نائب المفوض العام للعلاقات الدولية في حركة التحرير الفلسطينية (فتح) عبد الله عبد الله إن معظم التكتلات الدولية في العالم تعتمد على التزام الدول المكونة لها بوعودها، ودعا -رغم الوضع الحالي- إلى عدم التخلي عن الجامعة.

وقال عبد الله لحلقة السبت 14/3/2015 من برنامج "الواقع العربي" إن الميثاق الذي تأسست بموجبه الجامعة عام 1945 ولا يزال يحكم حركة الجامعة هو ميثاق فضفاض، وأضاف أن هناك حاجة إلى تغييره، حتى تكون القرارات ملزمة للدول الأعضاء، وأكد أن المرجعية التي تحكم عمل الجامعة بحاجة إلى تطوير.

جامعة فاشلة
من جهته، رأى أنور مالك -الكاتب الجزائري والمراقب السابق في جامعة الدول العربية- أن الوحدة تعد أمرا ضروريا في هذا العصر، ولكنه أوضح أن الجامعة العربية لم تقدم للأمة العربية شيئا غير الفشل في كل الأزمات، وأكد أنها تحولت إلى هيكل ميت، وإلى جامعة أنظمة عربية يلتقي فيها الحكام العرب شكليا فقط وليس من أجل حل الأزمات والنزاعات.

وقال مالك إن الجامعة فقدت معناها وما زالت تسير وفق الميثاق الذي وضعته الدول السبع المؤسسة، وعزا ذلك إلى عدة أسباب، منها أن الميثاق صار ميتا إضافة إلى ولاءات بعض الدول الخارجية، وأن قرارات الجامعة لا تساوي الحبر الذي كتبت به، لأن هناك جهات أخرى تتدخل لاعتراضها، واتهم الجامعة بلعب دور سلبي للغاية إبان ثورات الربيع العربي.

وأكد الكاتب الجزائري أن جنسية الأمين العام للجامعة العربية ودولة المقر والدول الغنية لديها تأثير على قرارات الجامعة، وقال إن الجامعة ظلت نقمة على القضية الفلسطينية ولم تقدم لها شيئا، وتاجرت بها رغم أنها أصدرت مئات القرارات بخصوصها.