الواقع العربي

أطفال اليمن والحرب.. التكلفة الباهظة

سلطت حلقة (4/10/2015) من “الواقع العربي” الضوء على واقع أطفال اليمن، في ضوء ما كشفه تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) من واقع مأساوي يعيشه الأطفال هناك.

صورة قاتمة رسمها تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) صدر أخيرا عن اليمن.

التقرير حذر من تعرض 1.7 مليون طفل يمني لخطر سوء التغذية بسبب تدهور الأوضاع التي تسببت في مقتل 505 أطفال، وإصابة أكثر من سبعمائة آخرين خلال ستة أشهر.

وقال التقرير إن آمال وطموحات الأطفال المستقبلية تتحطم مع مرور الأيام، خصوصا أن منازلهم ومدارسهم تدمر، كما أن حياتهم باتت مهددة بشكل متزايد بسبب الأمراض وسوء التغذية.

حلقة (4/10/2015) من برنامج "الواقع العربي" سلطت الضوء على واقع أطفال اليمن في ضوء الواقع الذي كشف عنه تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف).

وضع كارثي
ويرى حمزة الكمالي الباحث السياسي وعضو لجنة الحوار الوطني اليمني سابقا أن وضع الطفولة في اليمن امتداد للوضع الإنساني المتردي في البلاد بشكل عام, لافتا إلى أن أطفال اليمن يتم تجنيدهم واستغلالهم لأغراض عسكرية.

واتهم الكمالي الحوثيين بالزج بالأطفال في الحرب الدائرة في البلاد والدفع بهم إلى الصفوف الأولى للقتال.

واعتبر أن وضع الطفولة في اليمن نتيجة تراكمات ازدادت سوءا بعد الانقلاب على الشرعية، وقال إن الأمر يتعلق بجيل بائس بالنسبة للذين ولدوا بعد العام 2002 لأنهم عاصروا عددا من الحروب وويلاتها.

وأوضح الكمالي أن أطفال اليمن يعانون من سوء التغذية وفقر الدم والأمراض الخطيرة، فضلا عن انقطاعهم عن الدراسة بعد أن تعرضت مدارسهم للدمار نتيجة الحرب.

ونبه إلى خطر آخر كبير يتهدد حياه أطفال اليمن، يتمثل في الألغام التي لم يقتصر زرعها على المناطق العسكرية، بل طال أيضا المناطق المدنية التي يفترض بها أن تكون آمنة وبعيدة عن دائرة الصراع والقتال.

من جانبها تحدثت رئيسة مركز الطفولة الآمنة في اليمن هيام مبارك عن مأساة أخرى تتهدد الأطفال اليمنيين، وهي أن الكثير من مدارسهم دمرت، وما بقي منها استخدم من طرف النازحين كمأوى.

وأكدت أن واقع الأطفال في اليمن أسوأ بكثير مما تصوره تقارير المنظمات الدولية, موضحة أن أكثر من مليون طفل محرومون من التعليم، وهو عدد يضاف إلى 1.6 مليون طفل آخرين لم يلتحقوا بمقاعد الدراسة أصلا.

وأضافت هيام أن المؤسسات الصحية طالها أيضا الدمار، ويصعب الوصول إليها من طرف الأطفال الذين يعاني أغلبهم من سوء التغذية والصدمات النفسية جراء الحرب، مشيرة إلى خطر الألغام الذي يتهدد حياة الأطفال الذين بترت أعضاء عدد منهم بسببها.

دور المنظمات
وعن دور المنظمات الدولية في التخفيف من معاناة الأطفال في اليمن، وصف الكيالي دورها بالقاصر، وأنه لم يكن هناك عمل ملموس تجاه الأطفال، باستثناء العمل الذي تقوم به المؤسسات التابعة لمجلس التعاون الخليجي.

ودعا إلى ضرورة ترميم جميع المدارس والمستشفيات وحل مشكلة النازحين وإعادة الأطفال إلى مدارسهم والإسراع في تنظيم حملات تلقيح الأطفال وعلاج من يعانون من أمراض خطيرة منهم.

بدورها أشارت هيام مبارك إلى أن دور المنظمات الدولية في اليمن اقتصر على العمل الإغاثي عبر تقديم الغذاء, دون أن يكون هناك على الإطلاق عمل منظم أو برامج موجهة للأطفال.