عرب أوروبا وجديد الإسلاموفوبيا
سلطت حلقة "الواقع العربي" يوم 3/1/2015 الضوء على واقع الجاليات العربية في أوروبا وتأثرها بالتطورات الجارية في العالم العربي وصعود اليمين المتطرف الأوروبي.
رئيس مؤتمر فلسطينيي أوروبا، ماجد الزير، يرى أن النزعات العنصرية العدوانية متأصلة في مجتمعات أوروبا الرأسمالية التي غزت العالم، وأن دولة القانون هي التي تضبط هذه النزعات.
السويد المتسامحة
أما السويد التي شهدت هجمات على مساجد، فقد أثارت استغرابه لأنها في موقع متقدم ومتسامح مع الجاليات، كما أن هناك تقاربا بينها وبين القضية الفلسطينية، لافتا إلى أن إسرائيل لها مصلحة في توتير الأجواء في السويد.
وأضاف الزير أن مشاهد قطع الرؤوس وربطها بالإسلام تحتاج إلى ماكينة إعلامية لتخفيفها، أما إزالتها فتحتاج إلى جهد جبار، وهذه المشاهد تستخدم ورقة في يد اليمين المتطرف.
وأوضح أن الأداء العربي الرسمي والشعب لا يرقى إلى مستوى التحديات مع وجود أكثر من خمسين سفارة عربية تستطيع أن تلعب دورا بالتعاون مع المراكز الإسلامية.
ودعا الزير إلى الاهتمام بالجيل الجديد من شباب العرب في أوروبا الذين يعرفون "لغة القوم" ويمكن أن يشكلوا حجر الزاوية في التعريف برواية الأحداث ومنع تغلغل الصور النمطية التي تختزل العرب والمسلمين وتقولبهم.
بدوره،قال مدير المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية أحمد جاب الله، إنه في أوروبا ورغم ما يطرأ من عنصرية على السطح فإن اندماج الجاليات أمر لا ترفضه الأجيال الجديدة التي ترى أنها لا يمكن لها العيش خارج نطاق المجتمع.
ورأى أن أحداث السويد غريبة ومؤسفة، وأحالها وغيرها من الأحداث إلى عدة عوامل منها الأزمة الاقتصادية التي تجعل الشعوب تنكفئ وتعتبر الأجنبي المسؤول عن تراجع وضعه الاقتصادي، فيستغل اليمين الفرصة ليرفع من وتيرة العداء للأجانب في سبيل الحصول على مكاسب انتخابية.
ومع هذا، فإن التعميم إن كان مرفوضا هناك فعلينا أن نرفضه -كما يضيف- لأن أوروبا رغم تنامي التيار العنصري تبقى أفضل الأنظمة في العالم للجوء.
ودعا جاب الله إلى مزيد من التواصل مع المجتمعات الأوروبية "التي هي مجتمعاتنا"، ومزيد من التمييز بين الإسلام المعتدل والمتطرف، وأن نقيم شراكات مع الهيئات المدنية الحقوقية لتدعيم أسس التعايش المشترك.