الواقع العربي

هل هاجمت المليشيات الإيزيدية قرى عربية؟

ناقشت حلقة برنامج “الواقع العربي” اتهام مسلحين إيزيدين بحرق قرى عربية في سنجار وقتل رجالها وسبي نسائها في منطقة ربيعة غربي نينوى، وتقارير عن تشكيلهم مليشيات مسلحة.

برز اسم الطائفة "الإيزيدية" قبل بضعة أشهر في وسائل الإعلام العالمية بوصفها ضحية لتنظيم الدولة الإسلامية وتقدمه في مناطق واسعة في شمالي العراق.
 
وقد تحرك المجتمع الدولي لإغاثة أفرادها بعد تهجيرهم من ديارهم في منطقة سنجار وسط تقارير عن تعرضهم لانتهاكات واسعة من قبيل سبي النساء وقتل الرجال. 

أما اليوم فقد انقلبت الآية حيث يُتهم مسلحون إيزيديون بارتكاب الممارسات نفسها ضد سكان قرى عربية في سنجار وفي منطقة ربيعة غربي نينوى، وتواترت تقارير وشهادات مختلفة عن تشكيلهم مليشيات مسلحة.

حلقة الثلاثاء 27/1/2015 من برنامج "الواقع العربي" سلطت الضوء على الاتهامات الموجهة إلى مسلحين من الطائفة الإيزيدية بمهاجمة قرى عربية قرب نينوى وحرق مساكنها وقتل رجالها وسبي نسائها.

لجنة تحقيق
بدورها رفضت المستشارة في برلمان كردستان خالدة خليل -هي ومن الطائفة الإيزيدية- تسمية المسلحين الإيزيديين بالمليشيات، مؤكدة أنهم يقاتلون في صفوف قوات البشمركة التي تقاتل ضد تنظيم الدولة داخل العراق.

وشددت على أن الطائفة الإيزيدية طائفة مسالمة ولا تميل للانتقام، رغم الظلم الذي عانته على أيدي تنظيم الدولة والذي يعتبر الأعنف على مر تاريخ العراق، على حد قولها.

وأرجعت المستشارة بالبرلمان قيام الإيزيديين بتجاوزات ضد الإنسانية -في حال حدوثها- إلى أجندات خارجية تحاول بث الفرقة والتدخل في الشأن العراقي، وتنفيذ مؤامرة بواسطة عملاء ينفذون هذه الأجندة.

وأقرت المستشارة البرلمانية بإمكانية حدوث تجاوزات ضد الإنسانية في أوقات الأزمات، وأشارت إلى لجنة تقصي الحقائق التي تم تشكيلها بتكليف من رئيس حكومة إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني من أجل الوقوف على حقيقة الأمر.

وطالبت السياسيين بالعراق بألا يأخذوا هذه التصريحات التي تحدثت عن حدوث تجاوزات وهجمات على قرى عربية من قوات إيزيدية على محمل الجد حتى تتضح الحقائق.

وأشارت خليل إلى أن تدخل الكثير من القوى في منطقة سنجار جعل وضعها معقدا، مؤكدة أن الإيزيديين لا يضمرون عداوة للعرب، ولكنها أوضحت أن ملاحقة العرب الذين انضموا لتنظيم الدولة تعد أمرا ضروريا.

لا مبرر
أما الكاتب السياسي العراقي أحمد الأبيض فرغم إقراره بتعرض الإيزيديين لمآس ومجازر، فإنه شدد على أن ذلك لا يبرر انضمامهم للأكراد، وأكد أن البارزاني هو الذي فتح لهم باب التطوع حتى يتمكنوا من استرجاع أراضيهم.

واستنكر الأبيض اتهام القرى العربية بأنها تمثل حاضنة لتنظيم الدولة واتخاذ ذلك مبررا للانتقام منها، ونادى في الوقت نفسه بضرورة الإسراع بإحصاء أعداد من جرى الاعتداء عليهم دون تسويف كما يجري دوما حينما يتم الحديث عن تكوين لجان للتقصي، بحسب رأيه.

ودعا الكاتب السياسي العراقي إلى إيقاف مساعي بعض الإيزيديين لإيجاد مظلة خارجية تغطي وتدعم انتقامهم من العرب، مؤكدا أن المكون السني في العراق لا أحد ينتصر له بسبب خلل في تكوين النخبة السياسية التي تمثله.