أكراد سوريا ونظام الأسد
منذ نحو أربع سنوات والعلاقة بين النظام السوري ووحدات حماية الشعب الكردية التابعة للاتحاد الديمقراطي تخضع لتنسيق وتفاهم ضد قوى المعارضة السورية وتنظيم الدولة الإسلامية، إلا أن صدوعا بدأت تظهر بين الجانبين انعكست في الاشتباكات التي اندلعت بينهما في مدينة الحسكة.
في هذا الإطار سلطت حلقة 25/1/2015 من برنامج "الواقع العربي" الضوء على علاقات الأكراد في سوريا ونظام بشار الأسد وقوى المعارضة السورية، ومستقبل التعايش بين الأكراد ومكونات المجتمع السوري الأخرى.
وفي تفسير انفجار الوضع بين الاتحاد الديمقراطي والنظام السوري، قال النائب الكردي السابق في مجلس الشعب السوري فؤاد عليكو إن النظام تخوف من تفاهم يجري تحت الطاولة في عين العرب (كوباني) بين الحزب الكردي وقوات التحالف، إضافة إلى قرار الحزب المشاركة كطرف في مؤتمر موسكو المرتقب بين المعارضة والنظام.
ولفت عليكو أن النظام حاول أن يرضي بعض زعماء العشائر العربية الموالية له، والضغط على حزب الاتحاد الديمقراطي من خلال دعم قوات الدفاع الوطني وكتائب البعث.
ورأى أن الأمور في الحسكة لن تكون مرشحة لمزيد من التأزيم، بل كانت رسالة من النظام كي لا يذهب الحزب الكردي بعيدا في تنسيقه مع قوات التحالف الدولية ومع المعارضة السورية.
وضع حرج
ووصف عليكو وضع حزب الاتحاد الديمقراطي بالحرج، فهو من جانب ينسق مع النظام في الجوانب الأمنية في مدن كالحسكة والقامشلي، ومن جانب ثان ينسق مع التحالف الدولي في عين العرب، ومن جانب ثالث يعتبر نفسه طرفا أساسيا في المعارضة، مؤكدا أن هذا الأمر غير مقبول سياسيا.
يذكر أن الأكراد في سوريا يناهزون 1.5 مليون نسمة ويتوزعون في محافظات حلب والرقة ودمشق والحسكة، وينضوي أغلبهم في أحزاب قديمة وأحزاب أخرى نشأت عقب الثورة السورية.
من جانبه قال فواز المحمود مساعد وزير التربية في الحكومة السورية المؤقتة عن المواجهات التي اندلعت في الحسكة، "لقد حذرنا إخوتنا في إقليم غرب كردستان من أن النظام المجرم لا يمكن الوثوق به".
وبيّن المحمود أن "المليشيات التابعة للنظام من المكون العشائري العربي" اشتكت من تمدد قوات حماية الشعب الكردية في الحسكة، مضيفا أن العامل الإيراني الذي لا يريحه النموذج الكردي في العراق يضغط على النظام السوري لتحجيم الأكراد السوريين.
وحول ما إذا كان لأكراد سوريا طموحات كتلك التي لدى أكراد العراق، قال المحمود "نحن في سوريا نطمح إلى تحقيق حقوق شعبنا ضمن وحدة البلاد، وربما تكون قريبة من الحالة الكردية في العراق".