الواقع العربي

توظيف الشخصيات الدينية في الصراع السياسي بليبيا

سلطت حلقة الاثنين (29/9/2014) من برنامج “الواقع العربي” الضوء على توظيف شخصيات دينية في ليبيا الدين في الصراع السياسي والعسكري الدائر بين فريقي عملية الكرامة وفجر ليبيا.

بالتزامن مع إعلان أطراف النزاع في ليبيا اتفاقهم على بدء عملية سياسية لمناقشة القضايا السياسية بصورة سلمية، عمدت شخصيات ليبية -توصف بأنها رموز دينية- إلى توظيف الدين في الصراع الدائر هناك، وهو ما قد يضيف بعدا آخر للأزمة، ويخلق بيئة مناوئة وسالبة لأجواء الحوار.

حلقة الاثنين (29/9/2014) من برنامج "الواقع العربي" ناقشت أسباب توظيف شخصيات دينية في ليبيا الدين في الصراع العسكري بين فريقي عملية الكرامة وقوات فجر ليبيا، والسياسي بين المؤتمر الوطني العام وأعضاء مجلس النواب المجتمعين في طبرق.

وقد برز التوظيف السياسي لشخصيات دينية في هذا الصراع بعد أن هدد الشيخ السلفي أشرف الميار باستهداف معارضي اللواء المتقاعد خليفة حفتر الذي يقود عملية الكرامة.

الباحث السياسي في قضايا العالم العربي والإسلامي صلاح القادري وصف تصريحات الميار بأنها "تصعيد في غير محله" جاء ليتناقض مع إصرار دول الجوار على عدم التدخل العسكري في ليبيا والتئام السياسيين في مدينة غدامس على الحدود مع الجزائر واتفاقهم على بدء عملية سياسية لمناقشة كل القضايا بصورة سلمية.

وقال القادري إن توظيف الخطاب الديني في السياسة يجب أن يخضع لمعايير أخلاقية، أهمها حفظ النفس، وعدم انتهاك الحرمات، وهو ما يتعارض مع تصريحات الميار التي توعد فيها معارضي حفتر بالقتل داخل غرف نومهم.

وأضاف أن الميار "ينتمي لفريق السلفيين التابعين للسعودية المعروف موقفها في ليبيا"، مشددا على أن الأصل في الخطاب الديني أن يكون متوافقا مع مقاصد الإسلام وليس الأهواء.

من جانبه، أوضح الكاتب الصحفي والخبير في شؤون الجماعات الإسلامية محمد محمود أبو المعالي أن فشل محاولة انقلاب اللواء حفتر دفعه إلى استثارة الصراعات الجهوية وإضافة البعد الديني.

مساندة القوة
وقال أبو المعالي إن حفتر "استعان بخطاب ديني من السلفية الجامية أو المدخلية التي تتلمس مواطن القوة وتساندها، ويعتمد خطابهم على وصف المعارضين لهم بالخوارج"، مشيرا إلى أن قائد عملية الكرامة أراد ضرب خصومة من السلفيين بسلفيين مثلهم مستغلا في الوقت نفسه عداءهم للإخوان المسلمين.

وأشار إلى أن التيار المساند لحفتر "نسخة من حزب النور السلفي (الذي أيد الانقلاب العسكري على الرئيس المصري محمد مرسي)"، مؤكدا أن أعضاء التيار الذي ينتمي له الميار خرجوا "ابتغاء مرضاة القوى الخارجية التي تقف وراء حفتر وتأييد نواب طبرق".