
تباين التصورات بشأن مفهوم الإرهاب
قال مدير الجمعية الوطنية لدراسات الإرهاب والاستجابة للإرهاب، بيل برانيف إن الإرهاب يمثل ظاهرة غامضة للغاية من الصعب تعريفها، وإن الولايات المتحدة والأمم المتحدة لا يملكان تعريفا للظاهرة وأكد أن الحاجة إلى التعريف مسيسة.
واعتبر أن حشد وتعبئة العالم ضد تنظيم الدولة الإسلامية يمثل حالة واحدة لمسألة الإرهاب، ولا ينطبق على جميع المجموعات الإرهابية.
وتواصل واشنطن حشد الدعم الدولي لتحالفها الذي بدأ بتنفيذ ضربات ضد مواقع تنظيم الدولة في سوريا والعراق. كما تبنى مجلس الأمن الدولي قرارا تحت الفصل السابع لمواجهة "ظاهرة المقاتلين الأجانب".
وأضاف برانيف لحلقة 25/9/2014 من برنامج" الواقع العربي" أن التحرك الأميركي ضد تنظيم الدولة جاء من منطلق أن هذا التنظيم يهدد المصالح القومية الأميركية، كما أنه مسؤول عن وقوع ضحايا في سوريا والعراق.
كما اعتبر الضيف الأميركي أن هذا التنظيم يشكل تهديدا للدول الأخرى التي انخرطت في التحالف الدولي لمحاربة هذا التنظيم.
من جهة أخرى، أوضح أن الإدارة الأميركية ترغب في الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي قال إنه سمح بدخول الأسلحة لحزب الله اللبناني من إيران، لكن وجود ما أسماها مجموعات إرهابية داخل سوريا جعلها ضمن الأولوية الأميركية.
بخلاف موقف الضيف الأميركي، أكد الكاتب الصحفي الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية محمد أبو رمان أن هناك ترهيبا لأي صوت في المنطقة العربية يناقش جدوى التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، سواء صدر هذا الصوت من دولة أو من قوة سياسية.
وقال إن أعمال التنظيم مدانة أخلاقيا وسياسيا ودينيا، لكن ذلك لا يمنع من طرح تساؤلات حول طبيعة التحالف الدولي وأهدافه، وكذلك الشروط والحيثيات التي أوجدت هذا التنظيم.
وحسب أبو رمان، فإن الدول العربية التي انخرطت في التحالف الدولي، بالإضافة إلى شعورها بتهديد تنظيم الدولة، تهدف إلى إبعاد النظر عن أزماتها الداخلية التي أدت لظهور مثل هذا التنظيم، أي إبعاد المساءلة عن أسباب الإرهاب. أما أميركا فإنها تبحث عن غطاء سني عربي في حربها ضد تنظيم الدولة.
وحسب رأي الكاتب الصحفي ستكون للحرب على تنظيم الدولة نتائج سلبية، وستجر ويلات على المجتمعات والشعوب العربية، رغم أنها ستنجح في القضاء على هذا التنظيم واستئصاله.
وكان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اعتبر -في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة – أن "الإرهاب يسيء إلى الدين بتفسيرات تكفيرية"، وشدد على أن المجتمع العربي هو الأكثر تضررا منه، وقال إنه لكي تقف المجتمعات ضده يجب ألا يمارس التمييز والحرمان ضدها.
كما دعت رئيسة الأرجنتين كريستينا فيرنانديز لفهم ما يجري في دول المنطقة من أجل وضع أفضل الأدوات لمكافحة الإرهاب ومنع تطور الوضع أو ظهور جماعات إرهابية جديدة.