الواقع العربي

الدولة المتعثرة في الوطن العربي

سلطت حلقة “الواقع العربي” الضوء على التحديات التي تواجه العمل السياسي المدني في واقع عربي تسوده النزاعات وتتعثر سبل الوصول إلى توافق تحت دولة جامعة.

لا تكاد أخبار العنف في كل أنحاء العالم من تفجير أو قصف أو مجزرة أو اقتحام أو ذبح في الآونة الأخيرة، إلا وكان مصدرها بلدا عربيا.

واقع يقف دليلا صارخا على صعوبات جمة أو فشل ذريع في تعايش شعوب هذه المنطقة مع بعضها البعض ضمن إطار الدولة.

وقد تباينت التأويلات في تفسير هذا الفشل المزمن، إلا أن الكثير منها رد الأمر إلى أنظمة الحكم الشمولي.

نزار كريكش:
التدخلات الإقليمية في ليبيا ذات طابع سلبي دفع إلى توتير الأجواء عبر الإعلام والسلاح مما أفسد مسار الثورة

لكن ثورات الربيع العربي وما تلاها جاءت لتقول قولا آخر أبعد وأعمق مما يقوله أصحاب نظرية الأنظمة الشمولية.

الدولة الجامعة
حلقة "الواقع العربي" يوم 23/9/2014 سلطت الضوء على التحديات التي تواجه العمل السياسي المدني في واقع عربي تسوده النزاعات وتتعثر سبل الوصول إلى توافق تحت دولة جامعة، كما هي الحال في النموذج الساطع في ليبيا.

يقول مدير مركز البيان للدراسات نزار كريكش من ليبيا إن العديد من الدراسات الأكاديمية تتحدث عن أن إمكانية التحول في أي بلد تترافق مع بارقة أمل وبيئة قادرة على تحقيق رغبات المكونات المجتمعية، والحال أن المواقف المتصلبة للأطراف المتصارعة في ليبيا ترجع إلى أن كل طرف يرى المستقبل غامضا.

ورأى أن ما ينقص ليبيا هو القدرة على دمج القبيلة والثوار وحل مشاكل التنمية، خصوصا أن البلاد خرجت من حكم طويل لنظام فوضوي.

وأوضح كريكش أن التدخلات الإقليمية في ليبيا ذات طابع سلبي دفع إلى توتير الأجواء عبر الإعلام والسلاح مما أفسد مسار الثورة، وأن دول الجوار تفعل ما تفعله روسيا في شرق أوروبا حين تسعى لإجهاض كل فعل ديمقراطي.

عبد الوهاب الأفندي:
لدى الدول العربية مشكلة الطوائف السياسية كما هي الطوائف الدينية، حيث تنظر الطائفة السياسية إلى أنها ليست جزءا من الكل

الديمقراطية ليست نظرية
من ناحيته قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة وست مانستر عبد الوهاب الأفندي إن الديمقراطية ليست نظرية بحد ذاتها، بل هي التعايش بين فئات المجتمع عبر توافق الناس على استبعاد العنف تجاه بعضهم البعض، وأن تكون لديهم مرجعية يرجعون إليها.

وأضاف أنه لا بد أن تكون الدولة فقط صاحبة الحق في استعمال العنف المشروع. والحال قبل الربيع العربي أن السلطات كانت بلا مشروعية ولديها قدرة هائلة على استخدام العنف، بينما الثورات لديها المشروعية بلا قدرات على استعمال العنف، مشيرا إلى أن الثوار لو كانوا متوحدين لما تجرأت الجيوش على التصدي لها.

وأوضح الأفندي أن لدى الدول العربية مشكلة الطوائف السياسية كما هي الطوائف الدينية، حيث تنظر الطائفة السياسية إلى أنها ليست جزءا من الكل.

وساق على ذلك أمثلة منها مصر وليبيا حيث تصبح الهيبة أن يتحول الجيش إلى مليشيا، وفي اليمن حيث ينعدم التوازن فتصبح الأقلية هي الجهة التي تحمل السلاح، بينما الدولة عاجزة عن ردع هذه القوة المتغولة، على حد قوله.