"تنظيم الدولة" وتطور الموقف الدولي ضده
ينتشر مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية في محافظات نينوى وكركوك وصلاح الدين والأنبار وديالى في العراق، كما يسيطر في سوريا على مساحات واسعة من دير الزور والحسكة وعلى كامل محافظة الرقة وأجزاء من شمال شرق حلب وبعض المناطق في حمص.
وقد أزيلت الحدود بين مناطق سيطرته المتصلة والمتداخلة ضمن تلك المحافظات، فالتنظيم لا يعترف بأي من الدول فضلا عن أن يعترف بحدودها، ويرى أن "دولة الخلافة" التي أعلنها زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي تصل حدودها حيث تصل صواريخ جيشها وبنادق مقاتليها وعملياتهم الانتحارية.
حلقة الخميس (18/9/2014) من برنامج "الواقع العربي" حاولت التعرف على ماهية تنظيم الدولة الإسلامية وحدوده ومدى نفوذه في المناطق التي يسيطر عليها داخل العراق وسوريا، وناقشت تطور رد الفعل الدولي ضده.
الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية في سوريا عبد الرحمن الحاج أشار إلى أن تنظيم الدولة ولد خلال فترة العنف الطائفي في العراق التي أعقبت الغزو الأميركي وسقوط نظام صدام حسين، موضحا أن العديد من العناصر الصدّامية انتظمت فيه لمحاربة الاحتلال الأميركي والمليشيات الشيعية في البداية.
وقال الحاج إن تنظيم التوحيد والجهاد (قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين لاحقا) الذي أسسه أبو مصعب الزرقاوي يعتبر النواة الأولى لتنظيم الدولة الإسلامية، مضيفا أن التنظيم وجد لنفسه مجالا في سوريا بعد اندلاع الثورة.
وأكد أن التنظيم اكتسب الخبرة العسكرية العالية أثناء وجوده في العراق، وذلك بالإضافة إلى انشقاق بعض عناصر جبهة النصرة وانضمامها إلى تنظيم الدولة.
وألمح الحاج إلى وجود "صفقة غير مباشرة بين النظام السوري وتنظيم الدولة، فدمشق تريد أن يكبر التنظيم ويأكل فصائل المعارضة المسلحة ليخلصه منها ويصبح النظام وتنظيم الدولة هما طرفي المعادلة فقط".
الموقف الدولي
وناقش الجزء الثاني من الحلقة تطور رد الفعل الدولي من الصمت إلى الصدمة إلى الحشد والحرب التي شنت في إطارها واشنطن ضربات جوية عدة ضد مواقع التنظيم في العراق، لكن التحالف الدولي الذي تشكل رسميا بمقررات مؤتمر باريس الأخير منتصف الشهر يحمل تباينات في مواقف أطرافه.
كبير الباحثين في برنامج الشرق الأوسط بمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي فريدريك ويري، أكد أن رد الفعل الدولي نتج عن إدراك المجتمع الدولي أن التنظيم يهدد أمن الغرب وليس المنطقة فحسب. وشدد على أن "كل عضو في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة له قلقه ووجهة نظر، لذلك لا يمكن انتظار تحرك التحالف ككتلة واحدة".
قال ويري إن الكثير من دول التحالف لن تسهم عسكريا ضد تنظيم الدولة، مضيفا أن الولايات المتحدة وفرنسا وأستراليا والإمارات يمكن أن يشاركوا في العمليات العسكرية، وبقية الدول تسهم في عمليات جمع المعلومات والاستخبارات والمساعدات اللوجستية والإنسانية.
وأشار ويري إلى أن "التحالف سيقدم المشورة والدعم للحكومة العراقية بوصفها شريكة للتحالف، أما في سوريا فلا يوجد شريك وهناك صراع مع (الرئيس السوري بشار) الأسد"، معربا عن اعتقاده بأن الضربات ستوجه ضد عناصر التنظيم في البلدين.