الواقع العربي

"الإرهاب" بين المقاربة الأمنية وفهم المسببات

سلطت الحلقة الضوء على الحرب الجديدة التي يخوضها تحالف دولي تتقدمه أميركا ضد تنظيم الدولة الإسلامية، بما يعيد أجواء 11 سبتمبر/أيلول ويعيد معها الأسئلة حول الإرهاب ومسبباته.

مع حلول الذكرى الثالثة عشرة لهجمات 11 سبتمبر/أيلول يبرز السؤال الأول فيما يسمى "الحرب على الإرهاب"، ما الذي حققته الولايات المتحدة وما الذي أخفقت فيه؟

وثمة الآن تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة للحرب على تنظيم الدولة الإسلامية، سبقه تحالف دولي أوسع في 2001 واحتلت دولتان هما أفغانستان والعراق، فما الذي سيتحقق من الحرب الجديدة؟ وما الخلفيات التي أنتجت تنظيما أكثر عنفا وتطرفا بعد 13 سنة من حرب أميركا في المنطقة على "الإرهاب"؟

حلقة 11/9/2014 من برنامج "الواقع العربي" سلطت الضوء على الحرب الجديدة المزمعة في العراق، وهو البلد الذي كان موعودا بالديمقراطية فإذ به مقسم تطحنه الاحتقانات الطائفية والاستبداد والفساد.

ويقر الباحث المتخصص بشؤون الجماعات الإسلامية محمد أبو رمان بأن الأنظمة العربية مسؤولة بدورها عن بروز التنظيمات المتطرفة، غير أن السياسات الأميركية بعد 11 سبتمبر/أيلول لجأت إلى حسم الصراع أمنيا، مما أضاف وقودا جديدا إلى النار.

واعتبر أن عدم معالجة الأزمة السنية في المنطقة هو ما أوجد تنظيم الدولة الإسلامية، وأن عدم الاستفادة من دروس المرحلة السابقة جعل تنظيم القاعدة أكثر قوة وانتشارا بل وولدت منه تنظيمات أكثر عنفا وأكثر تطورا في الأداء.

إعلان

وحين يتحدث عن السنة يقول أبو رمان إن ذلك بالمعنى الجيوإستراتيجي وليس الطائفي، وإن ما يؤجج العنف هو أن السنة ينظرون إلى الدعم غير المحدود لحكومة رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي وإهمال عشرات الآلاف من المفقودين في "سجون بشار الأسد".

حرب مقلقة
وشدد أبو رمان على أن المجتمع السني يتعرض لتهديد حقيقي لمستقبله، وأن المقلق في الحرب الجديدة التي ستخوضها الولايات المتحدة أنها تبدو في صالح طرف دون آخر.

بدوره قال باحث في المركز الأميركي للتقدم ماثيو دس إن إدارة جورج بوش الابن التي عاصرت هجمات سبتمبر/أيلول وحتى الإدارات الأميركية السابقة لم تمتلك الفهم الحقيقي لتفاعلات الدين والسياسة والمظالم الحقيقية التي تشعر بها الشعوب في الشرق الأوسط.

وقال إن الأميركيين بدؤوا يفهمون في السنوات الماضية بشكل أفضل أن الحكومات العربية غير الديمقراطية هي التي تشجع على تفريخ التنظيمات "الإرهابية".

لكنه ذهب في المقابل إلى أن الأميركيين "تعبوا من حربي أفغانستان والعراق"، وكان أسهل عليهم أن يتقبلوا وقوع مجازر واسعة النطاق على أن يروا شخصا أميركيا يذبح بالسكين أمام الكاميرا.

ورغم أنه اعتبر غزو العراق "خطأ فادحا" وأن الكثير من التداعيات ومنها تنظيم الدولة هي نتيجة هذا الغزو، إلا أن ماثيو دس قال إن حكومات المنطقة تأمل بحلول أميركية بكبسة زر، والحقيقة أن واشنطن تتعرض للانتقاد إذا تدخلت وإذا لم تتدخل، على حد قوله.

المصدر : الجزيرة