الواقع العربي

مصادر القوة لحركة الحوثي

ناقشت الحلقة مصادر القوة السياسية والميدانية لحركة الحوثيين بعد تحولها خلال عشر سنوات لقوة سياسية تطالب بإسقاط الحكومة، وتسيطر بالسلاح على مناطق في اليمن، رغم عدم تمتعها بأي صفة قانونية.

قال زعيم الحوثيين اليمنيين عبد الملك الحوثي إن المرحلة الثورية الثالثة لجماعته ستبدأ اليوم باحتشاد أنصاره في ساحة التغيير بالعاصمة اليمنية صنعاء، موضحا أن هذه المرحلة ستتصاعد وصولا إلى العصيان المدني.

وسلط برنامج "الواقع العربي" في حلقة 1/9/2014 الضوء على مصادر القوة السياسية والميدانية لحركة الحوثيين، بعد تحولها خلال عشر سنوات إلى قوة سياسية مؤثرة تطالب بإسقاط الحكومة، وقوة عسكرية تسيطر بالسلاح على مناطق في اليمن، رغم عدم تمتعها بأي صفة قانونية.

يفصّل الكاتب والباحث السياسي عبد الناصر المودع مصادر القوة لحركة الحوثي، ويقول إنها تستمدها من رخاوة وعجز الدولة اليمنية السياسي وليس العسكري، مضيفا أنه منذ العام 2011 تشهد البلاد انقساما حادا في الطبقة السياسية واستخدام الحوثيين من قبل أطراف مختلفة في النخبة السياسية.

وبين المودع أن الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح لديه خصومة مع من قاموا ضده، ملاحظا أن الحركة الحوثية بدأت حربها ضد حركة الإصلاح واللواء علي محسن وأبناء الشيخ الأحمر وهؤلاء هم من كانوا رأس الحربة في إسقاط الرئيس المخلوع.

وعن الحروب السابقة التي خاضها الرئيس المخلوع ضد الحوثيين، قال إن السياسة ليس فيها عدو ولا صديق دائم، وإن التحالفات تتغير تبعا للمعطيات المتغيرة، والآن يسهل صالح للحوثيين الأرضية كي يتمددوا.

إعلان

وأضاف أن القوى السياسية الأخرى كاللقاء المشترك إلى جانب بعض القوى الليبرالية رأت أن إصلاح الوضع السياسي في اليمن يتطلب إضعاف من كانوا يحكمون في عام 2011 فالتقوا في هذه النقطة مع الحوثيين واستخدموهم بهذه المهمة.

استغلال قبلي
قبليا قال إن الحركة الحوثية تستغل الصراعات القبلية وتستخدم إرثا يعود إلى ألف عام من تاريخ الأئمة الذين حكموا اليمن بهذه الطريقة، وأن هذه الحركة ليس لديها قوة ذاتية بقدر ما تلعب على الظروف المحيطة.

وعن الأفكار التي تتمحور حولها الحركة، بيّن المودع أن أبرز ما فيها هو حصر الولاية في الهاشميين الذين ينتمون إلى نسل الحسن والحسين، وهؤلاء يشكلون شريحة مهمة من الشعب اليمني ولهم نفوذ في كل مؤسسات الدولة.

غير أن الهاشميين -يضيف- ليسوا كلهم متفقين مع المشروع الحوثي وأن الإمامة كما كانت في السابق لا يمكن أن ترجع لليمن، لافتا إلى أن الحوثيين ربما لديهم صيغ أخرى مستمدة من إيران أو لبنان.

أما لماذا لا توجد واجهة سياسية للحوثيين فهذا مرده إلى أن الواجهة تتطلب مشروعا واضحا وأن تتخلى الجماعة عن السلاح، ورأى المودع أن هذه الحركة لم تتمدد إلا بسبب غموض مشروعها وتسليحها، مضيفا أنها حتى لو أسست حزبا سياسيا فسيكون واجهة لكيانها الحالي.

واعتبر أن غياب المشروع السياسي للحركة الحوثية هو نقطة ضعفها، وأنه في أحسن الأحوال لن تحظى بتأييد في الشارع اليمني بأكثر من 10%.

إقليميا عرج المودع على غياب دور السعودية لانشغالها بالتحولات المصرية والسورية، مقابل ذلك شهدت المنطقة تمددا إيرانيا مما أفاد الحركة الحوثية.

المصدر : الجزيرة