
تحديات مجلس التعاون الخليجي وسبل مواجهتها
دعا الأمين العام لـمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني إلى تعاون إقليمي ودولي واسع النطاق للتعامل مع ما وصفه بـ"الوضع المتوتر" في المنطقة، واحتواء الصراعات المتفجرة، وتجاوز حالة عدم الاستقرار التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط.
وقال الزياني إن التحديات الكبيرة التي تواجه المنطقة لم تنته بعد، وقد يكون ما هو قادم أصعب وأكثر تعقيدا.
وبحثت حلقة الأربعاء 27/8/2014 من برنامج "الواقع العربي" الواقع السياسي الذي تعيشه دول مجلس التعاوني الخليجي، وفرصها المتاحة للخروج من الأزمات الحالية.
وفي رده على سؤال بشأن الأسوأ والأخطر الذي يحدق بالواقع العربي، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت عبد الله الشايجي إن دول المجلس تعيش حالة انكشاف كلي في إقليم خليجي وشرق أوسطي بلا نظام، إضافة إلى التباين في مواقفها وانقسامها.
ورأى الشايجي أن سحب السفراء السعودي والإماراتي والبحريني من الدوحة فاقم الخلافات بين هذه الدول، وأكد أن اختلاف المواقف بينها في ما يتعلق بالإخوان المسلمين والموقف من مصر زاد من تعقيد الموقف.
واعتبر الشايجي حادثة سحب السفراء الجماعي -والتي حدثت لأول مرة في تاريخ العلاقات الخليجية- تصعيدا كبيرا يوضح حالة من الخلافات داخل البيت الخليجي، لكنه أوضح أن هذه الخلافات لم تتطور لأن قطر لم ترد بالمثل وتسحب سفراءها.
وأكد أن التحدي الأكبر الذي تواجهه المنطقة يكمن في مكافحة "الإرهاب" وتنظيم الدولة الإسلامية الذي يتمدد بالقرب مما يسمى "دولا فاشلة".
تحديات "الإرهاب"
ولتصحيح المعلومة، قال الشايجي إن المجلس يعتبر اتحادا كونفدراليا وليس فيدراليا، وأضاف أن الاتحاد الخليجي أصبح أكثر إلحاحا ولكن معالمه غير واضحة حتى الآن.
وأوضح أن هناك تباينا بين دول مجلس التعاون الخليجي في تحديد مصدر الخطر، وبالتالي وضع الخطط للتعامل معه، ولهذا السبب لا توجد سياسة خليجية مشتركة للدفاع الخارجي، والكل يتحدث عن محاربة "الإرهاب" وفقا لمنظوره.
ولمحاربة الإرهاب، عبّر الشايجي عن أمله في سرعة رأب الصدع الخليجي في الفترة القريبة القادمة، وتوحيد وجهات النظر بشأن الدول الفاشلة التي تشكل حاضنة لـ "لإرهاب"، إضافة إلى مكافحة البعد الطائفي الذي يصنع الكثير من التعقيدات في المنطقة.
ومن ناحيته، قال مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات أنور ماجد عشقي إن أميركا أرادت أن تسيطر على منطقة "مركز الأرض" بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وأقامت منطقة الشرق الأوسط الجديد التي أدخلت فيها إسرائيل وتركيا، ثم قامت بالتفكير في ضم إيران للشرق الأوسط الكبير.
وأضاف عشقي أن دول مجلس التعاون ينقصها الكثير من الداخل، حيث لم يتطور الاتحاد ليصير نظاما فيدراليا، ولا توجد وحدة وطنية أو عدالة اجتماعية، ولا زال الفساد منتشرا، وربط استقرار الأمور في المنطقة بقيام اتحاد فيدرالي ودستور شعبي، ونفى أن يكون بمقدرة المجلس أن يواجه التحديات في عدم وجود الاتحاد الفيدرالي.
وأوضح عشقي أن الاتحاد الكونفدرالي هو اتحاد تعاوني بين الدول، والاتحاد الفيدرالي ينشأ بإرادة الشعب بين ولايات دولة واحدة، مثل نظام الحكم في أميركا مثلا.
ورأى عشقي أن المشكلة الحقيقية تكمن في وصف وتعريف "الإرهاب"، مؤكدا أن ما حدث في سوريا والعراق وفّر حاضنة للجماعات "الإرهابية"، وقال إن انضمام الأفراد لهذه الجماعات لا يعني أن دولهم تدعم "الإرهاب".