الواقع العربي

جنوب السودان من الاستقلال إلى الانهيار

بحثت حلقة برنامج “الواقع العربي” في 24/8/2014 الأوضاع بدولة جنوب السودان بعد ثلاث سنوات من استقلالها، حيث تشهد الآن صراعا بين رفاق الأمس حوّل البلاد لدولة فاشلة، وفق مراقبين.

حذرت الأمم المتحدة من تسارع تدهور الوضع الأمني والإنساني في جنوب السودان، وقالت إنها تستعد لإعلان حالة المجاعة في البلاد الغنية بالنفط، حيث الأزمة الأمنية والإنسانية آخذة في التفاقم منذ نشوب الحرب الأهلية.

من جانب آخر، كيف تقرأ الخرطوم التدهور المتفاقم في هذا الجزء الذي انفصل عنها باتفاق سلام واستفتاء لتقرير المصير، لكن السلام كان أبعد ما يكون عن الدولة التي حملت رقم 194 بالأمم المتحدة.

هذه المواضيع كانت ضمن المواضيع التي ناقشها برنامج "الواقع العربي" في حلقته التي بثت بتاريخ 24/8/2014، وذلك بعد ثلاث سنوات من استقلالها، وهي الغارقة الآن في صراع بين رفاق الأمس حوّل البلاد إلى دولة فاشلة، كما يرى ذلك مراقبون.

منسق دراسات القرن الأفريقي بالمركز العربي لدراسة السياسات النور حمد قال إن الجوهري في الأمر هو أن اختلاف العرق والدين واللغة ليس مبررا لانفصال الشعوب، حيث ينبغي أن يكون الأساس هو البرامج والسياسات.

وأضاف أن الشماليين كانوا يعلمون أن الانفصال يحمل داخله التناقضات بما يجعل هذه التجربة مهددة، مبينا أن الجنوب ليس فيه مكونات الدولة، بل ما قبل الدولة من قبليات برزت بوضوح في الحرب التي اندلعت بين الرئيس سلفاكير ميارديت، ونائبه السابق قائد المتمردين رياك مشار.

إعلان

الشمال أيضا مهدد
لكن جمهورية السودان أيضا مهددة -كما يرى حمد- لأن من أساسيات الدولة الوحدة الوطنية، والحال أن السودان فيه صراع مسلح في جنوب كردفان ودارفور.

وحمّل حمد الحكومة السودانية "وزر الانفصال" حين التجأت إلى الحل العسكري الذي لم يكن جديدا بالسودان في فترات سابقة، لكنه هذه المرة رفع فيه الشعار الديني باسم الإسلام "ضد الكفار"، مما دفع الصراع إلى منعطف خطير.

وأشار إلى بعض التشابكات في جنوب السودان التي ظهرت من خلالها "الأطماع الشخصية" المدفوعة بقوى قبلية، فهذا سلفاكير كان يحارب مع زعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" جون قرنق، ثم ما لبثت أن دارت حرب داخلية عنيفة سال فيها دم جنوبي غزير، بينما رياك مشار ذهب إلى التصالح مع حكومة البشير نتيجة نزاعه مع قرنق، ثم تراجع عن ذلك.

كما أوضح حمد أن الفئات المتعلمة في جنوب السودان تنظر إلى أن سلفاكير -الذي فاز بالانتخابات بوصفه الذراع اليمنى لقرنق- ليس الوجه الأمثل لكي يمثل بلادهم.

وبشأن إنذار المجتمع الدولي للفريقين المتصارعين بقيادة سلفاكير ورياك مشار للوصول إلى حل سياسي، قال إن الفريقين وعدا بأنهما سيشكلان حكومة انتقالية، وكان هناك جدول زمني لذلك، لكنهما لم يفيا بالوعد، بينما تتحدث التقارير مؤخرا عن ضلوع دول أفريقية في تدفق أسلحة بعشرات ملايين الدولارات إلى جنوب السودان.

المصدر : الجزيرة