الواقع العربي

أسباب نجاح الثورة التونسية مقارنة برصيفاتها

تناولت حلقة الأربعاء 20/8/2014 من برنامج “الواقع العربي” خصوصية الثورة التونسية التي حافظت إلى حد ما على مسارها، والأسباب التي جعلتها نموذجا للثورات التي أعقبتها فيما عرف بـ”ثورات الربيع العربي”.

ينظر بعض المحللين إلى تجربة الثورة التونسية باعتبارها نموذجا اعتمد على سياسة التوافقات السياسية بين الأحزاب والمكونات السياسية المختلفة، وهو الأمر الذي فشل في تحقيقه ما يعرف بـ"ثورات الربيع العربي".

وتشهد تونس حالة من الاستقرار النسبي لأسباب كثيرة أوجزها بعض المراقبين في بقاء الجيش على الحياد وعدم انحيازه لأي من أطراف الأزمة، إضافة إلى تجذر سياسة التوافقات في الحياة السياسية التونسية.

وللوقوف على أسباب نجاح الثورة التونسية مقارنة بالتجارب الأخرى التي جرت بدول الربيع العربي، قالت النائبة بالمجلس الوطني التأسيسي عن كتلة حركة النهضة سناء المرسني لحلقة الأربعاء 20/8/2014 من برنامج "الواقع العربي" إن الانتخابات القادمة المزمع إجراؤها يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول من هذا العام تعتبر أول انتخابات تشريعية بعد سن دستور يناير/ كانون الثاني 2014 الجديد.

وأضافت سناء المرسني أن المراحل الانتقالية تكون دائما "هشة". وأشارت إلى بعض الصعوبات التي تتمثل في الاستقرار الأمني الذي يعتبر التحدي الأكبر الذي قد يعوق الانتقال السلس للسلطة بعيدا عن الاقتتال الذي يجري بين أبناء الوطن الواحد.

وحول حوادث الاغتيالات السياسية، أوضحت سناء المرسني أن هناك إرادة حقيقية من وزارتي الدفاع والداخلية تصحبها وقفة صلبة من جميع القوى السياسية للتصدي لهذه الظاهرة، ومحاربة "الجريمة الإرهابية" مؤكدة أن هذا العمل يحتاج لكثير من الدعم المادي واللوجستي للقوى الأمنية حتى تستطيع القيام بدورها كاملا.

وأشارت إلى استعداد القوى السياسية لتحقيق التوافقات السياسية دائما، وأن العنصر الذي يجمع بينها هو حماية التجربة التونسية التي تعتبر الأمل الوحيد الذي ترى فيه الشعوب العربية الفرصة في نجاح إحدى ثورات الربيع العربي.

وأوضحت سناء المرسني "التي تعبر أصغر النواب سنا" أن بعض النخب السياسية أبدت إعجابها بما حدث في مصر من انقلاب على الديمقراطية، ولكنها تظل آراء خاصة بأصحابها، وأوضحت أن الحفاظ على المصلحة الوطنية جعل حركة النهضة تتنازل عن الحكومة حينما أحست بتعقيد الوضع السياسي.

الشباب التونسي
"
شغل حرية كرامة وطنية" كانت أبرز ما هتف به الشباب إبان الثورة التونسية ضد حكم الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، وبعد مضي أكثر من ثلاثة أعوام على الثورة ما زال الحصول على وظيفة الشغل الشاغل للشباب الذين لم يجدوا الدور الذي كانوا يحلمون به في أوساط الأحزاب السياسية التي ما زال تمثيل الكوادر الشابة فيها لا يتجاوز 2%.

وتغلب حالة من الإحباط واليأس أوساط الشباب رغم تضمين العديد من المواد في الدستور الجديد، والتي من شأنها تسهيل التحاقهم بالحياة السياسية ومشاركتهم في بناء الوطن وتحقيق الشعارات التي رفعوها إبان الثورة.

وقال النائب بالمجلس التأسيسي عن الجبهة الوطنية فؤاد ثامر إن الشباب التونسي هم الذين قاموا بالثورة وقدموا الوضع الحالي للسياسيين على طبق من ذهب، ولكنهم يشعرون بأنهم مهمشون ولا يستحقون هذا الوضع لأنهم مشتتون حول العالم ويشعرون بالضيم، مشيرا إلى أن الوضع الطبيعي يحتم أن يكون الشباب على صدارة العمل السياسي في البلاد.

وحمل ثامر الأحزاب السياسية المسؤولية الكبرى في إحباط أحلام الشباب في التشغيل والعديد من المكاسب التي كانوا يتوقعونها عقب الثورة، وأوضح أن الأحزاب تريد شبابا لتستخدمهم وقودا للعملية الانتخابية فقط، وأكد أن آمال الشباب معلقة على الانتخابات القادمة إذ بلغت نسبة الشباب 60% في قوائم المسجلين الجدد.