الواقع العربي

الحوثيون في الشارع.. مطالب محقة أم انتهازية؟

يرى عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي محمد البخيتي أن الحوثيين نزلوا للشارع ليطالبوا بإنهاء الفساد، في حين يرى الكاتب ياسين التميمي أنها تمارس نوعا من الانتهازية والديماغوجية السياسية.

طالب زعيم حركة الحوثيين عبد الملك الحوثي الحكومة اليمنية بالعدول عن قرار رفع أسعار الوقود، وأمهلها إلى يوم الجمعة القادم للاستقالة، وهدد باللجوء لإجراءات تصعيدية وصفها بـ"المزعجة" في حال عدم الاستجابة.

برنامج "الواقع العربي" سلط في حلقة 19/8/2014 الضوء على حالة التصعيد هذه، فرأى عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي محمد البخيتي أنها تطالب بـ"إنهاء الفساد" في حين رأى الكاتب والباحث السياسي ياسين التميمي أن جماعة الحوثي صادفت موضوع الوقود لتمارس نوعا من الانتهازية والديماغوجية السياسية والتأليب الجهوي والمذهبية، على حد قوله.

وقال التميمي إن الحوثيين منذ 2004 وهم  يتمردون على الدولة، ولكن هذه المرة يحمل التمرد عنوان الانقلاب مما يجعلهم خصما ليس لتيار سياسي معين بل للمجتمع كله، وفق ما قال.

من جانبه، قال البخيتي إن الحروب الست السابقة التي وقعت بين الدولة والحوثيين "لم نكن نحن السبب فيها" واعترفت الدولة بأنها أخطأت، كما قال. 

وشدد مرات على أهمية حكومة الكفاءات، قائلا إن الحوثيين لا يريدون المشاركة فيها وإنما في إقرارها، وإنهم لم يطالبوا بحصة في الكراسي، بل دعوا إلى ما قال إنها شراكة واسعة وحكم رشيد.

التنظير والفعل
وأكد البخيتي أن "الشعب كله ضد الفساد" وحتى حزب الإصلاح يعترف بأن الحكومة ضعيفة، والفارق وفق رأيه بين الآخرين وبين جماعة الحوثي أنهم يُنَظّرون "ونحن نفعل".

وعن قضية السلاح، يضيف بأن معالجة هذا الموضوع يجب أن تكون شاملة، مشيرا إلى أن حزب الإصلاح "يدعي أن ليس لديه أسلحة" وعليه فإن مخرجات الحوار ينبغي أن تتوجه للجميع وليس بشكل انتقائي، كما يقول.

بدوره، قال التميمي إن الدولة قادرة على التعامل مع ما قال إنه تمرد الحوثيين، لكنه أشار إلى ضغوط إقليمية ودولية توظفهم ليكونوا "هراوة غليظة" في وجه خصوم سياسيين على الساحة الوطنية.

وشدد على أنه لا بديل لاستخدام الدولة صلاحياتها الدستورية ونفوذها العسكري أمام ما قال إنه  "مشروع تدميري" يقوده الحوثيون الذين يرون السلطة لا تحل إلا لهم ضمن مشروع مقدس وحق إلهي في الحكم يهدد بتفكيك المجتمع.