الواقع العربي

أسباب تخلي طهران وواشنطن عن المالكي

استعرضت حلقة الخميس 14/8/2014 من برنامج “الواقع العربي” تغير الموقف الإيراني من تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، ومساندتها لحيدر العبادي، وفرص التقارب الأميركي الإيراني.

تفاجأ المراقبون من التغير المفاجئ في الموقف الإيراني من تشكيل الحكومة العراقية الجديدة الذي جاء مساندا لرئيس الوزراء الجديد حيدر العبادي الذي كلف تشكيل حكومة جديدة خلفا لرئيس الحكومة المنتهية ولايته نور المالكي.

وتعيب طهران على المالكي فشله في إدارة البلاد، وعدم قدرته على ردع تنظيم الدولة الإسلامية والمسلحين والحفاظ على وحدة بلاده. وترى أن تعنت المالكي وإصراره على التشبث بكرسي الحكم تسبب في انقسام التحالف الشيعي- الذي يعد أكبر القوى السياسية العراقية- إلى قسمين أكبرهما مؤيد للعبادي.

وعن العوامل التي ساهمت في تكون الموقف الإيراني الجديد من حكومة المالكي قال مستشار مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية ما شاء الله شمس الواعظين إن "النكسة" الاستخبارية للأجهزة الإيرانية في العراق والتي تسببت في سقوط أراض كبيرة في أيدي قوات الدولة الإسلامية، تعد عاملا حاسما ساهم في فرض واقع جديد يترتب عليه اتخاذ بعض الخطوات السياسية الجريئة.

مصالح مشتركة
وأضاف شمس الواعظين أن إيران تتمتع بسياسة "براغماتية" فيما يتعلق بالمسائل الإقليمية، وأشار إلى أن ترشيح العبادي تم بواسطة التحالف الوطني نفسه، مما دفع إيران إلى تفضيل التقارب مع التحالف بدلا عن نوري المالكي، وأضاف أن هذه الخطوة يمكن أن تمثل منعطفا إيجابيا في علاقات إيران مع السعودية وأميركا.

من ناحيتها، رأت الباحثة المتخصصة في الشؤون الإيرانية بمركز الجزيرة للدراسات فاطمة الصمادي أن إيران تحاول استعادة السيطرة على العملية السياسية بالعراق، ولذلك قامت بهذا التعديل، وضحت بالمالكي للحفاظ على وحدة الصف الشيعي.

وتوقعت الصمادي أن ينحاز الصف الشيعي إلى شق العبادي، لأن المالكي فقد الطرفين اللذين كان يعتمد عليهما سابقا والمتمثلين في أميركا وإيران، وأكدت أن المالكي لم يعد مهما لإيران ولذا أطاحت به.

في المقابل نفى كبير الباحثين بمركز الشرق الأدنى للدراسات الإستراتيجية ديفيد بولوك أن يكون هناك تنسيق في المواقف بين أميركا وإيران، ولكنه أكد أن التطورات في المنطقة جعلت مصالح مشتركة بين الدولتين تفرض نوعا من التقارب في وجهات النظر.

وأكد أن المفاوضات لا تزال تجري حول الملف النووي الإيراني، الذي توقع أن يستمر التفاوض حوله لفترة طويلة جدا، ورأى أن العلاقة بين طهران وواشنطن توصف بأنها علاقة "عداء" أكثر من أي وصف آخر.

وأوضح بولوك أن مهمة الأميركيين في العراق قد انتهت بتحرير البلاد من نظام صدام حسين، مؤكدا أن تكملة المهمة تعد واجب العراقيين أنفسهم.